انهم يلحقون بي هم في كل مكان لا اعرف اين اذهب امامي سور صغير استطيع تسلقه والهرب ولكن هل سوف يكونون خلفه ؟ تسلقت السور ولم يكن هناك احد خلفه ولكن أصواتهم لا زالت في الخلف هم يلاحقونني .. ركضت وركضت حتى اصبح تلاشت أصواتهم وشعرت بأنهم لا يلاحقونني ولكني استمريت في الركض .. لقد كان الظلام في كل مكان ولقد كنت اركض لأنجو بحياتي .. بعد ان تعبت من الركض المتواصل توقفت بجوار احد المنازل ولقد كنت بالقرب من سيارة ذلك المنزل .. وضعت يدي على تلك السيارة وجلست في الأرض بعدها من التعب .. هم لا يلاحقوني الآن هكذا قلت لنفسي .. ولقد كنت لا اقوى على الركض مجدداً كل طاقتي استنفذت ولو ركضت الآن مرة أخرى اعلم بأني سوف اسقط على الأرض بدون أي حركة تذكر .. وانا جالس بالقرب من السيارة صاحب المنزل قام بإنارة الأضواء بالخارج يبدو انه شعر بأن شخص موجود في الخارج .. نظرت ناحية باب المنزل فتح الباب .. لقد كنت اريد ان اطلب منه المساعدة من الأشخاص الذين يلاحقوني ويريدون قتلي .. فتح الباب فإذا بصاحب المنزل رجل ذو شارب مميز وتسريحة شعر غريبة .. نظر إلي ومن ثم ركض ناحيتي ولقد كان وجهة مثلهم ! نعم لقد كانت اسنانه صفراء اللون ولقد كانت كبيرة عن الاسنان الطبيعية ولقد كان وجهة اشبه بالإنسان ولكن بوجه وحش ! ركض ناحيتي فوقفت وبدأت بالركض بكل طاقتي ولكن بالنهاية لقد سقطت .. ووصل إلي صاحب المنزل وقام بقطع اذني بواسطة اسنانه .. وصرخ بقوة عندما فعل ذلك فسمعت أصوات البقية .. انهم آتون ناحيتي .. سوف اموت ! وهنا .. استيقظت .. لقد كان هذا .. مجرد حلم
عندما استيقظت نظرت من النافذة .. يبدو ان الظلام قد حل الآن .. اعتقد بأننا وحدنا انا وانت .. سأحكي لك حكاية .. بل قصة حقيقية .. نعم حصلت معي وأريد ان تجيب عن سؤال واحد سوف أقوم بسؤالك إياه في النهاية .. لا اعرف حقاً ما هي إجابة هذا السؤال ولو كنت اعلم لما سألتك انت .. اريد ان تجيبني عن سؤال حيرني كثيراً .. وربما الى الموت سوف يكون هذا السؤال اكثر سؤال اريد الإجابة عنه .. ولكن لن تستطيع الإجابة عنه قبل ان تقرأ ما سوف اكتبه .. اقرأه جيداً تمعن بكلامي الى النهاية .. اريد فقط الإجابة على سؤالي .. أيها القارئ
عام 2020 وتحديداً في الساعة ال 7 مساءاً .. اذكر فقط كيف وصلت الى هنا .. مات جميع افراد عائلتي وكنت في حالة انهيار .. كنت لا اخرج من المنزل .. لا اذهب الى العمل .. لا افعل أي شيء لمدة 6 اشهر حتى اني اذا جعت كنت اطلب الطعام ويأتي إلي الى المنزل ولكن لكي أكون صادق خرجت مرة واحده فقط من المنزل وفي تلك المرة ازدادت حالتي سوءاً سوف احكي لك عن تلك المرة بعد قليل .. لقد كنت مدخراتي المالية تنفذ كل يوم .. ويبدو ان الإفلاس هو مصيري اذا استمريت على هذا الحال .. حتى اتى لي احد اخوتي .. وقال لي
أخي : ” ليون الى متى سوف تستمر على هذا الحال ؟ لقد مضى 6 اشهر منذ موتهم .. يجب ان تكمل حياتك يا اخي “
لم اقم بالرد عليه لأنه لم تكن لدي أي إجابة تستطيع محاكاة ما بي داخلي .. فتخيلت موت زوجتك واطفالك جميعاً كيف سوف يكون شعورك ؟ حسناً ربما لا تعرف هذا الشعور ولكن الشعور لا يوصف .. اريد ان اكمل حياتي ولكن هناك شيء فارغ بالخارج اشعر به وانا بالداخل .. شيء كالفراغ عندما ذهبت للخارج وهذه هي المرة الوحيدة خلال ست اشهر التي ذهبت بها الى الخارج .. اشعر بأني امشي في فراغ .. لا اشعر بالمباني من حولي .. ولا اشعر بالبشر ولا اشعر بأي شيء لم اكن اشعر ان هناك داعي لوجودي في الخارج فلن اضيف أي شيء للمجتمع الموجود بالخارج ولذلك عدت للمنزل وبقيت هناك حتى اتى اخي
مد أخي يده ووضعها على يدي كان يريد ان يخفف علي ولكن هو لا يعلم بأني لم اكن اشعر بأي إحساس وهو يضع يده على يدي .. نظر الي لثواني وهو واضع يده على يدي ثم قال
أخي : ” يجب ان اذهب الآن سوف أحاول ان آتي لك في وقت لاحق وان احتجت الى أي شيء فقط قم بالاتصال بي “
وقف من الكرسي الذي كان يجلس .. ذهب ناحية الباب ولكن هنا التفت ونظر إلي وقال لي
اخي ” نسيت لقد اوصاني ابي ان اعطيك هذه الرسالة قال لي انه يجب ان تقرأها “
وضع اخي الرسالة على الطاولة ومن ثم خرج من المنزل ، لا ادري لماذا ولكن عندما اقفل الباب كنت اريد ان اضع الرسالة في سلة المهملات ولكن قبل ان افعل ذلك هناك شيء بداخلي قال لي يجب ان تقرأ ما كتب ومن ثم القي بها في سلة المهملات وسوف تقولون لماذا سوف تلقيها اساساً في سلة المهملات ؟ .. حسناً انتم لا تعرفون من هو والدي
هو رجل يحب ان يعطي الأوامر باستمرار ولا يحب النقاش ابداً ، هو يفهم كل شيء في هذه الحياة ولو قلت انه على خطأ واعطيته دليل على ذلك فسوف يجادلك ايضاً .. كنت أرى دوماً ان النقاش مع ابي سيؤدي للنهاية لانتصاره ولذلك كنت اريد ان القي الرسالة في سلة المهملات ولكن اردت قبل ان القيها ان اقرأها والقيها بعد ذلك ولا اعلم لماذا كنت اريد ذلك
قمت بفتح الرسالة وكان مكتوب بها
” مرحبا ليون ، كيف حالك يا بني ؟ انا اعلم واشعر بما يمر بك ولكن ما تفعله بنفسك ليس هو التصرف الصحيح ، انا اكبر منك بالعمر ولقد مرت علي الكثير والكثير من الأشياء التي كانت سوف تغير مجرى حياتي بالكامل ولكن هل تعلم لماذا أكملت مسيرتي على نفس الطريق الذي كنت اريد ان اسلكه .. الطريق الذي كنت اخطط ان اعبر عن طريقه منذ توليت وظيفتي .. كان شيء واحد فقط وهو اني اعرف ان هذا الطريق سوف يصل بي الى النهاية التي كنت اريدها .. يجب ان يكون لديك هدف ولو كان ليس لديك هذا الهدف ضعه منذ الآن .. تزوج من جديد ارزق بالأبناء لازلت صغيراً يا بني هناك الكثير في انتظارك في هذه الحياة ، سأقول لك شيئاً ربما هذه اول مره تسمعه فيها .. لقد مرت علي حادثة صعبة ولا اريد ان اذكرها في احدى سنوات حياتي ولقد كنت اشعر بأني لن استطيع تجاوزها ابداً ولكن هل تعلم شيئاً ؟ لقد تجاوزتها .. ولكن كيف تجاوزتها هذا هو السؤال ؟ والجواب هو بفضل المكان الذي ذهبت إليه .. انها عبارة عن قرية .. نعم قرية صغيرة يا ليون موجودة في ولاية فلوريدا .. ربما تظن ان الأمر غريب ما علاقة القرية بأن اتجاوز ما امر به .. لن استطيع الشرح اكثر .. ولكن لو كنت تريد الذهاب الى القرية يجب ان تحجز اولاً ولقد فعلت ذلك لك .. لقد حجزت لك الإقامة هناك ولمدة شهر كامل وصدقني هذا الامر سوف يفيدك يا بني اذهب الى هناك ولقد وضعت لك العنوان كامل في ظرف افتحه ويوجد هناك كل شيء تحتاجه أوراق الإقامة والاتجاهات وكل شيء .. وتذكر يجب ان تذهب في تاريخ ال 10 من ابريل في الساعة ال 9 صباحاً يبدأ كل شيء وينتهي ايضاً في الساعة ال 9 صباحاً بتاريخ 10 مايو أي ان مدة اقامتك سوف تكون شهراً كاملاً سوف يبدأ حجزك في ذلك اليوم تذكر ذلك يا بني .. اذهب وافعل كما فعلت وأتمنى ان تتخطى ما انت به حالياً “
والدك
انتهت الرسالة .. كنت اشعر بأن ابي لأول مرة في حياته يكلمني بنبره مختلفة .. نبرة الوالد التي افتقدتها طوال حياتي فاقتنعت اقتناع تام بما قاله بالرسالة ولذلك قررت الذهاب الى القرية .. لقد كان التاريخ اليوم هو ال 7 من ابريل وبقى 3 أيام على بدء اقامتي هناك
قمت على الفور بوضع اغراضي التي سوف احتاجها طوال فترة اقامتي هناك من ملابس وكل شيء ولا ادري لماذا ولكن كنت متحمس لمعرفة جانب جديد او بالأحرى جانب غامض من ابي ، انتهيت من كل شيء ومن كثرة حماسي اخذت السيارة وانطلقت الى المكان الذي حدده إلي والدي لقد كانت رحلة سوف تستغرق يومين على الأقل
في اثناء الرحلة لقد كانت الأجواء جميلة ، لقد كانت الأماكن كلها بالنسبة لي كأني لأول مرة اشاهدها على الرغم ان بعض الطرق التي مررت بها مررت بها سابقاً ولكن الشعور كان مختلف هذه المرة ربما بسبب عزلتي الطويلة
حسناً بعد طريق طويل وصلت الى القرية .. لقد كانت الأشجار في كل مكان خارج تلك القرية .. ولقد كان هناك اسوار بشكل دائري كما بدى لي لأول مرة .. اسوار تحمي القرية من دخول أي شخص يحاول الدخول إليها .. لقد كانت اسوار طويلة .. بل طويلة جداً ويصعب على أي الشخص الدخول الى الداخل الا من خلال الباب الرئيسي .. لقد كان هناك لافته كبيرة على الباب الرئيسي كتب عليها ( القرية ) انا بالمكان الصحيح
ذهبت ناحية الباب الرئيسي ولقد كان هناك اكثر من حارس بالخارج وطلبوا مني التوقف على بعد 20 خطوة على ما اعتقد من الباب الرئيسي .. فأتى إلي احد الحراس
لقد نظر إلي لثواني ومن ثم قال لي
الحارس : ” هل لديك حجز هنا ؟ “
لقد كنت انظر إليه وشعرت من نظراته بأنه لا يحب وظيفته ولكن هذا شعوري في النهاية وربما أكون مخطئ
فقلت له ان لدي حجز واعطيته ما يثبت ذلك
طلب مني ان أقوم بإيقاف سيارتي في المواقف المخصصة لذلك وهي تقع بالخلف خارج القرية .. حيث ان ( القرية ) من الممنوع ان يكون بها أي وسائل تكنولوجية .. مثل الهاتف والسيارة والتلفاز ولا اعلم هل معدات الطبخ تعتبر من تلك الوسائل او لا ؟ هذا السؤال لم افكر به حتى الآن
قمت بإيقاف السيارة بالمكان المخصص بالسيارات ولقد اعطاني الحارس ورقة تثبت بأني قمت بإيقاف السيارة بذلك المكان ومن ثم طلب مني مرافقته ، قمت بإنزال حقيبتي معي ولقد كنت اتبع الحارس
لقد اخذني الى غرفة خارج القرية وقال لي ان هناك صندوق امانات ضع بها كل شيء لا تحتاجه داخل القرية .. فأنت لن تحتاج الى المال او الهاتف او أي شيء آخر فالحياة بالداخل مختلفة عن الحياة التي تعودت عليها بالخارج
وضعت كل شيء في صندوق الامانات ولا يوجد أي شيء في جيوبي .. ومن ثم طلب مني ان امر بجهاز لكشف اي شيء لا يسمح بدخوله الى ( القرية ) ، مررت من الجهاز وكان كل شيء على ما يرام ، الحقيبة التي بها ملابسي قال لي الحارس انه سوف يفتشها ومن ثم سوف يرسلها الى الداخل الى مكان سكني .. وافقت على ذلك وقبل ان اذهب قال لي الحارس ان الكهرباء في المكان موجودة ولكن للإضاءة ولأشياء أخرى ضرورية كالطبخ مثلا والتدفئة والتبريد لا اكثر من ذلك
طلب مني الآن مرافقته للذهاب الى داخل ( القرية ) ، قمت بمرافقته حتى وصلنا الى الباب الرئيسي .. الباب المؤدي الى داخل القرية .. قام بفتح الباب بمساعدة حارس آخر فلقد كان فتح الباب صعب كما يبدو على رجل واحد منهم ، فتح الباب وطلب مني ان ادخل .. توقعت ان يرافقني هو الى الداخل ولكن ما ان دخلت قاموا بإغلاق الباب على الفور .. لقد أصبحت في الداخل ! داخل القرية ولا يوجد أي مرافق معي بل انا لوحدي .. فقمت بالتحدث مع الحارس نفسه الذي كان بمرافقتي وقلت له ما الذي يجب عليه ان افعله الآن ؟
نظر إلي وقال لي عش حياتك داخل القرية كما لم تعشها بالخارج
لم افهم كلمة من ما قاله ولا اعرف ما الذي يجب علي ان افعله بالداخل ! فنظرت حولي .. لقد كانت الشجيرات في كل مكان والزهور ايضاً ولقد كان هناك منازل قديمة ! منازل كما بدى لي مصنوعه من الطين .. لقد كانت منازل قديمة كأنك ترى صور قديمة لبيوت قديمة لو فهمت قصدي !
لقد كانت حقاً قرية مختلفة عن الولايات المتحدة الامريكية .. كأنها دولة بداخل دولة
حسناً انا الآن بالداخل .. لقد كانت الساعة تشير حسب ساعتي الى ال 9 صباحاً .. لقد كان هناك أناس يتجولون في الداخل ولقد كنت القي التحية على كل شخص يصادفني .. لقد كنت أتوقع ان يبادروني بالتحية ولكن كان العكس ! كانوا ينظرون إلي نظرة غريبة .. لم اعرف ما المعنى من تلك النظرة .. ولكن لم اهتم في الحقيقة في البداية .. لقد كان هناك خطوط في الأرض احد تلك الخطوط مكتوب عليها ( مكتب الاستقبال ) ، حسناً اذن عرفت اين هي وجهتي مكتب الاستقبال .. ذهبت الى هناك ولم يكن هناك أي احد سواي انا وموظف واحد فقط كان يجلس خلف المكتب .. عندما نظر قام من مكانه ورحب بي .. فرحت لأنه اول شخص يرحب بي بشكل ممتاز في هذا المكان الغريب .. على كل حال
طلب مني الجلوس على احد الكراسي لأملئ بعض أوراق الدخول وهناك شروط بها يجب علي الموافقة على جميعها .. قمت بملئها ووضعت الموافقة على جميع الشروط على الرغم بأني لم اقرء الشروط جميعها بل القيت نظرة سريعة فقط .. الشعور وهو يتحدث معك كأنك في احد الفنادق .. عندما انتهينا من الأوراق اعطاني احد المفاتيح المعلقة وراءه .. لقد كان مكتوب على المفتاح رقم ( 3 ) فقال لي ان المنزل الذي سوف اسكن به هو المنزل رقم ( 3 ) وشرح لي ان المنازل هنا جميعها تحمل ارقام .. وكل شخص لديه منزل خاص به .. وقال لي ان وجبات الفطور والغداء والعشاء ايضاً سيتم ايصالها للمنزل كل يوم وحتى انتهاء اقامتي ..
عندما انتهى من شرح كل شيء قلت له
ليون : ” لماذا الناس هنا يبدون غير سعيدين ؟ “
موظف الاستقبال : ” على العكس لم ترهم في اول يوم كانوا هنا .. هم الآن بحال افضل وانا اقصد الجميع .. اقل نزيل معنا هنا مكث الى الآن أسبوعين وانت اول نزيل جديد منذ أسبوعين .. ربما ينظرون إليك نظرة الغريب الذي دخل الى المكان الذي يسكنون به لا اكثر .. مع الأيام سوف ترى ان وجهة نظرك سوف تتغير “
لم اقتنع بكلامه ولكن ربما يكون كلامه صحيح .. فتذكرت موقف صادفني مره .. لقد كنت في احد المطاعم مع زوجتي واطفالي وكان المطعم غير مزدحم بل لقد كنا الأشخاص الوحيدين الموجودين في ذلك المطعم ولقد كنا نضحك بصوت عالي والأطفال يمشون بالمكان كأنها منزلنا .. وفجأة دخلت عائلة الى المكان فنظرنا انا وزوجتي إليهم وحتى اطفالي ! لقد كان الشعور انه مكاننا نحن .. ونحن لا نريد من المتطفلين الدخول الى هنا .. هو في الأساس ليس مكاننا ولكن هذا الشعور تولد بسبب اننا شعرنا بالراحة ونحن نفعل ما نريد بدون ان يكون أي شخص في المكان .. ولكن سرعان ما انتهى كل هذا فور دخول تلك العائلة .. ربما يكون هذه شعور الأشخاص في هذه القرية .. ربما
حسناّ .. اخذت المفتاح ولم يرافقني موظف الاستقبال بل قال لي ان الطريق سهل ولو احتجت الى أي شيء تعال الى هنا فلا يوجد هواتف في المكان .. شكرته ومن ثم ذهبت الى الخارج لمعرفة اين المكان الذي سوف اسكن به
لم اقم بالبحث لوقت طويل لقد كانت المنازل ملاصقة لبعضها يفصل كل مكان والآخر فراغ صغير لا اكثر وعلى كل منزل هناك رقم له .. بحثت قليلاً حتى وجدت المنزل الذي سوف اسكن به
قمت بفتح الباب ودخلت وتفقدت ارجاء المنزل .. لقد كان المنزل عبارة عن طابق واحد فقط لا غير .. به غرفة للنوم ومطبخ وحمام وصالة صغيرة ويوجد جلسة خارجية بالخارج لقد كان منزل صغير ولكن لقد اعجبني
مر هذا اليوم بشكل طبيعي جداً .. خرجت من المنزل ولم يكن الناس يبادروني التحية فقط كان هذا الشيء الغريب ، بينما الموظفون الذين كانوا في ارجاء المكان كانوا يلقون التحية ولقد كانوا لطيفين جداً .. يذكرني الامر كما قلت سابقاً كأننا في احد الفنادق
مر هذا اليوم .. اكلت وجباتي .. ومن ثم نمت .. لقد كان كل شيء يسير بشكل طبيعي .. ولكن هل سوف اقضي بقية الأيام بهذا الشكل ؟ كيف تغيرت حياة ابي من هذا المكان .. ربما الأيام سوف تكشف ذلك
لقد كنت نائماً .. فجأة سمعت صوت ايقظني لقد كان صوت قوي لم اميز ما هو الصوت ومن اين اتى ولكن الصوت فقط ايقظني .. لقد كانت هناك انارة في الصالة ولقد انطفأت .. نظرت من النافذة التي بغرفتي ولقد كان الظلام بالخارج في كل مكان الا ضوء القمر في تلك الليلة .. يبدو ان الكهرباء قد انطفأت .. حاولت تشغيل الكهرباء ولكن لم يعمل أي زر من ازرار الإضاءة .. يبدو ان الكهرباء انطفأت من المكان بأكمله
كنت اريد الانتظار فقط لدقائق فربما تعمل الكهرباء بعد القليل فالكهرباء انطفأت في كل مكان فلابد ان الموظفين هنا علموا بذلك .. وما هي الا دقيقة واحده فقط وقد طرق باب المنزل .. كان الجرس لا يعمل فهو موصل بالكهرباء ايضاً كما يبدو فقاموا بطرق الباب
ذهبت ناحية الباب لأفتحه قمت بفتحه .. ولقد كنت أتوقع ان يكون امامي شخص بطولي على الأقل ولكن نظرت الى الأسفل فوجدت فتاة صغير ربما تبلغ من العمر الخامسة او السادسة لا اعلم .. ولقد كان معها بعض الخبز كما بدى لي او بالأحرى طعام .. قلت لها ” مرحبا يا صغيرة ” ولكنها لم ترد علي .. لقد كانت واقفة فقط بدون أي حركة فقلت لها ” هل انتي ضائعة ؟ “
فقمت بملس رأسها فصرخت بأعلى صوت لها ! وهنا الدماء تخرج من انفها .. لم افعل شيئاً ! ما الذي فعلته لتفعل هذا .. فجأة لقد عادت الكهرباء الى العمل ولقد كانت الفتاة الصغيرة الى الآن تصرخ بأعلى صوت لديها .. ما الذي يجب علي ان افعله ؟ لم افعل أي شيء .. فرأيت فجأة الموظفين والناس الموجودين في المكان يتجمعون بالقرب من منزلي وينظرون إلي .. لم اكن اعلم بماذا كانوا يفكرون بل كانوا ينظرون إلي بنظرة غضب .. غضب شديد
فاقترب مني احد الموظفين لأن ملابسهم مميزة لديهم شعار على ملابسهم عندما تشاهده تعرف انهم يعملون هنا .. لقد كان الشعار على صورة بومة فقال لي انه مسؤول الامن هنا ويجب ان ارافقه
وافقت وذهبت معه .. لقد اخذني الى المركز الأمني الموجود في القرية .. ولكن لماذا ؟
عندما دخلنا الى الداخل نظر إلي مسؤول الامن وقال ” الطفلة .. هناك دماء على انفها لماذا فعلت ذلك ؟ “
قلت له ” لم افعل شيئاً “
شرحت له ما حصل منذ البداية .. لقد كان ينظر إلي وانا اشرح كل شيء وعلامات عدم التصديق تظهر على وجهة
فقلت له ” يبدو انك لا تصدقني “
حرك رأسه بالموافقة وقال لي انه سيتم حبسي في السجن الموجود هنا حتى نعرف ماذا حصل بالضبط .. ومن ثم سيتم الافراج عنك لو كنت غير مسؤول عن هذا ولو كنت مسؤولاً عن الذي حدث سوف يتم تحويلي لمحكمة القرية
محكمة القرية ؟ وما هذه ؟ هذا ما قلته له
فقال لي ان الأوراق التي وقعتها عند موظف الاستقبال يوجد بند من البنود ان أي شيء يحصل هنا من اعمال العنف او جريمة او أي شيء يعتبر خارج عن القانون ستتم المحاكمة عن طريق محكمة القرية
لقد كنت اعتقد ان هذه مزحه محكمة في قرية ؟! ومن اقر هذا القانون هنا ، وتذكرت الأوراق لقد وقعتها ولقد كان هناك شروط ولكن لم اقرءها بل نظرت إليها بشكل سريع فقط
وضعني في السجن .. لقد كانت هناك زنزانتين في المكان واحده على اليمين والأخرى على اليسار ، لقد تم وضعي في الزنزانة التي على اليمين
مرت ساعة كاملة وانا بالسحن .. وبعدها تم فتح باب السجن انه المسؤول مره أخرى .. فقط فتح الباب واعطاني ظهره ومن ثم مشى وقال بصوت خفيف .. انت بريء اخرج من السجن
خرجت من السجن ولحقت به وسألته كيف اكتشفوا اني بريء ، فقال ان الفتاة قالت اني لم افعل شيئاً .. وانتهى الموضوع على هذا
رجعت الى المنزل ونمت على الفور ، لقد كنت اشعر بالتعب وربما تتساءل كيف لشخص ان ينام ومر بهذا الموقف .. وينام بسرعة ؟ الجواب سهل فقط فكر كيف وصلت الى هذا المكان او بالأحرى لماذا اتيت الى هذا المكان وماذا كانت مشكلتي ستعرف ان ما يحصل معي حالياً هو شيء عادي بالنسبة لي
نمت في المنزل واستيقظت بعد 9 ساعات تقريباً ، واكملت يومي بشكل عادي .. ذهبت للخارج لأتمشى قليلاً .. اكلت طعامي .. حاولت الكلام مع الناس الموجودين ولكن لقد كانوا أسوأ بطباعهم عن ذي قبل .. ربما بسبب ما حصل
مر الوقت .. ويمر اليوم بشكل طبيعي حتى اتى الليل .. الساعة الآن ال 11 مساءاً فقررت الذهاب الى النوم .. وانا واضع رأسي بالفراش ومستعد للنوم كنت افكر لماذا كان يريد ابي ان آتي الى هنا ؟ وكيف كان هذا الشيء مفيد له ؟ نمت .. وما هي الا ساعات الا وسمعت طرق على الباب ! نعم احدهم يطرق على الباب بقوة ! لقد كان الصوت قوي ! لقد كانت هناك انارة خفيفة بالمكان فنظرت الى الساعة ( ربما نسيت ان اخبركم من الأشياء التي يسمحون ان تكون موجودة هنا هي الساعة ) نظرت لساعتي وكانت تشير الى الساعة ال 3 فجراً .. بالبداية لقد كنت أخاف ان افتح الباب وارى الفتاة امامي مرة أخرى .. ولكن فكرت قليلاً فتاة صغيرة وبهذا العمر لا تستطيع ان تطرق الباب بهذه القوة !
ذهبت وفتحت الباب .. ولقد كان مسؤول الامن من هو وراء الباب .. صرخ في وجهي بصوت عالي وقال لي
مسؤول الامن ” الفتاة ! لقد اختفت الفتاة الصغيرة ! هل تعلم أي شيء عن هذا ؟ الام والأب يعتقدون بأنك انت من فعل ذلك ؟ “
نظرت له وقلت له اني لا اعلم أي شيء عن الفتاة ، لقد كانت نظراته تظهر انه لا يصدق أي كلمة من ما اقول .. فعلمت ما هو مصيري .. انا المشتبه الأول فماذا سوف يكون مصيري ؟ اخذني الى السجن .. ولكن هذه المرة في زنزانة مختلفة .. لقد تم وضعي في الزنزانة الموجودة على اليسار .. لم يكن هناك الا زنزانتين في المكان كما قلت لكم سابقاً
زنزانة بقضبان قوية جداً من المستحيل ان تقوم بفعل أي شيء لتخرج منها .. وانا نائم على السرير الموجود في الزنزانة .. وضعت يدي تحت الوسادة فإذا بورقة .. نعم لقد كانت هناك ورقة تحت الوسادة ولا اعلم لماذا هي هنا اساساً
قمت بأخذ الورقة لأعرف هل هي مجرد ورقة تم وضعها هنا ام ماذا .. لقد كتب الكثير من الكلمات في هذه الورقة .. وسأقول لكم ما كتب فيها الآن ..
” من انا ؟ لا يهم المهم ماذا سوف يحدث معك .. بما انك دخلت الى هذا المكان فأنت سوف تموت بالنهاية ، نصيحتي لك ان تحاول الهرب من المكان بأي وسيلة .. فستموت ان لم تهرب .. اهرب الآن !
م.ج “
ما هذا .. هل هذه مزحه وضعت هنا ام ماذا .. ولو لم تكن مزحه يجرب علي الهرب والآن ! قمت بالتحدث مع المسؤول عن الامن ولكن لم يجبني بأي كلمة .. قلت له اخرجني لم افعل شيئاً .. قلت له ان ليس لي علاقة بكل هذا صدقني .. ولا يوجد لديك أي دليل .. ولكن لم يجبني بأي كلمة .. تخيل شعوري وانا من الممكن ان اموت بأي لحظة .. اقتل عن طريقهم بأي شكل من الاشكال .. هل هذا ما ساعدك يا والدي ؟
مرت الساعات .. ربما مرت ثلاث او اربع ساعات لا اعلم وانا احدق بمسؤول الامن وهو لا يتكلم فقط يقرأ احد الكتب .. لقد كان كتاب احمر اللون وكان عنوانه ” النهاية ” هل هي صدفة ان ما يحصل معي ربما يكون ” النهاية ” ؟
فجأة ومن دون أي سابق انذار .. انطفأت الكهرباء مثل ذلك اليوم .. القضبان .. قضبان السجن لقد كانت تعمل بالكهرباء .. فسمعت صوت فتح القضبان .. على ما يبدو انها مبرمجة انه اذا انطفأت الكهرباء يفتح باب السجن .. لقد كان الظلام في كل مكان ولقد مسؤول الامن لقد كان لديه مصباح قام بفتحه وخرج الى الخارج .. لم ينتبه او لم يكن في باله ان باب السجن موصول في الكهرباء .. ربما هذه اول مره يحصل هذا معه .. ان يكون شخص داخل السجن وتطفأ الكهرباء
انت تعلم ما الذي سوف يحصل ؟ سوف اهرب ! سوف اهرب من كل هذا المكان .. خرجت من السجن .. والآن امامي الباب المؤدي لخارج هذا المبنى الذي به السجن .. نظرت للخارج ولقد كان مسؤول الامن يبتعد بعيداً عن مبنى السجن .. لقد كنت أرى المصباح الذي معه من بعيد .. لقد ذهب بعيداً .. خرجت من المبنى .. وركضت باتجاه معاكس للاتجاه الذي هو ذهب إليه .. ركضت بأقصى سرعتي حتى اصطدمت بشخص على ما اعتقد .. لقد كانت الصدمة قوية ولكن نهضت على الفور من شدة خوفي ان يتم الإمساك بي .. فقام الشخص الذي اصطدمت به بفتح المصباح الذي كان بيده .. لقد نظرت الى وجهة .. لقد كان رجل عجوز ذو شعر ابيض .. ولقد كانت نظراته لي مرعبة .. نظر إلي ومن ثم أشار بيده خلفي .. نظرت إلى الخلف فرأيت مسؤول الامن عاد الى المبنى كما يظهر بمصباح مسؤول الامن .. لقد كان المصباح هو في المكان الذي ركضت منه ذلك المبنى الذي به السجن كما أرى .. ولكن لماذا هو يشير الى هناك هل هو يعلم اني هربت من هناك ؟ وكيف يعلم من هو ؟
نظرت إليه وقلت له
ليون : ” من انت ؟ “
نظر إلي وقال لي
الرجل ذو الشعر الأبيض : ” عد من حيث ما اتيت “
ليون : ” سوف يقتلوني لو رجعت الى هناك “
قام بالالتفاف وذهب .. مشى قليلاً .. تم اطفأ المصباح .. واختفى في الظلام
أكملت طريقي .. لقد كنت اركض ولا اعلم اين .. لقد جن جنوني باختصار ! حتى .. حتى رأيت تلك الفتاة الصغيرة .. نعم لقد كانت تلك الفتاة الصغيرة نفسها .. ولا اعلم لماذا توقفت وقتها عندما رأيتها .. لقد توقفت فقط ونظرت إليها .. وبعد ثواني سألتها بشكل لا ارادي
ليون : ” ماذا قلتي لهم لكي يتم سجني ؟ “
لم تجبني .. ولكن ركضت .. نعم لقد ركضت وبجهة معينه .. كانت تعرف اين ستذهب كما أرى .. لم يكن ركضها بدافع الهروب فأنا اعرف كيف يركض الشخص عندما يريد ان يهرب .. بل كانت تريد ان تذهب الى مكان ما .. فقمت باللحاق بها .. حتى وصلنا الى منزل .. لم أرى هذا المنزل طوال فترة سكني هنا .. ربما لأني لم ابتعد عن المنزل الذي اسكن به كثيراً .. لقد كان المنزل مختلف عن باقي المنازل .. لقد كتب عليه المنزل رقم ” 100 “
لقد كان المنزل كأنه من رواية رعب .. ولكن ما لفت انتباهي ان الإضاءة الخارجية للمنزل كانت تعمل بشكل سليم .. اما باقي المنازل لا تعلم ولماذا فقط هذا المنزل تعمل به الإضاءة ؟ لا يهم الآن
الفتاة فتحت باب المنزل وأشارت إلي بالدخول معها .. لم ادخل بل وقفت مكاني .. فقامت بغلق الباب .. لقد أصبحت بالداخل وانا بالخارج .. وهنا فقط لقد عملت .. نعم عادت الكهرباء للعمل من جديد .. الآن سوف يمسكون بي هذا ما كنت افكر به .. انا هارب من السجن وانا متهم كما أرى بالنسبة لهم .. اذن ماذا سوف يكون مصيري اذا امسكوا بي ؟ الجواب سهل كما ترون ايضاً ، ولذلك قررت بفعل شيء ربما تراه غبي الآن وانت تقرأه ولكن انا اراه عكس ذلك في تلك اللحظة .. عندما تكون امام مشكلة وليست أي مشكلة بل مشكلة كبيرة يكون الحل الأقرب لحل تلك المشكلة هو اسوء حل بالأغلب .. على سبيل المثال تخيل ان معك 500 دولار وفقدت 200 دولار ماذا ستفعل بال 300 دولار ؟ اغلبكم من يقرأ هذا الكلام سيقول مثلاً سوف احتفظ بها ولكن اغلب الناس يقومون بشيء متهور بال 300 دولار كصرفها على أي شيء ! ومن دون وعي لأنهم خسروا ال 200 دولار
وحسناً هذا ما حصل معي قمت بالحل السيء بذلك الوقت وهو الدخول الى المنزل .. ذهبت الباب وقمت بفتحه لم يكن مقفل .. دخلت الى المنزل .. لقد كان امامي سلم كبير يؤدي الى طريقين .. يمين ويسار ..
ولقد كان بالدور الأرضي الذي انا به غرفتين واحدة على اليمين والأخرى على اليسار .. لقد كان اثاث المنزل الداخلي كما بدى لي فخم ولكن به الكثير من الغبار .. صرخت بصوت عالي وناديت يا فتاة ! يا فتاة ! ولكن لم يجبني احد .. هل هذه لعبة بالنسبة لها ؟
ذهبت الى الغرفة التي على اليمين في الدور الأرضي .. لقد كانت الغرفة مغلقة .. فذهبت الى الغرفة الأخرى التي على اليسار .. قمت بلف مقبض الباب لفتحه ولكن لقد كانت الغرفة مغلقة ايضاً .. فكرت هل اصعد الى فوق ؟ وانا امشي بجانب السلم وجدت غرفة بالدور الأرضي .. لقد كانت وراء السلالم .. ذهبت الى هناك وفتحت الباب .. لقد كانت تؤدي الغرفة الى سرداب
نزلت الى السرداب .. لقد كانت السلالم قديمة جداً ولقد كنت امشي خطوة خطوة .. كنت أخاف ان تنكسر احدى السلالم وانا انزل .. كل شيء سار على ما يراد ونزلت الى الأسفل .. سوف أقول لك ما اشاهد الآن .. لقد كان هناك 4 سجون .. نعم أبواب تدخل اليها ويتم اغلاقها مثل السجون بالضبط والقضبان مثل السجن كأنك في داخل احد السجون الموجودة في اغلب دول العالم
سجن في منزل ولكن لماذا ؟ لقد كان هناك 2 من السجون على اليمين و 2 على اليسار .. اخترت الذهاب الى اليمين اولاً فدخلت الزنزانة الأولى ولم اجد هناك شيء الا سرير .. تفحصت السرير من كل جانب ربما اجد ورقة كما حدث عند مسؤول الامن ولكن لم اجد أي شيء في هذا السجن
ذهبت للسجن الثاني الذي على اليمين .. لقد كان هناك عبارات مكتوبة على الحوائط .. لم افهم أي كلمة من الذي كتب .. لا اعرف حتى أي لغة هذه .. لقد كنت اعرف القليل من الفرنسية والقليل من الاسبانية ولكن اللغة المكتوبة غريبة لم تمر علي يوماً ما .. هل هذه هي اللغة العربية ؟ كلا ليست هي لأنه كان شخص يعمل معنا يتحدث العربية ولقد كان هناك دفتر ملاحظات له باللغة العربية ولم تكن الكلمات بهذا الشكل .. اذن ما هي هذه اللغة ؟ حسناً .. أكملت البحث في هذه الزنزانة ولكن لم اجد أي شيء ايضاً
الآن جاء الدور على الزنزانتين باليسار .. ذهبت الى الزنزانة الأولى المقابلة للزنزانة التي كنت بها .. دخلت إليها ولقد كانت هناك رائحة كريهة .. كريهة جداً داخل الزنزانة ولكن ما هي هذه الرائحة ؟ ومن أين ؟ بحثت في جميع انحاء الزنزانة ولم يكن هناك أي مصدر لتلك الرائحة .. اذن من اين تأتي ولماذا هذه الزنزانة .. ما توصلت إليه انه ربما يكون شيء مدفون تحت هذه الأرض في الزنزانة فلقد بحثت لوقت طويل ومن دون أي فائدة .. وهي اكثر زنزانة الى الآن بحثت بها ولكن لم اجد أي شيء .. والشيء الغريب بهذه الزنزانة انه لا يوجد بها سرير عكس الزنزانتين السابقتين .. حاولت ان ارفع أي جهة من الأرض بالسجن ربما ان هناك شيء يتحرك واستطيع رفعه ولكن لا يوجد أي شيء استطيع رفعه .. حسناً ما الفائدة من البحث لكل هذا الوقت ولن اجد شيء .. اذن باقي زنزانة واحدة فقط .. ذهبت الى الزنزانة الأخيرة التي على اليسار .. لقد كان بالزنزانة سرير ولقد كانت رائحة الزنزانة عادية جداً وليست كالزنزانة السابقة
تفحصت الجدران اولاً ومن ثم الأرض والآن السرير .. ما هذا .. تحت السرير يوجد ورقة بيضاء .. اخذت الورقة وسأقرأ ما كتب فيها
” وصلت الى هنا ؟ اخيراً .. جميع من وصل الى هذه السجون قد قتل .. هل تستطيع النجاة كما نجيت انا ؟ سأقول لك كيف تنجوا .. انهض ! فقط انهض ! .. انهض من المكان الذي انت به واذهب .. اذهب الى اكثر مكان قريب تخاف منه وربما سوف تحل جميع الأمور .. ربما كلامي ليس مفهوم ولا تفهم ما أقول ولكن اذهب الى اكثر مكان تخاف منه قريب من هنا وسوف تعلم ماذا اقصد .. لأنه لو قلت لك بشكل مباشر ما يحدث لن تفهم ما اقصد
م.ج “
خرجت من السرداب وانا مليء بداخلي بالرعب .. صعدت الى فوق وتحديداً الى السلالم التي تؤدي الى الدور الأول .. عندما تصعد السلالم المؤدية الى الدور الأول هناك ناحيتين عند الصعود على اليمين واليسار .. فاخترت اولاً الذهاب ناحية اليمين , لقد كان لون الباب اسود ذو مقبض اسود حديدي .. ادرته ولقد كان ثقيلاً قليلاً .. فتح الباب وعندما فتحته تم تشغيل الإضاءة التي بالداخل .. يبدو ان الإضاءة التي بالغرفة تعمل عند دخول الشخص الى الغرفة ولكن كيف تغلق ؟ هل عندما أكون داخل الغرفة واقوم بإقفال الباب سوف تقفل الإضاءة مثلاً ؟ لن اجرب هذا ولكن سوف ادع الباب مفتوحاً .. لقد كانت الغرفة بالطول وليست عريضة ابداً .. مشيت بالداخل ولقد كان هناك صور على اليمين وعلى اليسار .. ولا تعلم ماذا شاهدت .. اول صورة لقد كانت صورة ابنتي التي توفت .. ولقد كانت حزينة في الصورة .. ثاني صورة لقد كانت صورة زوجتي .. ولقد كانت تصرخ .. ثالث صورة هي صورة ابني الذي مات .. جميع هذه الصور كانت على اليمين .. صورة ابني كانت كأنه ينظر إلي .. ينظر إلي الآن .. كأنه ينظر إلي ويريد ان يتكلم معي ان يقول لي شيئاً .. نظرت بعدها الى الصور التي على اليسار .. الصورة الأولى كانت صورة منزلي .. الصورة الثانية هي صورة القرية .. اما الصورة الثالثة فكانت صورة ابي وامي .. ولقد كان ابي ينظر وهو يضحك .. لم أرى أبي في حياتي يضحك مثل الضحكة التي بالصور .. ولكن انتظر لحظة .. ماذا اتى بصور عائلتي جميعاً الى هذا المنزل ؟ ابي لقد قال ان هذا المكان ساعدة .. هل هذا المنزل الذي عاش هو به ؟ ولو كان هذا المنزل الذي عاش به ما علاقة زوجتي وابنائي ؟ ما علاقتهم بأن يتم وضع صورهم هنا ؟ هل هذا مثلاً سوف يساعدني ؟ هل يعتقد أبي ان هذا الحل ؟ وكيف سيكون هذا الحل ؟ قمت بتمزيق جميع الصور ! لقد كانت الصور تثير غضبي خاصة أماكن تواجدهم في هذا المنزل .. وخرجت من هذه الغرفة وأغلقت الباب ورائي بكل قوتي ومن ثم اتجهت الى اليسار .. الى جهة اليسار وهناك لقد كان الباب ذو لون غريب .. لم أرى باب بمثل هذا اللون الغريب سابقاً .. لقد كان باب اصفر اللون .. والمقبض لونه ابيض .. ادرت المقبض وفتح الباب .. دخلت الى الغرفة ولقد كانت مضاءة مسبقاً ولقد كانت غرفة بها صور ايضاً وهي غرفة بالطول .. لقد كان هناك صور على اليمين وعلى اليسار .. بكل طرف ثلاث صور .. الصورة الأولى هي صورتي يوم ولادتي فأنا اعرف هذه الصورة لقد اراني إياها والدي العديد من المرات .. الثانية هي صورتي عندما مشيت لأول مرة .. اما الثالثة فصورتي لأول مرة دخلنا بها المدرسة .. هذه الصور جميعها كانت على الطرف الأيمن .. اما الطرف الايسر فلقد كان هناك صورتي عندما كان عمري اعتقد 10 سنوات لأول مره أقوم دراجة بدون عجلات مساعدة .. والصورة التي بعدها هي صورتي عند التخرج من الثانوية .. ومن ثم صورتي عندما رزقت انا وزوجتي بأول مولود .. ولكن لماذا هذه المراحل من حياتي بهذه الغرفة ؟ هل هذا حقاً يساعد ؟ قمت بتمزيق جميع الصور وخرجت من الغرفة وقمت بإغلاقها ورائي
واذا به امامي عندما خرجت من الغرفة .. عندما خرجت من الغرفة رأيت ذلك الرجل العجوز الذي شعره ابيض .. لقد امسكني بيده من رقبتي ولقد كانت يد قوية كأنها ليست يد لرجل عجوز كأنها يد شاب .. امسك بي من رقبتي ودفعني الى الحائط .. لقد كان رأسي ملاصق للحائط .. قال لي ولقد كنت اشاهد اسنانه المتساقطة ..
الرجل العجوز ذو الشعر الأبيض ” اخبرني كيف ماتت عائلتك ، اخبرني الحقيقة وفقط الحقيقة “
كنت اريد ان أتكلم ان أقول له لماذا تريد ان تعرف ذلك .. كنت اريد ان أقول أي كلمة ولكن هو كان ممسك برقبتي ولا استطيع الحديث .. شعر بذلك فقام بإفلات رقبتي .. سقطت على الأرض على الفور وقلت له
ليون ” ولماذا تريد ان تعرف ؟ لماذا ؟ “
الرجل العجوز ذو الشعر الأبيض ” لو كنت تريد ان يكون هذا المكان هو آخر مكان في هذا الكون ان تراه فقط لا تخبرني بالحقيقة “
لقد كنت خائفاً .. انا في مكان مجهول وامامي شخص غريب ولا اعرف ما قصده وماذا سيفعل .. ولذلك أخبرته بالحقيقة .. لقد كان الشخص الوحيد الذي سوف اخبره ماذا حصل في ذلك اليوم ..
عدلت جلستي على الأرض ومن ثم بدأت الكلام
” اخذت إجازة من عملي .. وذهبت انا وعائلتي الى الغابات .. قمت باستئجار كوخ هناك .. انا احب التغيير .. احب تجربة شيء جديد .. لا احب تكرار التجارب .. العمر هو رقم صغير فكم سنة سوف نعيش ؟ وبالسنة كم مرة تستطيع ان تأخذ عطلة وتذهب الى رحلة غالية الثمن ؟ اذن التجارب الجديدة افضل من تكرار التجربة .. هذا ما كنت افكر به دوماً .. ولقد كانت عائلتي توافق ما أقول .. فلذلك اخترنا الغابات .. كانت زوجتي رافضة ولكن كانت الأصوات الموافقة اكثر ونحن عائلة ديموقراطية .. ولكن هذه اول مره ترفض زوجتي ان تذهب لمكان .. لقد كان الرفض من الأبناء عادة وليست زوجتي .. فسألتها لماذا الرفض ؟ فقالت ان هناك جرائم في الغابات .. سمعت عن اكثر من جريمة ولكن ليس بالغابة التي سوف نذهب إليها ولكن بأماكن مختلفة .. وزادت على كلامها انها تشعر بالخوف من الأماكن المنعزلة التي لا يوجد بها الا القليل من البشر
اقنعني كلامها قليلاً ولكن تجربة الذهاب الى الغابة مع العائلة اريد كنت تجربتها فلقد جربت هذا الشيء مع والدي سابقاً والآن اريد تجربة هذا الشيء مع عائلتي .. تفهمت زوجتي ذلك وذهبنا .. نعم لقد ذهبنا الى الغابات .. لقد كانت الطريق طويلة قليلاً والابناء ناموا في الطريق .. وصلنا الى الغابة .. لقد كان هناك أوراق نوقعها انه اذا حصل أي شيء داخل الغابة فإننا مسؤولون عن ما يحصل معنا وليست إدارة الغابة .. فهناك حيوانات في هذه الغابة ولكن ليس كالدبب .. بعض الثعالب مثلاً وهم اخطر نوع هناك فقط .. وقعنا على الأوراق وعندما وقعت عليها لقد كنت فرحاً .. ولقد كانت زوجتي كذلك فالغابة كانت جميلة من الخارج ولقد كان هناك العديد من الناس الذين يريدون الدخول الى الغابة وهذا افرح زوجتي
لقد اعطونا خريطة فكل واحد يدخل الى الغابة يعطونه خريطة تبين له اين هو الكوخ الذي سوف يسكن به .. لقد كانت الخريطة دقيقة بتفاصيلها بالمكان الذي يوجد به الكوخ ولو وجدنا الكوخ بسهولة ، كل كوخ يبعد عن الآخر مسافة كيلو متر واحد .. كان عدد من يسكنون بالغابة محدود على عدد الاكواخ ولقد كانت المسافة كيلو متر واحد لكل يعيش كل من بالكوخ تجربة كأنه منعزل في غابة وحده .. ولقد كانت تجربة رائعة قضينا أيام جميلة حتى مساء ذلك اليوم .. لقد كان يوم اربعاء ممطر والسماء مظلمة مع ان الوقت كان يجب ان تكون الشمس به واضحة ولكن من شدة المطر والأجواء المتقلبة تحول كل شيء الى الظلمة .. خاف الأطفال .. وبدورها زوجتي تخفف عليهم اما انا كنت افكر هل نرجع ؟ ولكن كيف وبهذه الأجواء الممطرة ؟ فكرة الرجوع والعودة الى المنزل كنت افكر بها كثيراً .. ولكن بالنهاية قررت البقاء ، وبعد ساعة او ساعه وربع لا اذكر بالضبط سمعنا أصوات اشخاص يصرخون بالخارج .. انت بمكان منعزل وتسمع أصوات صرخات فماذا تفعل ؟ ما فعلته هو اني خرجت للخارج وطلبت من عائلتي ان يبقون داخل الكوخ لمعرفة ماذا يحصل .. ذهبت الى الخارج والى مصدر الصرخات .. لقد كانوا يبعدون عنا ربما 300 متر او 250 متر .. ولقد كانوا يمرحون فقط ! لقد كان رجل مع اصدقاءه يمرحون ويصرخون في الامطار ولا يوجد خطر عليهم حسب ما كنت افكر به في عقلي .. فرجعت الى الكوخ وعندما رجعت وجدت ان زوجتي والأطفال ليسوا بالكوخ .. لقد جن جنوني اين هم ؟ هل خرجوا ؟ في الغابة والى اين ؟ خرجت مسرعاً للخارج وكنت اصرخ بأسمائهم ولكن لم يرد علي احد .. ذهبت يمين يسار ولكل مكان حوالي الكوخ لكي لا اضيع انا كذلك فالمكان مظلم ولا اعلم اين انا لو تهت .. بحثت حتى تعبت ولكن وجدت شيئاً على الأرض وانا عائد الى الكوخ الخاص بي .. لقد وجدت قبعة تخص ابني .. ولقد كانت ملقاة على الأرض .. هل عادوا الى الكوخ ؟ ركضت مسرعاً لداخل الكوخ لكي اعرف الإجابة ولكن الإجابة كانت اني وجدت زوجتي وحدها داخل الكوخ من غير الأبناء ولقد كانت تبكي ، نظرت الى زوجتي وقلت لها لماذا تبكين ؟ لم ترد علي .. صرخت عليها بصوت عالي وقلت لها لماذا تبكين ؟ فقالت لي انظر الى الشجرة التي بالخارج .. ذهبت للخارج فوجدت اطفالي معلقين بحبال في شجرة .. ولقد فارقوا الحياة كما يبدو من اعينهم .. لقد جن جنوني وذهبت لداخل الكوخ وامسكت بزوجتي وصرخت في وجهها وقلت لها ماذا فعلتي ؟! لم تجبني الا بالبكاء وقالت لي ماذا انت فعلت ؟ قلت لها وانا اصرخ ماذا تقصدين ؟ قالت انت .. انت من قتلهم ! قلت لها ماذا تقولين ؟ لقد كنت ابحث عنكم والآن اجد ابنائي موتى معلقين وتقولين انا من فعلت ذلك .. ولقد قمت هنا بوضع يدي على رقبتها وقمت بخنقها .. حتى الموت ! لقد ماتت بين يدي .. وبعد ان قمت بقتلها .. خرجت من الكوخ ورفعت رأسي الى الأعلى ولقد كانت الامطار تتساقط على رأسي ومن ثم نظرت الى اطفالي .. وصرخت بأعلى صوتي .. حتى وصل الرجال الذين كانوا يمرحون الذين سمعت أصواتهم الى المكان الذي انا به .. لقد كان احدهم يحمل مسدس .. نعم كما تسمع مسدس .. بعد ذلك عرفت انه مسموح بمن يحمل رخصة مسدس بأن يأخذه معه الى الغابات ولكن بشروط معينه .. لقد اتى الي الرجال نظروا الى المكان ونظروا الى اطفالي المعلقين صرخوا ما الذي حصل ؟ لقد كنت منهاراً فقلت لهم ان هناك من فعل ذلك .. ولقد تم قتل زوجتي .. هناك رجال في تلك الجهة ذهبوا الى هناك ويريدون قتل الجميع حسب ما قالوا ولقد كنت أقول كل هذا وانا ابكي .. لقد كنت لا امثل ذلك اقصد البكاء بل كان بكاء حقيقي بسبب ما حصل لأطفالي وما فعلته بزوجتي .. ولكن هل تعرف ؟ حتى بأصعب المواقف يستطيع الانسان ان يفكر بحل وهذا ما فكرت به .. قلت لهم اننا نحتاج أسلحة لا نعرف ما الذي سوف يحصل فقال لي الرجل الذي كان يمسك السلاح ان لديه سلاح ولكن لم يستعمله ولا مره وكان يريد ان يستعمله هنا مع الحيوانات .. كان يريد فقط قتل بعض الحيوانات .. هو اتى بالمسدس لقتل الحيوانات ولكن سوف يستخدم لشيء آخر .. لقد قلت له اني اعمل بالجيش الأمريكي ولقد صدقني .. ربما بسبب أجواء الخوف التي كنا نعيشها .. اعطاني المسدس ولقد كنت اعرف استخدامه فلقد كنت اتدرب مع ابي بالصغر على مثل هذه المسدسات فلقد كان حقاً في الجيش .. قمت بإمساك المسدس ورأيت ان الطلقات بداخله .. الكثير من الطلقات .. ولقد ازلت زر الأمان وقمت بإطلاق بعدها النار بشكل عشوائي على الرجال .. حتى قتلت جميعهم الا آخر واحد .. لقد كان يريد ان يهرب لقد كان الرجل الذي اعطاني المسدس .. قال لي لماذا تفعل ذلك ؟ لماذا ؟ انا كنت لا اعلم لماذا فعلت كل هذا .. حتى اني شككت بنفسي هل انا من قتل اطفالي ايضاً ؟ لقد كنت لا اعرف إجابة لهذا السؤال ولذلك قمت بإطلاق النار على رجلي .. كنت اريد ان اظهر للأشخاص الذين سوف يجدونا بأنه تم إطلاق النار علي ايضاً .. ومن ثم كنا انا مع هذا الرجل على الأرض برجل مصابه لكل منا .. تضاربنا بالأيدي كنت اعلم ان أصوات الطلقات سوف تصل الى مكان ما .. وما هي الا دقائق ووصل اشخاص آخرين .. عندما وصلوا صرخت لماذا قتلت ابنائي ؟ لماذا قتلت الجميع .. واخذت المسدس وقمت بقتله ! بطلقة على رأسه وانتهى كل شيء وكان هناك شهود سوف يشهدون معي بالتأكيد بأنهم رأوا القاتل وسمعوا ما قلت وهكذا انتهى كل شيء .. بنهاية الأمر المسدس يخصه هو .. والعائلة التي قتلت هي عائلتي .. من المنطقي ان جميع التهم سوف تكون على هذا الشخص وحقاً هذا ما حدث بالنهاية .. لقد تمت تبرأتي من جميع التهم ولكن .. كانت القصة مختلفة .. قصة مختلفة ما قلته لعائلتي لأبي واخي وللجميع .. لقد قلت لهم ان هذا الشخص من فعل كل هذا .. ولكن انا من فعل كل هذا .. ولكن اطفالي ؟ من فعل بهم هذا ؟ حتى هذا اليوم انا افكر بهذا السؤال فقط من فعل هذا بأطفالي ؟ في بعض الأحيان اشك .. وربما شكي يكون صحيح بأني انا من فعلت هذا .. وهذه هي كامل قصتي “
انهيت حديثي وقلت للرجل ذو الشعر الأبيض كل شيء .. نظر إلي .. نظرة كانت تقول لقد عرفت كل شيء الآن .. فوجدته يذهب الى الباب الرئيسي للمنزل .. لقد كان يريد الخروج ولكن قبل ان يخرج قال لي جملة غريبة لم افهمها .. لقد قال لي
الرجل ذو الشعر الأبيض : ” تذكر كل ما في عقلك هو حقيقي .. يريدون ان يخدعوك .. لا تصدقهم .. نحن الحقيقة “
.. قام بفتح الباب وخرج من المنزل .. ماذا علي ان افعل الآن بعد ان قلت له كل شيء ؟ كان يجب علي ان الحق به ولكن لماذا لا اعلم .. هل كنت اريد قتله بسبب اني قلت له كل شيء ؟ هل هو شيء لا ارادي اني كنت اريد ان اخرج والحق به ؟ لا اعلم ولكن ما حدث هو اني ذهبت للباب الرئيسي .. قمت بفتح الباب .. فرأيت من بعيد شخص يمسك مصباح وشعره ابيض .. لقد كان هذا هو نفسه الرجل ذو الشعر الأبيض .. لقد كان يبعد مسافة ركض ربما دقيقة واحدة .. لقد كنت مستعد للركض إليه ولكن فجأة عندما كنت اريد ان اركض وجدت المتواجدين في القرية يتجمعون حولي .. لقد كانت نظراتهم نظرات قتلة .. وكانت اعينهم مرعبة .. مرعبة جداً ، فقلت لهم بصوت عالي لماذا تنظرون إلي هكذا ؟ لم يجبني أي احد فيهم .. كانوا يقتربون شيئاً فشيء من المكان الذي انا به .. لقد كانوا يحيطون بالمنزل على شكل دائرة .. فصرخت ما بكم أيها المجانين الا يوجد هنا شخص عاقل بينكم .. كانوا يقتربون اكثر واكثر فقمت بدفع احدهم بالدائرة بأقوى ما عندي وركضت ناحية المنزل .. المنزل الذي انا اسكن به هنا .. دخلت الى المنزل وأغلقت الباب وكنت اشاهدهم من النوافذ .. لقد تجمعوا بشكل دائري على منزلي .. ماذا سيفعلون ؟ فرأيت احدهم يشعل النيران بعصا خشبية .. وهكذا قام الآخر .. والآخر حتى اصبح الجميع معهم عصا خشبية مشتعلة بها النيران .. ولكن ماذا سيفعلون ؟ هل سوف يحرقون المنزل وانا به ؟ فذهبت الى الباب اريد الخروج من المنزل ولكن الباب عندما قمت بفتحه وجدت رجال معهم سكاكين امام الباب فأقفلت الباب بسرعة واقفلته من جديد .. فقاموا بضرب الباب بالسكاكين التي كانت معهم .. لقد انغرست السكاكين في الباب ! فذهبت ناحية النافذة اريد فتحها واذا هي لا تفتح .. كنت اريد أي شيء اكسر به النافذة ولا يوجد أي شيء ! ربما وقتها كان تفكيري السريع لا يساعدني على إيجاد شيء لكسر النافذة ولكن لو كنت هادئ اكثر استطيع القول اني سوف اجد شيء .. كنت انظر من النافذة واذا بأحد الرجال يلقي العصا الخشبية فوق المنزل .. والآخر بجانب المنزل .. وهكذا اصبح رمي للعصا الخشبية المشتعلة بالنار على المنزل .. فاشتعل جزء من المنزل .. المنزل بدء يشتعل شيئاً فشيئاً .. وانا كنت انظر من النافذة غير مصدق لما يحصل معي ! هل هم حقاً يريدون ان يقتلوني ؟ لقد اشتعل نصف المنزل وانا كالمجنون اصرخ عليهم وانا داخل المنزل .. هل هذه هي نهايتي ؟ فبدأ السقف ينهار .. لقد كان يتساقط .. واذا بهم يكسرون النافذة بعصا خشبية .. ويلقون بها داخل المنزل .. لقد قلت هنا اني سوف اموت بالنهاية .. ولا يهم طريقة موتي .. سواء احترقت بداخل المنزل او قاموا بحرقي بالعصا الخشبية بالخارج .. ولكن علي المحاولة فقط .. فقمت بالقفز من النافذة وهم متجمعين امامي جميعاً .. لقد قفزت من النافذة ! وانا على الأرض الآن وهم محاطين بي من كل مكان .. لقد كنت على الأرض بالخارج .. ولقد بدء المنزل بالكامل يحترق .. احترق كله وهم الى الآن على شكل دائرة .. لقد توقعت اني عندما اقفز من النافذة واتجه الى الخارج سوف يقتلوني على الفور ولكن الامر كان مختلف كثيراً عن تفكيري .. عندما احترق المنزل لقد تجمعوا الآن على اليمين وعلى اليسار .. ولقد كان هناك ممر بالمنتصف .. كأنه ممر شرفي لي .. والقى الجميع بكل ما عنده من عصى او أي شيء يريد ان يضربني به .. او كنت أتوقع انهم سوف يضربوني به .. لقد كنت افكر هل انا مجنون ؟ هل هذا حلم ؟ ولو كان حلم كيف لي ان اعلم اني أعيش في حلم ؟ لقد اصطفوا على اليمين وعلى اليسار ويريدون مني ان امشي في المنتصف .. فقمت بالوقوف والمشي بالمنتصف .. ما اسوء شيء ممكن ان يحدث ؟ قلت لنفسي
مشيت في المنتصف ولقد كانوا ينظرون إلي وانا امشي .. ولكن نظراتهم هذه المرة كانت مختلفة .. لقد كانوا يبتسمون .. وبصراحة لقد كنت خائف اكثر بسبب ابتسامتهم .. لقد كنت امشي ورأيت امامي ان الممر يؤدي الى منزل .. وتحديداً المنزل رقم (9) وكتب فوق المنزل ( م.ج ) انه نفس اسم الشخص الذي كتب الرسالة بالسجن .. وبذلك المنزل .. هل هذا هو منزله ؟ ولماذا يفعل كل هذا ؟ وصلت الى باب المنزل .. وضعت يدي على مقبض الباب وادرته ودخلت الى المنزل .. دخلت الى المنزل وكان المكان مظلم لم تكن الانارة تعمل بداخل المنزل .. فجأة قفل الباب من ورائي .. ولقد قفل ! لقد قاموا بقفله من الخارج .. حاولت ان افتح الباب ولكن هو مقفل .. المكان مظلم .. لقد كنت امشي على الأرض لكي لا يسقطني أي شيء .. لقد كنت ابحث عن ضوء من أي نافذة ولكن هذا المنزل لا يوجد به نوافذ .. لقد كانت الظلمة في كل مكان .. فناديت عليه .. قلت
ليون : ” م.ج هل انت هنا ؟ “
فرد علي ولكن من مكان لا استطيع تمييزه بسبب الظلمة وقال لي
م.ج : ” ماذا استفدت ؟ “
ماذا استفدت ؟ لم افهم ما يقصده فرددت عليه
ليون : ” استفدت من ماذا ؟ “
م.ج : ” من كل الذي مررته به .. الم تشعر ان المدة التي قضيتها هنا كانت طويلة ؟ ماذا استفدت طوال هذه المدة ؟
ليون : ” هل هذا الهدف من هذا المكان ؟ هو ان تشعرني بالرعب وانكم تريدون التمثيل انكم سوف تقتلوني ؟ هل هذا كل ما تريدون فعله ؟ “
لم يجبني .. بل ظل صامتاً .. ناديت عليه من جديد .. ولكنه لم يجبني .. صرخت باسمه من جديد ولكن لم يجبني .. مرت دقائق .. وربما ساعة .. ربما ساعتين .. ولكن في هذه الفترة انا نمت قليلاً .. لا اعلم الوقت تحديداً الذي مر وانا بداخل هذا المنزل .. ولكن بالنهاية هل تعلم ما الذي حصل ؟ لقد حصل آخر شيء توقعته وربما يتوقعك أي شيء يقرأ كلماتي .. لقد فتح باب المنزل .. نعم فتح ببساطة .. خرجت الخارج .. لقد كان .. لا يوجد احد .. نعم لا يوجد احد بالخارج
لقد غادر الجميع كما يبدو .. لقد كان النهار .. مرت العديد من الساعات .. انا نمت كثيراً على ما يبدو .. ذهبت بسرعة الى مكان الاستقبال .. لا يوجد احد
ذهبت الى اكثر من بيت طرقت الباب لم يفتح الباب احد ومن ثم دخلت الى المنازل .. اغلب المنازل ولقد كان لا يوجد هناك أي احد ! ببساطة هكذا ! ذهبت الى المنزل الذي وجدت به صور عائلتي .. دخلت اليه .. صعدت الى فوق لأرى الصور وكان لا يوجد أي صور ! كأن هذا كله عبارة عن حلم مررت به والآن استيقظت منه .. هكذا ببساطة تامة
ذهبت الى البوابة التي دخلت منها وكانت مفتوحة ولا يوجد هناك حراس او أي احد ! هل انا مجنون ! كيف ذهبوا بهذه البساطة ! لقد كانوا يريدون قتلي والآن لم يحدث أي شيء .. ذهبت الى المنزل الذي كنت اسكن به لقد كان محترق .. اذن هذا ليس بحلم .. هذه هي حقيقة .. خرجت الى خارج القرية ومن ثم ذهبت الى سيارتي .. لقد كان المفتاح بالداخل وكل اشيائي بالداخل ! لقد توقعت ان اشيائي احترقت في المنزل ولكن لا يوجد أي شيء احترق كل شيء موجود في السيارة .. قمت بقيادة السيارة بسرعة وذهبت لأقرب متجر من القرية .. هاتفي لقد انطفأ لا يوجد به أي شحن .. فذهبت الى اقرب متجر وطلبت من الموظف ان استعمل الهاتف .. استعملت الهاتف وقمت بالاتصال بالشرطة .. لقد اخبرتهم ان هناك أناس كانوا يريدون قتلي في هذه القرية .. قالوا لي ان أكون بمكان قريب من القرية وسيصلون خلال دقائق .. خرجت من المتجر وذهبت ناحية القرية وما هي الا دقائق قليلة واذا برجال الشرطة يملئون المكان .. لقد كانت اكثر من سيارة 4 او 5
ونزل من السيارات العديد من رجال الشرطة .. نزلت معهم واخبرتهم بأني انا من اتصل بهم .. قالوا لي ان ارافقهم للداخل .. رافقتهم للداخل ولقد كانوا يبحثون في جميع الأماكن في القرية عن أي شخص ولكن لم يجدوا أي احد .. بعدها قالوا لي اخبرنا ما حصل بالضبط .. قلت لهم اني كنت اسكن هنا وهذا المنزل احرقوه .. قال احد رجال الشرطة انه يظن اني انا من احرق المنزل واني اريد ان أكون حديث الإعلام ولقد مرت عليهم الكثير من القضايا من هذا النوع .. لقد غضبت كثيراً من كلامه فما مررت به لم يكن سهلاً .. فذهبت ناحية الشرطي وامسكته من رقبته وطرحته ارضاً وقمت بضربه على وجهة ومن ثم تم الإمساك بي من باقي رجال الشرطة واخذوني بعيداً .. وقال احد رجال الشرطي للشرطي الذي كان يقول هذا الكلام ان الكلام الذي قاله خاطئ ويجب ان لا يتحدث بمثل هذا الكلام مع أي شخص
تم تسجيل قضية بالنهاية من قبل رجال الشرطة .. وقالوا انهم سيجرون تحقيق بالموضوع ولكن الأدلة الحالية لا تثبت أي شيء الا المنزل المحترق فهو محترق قبل مدة قصيرة ولكن هذا لا يثبت أي شيء .. قالوا انهم سيحققون بالموضوع وانتهى كل شيء .. كلام رجال الشرطة اعطاني تلميح انهم سيقفلون القضية .. وينتهي كل شيء عند هذا الحد
رجعت الى المنزل .. الى منزلي الحقيقي .. جلست على الفراش افكر لماذا ابي ارسلني الى هناك ؟ تذكرت ان هناك أيام لم انتهي منها .. أيام كان يجب ان اقضيها هناك في القرية .. ابي يعتقد اني هناك الى الآن .. سوف اذهب الى منزل ابي .. ربما اجد الإجابة .. إجابة على أي شيء .. أي شيء حصل هناك
قدت السيارة الى منزل والدي .. وصلت في الليل .. لقد كان الحي الذي يعيش به ابي هادئ .. أجواء هادئة وقلة من الناس يسيرون هناك .. لقد كانت سيارة ابي امام المنزل .. وهناك سيارة أخرى .. بالجانب منه .. امي لا تقود سيارة .. اذن من يأتي لزيارتهم بمثل هذا الوقت ؟ ابي ليس لديه أصدقاء وعائلته جميعاً ماتواً .. وامي ايضاً .. ليست سيارة احد من اخوتي .. اذن سيارة من ؟ اقتربت من نافذة المنزل .. نظرت لأعرف من بالداخل .. لقد كانت الستائر تغطي النافذة ولا استطيع ان أرى .. فذهبت ناحية الباب الخلفي .. ابي لديه عادة هو لا يغلق الباب الخلفي الا عندما يذهب لينام .. يجعله مفتوحاً طوال اليوم .. لقد كنت اعرف اني سأجده مفتوحاً .. ذهبت الى الباب الخلفي وقمت بلف قبضة الباب ولقد فتح كما توقعت .. دخلت الى المنزل .. انا الآن بالداخل .. فسمعت ضحكات .. لقد كان صوت ابي .. لقد كان صوت امي .. لقد كان صوت زوجتي ! نعم صوت زوجتي فأنا اعرف صوتها .. زوجتي ؟ لقد قمت بقتلها .. انا قمت بقتلها كيف هي عائشة الآن ؟ ذهبت لمصدر الصوت .. لقد كانوا بالصالة الرئيسية .. لقد اختبأت خلف الحائط الخارجي للصالة الرئيسية ولقد كانوا يتحدثون عن أمور تحصل بالعالم من سياسة واقتصاد .. لقد كانت زوجتي تحب الأمور الاقتصادية كثيراً والسياسية ايضاً .. وابي كذلك وامي .. لقد كانوا مستمرين بالحديث .. حتى رن هاتف ابي .. فقام برفع السماعة .. لقد كان يتحدث مع من بالهاتف وهو مرعوب ! قال ابي ماذا تقصد ! كيف حدث هذا ! وكان يصرخ .. لقد كان غاضب جداً .. وبعد دقائق اقفل الخط .. لقد قال لزوجتي .. لقد خرج من القرية .. لقد تم ابلاغ الشرطة .. وهم لا يعرفون اين هو الآن .. يقولون انه ليس بالمنزل قبل قليل ذهبوا الى هناك وطرقوا باب المنزل وقاموا بعدها بفتح الباب بطريقتهم .. لم يكن هناك احد بالمنزل وسيارته ليست هناك .. لا يعلمون اين هو ؟
زوجتي قالت : ” هل سيأتي الى هنا ؟ ربما يأتي الى هنا ليكلمك لأنك قمت بإرساله الى هناك “
قال لها ابي : ” هل تعتقدين انه سيفعل ذلك ؟ انه زوجك وتعرفينه جيداً “
قالت زوجتي اعتقد انه ربما سوف يأتي .. يجب ان اذهب الآن من المنزل .. خرجت زوجتي من المنزل .. بينما ظل ابي مع امي .. قاله له امي لو اتى الى هنا ماذا سوف تقول له .. قال لها ابي سوف أقول له الحقيقة
قلت في نفسي .. الحقيقة ؟ وما هي الحقيقة ؟ ان يتم ارسالي لقرية لبشر يريدون قتلي ؟ هل كانوا يريدون ان يقتلوني ؟
دخلت على والدي ولقد كان هو مع والدتي مصدومين .. لقد دخلت الى المكان الذي هم به بعد دقائق فقط من مغادرة زوجتي وقلت له على الفور
ليون : ” اريد ان اعرف كل شيء “
نظر إلي والدي وطلب مني الجلوس .. جلست على كرسي بعيد عنه .. بعيد عنه هو ووالدتي .. ونظرت إليه ولقد كنت منتظراً ان يتحدث .. فقال لي
والدي : ” سوف احكي لك كل شيء ولكن يجب ان تهدأ وتكون متفهم لما سوف أقول فهي الحقيقة التي كنا لا نريد ان نقولها لك .. لقد رأيت زوجتك هي لم تمت .. انت لم تقتلها كما كنت تعتقد .. بل الحقيقة .. سوف اقولها لك وكما قلت لك يجب ان تهدأ “
ليون : ” حسناً .. انا هادئ ولكن اريد كامل الحقيقة “
والدي : ” حسناً .. انت تعرف القصة .. انت قمت بقتل زوجتك ووجدت ابنائك مقتولين .. ولكن الحقيقة .. هي انك لم تقتل زوجتك .. اما ابنائك .. فلم يكن لديك أبناء “
لقد صدمت من الذي قاله والدي .. كيف ليس لدي أبناء ؟ اين هم ؟
والدي يكمل : ” وهذه المرأة التي غادرت قبل قليل واعتقد بأنك تعرف ذلك بما انك تراقبنا .. هي زوجتك لقد تزوجتها قبل سنة كاملة ولكن لم يكن لديك أبناء .. لقد ذهبتم الى الغابة .. وهذا حدث .. ولكن انت هناك لم تقتل زوجتك .. بل قتلت الرجال الذين كانوا هناك .. لقد كنت تتخيل أطفال مقتولين .. لقد كنت تتخيل كل شيء .. لم يحصل أي من هذا .. الشيء الوحيد الحقيقي هنا ان هذه هي زوجتك وانا والدك وهذه هي والدتك .. وربما تتساءل لماذا أرسلتك الى هذه القرية ؟ الجواب بسبب اخيك الدكتور .. لقد قال انك لن تتذكر أي شيء الا لو تعرضت لصدمة قوية .. فكرنا كثيراً ما هي الصدمة التي يجب ان تتعرض لها .. واتت فكرة القرية .. لقد كان مكان مهجور منذ مدة طويلة .. ولقد قمنا بأخذ العديد من الناس ليكونوا هناك لكي تصدق ان هذه قرية حقيقية وليست كذبة .. وكل ما حدث كان مخطط له .. وتوقعنا ان ترجع ذاكرتك .. ولكن لم يرجع أي شيء من ذاكرتك .. اما زوجتك قمنا بإخفائها ربما تتساءل لماذا ؟ ربما سوف تقوم بقتلها ان وجدتها من جديد وهذا ما كنا نخاف منه واخيك الدكتور قال ذلك كذلك ولذلك هذا ما حدث .. لم يكن لديك أبناء .. زوجتك ما تزال حيه .. وانت قمت بقتل الرجال .. هذه هي كل القصة يا بني
لقد كنت افكر بعقلي .. هل هذه حقيقة ؟ هل ما يقوله كله صحيح ؟ لقد كنت أتذكر وجه ابنائي .. لقد كان لدي أبناء ولدي قصص معهم .. لقد كنت أتذكر احداث كثيرة كيف لهذه الاحداث ان تكون كلها كذبة ؟ انا لا اصدق ذلك ! ولكن لو كان ما يقوله صحيحاً .. ربما انا بنيت عالم في مخيلتي .. ولقد كان بهذا العالم أبناء .. مثل الشخص الذي يتصور نفسه بعقله انه مليونير وسوف يفعل هذا وذاك .. ولكن بالنهاية عندما يرجع للواقع يجد ان حالته المادية سيئة جداً .. هل انا من هؤلاء الأشخاص ؟ او ربما كنت من النوع الطموح .. الذي حلم ان لديه أبناء .. وصدقت ذلك .. وعشت مع ذلك .. يومياً .. نعم يومياً ولكن في مخيلتي .. وأصبحت تلك المخيلة هي حقيقة بالنسبة لي .. كنت اعتقد ان لدي أبناء .. ولدي عائلة كاملة .. ولقد كنت احبهم .. هل هذا كله بنيته في خيالي ؟ ام يكون كلام والدي هو الحقيقة الكاملة .. ولو كان كلامه هو الحقيقة الكاملة اذن هم كانوا يساعدوني .. ولكن انا ارتكبت جريمة قتل الا استحق العقاب عليها ؟ لقد كانت الأفكار تأتي الى بشكل جنوني ولا اعرف ما هي الحقيقة من الكذب .. لا اعرف أي شيء !
نظر إلي والدي .. وابتسم ثم قال لي
والدي : ” هل تصدق ما قلته ؟ “
كانت والدتي تبكي طوال الوقت .. وانا كنت احدق به .. ثم قلت له
ليون : ” وكيف اعرف ان ما قلته هو صحيح ؟ “
والدي : ” هل تريد ان تأتي زوجتك الى هنا وتسرد إليك القصة مره أخرى ؟ “
ليون : ” ليس هذا ما اقصد .. ربما سوف تقول مثل القصة ولكن كيف اعرف ان هذه هي القصة الحقيقية ؟ وكيف شكل ابنائي في مخيلتي واتذكر لهم مواقف كثيرة .. حتى مدارسهم اذكرها .. لقد قمت بتوصيلهم العديد من المرات .. كيف لا يوجد لدي أبناء ؟ “
انزل والدي برأسه .. ثم قال
والدي : ” يبدو ان القرية لم تفدك بشيء .. ربما زادت حالتك سوءاً “
ربما يكون محق بالذي قاله .. لقد استسلمت هنا .. وقلت لوالدي
ليون : ” ما الذي يجب علي فعله الآن ؟ لكي ارجع لحالتي الطبيعية ؟ واذكر كل شيء ؟ “
والدي : ” يجب ان تنسى كل ما يوجد في عقلك .. وان احكي كل شيء منذ طفولتك والى هذا اليوم .. وسوف يكون هذا الحديث طويل جداً .. ويجب ان يكون حديثنا هو المنهج الذي سوف تسير عليه طوال حياتك “
وافقت على هذا .. ولقد قابلت زوجتي بعد أيام .. واجتمعنا انا والعائلة جميعاً .. ولقد كان ابي بشكل يومي يسرد لي ما حصل .. بشكل يومي .. كانوا يسردون كل شيء من البداية .. حتى وصلنا الى النهاية .. قال والدي كل شيء لي .. وانتهى من سرد تاريخ حياتي !
ولكن تذكرت شيء قاله لي الرجل ذو الشعر الأبيض .. لقد قال لي بالحرف
الرجل ذو الشعر الأبيض : ” تذكر كل ما في عقلك هو حقيقي .. يريدون ان يخدعوك .. لا تصدقهم .. نحن الحقيقة “
هل كان يعرف ان كل هذا سوف يحدث ؟
حسناً .. بالنهاية لقد صدقت كلام والدي لكي أكون صادق معكم .. وعشت حياتي .. ولقد مرت سنتين منذ ذلك اليوم .. ولقد انجبت زوجتي طفلة جميلة .. لقد كانت حياتي جميلة حتى نمت في يوم من الأيام وحلمت اني كنت بالقرية .. ولقد كانوا يلحقون بي .. في كل مكان ! استيقظت بعدها من النوم .. ولقد كنت اريد فقط الذهاب الى هناك الى القرية .. لا اعلم لماذا كنت اريد الذهاب الى هناك تحديداً ولكن على حال لقد ذهبت الى هناك .. لقد قدت سيارتي الى هناك عندما استيقظت من النوم .. ذهبت مباشرة الى هناك .. ولقد وصلت بعد فترة .. وعندما وصلت ! لقد كان كل شيء مثل ما كان .. لقد كان هناك حرس .. لقد كانت الحياة بالقرية مثل اول مره اتيت الى هنا ! ذهبت الى الحرس وطلبت منهم الدخول .. رفضوا طلبي .. سألتهم منذ متى هذه القرية هنا ؟ قالوا لي منذ سنين ! كيف ذلك لقد أتت الشرطة الى المكان في ذلك اليوم ! ولم يكن هناك احد ..
طلب مني الحارس المغادرة .. رفضت ذلك وقلت اني سوف اطلب الشرطة .. اريد ان أتكلم مع المسؤول هنا .. بعد حديث طويل .. ادخلوني الى الداخل الى الشخص في الاستقبال .. ولقد عرفني ! وتذكرني ! وضحك ايضاً .. ثم قال لي كيف حالك ؟ قلت له ماذا تقصد ؟ واخبرني بالقصة كاملة .. ان والدي قام بتأجير المكان لكي اشفى من أوهام بعقلي .. وانهم عندما خرجوا كان بطلب من والدي .. والشرطة لقد كانوا تبع القرية ! وقلت له من هو الرجل ذو الشعر الأبيض ؟
قال لي أي رجل بشعر ابيض ؟ لم يعرفه .. لقد صدقت هنا ما قاله والدي بالكامل .. ولقد أضاف الموظف ان هذا المكان حدثت به العديد من الجرائم سابقاً .. جريمة الرجل ذو القبعة الحمراء .. جريمة 100 قاتل .. جريمة القرية الأولى .. اكثر من جريمة حدثت هنا ولو كنت تريد ان تعرف المزيد زرنا واسكن هنا .. سوف يسرد لك سكان القرية الكثير والكثير .. وربما حتى قصتك سوف تسمعها .. هناك أشياء لا نستطيع ان نقولها هنا فقط اذا سكنت بالقرية سوف تعرفها .. اكتفيت من كل شيء واردت الخروج من القرية .. ولقد كانت هناك مرآة بالقرية .. بالمكان الذي انا به .. مررت بجانبها فلفت نظري شيء .. لقد كان شعري ابيض .. لقد كنت انظر الى الرجل ذو الشعر الأبيض بنفسه .. انه انا ؟ انا الرجل ذو الشعر الأبيض .. هل انا كنت احدث نفسي طوال هذه المدة ؟ هل اخترعت هذا الرجل ايضاً .. هل انا اخترع الأشياء في مخيلتي ؟ نظرت الى المرآة نظره أخيرة ولقد كان الرجل ذو الشعر الأبيض يبتسم ابتسامة ساخرة .. ومن ثم مشى .. لقد مشى بعيداً
خرجت من القرية .. ولكن وعدت نفسي عندما خرجت انه اذا تحول شعري الى الأبيض وكنت بمثل الشكل الذي شاهدته بالمرآة .. سوف اعود الى هناك مره أخرى .. لأعرف الحقيقة .. والآن سؤالي لك .. السؤال الذي قلت في بداية قصتي اني سوف اسأله لك .. هل ما حدث حقيقي ؟ ام انه كله من مخيلتي ؟
النهاية
للأسف اشعر ان القصة كانت من وحي مخيلتك يا ليون
احببت القصة كثيرا ابدعت بالتوفيق 👍🏻
إعجابإعجاب
كيف تفسر الصور التي رآها في ذلك المنزل …اذا كان اولاده من نسج خياله كيف عرف الاب شكل اولاده حتى…؟!!!
إعجابإعجاب
الحقيقة ما هو تفسير الصورة التي رايتها في ذلك المنزل. … صورتك انت و زوجتك رفقة اول مولود لكما.. اشعر ان القصة حقيقية و هم يخدعونك ليون
إعجابإعجاب