الم يمر عليك يوماً هذا الموقف .. تكون مستعد للنوم في سريرك تغمض عينيك وتريد ان تنام وفجأة تسمع صوت خطوات قادمة إليك .. قادمة الى المكان الذي انت فيه .. ولكن لا يوجد أحد يأتي لك .. لا احد يفتح الباب .. لا يوجد أحد
شاكر معرفي
نيويورك /صباح يوم الاثنين هو اول يوم للمدرسة للأطفال ( روني وساره ) روني في الصف الثاني بينما ساره في الصف الثالث , بالمناسبة اسمي هو آدم , من الصعب جداً ان تربي اطفالك وهم بلا ام .. امهم توفت في حادث سيارة قبل ثلاث سنوات .. وأصبحت انا من اربيهم .. كامل وقتي لهم .. لا يوجد لدي أصدقاء سوى أصدقاء العمل .. وقتي بالكامل مخصص لهم .. من ناحيتي لا يوجد لدي أي اخوة او اخوات .. فأنا وحيد امي وابي وهم كانوا كذلك .. اما زوجتي لقد كانت لديها اخت وحيدة .. لقد كانت لفترة تريد ان تكون حضانة الأطفال لديها لأنها تقول انها افضل بتربيتهم مني ولكن بالنهاية انا ابوهم والقانون معي .. يشاهدون اخت زوجتي مره كل عام وينامون عندها لمدة أسبوع كامل .. مالي بالكامل لهم لاطفالي .. الا بعض الحاجات لي مثل الملابس وما الى ذلك .. بينما أي شيء آخر غير ضروري لا أقوم بشراء ذلك لي .. فقط لهم كل شيء .. هذه هي حياتي باختصار شديد .. ويومي روتيني جداً .. استيقظ صباحاً واقوم بإعداد وجبة الفطور لهم .. أقوم بتغيير ملابسهم ويذهبون الى المدرسة في الباص الذي يأتي في الوقت المعتاد .. عندما يركبون ارجع الى شقتي .. نسيت ان اخبركم انا اسكن في مبنى سكني ولدي شقة قمت بتأجيرها مكونه من ثلاث غرف نوم وثلاث حمامات وصالة كبيرة ومطبخ وغرفة صغيرة للتخزين , حسناً سأكمل لكم يومي .. عندما يركبون الباص ارجع فوق الى شقتي واستحم وارتدي ملابس العمل واذهب الى العمل وارجع بعدها في الساعة ال 2 ظهراً .. وهم يرجعون في الساعة ال 3 .. هناك فراغ ساعة عندما بين وقت رجوعي ووقت رجوعهم ففي هذا الوقت أقوم بإعداد طعام الغداء لهم .. في الساعة ال 3 أكون نزلت الى الأسفل لانتظر استقبالهم عندما يخرجون من باص المدرسة .. يخرجون ويقومون على الفور بضمي .. هم أطفال مهذبين مرحين وذو خلق عالي صدقوني عندما أقول ذلك لكم
نذهب جميعاً الى فوق ونأكل طعام الغداء سوياً .. يقولون لي ما حدث في المدرسة واقص عليهم بعض القصص عن بعض الموظفين وما حدث مع أطفالهم في المنزل .. وهكذا يمر اليوم حتى الساعة ال 4 عندما يذهبون ويراجعون دروسهم .. ومن بعد ان ينتهون تقريباً في الخامسة يقضون بالمرح هم الاثنان .. وانا اقضيه بالقراءة او مشاهدة التلفاز حتى الساعة ال 7 وهنا اعد لهم طعام العشاء وبالعادة يكون طعام خفيفاً .. يأكلون طعامهم ويذهبون الى النوم قبل الساعة ال 8 مساءاً وهنا ينتهي اليوم واذهب انا ايضاً الى النوم .. هذا هو يومي باختصار هو روتيني بشكل كبير ويتكرر هكذا طوال فترة الدراسة .. فترة العطلة طبعاً تكون مختلفة ولكن لا اعتقد اننا سنصل الى هناك في حديثنا ..
في هذا اليوم الذي سأذهب به الى النوم في الساعة ال 8 مساءاً تقريباً سوف يتغير كل شيء .. سوف يتغير هذا الروتين ابتداء من هذا اليوم .. ولكن لماذا ؟ حسناً سأخبركم بأمر ربما حصل مع بعضكم ولم يكترث له كثيراً بينما انا اكترث له وهذا ما وصلت إليه بالنهاية .. هذا المكان الذي وصلت له .. هذه الغرفة التي اكتب بها مذكراتي وما حدث .. ربما يقرأها شخص ما ويصدقني يوماً ما .. هذا ما حدث لي ..
بعادة الشخص عندما يذهب الى النوم يغمض عيناه وينتظر حتى يأتيه النوم من تلقاء نفسه .. يغمض ويفكر ويسرح وما الى ذلك وانا كنت من هؤلاء الأشخاص , اغمضت عيني لفترة لم يأتيني النوم الى الآن .. حتى سمعت صوت خطوات .. خطوات تبدو لي من مسامعي انها قادمة الى الغرفة التي انا بها .. الخطوات تقترب .. هل هو احد الأطفال ؟ هل احد منهم خائف ؟ فتحت عيني وانتظرت الشخص القادم .. ولكن لم يأتي احد ..
لم اكترث حقاً وواصلت النوم .. قلت ربما اني متوهم او ربما هذي الخطوات تأتي اصواتها من فوق من جاري ربما ولذلك واصلت محاولة النوم .. وهكذا حتى نمت
اليوم الثاني
نهضت من النوم كما المعتاد قمت بإيقاظ الأطفال لكي يكملون يومهم الروتيني , تناولنا الفطور وقمت بسؤالهم : هل سمعتم اصواتاً بالأمس ؟
رد علي ( روني ) : كلا يا أبي لم اسمع شيئاً
( ساره ) : لم اسمع انا ايضاً يا ابي , هل هناك شيء بالأمس كان يجب علينا ان نسمعه ؟
( آدم ) : كلا ولكن اعتقدت ان احدكم كان يمشي في المنزل .. فلقد سمعت أصوات شخص يمشي او اني احلم ربما ( يضحك )
( روني ) : انت كثير الاحلام يا ابي فانت تحكي لنا الكثير من القصص التي تحلم بها , يبدو ان هذا حلم يا ابي
( آدم ) : كلامك صحيح يا بني , اكمل فطورك لنذهب حتى لا نتأخر
يكملون فطورهم .. ينزلون في المصعد ويذهبون الى الباص الذي كان في انتظارهم .. يركب الأطفال الباص ويذهبون .. كل واحد منهم لديه باص مختلف باص للأولاد وباص للإناث , وهكذا سار اليوم بشكل طبيعي حتى ذهبت لكي اركب المصعد مرة أخرى .. فتحت الباب واذا ( بجاري ) الذي يسكن فوقي مباشرة ورائي ومعه حقائب سفر كما يبدو
قمت بتحيته فقام بتحيتي
( جاري ) : هل ذهب الأطفال للمدرسة ؟
( آدم ) : نعم للتو , يبدو لي انك اتيت من السفر
( جاري ) : نعم , لقد رجعت انا وعائلتي للتو من السفر .. لقد ذهبنا لأيام معدودة فقط وكما تعلم الأطفال لديهم مدرسة ولقد تغيبوا بالأمس واليوم .. واعتقد ان هذا كافي
( آدم ) : اعتقدت انك موجود بالأمس فلقد سمعت خطوات ظننت انها أتت من شقتك
( جاري ) : كلا , لا يوجد أحد في شقتي فجميعهم معي , حسناً يجب ان اذهب الآن لدي المزيد من الحقائب والأطفال نائمين بالسيارة , عن اذنك آدم
ذهب ( جاري ) وتيقنت هنا بأن الخطوات هي ربما ( وهم ) ولا يوجد أي خطوات .. ربما أصوات من الخارج ربما أي شيء آخر ..
صعدت الى المنزل واكملت يومي بشكل طبيعي .. ذهبت الى العمل وقمت بالحديث مع زميل بالعمل عن ما حدث .. انا كثير الحديث بالعمل .. من يراني اتحدث هكذا بالعمل يعتقد ان لدي العديد من الأصدقاء ولكن بالحقيقة العكس هو الصحيح
لدي زميل في العميل اجلس معه اكثر من أي زميل آخر .. اتحدث لديه عن أمور عدة فقمت بالحديث له عن هذا الموضوع , بالمناسبة زميلي اسمه ( محمد ) وهو عربي الجنسية ويتكلم الإنجليزية بطلاقة حيث انه عاش في نيويورك منذ ولادته
( محمد ) : يبدو لك انك على غير عادتك اليوم
( آدم ) : حسناً كلامك في محله
( محمد ) : ما الذي يحصل معك ؟
( آدم ) حكى الى ( محمد ) القصة كامله
( محمد ) : في بعض الأحيان في المنزل اسمع مثل هذه الخطوات .. اعتقد انها أوهام او ان بنية المنزل هي الي تتحرك هل فهمت ما اقصد ؟
( آدم ) : فهمت ما تقصد .. لم افكر بذلك مسبقاً ..
( محمد ) : بناءات المنازل تختلف من منزل الى آخر .. ربما بناء المنزل الذي انت فيه ليس بتلك القوة فهناك ربما أجزاء تتحرك وتوهمك ان هناك شخص هو الذي يمشي في المنزل ولكن لا يوجد أي شيء .. قمت بوضع هذه القناعة في عقلي منذ زمن ولذلك عندما اسمع مثل هذه الأصوات لا اكترث لها ابداً ..
( آدم ) : اعتقد ان ما تقوله صحيح .. يجب ان اترك هذه الأوهام من عقلي فهي ربما ستتآكل عقلي تدريجياً
( محمد ) : اذا سمعت هذه الخطوات اليوم مثلاً اتركها ولا تكترث لها ابداً وبالغد كذلك واتركها أيام عديدة وبذلك تصبح لك عادة .. جرب ذلك وستتذكر صحة كلامي
( آدم ) : حسناً
انتهى العمل وعادة ( آدم ) الى المنزل ليعد الطعام وينتظر الأطفال .. عاد الأطفال وتناولوا الطعام الذي اعده والدهم .. وصل الليل بظلمته ونام الأطفال بعد ان فعلوا جميع الاعمال التي يعملونها يومياً .. وضع ( آدم ) رأسه على الوسادة لكي يبدأ رحلة البحث عن النوم
تمر الدقائق .. النوم لا يأتيه .. يتقلب يميناً ويساراً .. لا فائدة .. فيغمض عينيه بقوة ويحاول ان يجبر نفسه على النوم .. تمر الدقائق وهنا يسمع .. يسمع خطوات في المنزل .. أصوات الخطوات واضحة جداً لشخص يمشي داخل المنزل .. كيف لهذه الأصوات ان لا تكون صوت لخطوات شخص ما ؟ كيف ذلك ( هذا ما يفكر به آدم وهو مغمض عينيه ) .. لم يكترث ولم يفتح عينيه وفكر بكلام صديقه بالعمل ( محمد ) وظل مغمض عينيه غير مكترث لتلك الخطوات .. ما هي الا دقيقة او دقيقتين حتى أصبحت تلك الخطوات خطوات شخص يركض بكل قوته !! وهنا لم يعد هناك وقت للنوم !! قام من السرير وركز بالصوت .. ذهب الصوت لا يوجد أي صوت .. ربما هي أوهام لا اكثر .. هو لا يعلم ماذا به .. يعتقد انها أوهام وبالتو سمع الصوت بشكل دقيق .. كيف يقنع نفسه بكل هذا .. فقرر ان يتبع كلام صديقه ( محمد ) ويرجع الى النوم .. ربما يتعود على ذلك وهذا الصوت صادر من المنزل فقط .. عاد الى النوم .. بداية محاولة النوم .. الدقائق تمر .. فيسمع هنا خطوات شخص يركض بقوة في المنزل ! هنا قال بصوت عالي : كلا هذا شخص يركض انا لا اتوهم !!
نهض من سريره وخرج من غرفته .. وبدأ يمشي في المنزل ويبحث هل هناك شخص ما في المنزل .. ذهب الى الصالة الرئيسية لقد كان الوضع هادئ جداً .. ذهب الى غرف اطفاله .. كذلك الوضع كان هادئ كانوا نائمين .. ذهب الى المطبخ ولا يوجد أي شيء يثير الريبة .. بحث في ارجاء المنزل حتى انه فتح باب الشقة ونظر بالخارج ولا يوجد أي شيء ! حسناً يبدو ان كلام صديقي بالعمل ( محمد ) صحيح
ذهب ( آدم ) الى سريره واغمض عينيه وهو مطمئن .. ونام
اليوم الثالث
نهضنا انا والأطفال واليوم الاعتيادي كما تعرفونه .. اعتقد من يقرأ يقول كيف يعيشون يومهم الروتيني بهذا الشكل .. ذهبت الى العمل فوجدت هناك صديقي ( محمد )
( محمد ) : كيف سار يومك بالأمس ؟ هل نمت جيداً ؟
( آدم ) : لن أقول لك انه سار على ما يرام .. لقد سمعت الأصوات وسبب لي مشكلة .. حتى ان الأصوات أصبحت أصوات شخص يركض في المنزل !
( محمد ) : شخص يركض ؟ هل انت متأكد ؟
( آدم ) : نعم .. كان يركض بسرعة وميزت الصوت .. وانا متأكد ولكن قمت بإقناع نفسي انها أوهام ونمت
( محمد ) : لا يبدو لي انها أوهام لو كانت أصوات شخص يركض .. ربما تكون من الشقة المجاورة لك او الشقة التي تقع فوقك
( آدم ) : حسناً .. ربما ولكن في اول يوم سمعت به الصوت كان جيراني الذين يسكنون فوقي في إجازة .. لم يكن احد في المنزل , اما الشقة التي بجانب شقتي فالذي يسكن بها خرج قبل شهرين .. لا يوجد احد يسكن هناك الى الآن
( محمد ) : حسناً , ما الذي تفكر به حالياً مع الصوت ؟ هل تريد ان تتركه وتنساه ؟ هل ترى هذا الحل الأفضل
( آدم ) : بالأمس نهضت وبحثت عن المصدر حتى اني فتحت باب الشقة لأرى هل يوجد شيء .. لا يوجد أي شيء .. وهنا اقتنعت ان الصوت ربما يكون اتى من أي مكان ولكن هو ليس صوت شخص يمشي داخل منزلي بكل تأكيد
( محمد ) : حسناً .. اذن دع هذه القناعة متركزة لديك وامضي بها سيكون يومك افضل وستنسى مع مرور الأيام
( آدم ) : هذا ما سوف افعله ابتداء من اليوم .. سوف اترك الصوت يمضي ولا اعيره أي اهتمام قدر استطاعتي ..
( محمد ) : حسناً .. لننسى الموضوع الآن اذن ولنتحدث بشيء آخر ما رأيك ؟
( آدم ) : لدي بعض الاعمال يجب علي انهاءها في الأول ومن بعد ذلك ارجع لك
( محمد ) : حسناً , لا يوجد عندي عمل اليوم كما يبدو لي .. انهي عملك وتعال الى مكتبي بعد اذن
( آدم ) : حسناً
قمت بأداء جميع الاعمال التي يجب علي انهاءها اليوم .. مضى اليوم وانتهى وقت العمل وانتهيت جميع اعملي ولم يكن هناك أي وقت لأذهب الى مكتب ( محمد ) ولذلك خرجت من العمل وذهبت الى المنزل لإكمال يومي المعتاد الذي أتوقع انكم مللتم منه
وصل الأطفال .. تناولوا طعام الغداء واكملوا يومهم الروتيني ( الجميل ) بالنسبة لي وليس لكم
حان وقت النوم .. قمت بسرد لهم قصة قمت بتأليفها من عندي .. اعجبتهم القصة كثيراً وكانوا يريدون ان اكملها .. قلت لهم سوف اكملها لهم في الغد .. كانوا يلحون علي ان اكملها ولكن لم اكملها وجعلتها الى الغد .. والآن وقت النوم
حسناً الآن وقت نومي .. لن اكترث لأي صوت .. سأنام مرتاح البال .. وضع ( آدم ) رأسه على الوسادة واغمض عينيه وبدأ بالتفكير بأشياء أخرى غير الصوت .. فكر ان اصبح مليونير ماذا سيفعل .. فكر عندما يكبر الأطفال بأنه سيرتاح كثيراً من عناء تربيتهم .. فكر بأفكار إيجابية بالنسبة له شخصياً .. وهو مستغرق بالتفكير .. سمع صوت الخطوات .. ولكن صوت الخطوات اليوم كان واضح بشكل أكبر من الأيام السابقة وهذا شيء غريب بالنسبة له .. لقد كانت خطوات واضحة جداً ولا يوجد أي شك انها خطوات شخص قادم الى غرفته !! هنا نهض بسرعة ولم يكترث لأي شيء آخر الا صوت هذه الخطوات من أين أتى .. نهض بسرعه من فراشه وكان يريد ان يخرج من غرفته ولكن هناك من دخلها قبل ان يخرج منها .. شخص اصطدم به ( آدم ) .. فزع ( آدم ) لأن الموقف كان سريعاً ولم ينتبه للشخص الذي اصطدم به .. عندما شاهده .. واذا به ابنه ( روني )
( آدم ) : بني ما الذي جاء بك الى غرفتي ؟
( روني ) : لدي الم خفيف بالمعدة يا ابي
( آدم ) : حسناً .. هل اكلت في المدرسة أي شيء إضافي غير اكلك المعتاد ؟
( روني ) : نعم , صديقي في المدرسة اعطاني علبة شوكولاتة تشاركناها معاً .. ولقد اكلت الكثير منها وهو كذلك
( آدم ) : اذن السبب واضح .. لأعطيك دواء مسكن للألم الذي تشعر به ومن بعدها اذهب الى النوم يا بني
( روني ) : حسناً يا ابي
أعطاه ( آدم ) دواء مسكن للألم .. ومن ثم ذهب ( روني ) الى النوم .. جلس ( آدم ) بجانبه حتى تأكد بشكل كلي انه نام
عاد ( آدم ) الى غرفته وهو يفكر .. أصوات الخطوات لم اعتقد انها خطوات ( روني ) يجب ان اكف عن التفكير بمثل هذه الأشياء فهي تقتل عقلي بشكل تدريجي .. يجب ان افكر بشيء آخر شيء إيجابي
ذهب الى سريره ووضع رأسه على الوسادة لينام .. اغمض عينيه .. حاول ان ينام ولكن كان يفكر ( بروني ) ما هي الا دقائق وشعر بنعاس .. نعاس يشعر بعدها انه سينام بعدها ولكن هنا .. سمع صوت خطوات من جديد .. خطوات داخل الشقة التي هو بها .. خطوات كأن شخص يمشي في الشقة .. هذا ما يسمعه ( آدم ) , الآن ماذا افعل ؟ هذا ما يتساءل ( آدم ) به .. هل اذهب لأشاهد مصدر الخطوات .. او اتركها ولا اذهب .. لا اعلم .. لا اعلم .. لا اعلم !!
الخطوات تزداد كأن شخص بالشقة حقاً ويذهب في ارجاءها .. وتحولت فجأة لركض سريع ومن ثم الى خطوات عادية !! ما هذا !! هل هذا حقاً خيال ام ماذا !! لا اعلم !!
نهض ( آدم ) من سريره وقال بصوت شبه عالي : هل سأقضي حياتي كلها هكذا !! ما هذا !! ما الذي افعله !!
نهض وذهب في ارجاء الشقة يبحث عن مصدر الخطوات .. بحث في غرف الأطفال .. بحث في كل مكان .. لا يوجد شيء .. حتى وصل الى المكان الأخير وهو ( المطبخ ) .. بعض الأشخاص عندما يشعرون بضيق او ان شيء لا يجدون له حل .. يلجئون للطعام .. يأكلون بكثرة .. وهذا ما حصل مع ( آدم ) كان يريد ان يأكل أي شيء من المطبخ .. عندما وصل الى المطبخ كان ذاهب الى الثلاجة ولكن استوقفه شيء غريب .. شيء لا يمكن انه حدث هكذا !! لقد كانت النار مفتوحة في غاز الطبخ !! كيف ذلك !! لقد كانت مفتوحة ولا يوجد أي شيء فوق النار للطبخ هي مفتوحة هكذا ومفتوحة لأقوى درجة !! هل فعلها ( روني ) عندما كان يدور في الشقة ( يفكر آدم ) .. لا اعلم ولكن لم يفعلها سابقاً لماذا يفعلها الآن ؟! لكل شيء اول مرة فهل هذه أول مرة ( لروني ) هل هذه شقاوة أولاد تعلمها من احد من المدرسة قال له ان يفعلها .. يجب ان اسأله بالغد .. اطفأها ( آدم ) .. وأكل شطيرة قام بإعدادها .. واعد بعدها شطيرة أخرى .. وذهب الى النوم بعدها .. وضع رأسه على الوسادة ونام هذه المرة .. كان يشعر بنعاس أكثر من السابق بسبب الاكل .. ما هي الا دقائق ونام بعدها ..
اليوم الرابع
استيقظ ( آدم ) وفي باله ما حدث امس في ( غاز الطبخ ) .. جلسوا على مائدة الإفطار بعد الأشياء الروتينية التي يفعلونها .. وقام بسؤال ( روني ) : هل قمت بفتح ( غاز الطبخ ) بالأمس يا ( روني ) ؟
( روني ) : لم افعل ذلك يا ابي ولماذا افعل ذلك
( آدم ) : لقد وجدته مفتوحاً عندما ايقظتني .. لو كنت انت من فعلها فلن اعاقبك ولكن لا يجب عليك فعل ذلك .. فربما تحرق المنزل بفعلتك هذه ويموت الجميع .. هذا شيء خاطئ يا ( روني ) لو كنت الفاعل لا تفعله مجدداً ولا تفكر به اصلاً
( روني ) : ولكن يا ابي انا ..
يقاطعه ( آدم ) : لا تتكلم ولا ترد علي حتى .. اعلم بأنك من فعلها من سيفعلها غيرك ..
( روني ) : ابي انا
( آدم ) : هل تريد ان تقاطعني بعد ان قلت لك ان لا تتكلم ؟
( روني ) : انا لم ..
يقاطعه ( آدم ) بصفعه على وجهه ! ( وجه ( روني ) احمر اللون .. صدم ( روني ) من الصفعة التي تلقاها فهي اول مره يضربه ابيه فيها منذ ولد الى الآن .. لم يستطع ان يتحدث بل دموعه هي من تحدثت .. ذرف الدموع دمعة وراء أخرى .. سقطت الدموع على الأرض ولم يجد من يحملها
ذهب ( روني ) الى غرفته ولحقت به اخته ( ساره ) .. بينما ( آدم ) بقى في مكانه ويفكر في نفسه .. ما الذي فعلته بابني ؟ لماذا فعلت ذلك ؟ ما الذي يحصل لي ؟ اشعر بأن هناك شيء داخلي بدأ يتغير ما الذي يحصل معي لماذا هذه الأفكار استولت علي .. ما الذي افعله مع ( روني ) ! من الممكن ان افعل مثل الشيء غداً مع ( ساره ) .. هذه الخطوات هي ليست فقط أصوات .. بل هي خطوات نحو التغيير .. تغيير بدأ الآن امام عيني
( روني وساره ) في حالة انهيار بكى معاً في الغرفة .. اما انا فلقد كان قلبي ( كالصخرة ) لا يتحرك ابداً .. قلت لهما ان يأتيا معي الى تحت فالباصات ستأتي .. اتيتا معي والدموع تنهمر من عينيهما .. ركبا الباصات وذهبا الى المدرسة بينما انا مازلت واقف امامي غير مصدق لما فعلته الى الآن .. ذهبا الى المدرسة ورجعت الى فوق وقمت بالروتين اليوم وذهبت الى العمل وهناك كان بوجهي صديقي ( محمد )
( محمد ) : لماذا وجهك يبدو هكذا ؟ انت حزين جداً اليوم .. هل الموضوع الى الآن مستمر ؟
( آدم ) : بل ما حصل أسوأ
( محمد ) : ما الذي حصل ؟
( آدم ) يشرح ( لمحمد ) ما حصل بالكامل
( محمد ) : يبدو انك انهرت في وقتها .. ارجع الى المنزل وانتظر اطفالك وليكن معك هدية واطلب لهم البيتزا .. الأطفال يحبون البيتزا كثيراً فأطفالي يحبونها كذلك .. انا اوبخهم بعض المرات ولكن هذا هو الحال في بعض المرات لا يوجد لديك أسلوب تفاهم الا بهذا الأسلوب .. ويختلف من شخص الا آخر كما تعلم .. ارجع واطلب لهم البيتزا واجلب هديتين هدية لساره وهدية لروني سوف يسامحانك وينسيان كل ما حدث .. هم أطفال بالنهاية وقلوبهم ليست مثلنا نحن الكبار .. هم أطفال سوف ينسون ويلعبون ويمرحون
( آدم ) : سوف افعل ما تقول وسوف استأذن من الدوام باكراً
( محمد ) : حسناً .. حظاً موفقاً , والاصوات ألم اقل لك ان تتجاهلها ؟
( آدم ) : لم استطع ..
( محمد ) : عليك بذلك والا سوف تقضي عليك .. لقد رأيت ما فعلت مع ابنائك
( آدم ) : ولكن قلت لك ما حدث .. هناك من اشعل النار
( محمد ) : أليس من الممكن ان تكون انت نسيتها اصلاً بسبب ما يحصل معك حالياً وليس أحد من الأطفال ؟ ولماذا اتهمت ( روني ) من الممكن اصلاً ان تكون حتى ساره لماذا لم تفكر بذلك ؟
( آدم ) : للأمانة لم يأتي هذا الشيء ببالي حتى ذكرته انت الآن ..
( محمد ) : كان عليك ان تسألهم معاً
( آدم ) : هل اسألها اليوم ؟
( محمد ) : كلا .. لقد انتهى كل شيء الآن .. اذهب وافعل ما قلت لك ان تفعله .. واترك الأمور تسير على هذا النحو لا تستطيع ان تسألها عن هذا الآن سوف تفكر بمنحنى آخر لو كانت هي ليست الفاعلة .. ولو كانت الفاعلة لقد سمعت ما قلته ( لروني ) يجب عليها ان تعلم انها يجب الا تكرر ذلك لكي لا يوبخ ( روني ) .. هي ستعرف من بكاء اخيها انها يجب ان لا تفعل ذلك
( آدم ) : سأفعل ما تقول على كل حال .. الآن سأذهب لاكلم المسؤول لأرى ان كان يستطيع ان يجعلني اخرج مبكراً اليوم
( محمد ) : حسناً ..
( آدم ) يذهب الى مكتب المسؤول ويطرق باب المسؤول .. ويخبره ( آدم ) بما يريد والمسؤول يوافق لأن ( آدم ) على كل حال قليل الخروج مبكراً من العمل
ما هي الا ساعات وخرج ( آدم ) من العمل وذهب الى محل لبيع الألعاب .. اشترى لعبتين كبيرتين واحده ( لساره ) وواحده ( لروني ) , وذهب بعدها الى محل البيتزا وطلب بيتزا الجبنة التي يحبها الأطفال مع البطاطس .. ورجع الى المنزل بانتظارهما .. رجعا بعد نصف ساعه وكان في استقبالهما بالأسفل مع الهدايا .. ما ان شاهد ( روني ) ابيه الا ذهب اليه واحتضنه وبكى .. اعتذر ( آدم ) ( لروني ) وبكى ( روني ) اكثر .. بينما ( ساره ) احتضنت ابيها وقال لهما انه آسف .. واعطاهما الهدايا التي كانت مغلفة .. قال لهما ( آدم ) : لنذهب الى اعلى ولنفتح الهدايا يا صغار
( ساره ) : شكراً ابي احبك
( روني ) : انا ايضاً احبك
يصعدون الي فوق ويفتحون الهدايات .. يفرحون كثيراً بالهدايا ويحضنون ابيهم من جديد .. ويقول لهم ( آدم ) : الآن وقت ماذا ؟
( روني وساره ) : ماذا ؟
( آدم ) : البيتزا ! لقد احضرت لكم البيتزا التي تحبونها هيا بنا نأكل
الفرحة تتضاعف لدى ( روني وساره ) ويصرخان فرحاً .. يجلسان على المائدة ويبدؤون بأكل البيتزا .. هما يحبان البيتزا اكثر من أي طعام آخر ..
بعد الانتهاء من الاكل الآن يجب ان يرجعوا لحياتهم الروتينية حيث قال لهم ( آدم ) : غداً هو السب وهو يوم عطلة العبوا بألعابكم غداً .. هل فهمتم كلامي يا أطفال
( ساره وروني ) : حسناً يا ابي
يذهبان ( ساره وروني ) للقيام بما كانا يفعلانه يومياً بينما ( آدم ) كان فرح بردة فعل الأطفال .. ورجع الى غرفته يجلس ويقول في نفسه : لن اجعل ذلك الصوت يدمر ما بيني وما بين هؤلاء الأطفال
كان فرح جداً لردة فعل أطفاله فلم يتوقع ان تكون بهذا الجمال ..
يمر الوقت حتى الليل ينام الأطفال .. والآن وقت النوم للجميع بما فيهم ( آدم )
( آدم ) يضع رأسه على الوسادة للنوم ويفكر في نفسه انه يجب ان لا يسمع لتلك الأصوات ان تسيطر عليه مرة أخرى .. لن يجعل لها فرصة الآن .. ينام بعد دقائق .. ينام فرحاً لما حدث بالنهاية مع اطفاله
بعد ما نام ( آدم ) لساعتين او ثلاث تقريباً .. سمع صوت ايقظه .. لم يكن هذه المرة صوت شخص يمشي او يركض بل كان صوت آخر .. صوت لم يسمعه منذ سكن في هذه الشقة في مثل هذا الوقت .. وهو صوت جرس باب المنزل .. لم يسمع احد يستعمل جرس الشقة في مثل هذا الوقت طوال فترة اقامته هنا .. من يا ترى يطرق الباب في مثل هذا الوقت ؟
نهض ( آدم ) من السرير وهو في طريقة الى الباب ليعرف من الذي يطرق باب المنزل .. لم يرى الساعة بشكل دقيق هل هي العاشرة مساءاً او الحادية عشرة مساءاً .. كان يوجد في باب شقة آدم فتحة صغيرة يستطيع ان يرى منها من يوجد على الطرف الآخر .. نظرت من الفتحة لأرى من يطرق الباب .. لم يكن هناك احد .. هل تم طرق الجرس عن طريق الخطأ وذهب من فعلها ؟ لا اعلم .. فقررت هنا ان ارجع لأنام مرة أخرى
رجع ( آدم ) الى سريره وعاد الى النوم .. لم يكترث ( آدم ) كثيراً لمن طرق جرس الشقة فلقد ظن انه عن طريق الخطأ في النهاية , قبل ان يذهب الى غرفته سمع صوت ( روني ) كأنه يتكلم .. ذهب الى غرفته ولقد كان ( روني ) يتحدث وهو نائم .. يبدو انه يحلم بحلم مزعج .. فقام ( آدم ) بهزه قليلاً فنهض ( روني ) خائفاً .. فقال له ( آدم ) : لا تخف يا بني كان مجرد حلم
( روني ) : لقد اخفتني يا ابي
( آدم ) : ارجع الى النوم الآن يا بني
رجع ( روني ) الى النوم .. بينما ( آدم ) ذهب الى غرفته , وضع رأسه على الوسادة وسينام الآن .. لم تمر حتى دقيقتين عندما وضع رأسه على الوسادة لينام حتى حدث ذلك مرة أخرى .. طرق جرس باب المنزل .. ولكن هذه المرة ليس لمرة واحده فقط مثل المرة السابقة .. بل طرق الجرس لثلاث مرات متتالية .. ( ساره ) نهضت من النوم بسبب طرق الجرس أكثر من مرة .. بينما ( آدم ) كان متعب ويريد فقط ان ينام .. أتت ( ساره ) مسرعة الى غرفة ابيها وقالت له وهي يبدو عليها انها لا تستوعب كثيراً ما تقول بسبب شعورها الكبير انها تريد النوم مجدداً
( ساره ) : هناك .. هناك .. من يطرق الباب
( آدم ) : اذهبي للنوم سأرى من يكون
( ساره ) : هناك .. هناك ..
يقاطعها ( آدم ) ويحملها ويأخذها الى السرير لتنام .. بينما هو غاضب جداً من الشخص الذي يطرق الجرس بهذا الشكل .. ذهب الى الباب ليرى من يطرقه ولكن هذه المرة لم يرى من خلال الفتحة من يوجد خلف الباب بل فتح الباب فوراً .. ولم يكن هناك احد وراء الباب .. بل كان الجو هادئ جداً .. فالوقت متأخر جداً الآن
هنا ذهب شعور النوم الذي يشعر به .. وقال في نفسه : هل هذه لعبة ؟ ما الذي يحدث هنا ؟ يطرق الباب بهذا الشكل ويذهب ؟ ما هذا ؟ ليس من المعقول ان يكون عن طريق الخطأ
قام بإقفال الباب .. وذهب ليرى الأطفال .. ناموا جميعاً .. وذهب مجدداً الى سريره لينام .. غداً يوم عطلة يريد ان يرتاح قليلاً ولكن يبدو ان الراحة بهذا الأسبوع مستحيلة .. وضع رأسه على الوسادة على امل ان لا يكون هناك شخص يطرق الباب هذه المرة .. وحسناً .. هذا ما حدث .. لم يطرق احد الباب .. ولم يسمع خطوات شخص يمشي او يركض .. بل نام مرتاحاً .. نام لساعات عديدة ولم يتم ايقاظه عن طريق الأطفال الذي استيقظوا قبله .. فلقد كان الأطفال مشغولين باللعب بألعابهم ..
بعد النوم لساعات استيقظ ( آدم ) وذهب الى الأطفال ووجدهم يلعبون .. فقام بسؤالهم : ماذا تريدون أن تأكلوا اليوم هذا الصباح ؟
( روني ) : اريد البيض
( ساره ) : رقائق الكورن فلكس
( آدم ) : حسناً .. دقائق وسأعد لكم ما تريدوا
ما هي الا دقائق وقام بمناداتهم ( آدم ) ليأكلوا جميعاً .. بدء الجميع بالأكل
( ساره ) : ابي من قام بطرق الجرس بالأمس
( آدم ) : شخص طرق الجرس عن طريق الخطأ
( ساره ) : ولكن طرق الجرس اكثر من مرة يا ابي
( آدم ) لكي لا يخيف ابنته لن يخبرها بأنه لا يوجد احد وراء الباب : كان يعتقد انه منزل صديقه فقط .. كان يريد منه شيئاً على وجه السرعة ولكن كان مخطأ في باب المنزل ..
( روني ) : لم اسمع الجرس يطرق بالأمس
( آدم ) يضحك : لأنك كنت نائماً وتحلم باللعبة كما يبدو
( روني ) : حلمت بالبداية بحلم مرعب ومن ثم باللعبة
( آدم ) : اذا خفت يوماً من أي شيء تعال الى غرفتي وقم بإيقاظي
( روني ) : حسناً
( ساره ) : لا اعلم لماذا ولكن انا خائفة الى الآن من ما حدث امس
( آدم ) : ماذا تقصدين ؟
( ساره ) : من طرق جرس باب المنزل بهذا الشكل
( آدم ) : لا تقلقين لقد قلت لك ما حدث يا ابنتي .. والآن اكملي اكلك
( ساره ) : حسناً يا ابي
اكملوا اكلهم وكان ( آدم ) يفكر قليلاً بما حدث أمس بسبب حديث أطفاله , أحب ( آدم ) ان يغير من جو أطفاله وبما ان اليوم هو يوم ( السبت ) وهو يوم عطلة .. فقال لهم
( آدم ) : ما رأيكم ان نذهب لمدينة الملاهي القريبة من منزلنا اليوم يا أطفال ؟
( ساره وروني ) وهو غير مصدقين وفرحين جداً : نعم نعم يا ابي
ذهبوا الى مدينة الملاهي وقضوا هناك ساعات .. لقد كانوا في قمة السعادة .. عادوا ليلاً الى المنزل بعد قضاء ساعات طويلة هناك ولقد كانوا تعبين جداً .. عندما عادوا الى المنزل ناموا بعد نصف ساعة .. ( آدم ) قبل ان ينام تأكد ان الباب مقفل .. وتأكد من غاز الطبخ انه مقفل .. تأكد من كل شيء ومن ثم ذهب الى النوم
وضع رأسه على الوسادة .. حان وقت النوم
لم تمر 10 دقائق حتى طرق شخص جرس باب المنزل ومن ثم قام بضرب الباب بقوة شديدة .. نهض مسرعاً وذهب الى الباب ليرى من هناك .. قام بالنظر من فتحة الباب .. لم يكن هناك أي أحد امام الباب والأطفال لم يستيقظ أي احد منهم .. لقد كانوا متعبين بسبب اليوم الطويل في الملاهي .. قام بفتح الباب .. لم يجد احداً .. لقد كان المكان هادئ .. ولقد كان الجو بارد .. بارد اكثر من الأيام السابقة .. قبل ان يدخل الى المنزل وجد على الأرض شيئاً .. وجد ظرف .. ظرف رسالة .. هل يوجد به شيء ؟ هل وضعه أحد امام منزلي ( هذا ما يفكر به آدم )
دخل الى المنزل ومعه الظرف .. جلس على احدى الكرسي في المنزل وهو يرى الظرف .. هل هو موجه لي ؟ هل علي فتحه ؟ فكر لدقيقتين وهو يرى الظرف .. فقرر بعدها فتحه
فتح الظرف ولقد كانت داخله ( ورقة ) قام بفتح الورقة .. لقد كان مكتوب بالورقة فقط كلمات .. كلمات قليلة .. لقد كان مكتوب بالورقة : هل انت خائف الآن ؟
( آدم ) : ما هذا ؟! ماذا يعني ؟ وهل هذه الرسالة موجهة لي ؟!
لم اكن اعلم ماذا يقصد .. وهل هي موجهة لي .. لحظة .. لو كانت موجهة لي نعم انا خائف .. ولكن هل يقصد انه هو من يفعل كل هذا ؟ هل لديه علاقة بالخطوات التي اسمعها في المنزل ؟ يجب ان ابلغ الشرطة ..
يتصل على الشرطة من هاتف منزله .. ويشرح لهم ما حصل
يقول له الشرطي انه سوف يجعل احدهم يأتي إليهم
لم تمر الا ربع ساعة واتت سيارة الشرطة الى الأسفل .. صعد الشرطي الي فوق
يطرق باب منزل ( آدم ) .. يفتح ( آدم ) الباب
( الشرطي ) : تلقينا اتصال انه حصل شيء غريب معك .. احدهم وضع ورقة على الباب كأنها تهديد أليس كذلك ؟
( آدم ) : صحيح
( الشرطي ) : هل استطيع ان ادخل ؟
( آدم ) : تفضل
( الشرطي ) دخل وجلس على احدى الكرسي وامامه الطاولة .. ( الشرطي ) : ارني الورقة
يعطيه ( آدم ) الورقة ويبدأ الشرطة بمشاهدتها
( الشرطي ) : هل حصل امر غريب معك في الأيام السابقة ؟
( آدم ) : نعم
يشرح له ( آدم ) كل ما حدث .. نظرات ( الشرطي ) لم تكن نظرات قناعة بما يقوله ( آدم ) بشأن الخطوات .. وشعر ( آدم ) بذلك
( آدم ) : اعتقد انك لا تصدقني وهذه مشكلة بالنسبة لي ان اشرح لك مشكلتي وانت لا تصدقني
( الشرطي ) : من قال اني لا اصدقك ؟
( آدم ) : نظراتك تخبرني بذلك .. ولا داعي لأن تقول عكس ذلك فنظراتك تكفيني
( الشرطي ) : سواء صدقت ما تقول او لا هذا سيكتب بالتحقيق بالكامل وسيكون من صالحك لو كان صحيحاً مستقبلاً .. فأنا من واجبي ان اكتب كل شيء وبالنهاية هو في صالحك لو كان حقيقة .. هناك الكثير من القضايا التي لم يصدقها رجال الشرطة وبالنهاية كان ما لا يصدقونه هو الذي حصل تحديداً .. هناك أشياء غريبة تحصل في هذا العالم وبطرق مختلفة يجب علينا ان نفتح عقولنا لها .. بالنهاية هذا هو واجبي ربما انا شخصياً لا اصدقك ولكن من واجبي ان اكتب كل ما حدث معك وتقرأه بالتفصيل ومن ثم توقع عليه .. انت تعرف ذلك أليس كذلك ؟
( آدم ) : في الحقيقة كلا .. هذه اول مره استدعي بها الشرطة للمنزل واخذ اقوالي في مثل هذه المواضيع .. توفيت زوجتي قبل سنوات ولكن لم يكن الأمر مشابه ابداً
( الشرطي ) : على كل سأكتب ما تقول بالكامل اسرده لي ومن ثم ستوقع عليه
قال له ( آدم ) كل شيء .. من البداية حتى الرسالة وحتى اتصال الشرطة ووصول ( الشرطي ) , وقع ( آدم ) وانتهى كل شيء وذهب ( الشرطي ) ولكن قبل ان يذهب قال ( لآدم ) : انتبه على نفسك
ذهب ( الشرطي ) ورجع ( آدم ) الى الداخل .. كان تعب فنام كالأطفال .. لم يفكر بشيء سوى النوم .. استيقظ صباحاً ولكن الأطفال كانوا مستيقظين قبله .. وتمر الأوقات ولا شيء جديد يحدث .. يأتي يوم ( الاثنين ) ويذهب الأطفال الى المدرسة والأوضاع تسير بشكل طبيعي جداً .. حتى وصل يوم ( الثلاثاء ) صباحاً
( يوم الثلاثاء )
صباحاً كانت الأوضاع كما كل يوم .. وانا جالس على مائدة الإفطار أتت لي ( ساره ) وقالت لي : ابي وجدت هذه امام الباب .. يمد يده واذا بيدها ظرف ! مثل ذلك الظرف الذي وجد به الكلام المكتوب الذي ابلغ عنه رجال الشرطة .. قام ( آدم ) ووضعه على جانب الطاولة
( ساره ) : ماذا بهذا الظرف يا ابي ؟
( آدم ) : لا يوجد شيء .. لقد اسقطته من جيبي بالأمس
( ساره ) : حسناً .. كنت اعتقد انها رسالة من احدهم
( آدم ) : ولماذا فكرتي بذلك ؟
( ساره ) : لأنها أتت من الباب كما يبدو فتوقعت انها رسالة لك
( آدم ) : لا يا ابنتي هي سقطت مني لا اكثر .. ربما بالأمس لا اعلم
انتهى الحديث .. وذهبوا جميعاً الى المدرسة .. صعد الى شقته وفتح الظرف ليرى ما بداخله .. كانت هناك ورقة .. كتب فيها :
” انتظرني .. انا قادم إليك .. ولا تستدعي رجال الشرطة لن ينفعوك “
صدمت من الذي كتب .. هو يعرف اني استدعيت الشرطة .. هو يعرف كل تحركاتي .. حتى عندما أتت الشرطة عرف .. فقام ( آدم ) على الفور بالاتصال بعمله وطلب إجازة لمدة شهر كامل ! قال لهم انها إجازة طارئة .. قبل المسؤول بذلك .. فهو موظف مجتهد وقليل الاجازات
وقام بعدها بالاتصال بالشرطة .. اتو الى المنزل واراهم الورقة .. اخذوها معهم كدليل وقالوا له بأنهم سيضعون سيارة شرطة امام المنزل للمراقبة هذا الأسبوع .. شكرهم ( آدم ) كثيراً وذهبوا
قام بإعداد الطعام للأطفال وفي تفكيره .. من هذا الشخص ؟ كانت بالبداية خطوات اسمعها والآن أصبحت رسائل .. من هذا الشخص وماذا يريد مني انا بالذات ؟ فلا يوجد لدي شيء مميز ابداً .. لا مال لا منصب .. واكبر حدث في حياتي كان صادم بالنسبة لي موت زوجتي .. لا اعلم حقيقة من هذا الشيء وماذا يريد
وصلت سيارة الشرطة بعد ثلاث ساعات وطرقوا باب منزل ( آدم ) وقالوا له بأنهم سيكونون هنا لمدة أسبوع كامل ولا تخف .. سيتم تبديل سيارة الشرطة كل 5 ساعات على الأقل .. ستكون هناك سيارة على الدوام امام المنزل .. شكرهم ( آدم ) كثيراً على مجهوداتهم .. ذهبوا وبدأوا المراقبة .. بينما أبناء ( آدم ) ما هو الا وقت قليل ووصلوا من المدرسة
استقبلهم ( آدم ) وقالت له ( ساره ) : ابي هناك سيارة شرطة هنا لماذا
( آدم ) : لا يوجد شيء هم يقومون بجولة لا اكثر
( ساره ) : اريد ان اجرب الركوب الى سيارة الشرطة
( روني ) : حتى انا اريد ان اركب
( ساره ) : هيا بنا يا ابي لنكلم رجل الشرطة ونقول له بأننا نريد ان نركب
( آدم ) : في وقت لاحق يا ابنائي ..
( ساره وروني ) : متى ؟ من الممكن ان يذهب
( آدم ) : قلتم ذلك معاً .. يبدو لي بأنكم حقاً تريدون الركوب
( ساره وروني ) : نعم!
( آدم ) : قريباً .. هيا لنصعد الى فوق الآن
صعدوا جميعاً الى فوق .. تناولوا الطعام وجعلهم ( آدم ) لا يشعرون بأي شيء .. جعل يومهم يمشي بشكل روتيني اعتيادي
نام الجميع في الوقت المعتاد الا ( آدم ) .. أصبحت الساعة ال 11 مساءاً وهو بهذا التوقيت بالعادة يكون نائم ولكن لم يستطع النوم .. جلس في الصالة الرئيسية يشاهد التلفاز .. بالتحديد الاخبار .. لم يستطع النوم من التفكير الذي يشغل باله .. وقف من الكرسي الذي يجلس عليه وذهب الى النافذة ليرى هل ما زال رجال الشرطة هنا .. كانوا مازالوا هنا
بعد ساعة تقريباً وبعد ان اطمأن داخلياً ذهب الى النوم .. نام سريعاً لأنه بالعادة ينام بوقت ابكر من هذا الوقت .. بعد مرور ساعات وتحديداً عند الساعة ال 3 فجراً رن هاتف المنزل .. استيقظ بسبب الرنين المتواصل .. رفع السماعة وتحدث
الشخص الذي على الجانب الآخر لا يرد ولكن أنفاسه كانت صوتها واضح جداً من على الهاتف
( آدم ) : من معي ؟! من الذي يتصل ؟!
لا إجابة
( آدم ) : انت الذي تفعل كل هذا .. لا تستطيع الآن الوصول إلي ولذلك تفعل كل هذا .. سوف اقتلك .. صدقني سوف اقتلك !!! ( كان يصرخ بأعلى صوته )
لا إجابة
الطرف الآخر اقفل الخط .. فذهب ( آدم ) لمشاهدة هل رجال الشرطة الى الآن متواجدين بالخارج .. لقد كانوا بالخارج
شخص يطرق باب ( شقة آدم ) بعد ثلاث دقائق فقط ! ( آدم ) ذهب مسرعاً لينظر من الفتحة من هناك ؟! لقد كان جاره .. الذي يسكن فوقه ..
( آدم ) تساءل في نفسه : جاري ؟! يطرق الباب بمثل هذا الوقت ؟! ماذا يريد ؟ وهل يجب علي ان افتح الباب او ابلغ الشرطة .. بعد تفكير لثواني فتح الباب
( جار آدم ) : اعتقد اني ايقظتك أليس كذلك ؟!
( آدم ) : نعم بالتأكيد .. هل هناك شيء حصل ؟
( جار آدم ) : نعم .. لماذا يوجد رجال شرطة بالخارج .. قمت بسؤالهم وقالوا انهم هنا لكم وعندما سألتهم عن السبب قالوا انهم لا يستطيعون ان يجيبوا ..
( آدم ) يشرح ( لجاره ) كل ما حصل ..
( جار آدم ) : لقد اتيت للتو من الخارج لقد كان لدي عمل .. ولقد وجدتهم بالأسفل وللأمانة كان الوضع غريب جداً فلذلك ذهبت وسألتهم .. اعتقدت ربما ان شيء حصل معك او يحصل معك حالياً وتحتاج مساعدة ولذلك طرقت باب شقتك .. على كل لو احتجت أي شيء او احتاج الأطفال أي شيء فقط تعال الى شقتي في أي وقت تريد
( آدم ) : شكراً لك هذا شيء سوف يساعدني كثيراً ..
( جار آدم ) : لا تنسى .. تصبح على خير
ذهب ( جار آدم ) الى شقته بينما ( آدم ) اقفل الباب وذهب الى سريره ..
يمر الوقت .. ما هي الا ربع ساعة ورن جرس الهاتف من جديد .. يذهب ( آدم ) ويرفع سماعة الهاتف وهو غاضب جداً : سوف اقتلك !! هل تعلم سوف اقتلك !! سوف اقتلك !!
الطرف الآخر يقفل السماعة
مرت نصف ساعة بعدها .. ولكن الوضع الآن مختلف قليلاً .. يرن جرس الباب مره واحده فقط .. كان ( آدم ) لا يستطيع النوم من بعد آخر مره رن بها الهاتف .. ذهب الى الباب اعتقد انه ( جاره ) ربما .. فتح الباب على الفور .. لا يوجد احد .. لقد كان المكان خالي تماماً ..
نظر الى اليمين واليسار .. لا يوجد احد .. نظر للأسفل ربما يوجد ظرف مثل تلك المرة .. لا يوجد .. اقفل الباب والآن اصبح خائف .. ليس لديه رقم الشرطة الذين هم بالأسفل للتواصل معهم .. وفكر لو اتصلت بالشرطة ربما يظنون بأني مجنون .. ماذا افعل ؟ ( لو كنت انت بموقف آدم .. ما الذي سوف تفعله بعد كل ما مرر به ؟ )
اقفل الباب ورجع الى السرير ولكن ما هي الا دقيقة واحده ورجع مسرعاً الى الباب ونظر الى الفتحة .. كان يريد ان يرى هل يوجد شخص يأتي وسوف يطرق الباب .. استمر بالنظر خمس دقائق .. لا يوجد احد .. ولكن عندما كان لا ينظر سمع خطوات شخص يمشي .. ففتح الباب وخرج مسرعاً ليرى من هناك فوجد رجل لم يرى ملامحه بشكل كبير ولكن قام بالهجوم عليه وضربه بشده !! وقال له
( آدم ) : لماذا تقوم بطرق جرس منزلي ؟!
( الرجل ) لم يتحدث من الصدمة
( آدم ) : تحدث رجال الشرطة بالاسفل
( الرجل ) : انا اعمل في توصيل طلبات المطاعم .. وبيدي طلب من مطعم انظر
نظر ( آدم ) وكان كلام الرجل صحيح .. اعتذر ( آدم ) بينما رجل توصيل الطلبات ذهب للأسفل مسرعاً ..
( آدم ) دخل الى المنزل وشعر انه ( مجنون ) .. ما هذا الذي يفعله ؟! وما الذي يحصل معي ؟ حتى مع رجال الشرطة هناك شخص يطرق جرس الشقة .. ويتم الاتصال بالمنزل .. لا اعلم ما الذي يجب علي ان افعله هل اجعل رجال الشرطة يجلسون في منزلي للمراقبة ؟! ما الذي يجب علي ان افعله ؟! قام هنا بشيء لأول مره يفعله .. وهو الاتصال بشخص في مثل هذا الوقت .. ولقد كان صديقه في العمل ( محمد )
اتصل على هاتفه .. فرفع سماعة الهاتف .. لم يكن ( محمد ) نائم كما يبدو على صوته
فقال له ( آدم ) : هل ايقظتك من النوم ؟
( محمد ) : انا في إجازة من العمل وانت تعرفني عندما آخذ إجازة استيقظ طوال الليل وحتى الصباح وبعدها انام .. يصبح نومي متقلب جداً
( آدم ) : اريد ان احدثك بموضوع مهم ولا يوجد شخص غيرك وشخص آخر استطيع ان احدثه به ..
( محمد ) : ما هو ؟
( آدم ) يشرح له ما حدث طوال الأيام السابقة ولماذا اخذ إجازة من العمل ..
( محمد ) : آدم لا تفهمني بشكل خاطئ ابداً .. ولكن هل انت متأكد من الذي يحصل معك .. الا تعتقد ان هذه كلها أوهام لا اكثر
( آدم ) : هل تتكلم بشكل جدي ؟!
( محمد ) : ولذلك بدأت جملتي بأن لا تفهمني بشكل خاطئ ..
( آدم ) يقفل الخط على ( محمد ) ومن ثم يتصل على الشرطة ويخبرهم بالكامل ما حدث معه ( المكالمة مسجلة مع الشرطة )
الشرطة قالت له انهم سوف يتخذون الازم
ما هي الا دقائق ويصعد احد رجال الشرطة الموجود في السيارة الي فوق ويحادث ( آدم ) ويسجل جميع أقواله .. ( آدم ) كان منهار اما ( الشرطي ) فلم يصدق أي كلمة اخبرها به ( آدم )
تمر الأيام .. لا يوجد اتصالات .. لا توجد رسائل .. لا توجد أي خطوات .. لا يوجد أي شيء .. كأنه شيء ذهب ولم يحصل .. بعد مرور شهرين .. يذهب رجال الشرطة مع ان مدتهم التي كان يجب ان يبقوا بها اقل ولكن شكاوي ( آدم ) المستمرة جعلتهم يبقون مدة أكبر من المدة الفعلية .. اصبح كل شيء يسير بشكل طبيعي الا ( آدم ) لم يكن طبيعي أبداً .. فنهاية التحقيقات مع الشرطة توصلت الى ان لا يوجد أي شيء من الذي يدعيه ( آدم ) .. كأن الموضوع بالكامل تأليف منه هو .. انتهى التحقيق ولكن ( آدم ) كان بحالة سيئة جداً .. اتصل بالشرطة أكثر من مره لكي يرجعوا ويراقبوا المكان ولكن رفضوا بالكامل ..
الآن الشرطة أصبحت ضده .. و ( محمد ) صديقه في العمل ضده .. لا يوجد أحد معه .. هناك شخص أخير لم يتصل به ( آدم ) الى الآن فقرر الاتصال به .. هو ( جاره ) الذي يسكن فوقه .. اتصل به وقال له ما حصل وقال لماذا رجال الشرطة كانوا هنا .. اخبرهم بكل شيء بالتفصيل .. ولكن بالنهاية لم تكن نبرته نبرة شخص يصدقه .. بل كان نبرة شخص لا يصدقه نهائياً .. ولذلك عرف الآن ( آدم ) انه لوحده في مواجهة شخص مجهول .. ذهب الى متجر للأسلحة .. واشترى سلاح ( في نيويورك تستطيع ان تشتري سلاح ويعطونك ترخيص له وهو قانوني تماماً )
رجع الى المنزل ووضع المسدس في الدرج بجانب سريره .. استعداداً للقادم ..
تخيل ان تكون شخص وحيد في مواجهة شخص يريد ان يؤذيك ولا يوجد احد يصدقك ! ما الذي سوف تفعله ؟ ما هو الحل ؟ ما الذي حقاً على ( آدم ) يجب ان يفعله ؟ ذهب الى محل كاميرات واشترى كاميرات لمراقبة الشقة بالكامل .. وتم توصيلهم بجهاز كمبيوتر اشتراه .. ليرى كل حركة .. ووضع كاميرا صغيرة خارج باب شقته ليرى من يأتي ويطرق باب الشقة .. يريد الدليل .. وضع كاميرا خارج الشقة ليس قانوني .. ولكن هو وضع كاميرا صغيرة لا يستطيع احد ان يشاهدها ..
تم تجهيز كل شيء .. كاميرات + سلاح .. كل شيء تم تجهيزه بقى الآن شيء واحد فقط لا غيره .. وهو ان يأتي ذلك الشخص الذي يطرق الباب ..
تمر الشهور .. لا يوجد أي شيء .. تنتهي عطلة الأطفال المدرسية .. يرجع الأطفال الى المدرسة .. ( آدم ) يتساءل في نفسه ماذا يحدث ؟ انا اعلم بأن هناك شخص ما .. لماذا يحصل كل هذا ؟ هذه ليست أوهام انا متأكد من ما أقول ..
بعد ان اصبح الوضع طبيعي .. وعاد الأطفال الى المدرسة .. تمر الأسابيع .. يوم الاحد
يوم الاحد
الأطفال نائمين استعداداً للمدرسة غداً .. الوقت ليلاً .. في حالات نادرة جداً يقرر ( آدم ) في مثل هذا الوقت ان يطلب من مطعم للوجبات السريعة .. قام بطلب الطعام وانتظر في الصالة لحين وصول الطلب .. ما هي الا 30 دقيقة حتى وصل الطلب
يطرق جرس باب المنزل .. يذهب ( آدم ) لفتح الباب .. لم يشاهد من الفتحة من وراء الباب بسبب انه ظن انه المطعم ., قام بفتح الباب وكان حقاً المطعم
( رجل التوصيل ) : مرحباً هذا هو طلبك
( آدم ) : شكراً لك كم الحساب ؟
( رجل التوصيل ) : 12 دولار
( آدم ) : انتظر دقيقة محفظتي في الداخل
يذهب ( آدم ) الى غرفته لكي يحضر المحفظة ولكن اولاً وضع الطعام على الطاولة .. ذهب ورجع الى الباب .. لم يكن ( رجل التوصيل ) هناك ! لقد اختفى كأنه لم يكن موجود اساساً !
( آدم ) يشاهد بالخارج اين ذهب ؟! لا احد هناك ؟!
دخل الى الداخل وهو لا يعلم ما حصل .. فقام بالاتصال بالمطعم واخبرهم ما حصل معه
( المطعم ) : طلبك قيد التوصيل حالياً ولم يصل إليك الى الآن
( آدم ) : كيف ذلك والطلب معي حالياً ؟!
( المطعم ) : ربما يكون الطلب ليس طلبك .. هل انت متأكد انه نفس المطعم ؟
( آدم ) : ثواني لأتأكد
ذهب ( آدم ) ليتأكد هل الطعام الذي لديه من المطعم نفسه .. وكان الطعام من المطعم نفسه وتأكد من الطلب وكان مثل طلبه
( آدم ) : من المطعم نفسه .. وهو نفس طلبي .. ربما يكون لديكم شيء خاطئ ربما السائق وصل ولا يظهر لديكم بشكل دقيق
( المطعم ) : الأجهزة التي لدينا بالثواني دقيقة جداً .. لم يصل إليك الى الآن
( آدم ) : اذن فسر لي ما يحدث ؟!
( المطعم ) : بقى دقيقة واحده ويصل طلبك إليك
( آدم ) : سأنتظر وسوف اتصل عليكم من جديد
اقفل ( آدم ) الخط وهو بانتظار ما سوف يحدث .. ما هي الا دقيقة ونصف ولقد ضغط احدهم جرس الشقة .. ذهب ونظر من الفتحة واذا به رجل التوصيل من المطعم .. فتح ( آدم ) الباب واعطاه الطلب وقال له ان الحساب 12 دولار .. أعطاه ( آدم ) المبلغ وشرح له ( آدم ) ما حدث
( رجل التوصيل ) : ربما هناك خطأ بالنظام وقمنا بالتوصيل مرتين لك
( آدم ) : ربما ..
( رجل التوصيل ) : هل تريد أي مساعدة أخرى ؟
( آدم ) : كلا شكراً لك
دخل ( آدم ) الى الداخل والآن لديه وجبتين من الطعام .. قام بالاتصال بالمطعم واخبرهم بما حصل بالنهاية .. قالوا له ان الخطأ ليس منهم وان الموضح لديهم انهم قاموا بالتوصيل لك مره واحده فقط لا غير
( آدم ) شعر بالغضب الشديد فهو على قناعه تامه ان الخطأ من المطعم .. فأخذ الطلبين بالكامل وذهب الى المطعم الذي يقع على بعد ( ثلاثة دقائق ) من منزله .. لقد ترك اطفاله في المنزل وحدهم .. وهذه اول مره يفعل مثل هذا الأمر .. وصل الى المطعم وجلس يصرخ على المسؤول هناك ويخبره انظر هذا هو الطلب .. المسؤول حاول تهدئته قدر الإمكان .. وبالنهاية هدأ
عندما هدأ نظر ( المسؤول ) الى الطلبين وقال له ان هذا الطلب حسب الفاتورة الموجودة كان مخصص للتوصيل .. اما الطلب الآخر فكان استلام من المطعم ولم يكن مخصص التوصيل .. بما معنى ان احد الطلبين كان مخصص للتوصيل والآخر للاستلام ولم نقدر بتوصيله .. لم نقم بتوصيل الطلب الأول .. وهذا الطلب اساساً ليس من فرعنا بل من فرع آخر يقع على بعد 30 دقيقة من هنا .. ربما احد اصدقاءك كان يريد ان يقوم بمقلب معك او ما شابه
( آدم ) : وكيف يعرف احد أصدقائي اني سأقوم بالطلب منكم ؟ وانا بالمنزل وحدي مع ابنائي ؟ هل من الممكن ان تخبرني ؟! ( يقولها باستهزاء )
( مسؤول المطعم ) يضحك ويقول له : من الممكن انه يراقبك .. يضع كاميرات في منزلك ألم تفكر بمثل هذا الشيء ؟
( آدم ) يشاهد ( مسؤول المطعم ) وهو بحالة صدمه .. ربما ما يقوله صحيح .. ربما هناك شخص يراقبني .. وهو يفعل كل هذا .. يعرف اني سأقوم بطلب المطعم .. يعرف متى انهض من سريري لأرى مصدر الخطوات .. يعرف متى سأفتح الباب فيهرب .. كلامه منطقي .. نعم هذا هو !! هناك شخص يراقبني في المنزل .. ولكن ..! ولكن ..! انا تركت اطفالي لوحدهم في المنزل وهو يعرف الآن اني خرجت من المنزل وهم وحدهم !!
يركض ( آدم ) بأسرع ما يمكن ويركب سيارته ويذهب الى المنزل .. ركض بسرعه الى فوق .. قام بفتح الباب فلم يفتح !! فقام بطرق الجرس اكثر من مره !! يطرق الباب بقوة ويقول بصوت عالي
( آدم ) : لا تفعل شيء لأطفالي اتركهم ! اتركهم وحدهم ارجوك
يتجمع سكان المبنى الذي به ( آدم ) عند شقة ( آدم ) ويقولون له : ماذا يحصل ؟!
( آدم ) للجميع : هناك شخص بالداخل يحاول ان يقتل ابنائي .. ارجوكم ساعدوني لأفتح الباب
( احد السكان ) : الم تقفل الباب عن طريق الخطأ ؟
( آدم ) : صحيح !! انا أقفلت الباب وخرجت !! انا من اقفله !!
يخرج ( آدم ) المفتاح من جيبه ويفتح الباب ويذهب مسرعاً للداخل فيجد اطفاله نائمين جميعاً .. لم يجد احد في المنزل .. لا يوجد أي دخيل فالباب مقفل بالأساس .. ذهب للخارج لسكان البناية التي هو بها وقال لهم ان الخطأ هو خطأه .. بعضهم نظروا إليه نظرة غريبة .. عرف ما بهم ..
( آدم ) : انا آسف .. لا اعرف ما يحدث معي .. آسف على ازعاجكم جميعاً
ذهب الجميع .. وبقى ( آدم ) .. دخل الى الشقة وذهب الى السرير لينام .. قبل ان ينام تذكر شيئاً .. لديه فاتورة المطعم .. ويستطيع ان يذهب إليه غداً ليرى من قام بطلب الطلب .. من المؤكد ان لديهم كاميرات ..
نام .. واستيقظ في الغد .. اليوم الروتيني للجميع .. ذهب الى المطعم وصل الى هناك وكانت حقاً لديهم كاميرات مراقبة .. قال لهم ما حدث .. بالبداية تردد المسؤول .. ولكن قال ( آدم ) انه سيتصل بالشرطة لو رفض .. سمعة المطعم مهمة ولذلك قبل ( مسؤول المطعم ) بشرط واحد ان لا يقوم بتصوير أي شيء بهاتفه .. فقط يشاهد ويذهب
وافق ( آدم )
قام ( مسؤول المطعم ) بفتح الكاميرا في وقت الطلب كما هو محدد في الفاتورة .. الوقت والتاريخ .. فشاهد شخص يقوم بطلب الطعام عن طريق السيارة .. لقد كان يرتدي نظارة سوداء اللون .. ولقد استلم الطعام من السيارة .. لم يكن وجهة واضح .. ولا حتى رقم السيارة .. لم يعلم من هو ابداً .. ولا يستطيع الوصول إليه .. ولكن عندما فعل خاصية النظر عن قرب بالكاميرا ليرى شكله جيداً .. لفت نظره شيء واحد فقط .. لقد كان هناك جرح على أصابعه .. جرح كبير قليلاً .. يبدو واضح لمن يراه .. هذا كان الشيء الوحيد الذي يشير لهويته ..
فقرر هنا ان يبلغ الشرطة عن كل ما حدث .. خرج من المطعم وذهب لمركز الشرطة .. مثل المركز الذي قام بالشكوى عليه بالسابق .. دخل الى مركز الشرطة وقال لهم كل شيء حصل ..
وقال لهم ان الدليل يوجد هناك .. في المطعم .. ذهبوا الى المطعم واخذوا نسخة من الشريط واخذوا النسخة الى مركز الشرطة لكي يشاهدوها .. قاموا بمشاهدتها
( مسؤول التحقيق ) : انت تقول ان هذا الشخص قام بتوصيل الطلب إليك .. هو قام بطلب الطلب وقام بتوصيل الطلب لك
( آدم ) : نعم .. والاكل بالمنزل معي
( مسؤول التحقيق ) : اذن لنذهب الى منزلك ونأخذه .. هذا دليل مادي على هذا الشخص .. بصماته ستدلنا عليه
ذهبوا الى المنزل .. كان يوجد فراغ ساعه كامله على وصول الأطفال الى المنزل من المدرسة .. عندما وصلوا فتح الباب ( آدم ) ودخلوا جميعاً .. فماذا وجدوا عندما تم فتح باب الشقة ؟
وجدوا العديد والعديد من الأموال ملقاة على الأرض .. وكان يوجد سكاكين على الأرض في كل مكان ..
( آدم ) وهو خائف وبصوت عالي : انظروا !! انظروا ماذا فعل ايضاً !! لقد اقتحم شقتي
( مسؤول التحقيق ) وبرفقته رجال الشرطة : يبدو ان الموضوع تحول لمنحنى آخر .. اين الطعام ؟
( آدم ) : ها هو هنا .. لم يفكر ان يأخذ الطعام على ما يبدو
اخذوا الطعام وقالوا له ان يقفل الباب وينتظر اطفاله .. وانه يجب عليه ان يجد مكان آخر لهم .. الى حين ان تنتهي التحقيقات .. قبل بذلك
وصلوا الأطفال .. وقام بالاتصال باخت زوجته التي توفيت وقال لها كل ما يحدث وان الأطفال يجب ان يبقوا عندما وافقت على الفور .. عاد الى المنزل ولكن فكر قليلاً .. هو اقتحم المنزل بدون ان يكسر الباب .. اذن هو من الممكن ان لديه نسخه من المفتاح ! فقام بالاتصال بالشرطة واخبرهم بذلك وقالوا له هل لديك قفل من داخل الباب ؟ لا يستطيع فتحه حتى لو لديه مفتاح ؟ نفى ذلك .. فقال له اذن عليك ان تخرج من المنزل وان تبقى في مكان آخر .. فندق مثلاً او أي منزل شخص آخر تستطيع المكوث فيه حتى ننتهي من كل التحقيقات ..
( آدم ) وافق على ذلك .. بالبداية جهز حقيبته ولكن بالنهاية قرر ان يبقى في المنزل .. قرر ان يبقى لسبب واحد .. وهو ان يصدقه الجميع .. فلديه شك ولو بسيط انه لا يوجد بصمات .. ولا يوجد دليل عليه .. وبالنهاية لن يمسكوا بأحد .. فقرر البقاء لإمساكه بنفسه
تذكر ( آدم ) شيء هنا انه وضع كاميرا امام شقته يستطيع ان يرى شكل الرجل الذي قام بتوصيل الطلب .. ذهب وشاهد الكاميرا .. لقد كان يرتدي قبعه ولا يظهر وجهة بشكل جيد ابداً .. ولا يستطيع معرفة من هو .. وهذا التصوير غير قانوني لأنه غير مسموح حسب القوانين ولا يستطيع تسليمه حتى الى الشرطة .. ولذلك الحل النهائي امام ( آدم ) كما يرى هو البقاء في المنزل ..
بقى في المنزل وانتظر .. حل الليل .. طرق الباب ! ذهب الى جهاز الكمبيوتر ليرى من امام الباب .. لقد كان رجل يرتدي قبعة .. انه هو !! هو بكل تأكيد !! هذا هو !! قام بالاتصال بالشرطة بسرعه وقال لهم انه بالمنزل وقال لهم ان الرجل امام الباب الآن .. شاهد الكاميرا الى الآن هو امام الباب .. خمس دقائق وسيصلون على وجه السرعة .. ما هي الا خمس دقائق ووصل رجال الشرطة الى الموقع .. ما زال امام الباب .. سيمسكون به وتنتهي هذه الحكاية !
صعدوا الى فوق وامسكوا به ! شاهد ذلك في الكاميرا .. اقفل جهاز الكمبيوتر وخرج الى الخارج مسرعاً وقام بضرب الرجل المرتدي بالقبعة بكل ما يملك من قوة .. رجال الشرطة يمسكون به .. ( آدم ) لم يشاهد حتى وجه الرجل فقط قام بضربه بشكل عشوائي
الرجل يريد ان يتكلم ولكن لا مجال ضرب صراخ كل شيء حوله ..
يضعونه في سيارة الشرطة .. ويذهبون به الى مركز الشرطة وقالوا ( لآدم ) ان يلحق بهم بسيارته الى هناك
لحق بهم الى هناك .. وصل الى هناك بعدهم بعشر دقائق وكان ( الرجل ) حسب الشرطة في غرفة الاستجواب حالياً
تمر الدقائق .. ما هي الا عشرين دقيقة وطلب احد رجال الشرطة من ( آدم ) ان يأتي لغرفة التحقيق
( آدم ) : انا آتي لغرفة التحقيق ؟ لماذا ؟
( الشرطي ) : لا اعلم ولكن مسؤول التحقيقات اخبرني ان أقول لك ذلك
( آدم ) : ولكن أليس التصرف الطبيعي ان لا ادخل لغرفة التحقيقات انا ؟! انا لم افعل شيئاً لماذا يحققون معي !
( الشرطي ) : تعال معي ولنرى
ذهبوا الى غرفة التحقيقات .. كان المحقق الرئيسي هناك والرجل الذي ضربه ( آدم ) هناك ايضاً جالساً .. نظر إليه ( آدم ) .. كثف نظراته بشكل أكبر وقال
( آدم ) : انا اعرفه .. هذا زوج اخت زوجتي .. اسمه ( ادوارد )
( ادوارد ) : يصرخ ما الذي تفعله !! نعتني بأطفالك وهذا الذي تفعله بي !!
( آدم ) : ما الذي يحدث ؟!
( المحقق ) : هذا هو الشخص الذي طرق الباب واتصلت بالشرطة لتبليغ عنه على انه هو من يفعل كل ما قلت عنه بالسابق
( آدم ) : ولكن هذا ليس هو ..
( المحقق ) : وما ادراك انه ليس هو ؟
( آدم ) : هذا زوج اخت زوجتي .. هم يعتنون بالأطفال .. ربما حصل سوء فهم ..
( المحقق ) : انت الآن اتهمته والرجل كما موضح لدينا بجميع الأدلة في الأيام التي اتصلت بنا لديه اكثر من دليل على انه متواجد في أماكن أخرى .. انت اتهمته وهو بريء .. الآن هل ستكف عن ازعاجنا ؟ والطعام الذي اتيت لنا به تم الانتهاء من رفع البصمات وكل شيء ولا يوجد أي بصمات الا بصماتك انت ! لقد اشغلت رجال الشرطة واشغلت المركز وأصبحت قضيتك من اكثر القضايا التي نحقق بها وبالنهاية لا يوجد أي شيء سوى أوهام .. أوهام انت من اخترعها !! , انا سأرفع الآن توصية بأن الأطفال ليس بأمان معك
( آدم ) : ولكن .. هذه .. لا اعلم
( المحقق ) : انتهى التحقيق ! اخرج الآن
يمر يومان .. تم رفع توصية بأن الأطفال يعيشون بشكل مؤقت بمنزل اخت زوجة ( آدم ) المتوفية .. بينما ( آدم ) تم ارساله لجلسات لدى طبيب نفسي .. تزيد حالته سوءاً .. يسمع أصوات .. او ربما يتخيلها ..
ولكن ( آدم ) وهو في هذه الحالة يفكر بشيء .. لماذا اتى ( ادوارد ) الى منزلي في ذلك اليوم ؟ وكان مرتدي القبعة .. لماذا فعل ذلك ؟
وهو يفكر بهذا الشيء جلس يبحث في غرفته عن كاميرا مزروعة ربما .. صغيره مثلاً .. لم يجد أي شيء
ولكن هو مستغرق بالتفكير تذكر شيئاً .. اخت زوجته المتوفية لديها مفتاح للمنزل !! لشقته !! ماذا لو كان كل هذا من تدبيرها !! فهي كانت تريد الأطفال بالبداية ولكن الحكم من صالحي !! لأنه من البديهي ان يعيشوا لدى الاب !! ماذا لو كانت هي فعلت كل هذا !!
ماذا لو كان زوجها هو من دخل المنزل وكان يمشي ويخرج من الباب ويقفله لأنه لديه مفتاح !! المفتاح الذي لدى زوجته !! ولديهم كاميرا يراقبون فيها المكان .. يعرف مثلا خلال اتصال هاتفي مع زوجته متى اخرج ومتى اتحرك .. يعرف كل شيء .. هو من قام بإشعال النار بغاز الطبخ ذلك اليوم !! هو من قام بإيصال الطعام .. وارتدى قبعه عند إيصال الطعام وعندما اتى لي ارتدى قبعه .. كانوا يريدون ان يصلوا بي لمثل هذه الحالة التي انا بها الآن ولقد اوصلوني حقاً !! ما أقوله منطقي جداً .. فكر بما أقول !! فكروا جميعاً !!
( آدم ) قال ما يفكر به بشكل كامل للطبيب النفسي .. بالنهاية الطبيب النفسي كتب بتقريره ان ( آدم ) به خلل كبير في العقل ولا يصلح حتى ان يكون بين الناس !! نصح بأن يضعوه في المستشفى !!
تم وضعه في المستشفى .. تمر سنتان وهو بالمستشفى وحالته تسوء .. وكل ما يفكر به ان ما فعلته اخت زوجته كان بذكاء شديد منها ..
في يوم من الأيام كان بالغرفة .. فقام له احد الممرضين ان هناك زيارة لك .. سيأتون إليك بالغرفة الأخرى التي بها النافذة .. هذه الغرفة مخصصه للزيارات ولا تتكلم مع الشخص الا من وراء النافذة .. هذه هي القوانين هنا
ذهب الى هناك وكان ( ادوارد ) مع زوجته هناك
نظر إليهم وهو يصرخ انتم !! من فعل ذلك !! لا يوجد لديكم أطفال فأردتكم اطفالي !!! انتم اعترفوا !! كان يصرخ بأقوى ما عنده
( ادوارد ) : لم نفعل شيئاً يا ( آدم ) لماذا لا تصدق
( آدم ) : بلا انتم .. يبكي آدم
( اخت زوجته ) : ليس نحن .. هل نستطيع الحديث نريد ان نطمئنك على الأطفال ..
( آدم ) : هل حصل لهم مكروه ؟!
( اخت زوجته ) : هم بخير ودرجاتهم عالية وهم فرحون جداً بالعيش معنا .. كل الأمور بخير
يتحدثوا مع ( آدم ) .. ويهدأ ( آدم ) وبدأ يستمع لهم ويتحدث معهم .. بالنهاية يودعونه .. تغير الذي عقله ناحيتهم قليلاً احس انه كان يظلمهم كثيراً ..
قبل ان يذهبوا نظر إليه ( ادوارد ) وهو يمشي وقال له : الا تسمع خطواتي ؟
( آدم ) : ماذا تقصد ؟
( ادوارد ) : استمع لخطواتي وانا امشي
عم الهدوء واستمع ( آدم ) لخطواته .. هي نفس تلك الخطوات ..
( آدم ) : انتم !! من فعل ذلك !! تعالوا الى هنا !! ( يصرخ بأعلى ما عنده )
يأتي الممرضون ويقومون بوضعه بالغرفة من جديد وهو يصرخ انهم هم !! هم من فعلوا ذلك !!
تمر السنوات .. بقى ( آدم ) بالمستشفى حتى مات .. بينما كبر أطفاله .. أصبحت ( ساره ) مدرسة أطفال .. بينما ( روني ) اصبح ( مهندس ) .. مات الزوجين ( ادوارد وزوجته ) بعد مده قليله من موت ( آدم )
قرأ بعدها ( ساره وروني ) مذكرات والدهم .. وكانت صدمة بالنسبة لهم .. فكروا بما حدث لهم طوال تلك السنوات مع اخت امهم وزوجها .. وتذكروا كلامهم .. صدقوا ابيهم بالنهاية
قاموا برفع قضية عليهم لإثبات براءة أبيهم .. وحصلوا عليها
النهاية