الهدف كان الرقم 550 .. هذا هو مراده فقط

شاكر معرفي

برلين .. المانيا

انه فصل الشتاء .. الثلوج تتساقط .. الوقت الساعة ال 1 فجراً .. شهر يوليو من عام 1990 .. لصوص يراقبون منازل .. أربعة منازل

في مثل هذا الوقت من كل عام يكون هذا الوقت هو وقت الاجازة للطلبة في المانيا .. فيأخذهم أهلهم للسفر بالغالب .. اغلب البيوت تصبح فارغة .. وهذا هو وقت اللصوص ! انه الوقت المناسب لسرقة أغلب المنازل .. يضع أصحاب المنازل نظام حماية لمنازلهم ولكن هناك لصوص يعرفون كيفية كسر هذه الحماية .. نحن هنا سوف نتحدث عن ثلاث لصوص شركاء في السرقة .. هم يراقبون أكثر من منزل .. يراقبون المنازل الذي يريدون سرقتها لمدة ثلاث أيام متواصلة فإذا شاهدوا انه لا يوجد أي حركة بالمنزل ولا يوجد أي دليل على وجود أحد في المنزل .. يبدؤون الخطوة التالية الا وهي .. سرقة المنزل

وضعوا أعينهم على أربعة منازل .. كان اثنين منهم مجاورين لبعضهم البعض .. والاثنين الآخرين كل واحد يبعد عن الآخر مسافة 500 متر فقط

راقبوا المنازل بعناية .. في اليوم الأول لا يوجد حركة ولا انارة في المنازل الأربعة

في اليوم الثاني .. لا يوجد أي حركة أيضاً .. ولا دليل على ان هناك أحد يسكن المنازل الأربعة

اما في اليوم الثالث تغيرت الأحداث .. المنزلين اللذان يبعدان 500 متر عن بعضهما البعض لقد رجع أصحاب المنازل من السفر .. اذن لقد تم إزالة هذان المنزلان من القائمة .. يتبقى منزلان .. المجاوران لبعضها البعض .. لا يوجد حركة بهما لليوم الثالث على التوالي .. اذن سرقتهما هي الهدف الذي أمامهم حالياً .. سرقة هذين المنزلين هدفهم الأساسي ولن يراقبا منازل أخرى حالياً .. طريقة اللصوص عندما يسرقون منزل في نفس الحي لا يكررون السرقة من نفس الحي بل يذهبون لحي آخر .. فمن يدري ربما هناك شرطة تراقب الحي بعد الإبلاغ عن السرقة ويتم الإمساك بهم ولذلك هم يغيرون أماكن السرقة باستمرار ولا يكررون السرقة بنفس الحي الا بعد مرور فترة .. كسنتين مثلاً .. هذه قوانينهم الذي يتبعونها .. ونقصد هنا اللصوص الثلاثة .. فلقد وضعوا قوانين التزموا بها ولم يتم الإمساك بهم لحد الآن بهذه القوانين التي وضعوها ..

قاموا بسرقة 41 منزل لحد الآن ولم يتم الإمساك بهم .. فهل يكون هذين المنزلين من المنازل الجديدة التي سوف يسرقونها بنجاح ؟ ويصبح الرقم 43 ؟ لنرى لذلك

قرروا ان يبدؤا السرقة في الواحدة فجراً .. لأنه في مثل هذا الطقس المثلج يكون أغلب الناس في بيوتهم .. من النادر ان تجد شخص بالخارج .. والوقت متأخر والأماكن المفتوحة قليلة جداً في برلين في مثل هذا الوقت .. اذن انه الوقت المناسب للسرقة كما يرى اللصوص

في الساعة ال 1 فجراً اتجهوا ناحية المنزلين المجاورين لبعضهما البعض .. كان الهدف ان يسرقوا المنزل الذي على اليمين أولاً ومن ثم يسرقوا المنزل الموجود على اليسار ..

وصلوا الى المنزل الذي على اليمين كان منزل صغير .. ذهبوا للتأكد هل النوافذ مفتوحة ؟ هل نسى صاحب المنزل احد النوافذ مفتوحة ربما ؟ وكان هذا الشيء من صالحهم ! حيث ان صاحب المنزل نسى احد النوافذ مفتوحة .. حيث ان النافذة مغلقة ولكن يم يغلقها بواسطة القفل الداخلي فلذلك قاموا برفع النافذة الى فوق ودخلوا منها .. الآن هم داخل المنزل .. وبدأت عمليتهم .. عملية السرقة

كان المنزل مظلم فاستخدموا جهاز الإضاءة الذي بحوزتهم .. ذهبوا للباب الأمامي لكي يروا هل المنزل يحتوي على أجهزة انذار ؟ هم يريدون التأكد لمعرفة طريق خروجهم في حال حصل أي شيء .. فيكون لهم طريقين الباب الامامي والنافذة .. ذهبوا للباب الأمامي واكتشفوا ان المنزل لا يوجد به جهاز انذار .. هذا من صالحهم اذن .. فقام احدهم بالتأكيد هل الباب مفتوح ؟ قام بفتح الباب من الداخل ولقد كان مفتوح ! اذن كان بوسعهم الدخول من الباب الأمامي فصاحب المنزل لم يقفل الباب .. على أي حال كان التصرف السليم هو النافذة .. فلو كان هناك جهاز انذار ربما انطلق حين قاموا بفتح الباب من الخارج لو كان مقفل .. فهناك أجهزة انذار هكذا لو كان الباب مقفل وقام احدهم بفتحه من الخارج يطلق جرس الإنذار على الفور .. أجهزة الإنذار متنوعة وهذا احدهم .. على كلن .. الآن اللصوص الثلاثة بالداخل .. فتشوا المكان .. لا يوجد أي شيء يستحق السرقة في المنزل .. ولا يوجد امامهم الآن الا الدور العلوي .. كان المنزل صغير ولذلك عملية البحث عن الأشياء التي تستحق السرقة كانت سريعة .. امامهم الآن الدور العلوي .. سيذهبون اليه ليشاهدوا هل هناك شيء يستحق السرقة فوق ؟ ذهب اثنان منهم لفوق بينما بقي الثالث في الأسفل يبحث ربما يجد شيء لم ينتبهوا له .. كان الدور العلوي مكون من ثلاث غرف فقط .. اللص الأول دخل للغرفة التي على اليمين .. بحث بها جيداً ولكن لا يوجد أي شيء بها يستحق السرقة أيضاً ! اللص الثاني دخل الغرفة التي على اليسار .. بحث بها جيداً ايضاً ولكن النهاية متشابهة ! لا يوجد شيء يستحق ان يسرقه في هذه الغرفة ايضاً .. اجتمع اللصان بعدها ليذهبوا للغرفة الثالثة والتي تقع على يسار الغرفة التي على اليسار .. هل سوف يجدون شيء يستحق السرقة هناك ربما ؟

دخلوا الى الغرفة وكانت هنا المفاجأة !!

كان هناك رجل عجوز نائم على احدى الطاولات .. حيث كان يجلس على الكرسي التابع للطاولة ورأسه على الطاولة .. لقد اعتقدوا انه نائم ولكن الأمر مختلف هنا يا سادة !

فقال اللص الأول له : قف وارفع يديك والا قتلتك !! هل تسمعني !!

لم يرد العجوز عليه

فقال اللص الأول مرة أخرى : انا لا احب ان اكرر كلامي ولكن اذا لم ترفع يديك الآن للأعلى سوف أوجه هذا المسدس لرأسك وسوف اقتلك على الفور !! هل تفهم ما أقول ام لا ؟!

لم يجبه العجوز ايضاً .. فالتفت هنا اللص الثاني للص الأول وقال له : الا تشم الرائحة ؟ اعتقد ان الرجل قد مات

اللص الأول : مات ؟!

اللص الثاني يقترب من العجوز .. لقد مات العجوز حقاً ..

اللص الأول : ماذا نفعل الآن ؟ هل نذهب للمنزل الثاني ؟

اللص الثاني : كلا لنبحث بالغرفة .. بحثوا بالغرفة لمدة خمس دقائق ولم يجدوا أي شيء يستحق السرقة ايضاً الا مبلغ صغير كان بالخزانة التي بالغرفة ..

اللص الأول : هذا العجوز لا يملك شيء يستحق السرقة .. حتى هذا المبلغ لا يستحق السرقة ولكن سوف آخذه على أي حال

اللص الثاني : هل نذهب ؟

اللص الأول : هيا

اللص الثاني قبل خروجه من الغرفة انتبه على شيء غريب .. هناك قلم على الأرض .. يبدو ان الرجل العجوز كان يكتب شيء بالدفتر الذي امامه على الطاولة .. اخذ ( اللص الثاني ) الدفتر معه .. هو كان لديه فضول عما يوجد داخل هذا الدفتر .. هل كان يكتب شيء داخله ؟ ام ماذا ؟ كان هذا ( اللص ) فضولياً جداً .. بعد الخروج من هذا المنزل ذهبوا للمنزل المجاور له لسرقته بالطبع ! قاموا بكسر النافذة الجانبية والدخول منها فهذه المرة كانت النافذة مغلقة .. دخلوا للمنزل واخذوا بعض القطع الثمينة .. هذا المنزل أفضل من السابق بالتأكيد

الآن هم في طريقهم للعودة الى منزلهم .. كان اللصوص الثلاثة يعيشون في منزل واحد .. قاموا بشراء المنزل بواسطة مال السرقات .. وصلوا الى المنزل ومن هناك ذهب اثنين منهم لبيع القطع الثمينة لدى شخص يعرفونه جيداً .. هو خبير في بيع القطع المسروقة .. وهو يستيقظ فقط في الأوقات المتأخرة بالنهار دائماً ما يكون نائم .. اما اللص الذي اخذ الدفتر معه بقى في المنزل .. قال لهم انه يشعر بالتعب ويريد البقاء بالمنزل ولكن هذه لم تكن الحقيقة ! لقد كان يريد قراءة ماذا يوجد داخل الدفتر .. ماذا كتب ذلك الرجل

ذهبوا اللصوص والآن وقت القراءة بالنسبة لهذا اللص .. بالمناسبة هذا اللص يدعى ( جون )

( جون ) ذهب للثلاجة التي بالمنزل واحضر مشروب غازي .. كان يشعر بالعطش .. جلس على الكرسي ووضع الدفتر على الطاولة والآن بدء وقت قراءة ماذا يوجد داخل هذا الدفتر .. قام بفتحه والصفحة الأولى كان بها الكلام التالي :

لا أعلم من انت وكيف وصل هذا الدفتر إليك ولكن صدقني لو كنت شخص يخاف كثيراً .. او حتى تشعر بالخوف لا تقرأه .. هذا الدفتر ليس لك .. هنا ألخص ماذا حدث خلال حياتي .. اتركه واذهب وقم بشيء آخر .. هذا افضل لك صدقني

قمت بتركه ؟ اذن لا تقرأ المزيد ..

لم تقم بتركه ؟ اذن تحمل عواقب ما تقرأ !! انت من أوصلت نفسك الى هنا ..

البداية ..

اسمي هو ( جوناثان ستيوارت ) ولدت في سويسرا .. مات ابي قبل ولادتي .. لقد كان في الجيش .. كان يتدرب مع مجموعة من الجيش على الرمي وقام أحدهم بإطلاق النار عليه بالخطأ .. هذا ما حدث ولهذا أنا لم اعرفه .. فقط سمعت عنه من خلال أمي .. كيف كان هو طيب .. كيف كان يتمنى أن يكون لديه طفل في حياته .. كان يحب أطفال الحي الذي نسكن به حسب ما قالت لي أمي .. كان يتمنى أن يرى طفل في المنزل كل يوم .. ولكن مات قبل أن يراني .. القصة ليست عن أبي .. القصة عني انا ولكن أحببت ان اعرفكم قليلاً عن والدي ..

امي قامت بتربتي حتى سن العاشرة .. توفيت بعدها .. لقد قامت سيارة بالاصطدام بها في الشارع .. قام عمي برفع قضية على السائق ولكن لم نربح القضية بحجة ان الإشارة كانت خضراء وكانت هي تعبر الشارع .. حتى ان الشخص الذي اصطدم بها لم يكلف نفسه حتى ان يعتذر لنا .. بل اختفى وكأن شيء لم يحدث .. انا لم انسى اسمه .. كان اسمه ( ادوارد واين ) كنت أتذكر اسمه بشكل يومي في عقلي .. فهذا الشخص لو اعتذر عن ما فعله حتى لو لم يكن مخطأ ولكن لقد قتل انسان بسيارته !! وليست أي انسان بل هي أمي .. سوف أتذكر هذا الاسم ولن انساه ( ادوارد واين ) .. لا اعلم لماذا يجب علي ان اتذكره دوماً ولكن أشعر بأن هذا الاسم لو نسيته سأندم مستقبلاً لذلك لم اقم بنسيانه بل قمت بحفظه في ذاكرتي واردده بشكل يومي .. ( ادوارد واين )

بعد وفاة أمي قام عمي بتربيتي ولكن عمي كان كبير بالسن .. عرفني عمي على صديقة .. هو اعز أصدقائه ويدعى ( أنطونيو ) لم اكن اعرف اسمه الكامل ولا يهمني اساساً اسمه الكامل وقتها .. لقد كان ( أنطونيو ) شخص طيب .. فبكل مره يراني فيها كان يقدم لي لعبة .. كان يأتي لزيارتنا في المنزل مرة اسبوعياً .. يجلس مع امي ويتبادلون الحديث ويضحكون وكانوا يسمحون لي بالجلوس معهم .. هناك أشخاص كبار يروننا نحن صغار ولا يسمحون لنا بالجلوس معهم وسماع حديثهم ولكن ( عمي ) و ( أنطونيو ) يسمحون بذلك ..

مرت الأيام .. ومرت السنين .. عمي لم يكن صغير بالعمر بعكس صديقة ( أنطونيو ) الذي كان يبلغ من العمر 40 عام .. عمي كان يبلغ من العمر 61 عام .. ومات عمي في عمر ال 61 عام .. لقد كان عمري وقتها 17 عام

ومن هنا .. بعد موت ( عمي ) شعرت بالخوف ! انا وحيد في هذا العالم .. لقد ورثت المال من ( عمي ) وكان لدي المال الذي ورثته من ( امي ) ولكن الشعور بالوحدة قاتل .. قاتل جداً .. لم اكن اعرف ما الذي علي فعله .. لقد كنت اشعر بالخوف .. الخوف الكثير

بعد ان قمنا بدفن ( عمي ) .. اتى الي صديقة ( أنطونيو ) وقال لي : هل تريد أن تسكن معي ؟

( جوناثان ) : ألن يضايقك ذلك ؟

( أنطونيو ) : بالطبع لا .. انت تعرفني طوال هذه السنين وانا اعرفك .. لا اعتقد بأنك سوف تضايقني يا ( جوناثان ) .. وانت لست كأي شخص أنت من دم ( صديقي ) .. تعال الى منزل ولنقم ببيع منزلك ( عمك ) الذي أصبح لك وضع المال في المصرف حتى تكبر بالعمر وبعدها تصرف به بمشروع تقوم بدراسته بشكل جيد .. ما رأيك ؟ هل أنت موافق ؟

لقد قمت بموافقته بما قال .. لقد كان أفضل خيار بالنسبة لي .. فهذا الشخص الوحيد الذي أعرفه جيداً الآن

قمت ببيع المنزل بعد شهرين .. لأن هناك أوراق يحب أن تأخذ دورتها الروتينية .. بعد ان قمت ببيع المنزل ذهبت للسكن معه .. وخلال هاذين الشهرين كان يأتي الى بشكل يومي .. وهنا أقصد ( أنطونيو ) .. يأتي للمنزل بشكل يومي اما خلال فترة الغداء أو العشاء ويحضر الطعام من المطعم معه .. لقد كان شخص طيب جداً .. بعد بيع المنزل ذهبت للسكن معه في منزله .. كان يقع منزله على بعد 6 كيلومترات من منزل عمي

لقد كان منزله أكبر من منزل ( عمي ) .. لقد كان منزل ( عمي ) قديماً بينما منزل ( أنطونيو ) حديث

لقد كان منزل جميل .. في اول يومين شعرت بأن المكان ليس مكاني .. ولكن مع مرور الأيام احسست بأن المكان اصبح مكاني .. تعودت على المنزل والأجواء المحيطة به ..

بعد مرور شهر كامل .. واثناء الساعة ال 11 ليلاً قال لي ( أنطونيو ) : ما رأيك أن نذهب في نزهة ؟

( جوناثان ) : نزهة ؟ في مثل هذا الوقت ؟ هل انت جاد ؟

( أنطونيو ) : أنا جاد بكل تأكيد .. لنذهب الآن ما رأيك ؟

( جوناثان ) : ولكن الوقت متأخر .. لماذا لا نذهب في الصباح

( أنطونيو ) : الوقت الآن مناسب بالنسبة لي .. انا اذهب بشكل شبه يومي عندما تذهب للنوم .. انت لا تدري اني اذهب بشكل شبه يومي بسبب نومك .. اذهب في الساعة ال 12 مساءاً بالأغلب وانت تكون بمثل هذه الساعة نائم

( جوناثان ) : ولماذا تحب أن تذهب بمثل هذا الوقت ؟ الناس تذهب في الصباح

( أنطونيو ) : أحب الهدوء .. هدوء الليل جميل جداً عكس الصباح .. الصباح يكون ازدحام البشر متواجد .. احب الهدوء حيث اذا وجدت شخص يتمشى بمثل هذا الوقت شعر بأنه ربما يكون صديقك .. لديكم صفة مشتركة وهي المشي بمثل هذا الوقت .. هذا جميل .. جميل جداً

( جوناثان ) : مع ان السبب لم يقنعني ولكن لنذهب على أي حال

( أنطونيو ) : هل تشعر بالنعاس ؟

( جوناثان ) : بالحقيقة اشعر بالنعاس قليلاً ولكن لنذهب على أي حال أريد ان اجرب النزهة بمثل هذا الوقت .. لنرى كيف تكون .. تجربة جديدة على كلن

( أنطونيو ) : حسناً .. هيا

خرجوا من المنزل بعد مرور خمس دقائق .. حيث قاموا بتبديل ثيابهم .. بعد ان خرجوا من المنزل كانت الأجواء هادئة .. مشوا على بعد 2 كيلومتر من المنزل .. كانت هناك حديقة .. حديقة بها اضاءة خفيفة جداً .. بالكاد ترى وجه الشخص اذا مر بجانبك .. وربما لن تعرفه حتى لو كنت تعرف الشخص شخصياً

بعد ان تمشوا بالحديقة لمدة 20 دقيقة قال ( أنطونيو ) ( لجوناثان ) : ما رأيك بالأجواء اذن ؟

( جوناثان ) : لم أتوقع أن تكون الأجواء هادئة لهذا الحد .. الأجواء في الحقيقة جميلة لقد اعجبتني كثيراً

( أنطونيو ) : توقعت ذلك

( جوناثان ) : ولماذا توقعت ذلك ؟

( أنطونيو ) : شخصيتك هادئة وانا اعتقد ان الأشخاص الهادئين يحبون مثل هذه الأجواء

( جوناثان ) : اعتقد ان كلامك صحيح

بعد مرور ساعة .. جلسوا على احد الكراسي في الحديقة .. وهناك قال ( أنطونيو ) ( لجوناثان ) : ما رأيك بالقتل ؟

( جوناثان ) صدم من السؤال !! القتل !! لماذا قام بسؤال مثل هذا السؤال !! الصدمة كانت على وجه ( جوناثان ) .. فقال له ( أنطونيو ) : لماذا انت مصدوم ؟ انه مجرد سؤال ليس الا يا ( جوناثان )

( جوناثان ) : القتل شيء خطأ بالتأكيد !

( أنطونيو ) : ولماذا هو خطأ ؟ لماذا تعتقد انه كذلك ؟

( جوناثان ) : لماذا اقتل شخص ؟ ماذا فعل لي لكي اقتله ؟

( أنطونيو ) : فقط القتل من اجل القتل .. لا يوجد أي سبب محدد

( جوناثان ) : اقتل ؟ ولكن اقتل من مثلاً ؟

( أنطونيو ) : لنقم بقتل ذلك الرجل

( جوناثان ) : أي رجل ؟

( أنطونيو ) : ذلك الذي يجلس على الكرسي الذي بالجانب الآخر

نظر ( أنطونيو ) للجانب الآخر فكان هناك رجل بالكاد تستطيع ان تراه من المكان الذي يجلس به ( أنطونيو وجوناثان ) .. كان الرجل يجلس على الكرسي ويرى السماء .. ولكن ملامحة لا تستطيع ان تميزها من المكان الذي يجلس به ( أنطونيو وجوناثان )

( أنطونيو ) : لنذهب ونقتله !

( جوناثان ) : نقتله ؟! ولكن لماذا ؟! ما الذي فعله لكي نذهب ونقتله ؟

( أنطونيو ) : فقط لنقتله ؟ هل انت مشارك معي ؟

( جوناثان ) : بالتأكيد انا لست مشارك معك .. ولكن لا تقتله يا ( أنطونيو ) !! ما الذي فعله لكي تقتله !! فكر قليلاً !!

( أنطونيو ) : هل تعتقد ان هذه أول مره اقتل بها شخص ؟

صدم ( جوناثان ) !! ليست أول مرة !!

( أنطونيو ) : لقد قمت بقتل العديد من الأشخاص .. أكثر من 100 شخص الى الآن وهدفي هو الرقم 550 !!

( جوناثان ) : 550 !! هل قتلت أكثر من 100 شخص !! ولكن لماذا !! لماذا يا ( أنطونيو ) انت شخص طيب ولا يظهر عليك انك تقوم بمثل هذه التصرفات اخبرني لماذا تفعل ذلك !!

( أنطونيو ) : عبر التاريخ أكثر قاتل متسلسل قام بقتل 449 شخص .. ولقد تم إعدامه .. اريد ان اكسر هذا الرقم واصبح الرقم واحد

( جوناثان ) : الرقم واحد في القتل ؟! ولكن ما الذي سوف تستفيد لو وصلت لمثل هذا الرقم ؟

( أنطونيو ) : أريد ان اصل إليه فقط .. هذا هو هدفي

( جوناثان ) : هذا شيء خاطئ يا ( أنطونيو ) ! لو علم ( عمي ) بما تفعل فلن يكون صديقك ابداً !

( أنطونيو ) : هو لم يكن يعلم

( جوناثان ) : ولماذا تخبرني انا ؟!

( أنطونيو ) : أريدك ان تساعدني

( جوناثان ) : أساعدك في ماذا ؟!

( أنطونيو ) : تساعدني في القتل

( جوناثان ) : في القتل !! هل أنت متأكد اني اريد ان أساعدك في مثل هذا الأمر !! لن أقوم بذلك ابداً !!

( أنطونيو ) : سوف نقوم بقتل ذلك الرجل الذي يجلس على الجانب الآخر .. هذا هو ما سنقوم به يا ( جوناثان ) .. واذا لم تقم بذلك معي سوف أقتله وتشاهد ذلك

( جوناثان ) : كلا .. لن أقوم بذلك معك وسوف أذهب الآن

( أنطونيو ) : حسناً .. فقط اجلس على الكرسي وشاهدني وانا اقتله

( جوناثان ) : لماذا ؟! لماذا تقوم بذلك !! هذا الأمر خاطئ بالكامل

( أنطونيو ) : اجلس هنا وانظر ما الذي سوف افعله .. انتظر هنا

( جوناثان ) : كلا .. لا تفعل ذلك .. لنتحدث قليلاً ..

( أنطونيو ) : لقد فات الأوان

ذهب ( أنطونيو ) الى الرجل الجالس على الجانب الآخر .. وكان ( جوناثان ) جالس في مكانه والخوف يملأ قلبه .. وصل ( أنطونيو ) للرجل الذي يجلس على الجانب الآخر و ( جوناثان ) كان يتمنى أن يكون الموضوع مزحه من ( أنطونيو ) ولكن الموضوع لم يكن كما يتمنى ( جوناثان )

عندما وصل ( أنطونيو ) للرجل كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض .. ( جوناثان ) لم يسمع الحديث .. بعد حديث لمدة دقيقة واحده قام ( أنطونيو ) بإخراج سكين من جيبه وقام بقتل ( الرجل ) !! ذهبت ناحيتهم مسرعاً .. وكانت الدماء تسيل من رقبته .. لقد قام ( أنطونيو ) بقتل هذا الرجل

نظرت الى ( أنطونيو ) وكان كشخص بدون أي مشاعر .. لقد كان وجهة بدون ملامح .. لن ترى السعادة أو الحزن أو الصدمة مجرد وجه عادي كأنه ينظر لشيء طبيعي أمامه وليس لرجل تم قتله !!

نظرت الى ( أنطونيو ) وقلت : ماذا سوف تستفيد الآن من الذي فعلته ؟ لماذا فعلت ذلك ؟! ما الفائدة الآن من فعلتك

( أنطونيو ) : لنذهب ونقتل شخص آخر

( جوناثان ) : شخص آخر ؟! ولماذا نفعل ذلك

( أنطونيو ) : هذه المرة الأولى التي اقتل بها شخص ويكون بجانبي شخص آخر ( يقصد هنا جوناثان ) .. لقد كان شعور رائع .. لم ننتهي .. لنذهب لمكان آخر ونذهب عن شخص آخر لقتله

( جوناثان ) : كلا لن آتي معك

( أنطونيو ) : وأين ستذهب ؟ للمنزل ؟ الن يكون لديك فضول عن ما الذي أفعله بالخارج وانت في المنزل ؟

( جوناثان ) : هذا ؟ الذي تفعله ؟ بالطبع لن يكون لدي أي فضول في قتل الناس

( أنطونيو ) : لقد تحدث عنه

( جوناثان ) : تحدث مع من ؟ من تقصد ؟

( أنطونيو ) : مع ( ستيوارت )

( جوناثان ) : ومن هو ( ستيوارت ) ؟!

( أنطونيو ) : الرجل الذي قمت بقتله

( جوناثان ) : عرفت اسمه ! ولماذا ؟! ماذا سوف تستفيد ؟

( أنطونيو ) : وهل تريدني أن اقتل شخص وانا لا اعرفه ؟ اريد ان اعرف اسمه ولماذا يجلس في مثل هذا الوقت هنا .. هناك أشخاص لديهم قصص لسبب جلوسهم في هذا الوقت المتأخر هنا .. على سبيل المثال أنا أريد قتل الناس .. اما هو فتشاجر مع ابنه الذي يعيش بالخارج عبر الهاتف .. وشعر بالضيقة فأتى لهنا ليغير الأجواء ..

( جوناثان ) : وماذا تستفيد من هذا كله ؟

( أنطونيو ) : اريد معرفة من قتلت ولماذا يجلس هنا .. لقد كان يشعر بالحزن والآن لن يشعر به .. ما رأيك ؟

( جوناثان ) : انك مجنون ! مجنون حقاً

( أنطونيو ) : مجنون ؟ حسناً على كلن .. الم تسمع ( بسفاح سويسرا )

( جوناثان ) : ومن لم يسمع به .. هل تقصد ! هل تقصد بأنك ( سفاح سويسرا ) ؟!

( أنطونيو ) : وما رأيك ؟ نعم انا هو

صدم ( جوناثان ) !! انه يعيش مع اشهر سفاح في تاريخ سويسرا !! الشخص المطلوب رقم واحد في سويسرا !!

( جوناثان ) : سوف ابلغ عنك !! يركض ( جوناثان ) فيقوم ( أنطونيو ) بالركض وراءه .. يمسك به ( أنطونيو ) عند شجرة ويقول له : انا ( سفاح ) منذ مدة طويلة .. وانت تعيش معي وتعرفني منذ مدة .. أستطيع ان اخبر الشركة بأنك شريك معي ما رأيك ؟

( جوناثان ) : ولكن انا لم افعل شيء وانت تعرف ذلك جيداً !!

( أنطونيو ) : كنت تستطيع ضربي ومنعي من قتل ( ستيوارت ) ولكن لم تفعل ذلك لماذا ؟

( جوناثان ) : لأني اعتقد بأنك ربما تمزح !! وحتى لو لم تكن تمزح لن أعرف ما الذي يجب علي فعله في مثل هذا الموقف !

( أنطونيو ) : سأخبر الشرطة لو ابلغتهم بأنك شريك معي .. هل تعتقد بأنهم سوف يصدقونك أو يصدقوني ؟ ما رأيك ؟

( جوناثان ) : جبان !

( أنطونيو ) : قل ما تريد هذا ما سوف يحصل .. والآن هل نبحث عن شخص آخر لقتله ؟ او تريد الذهاب للمنزل ؟

( جوناثان ) كان يفكر انه ربما يمنعه من قتل شخص آخر .. فقرر الذهاب معه على الرغم من شعوره بالخوف وهو يعلم ان ما يحدث بالكامل خطأ !! ولكن ماذا يفعل ؟ هذا ما يفكر به

ذهب ( جوناثان ) و ( أنطونيو ) وبدأ ( أنطونيو ) بالبحث عن شخص آخر .. بعد البحث بالقرب من المكان الذي قتل به ( ستيوارت ) وجد على بعد نصف كيلو رجل آخر وكان نائم على الكرسي .. ذهب اليه ( أنطونيو ) وقال له : مرحباً .. كيف حالك ؟

الرجل كان نائم ولم يرد على ( أنطونيو ) .. فرفع ( أنطونيو ) صوته وقام بهز كتفه وقال : أنهض

نهض الرجل ونظر ( لأنطونيو ) وقال له : ما الذي تريده ؟ الا ترى بأني نائم ؟

( أنطونيو ) : ما اسمك ؟

( الرجل ) : وما الذي تستفيد اذا عرفت اسمي ؟

يقوم ( أنطونيو ) بإخراج سكينه ويقول له وهو يهدده .. حيث وضع السكين على رقبته وقال له : اخبرني ما هو اسمك حالاً

( الرجل ) وبخوف شديد : ادعى ادعى ( جيم )

( أنطونيو ) : حسناً يا ( جيم ) ما الذي تفعله هنا في مثل هذا الوقت المتأخر

( جيم ) : ليس لدي منزل

( أنطونيو ) : حسناً .. اليوم هو يوم سعيد لك

( جيم ) : ولماذا

يتدخل هنا بالحديث ( جوناثان ) ويقول ( لأنطونيو ) : لا تفعلها .. فقط لنذهب

( أنطونيو ) : هذا ليس من شأنك

( جوناثان ) : لنرجع للمنزل ونتحدث بالموضوع ! أرجوك يا ( أنطونيو )

كان صوت ( جوناثان ) عالي وهو يقول هذا الكلام .. فنظر اليه ( أنطونيو ) وقال : لا ترفع صوتك !

( جوناثان ) : لنذهب !

وهنا اتى شخص من بعيد بخطوات بطيئة .. شاهده ( أنطونيو ) وقال ( لجوناثان ) : ستندم على ما فعلته هيا لنذهب للمنزل !

( أنطونيو ) لم يكن من هو القادم فمن باب الاحتياط قرر أن يعود للمنزل .. عادوا للمنزل وهناك في المنزل حصل الحديث التالي

( أنطونيو ) : لماذا فعلت ذلك ؟ ما الذي تريد أن تصل إليه ؟

( جوناثان ) : وهل الذي تفعله هو الصحيح ؟ عد الى رشدك ! كيف تفعل مثل هذه الأشياء !! انت هو ( سفاح سويسرا ) !! لماذا تفعل كل ذلك ما هو الهدف المنشود منه ؟!

( أنطونيو ) : الهدف ؟ هو الرقم 550

( جوناثان ) : من اجل ان تكسر رقم تفعل كل هذا ؟ وهؤلاء البشر الذين يملكون عوائل لماذا تفعل ذلك بهم ؟

( أنطونيو ) : بالنهاية لن تستطيع اقناعي فهذا الموضوع مقفل بالنسبة لي .. وان أبلغت الشرطة سوف اخبرهم بأنك شريكي فسوف تتورط معي .. ان لم يحكم عليك بالإعدام كما سوف يحكم عليه سوف يحكم عليك بالمؤبد .. ولكن حسب رأيي الشخصي الإعدام هو ما سوف ينتظرك لو أبلغت الشرطة .. فكر قبل أن تفعل أي شيء طائش

( جوناثان ) كان لا يريد ابلاغ الشركة بعد ما سمع ( أنطونيو ) يردد هذه العبارة ليست للمرة الأولى .. لن يقوم بالإبلاغ ولكن ما الحل ؟ فكر ( جوناثان ) هل استطيع قتله ؟ عندما يكون نائم ؟ ربما لدي فرصة

( أنطونيو ) : حسناً .. سوف اتناول العشاء هل تريد ان تأكل معي ؟

( جوناثان ) : كيف لشخص ان يقتل الناس بهذه الطريقة ومن بعدها يتناول العشاء ؟ هل قلبك بارد لهذه الدرجة ؟!

( أنطونيو ) : اذن لا تريد فهمت .. اذهب للنوم ارتح قليلاً يبدو لي ان عقلك تعب من التفكير وتحتاج قسطاً من الراحة

ذهب ( جوناثان ) لغرفته ونام .. نام حتى لا يفكر كثيراً فحقاً التفكير قد ارهقه .. نام ( جوناثان ) واستيقظ عن الساعة ال 6 صباحاً .. بالعادة يكون ( أنطونيو ) بمثل هذا الوقت نائم .. ففكر ( جوناثان ) ان يستغل ذلك في محاولة قتله ! ذهب للمطبخ وهو خائف .. فالموقف مرعب !! فهو يريد ان يقتل اشهر قاتل في سويسرا عبر التاريخ

الجو في المطبخ كان هادئ .. الهدوء المخيف .. اخذ سكين من المطبخ .. كانت سكين حاده جداً .. اخذها وتوجه الى غرفة ( أنطونيو ) عندما وصل الغرفة تردد وكانت السكين أن تسقط من يديه ولكن استجمع قواه التي استطاع ان يجمعها وقام بفتح قبضة الباب ببطء شديد .. ولكن الباب كان مقفل !! وهنا خاف ان يشعر ( أنطونيو ) بصوت مقبض الباب فلدى مقبض الباب صوت مسموع .. انتظر لثواني امام الباب واخفى السكين .. فربما يفتح ( أنطونيو ) الباب لكي لا يهرب ويشك به ( أنطونيو ) .. ولكن ( أنطونيو ) لم يفتح الباب .. كان نائم

حسناً .. هنا رجع ( جوناثان ) للمطبخ وارجع السكين .. وذهب لغرفته واكمل نومه ..

في الصباح وتحديداً عند الساعة ال 10 صباحاً .. استيقظ ( أنطونيو ) وبعدها بربع ساعة استيقظ ( جوناثان ) .. اجتمعوا بالمطبخ وكان ( أنطونيو ) يعد القهوة فالتفت الى ( جوناثان ) وقال : هل تريد البعض من القهوة ؟

( جوناثان ) : كلا .. شكراً

( أنطونيو ) : انت يومياً تشرب القهوة ماذا بك اليوم ؟ اوه موضوع الامس ربما الى الآن تفكر به ؟

( جوناثان ) : وهل هو موضوع عادي استطيع نسيانه بسهوله برأيك ؟

( أنطونيو ) : بالتأكيد لن تنساه ولكن .. يجب أن تتعايش معه فهذا الموضوع يومياً سوف تشهده

( جوناثان ) : يومياً ؟! ما الذي تقصده ؟!

( أنطونيو ) : سوف نستمر بالقتل الى ان نصل الى الرقم المطلوب

( جوناثان ) : وبعد ان نصل الى الرقم المطلوب ماذا بعد ذلك ؟

( أنطونيو ) : هنا سوف نتوقف ونعيش الحياة بشكل طبيعي بعد ان اصبح ( سفاح سويسرا ) هو الأول بالقتل

( جوناثان ) : لا استطيع ان افهمك ! تفعل ذلك وتتوقف عندما تصل الى هذا الرقم ! صدقني لن تحصل على جائزة ! الذي تفعله خطأ

( أنطونيو ) : سوف نستمر على أي حال

في هذا اليوم وفي الليل ذهب ( أنطونيو ) وبرفقته ( جوناثان ) ليتمشيا ليلاً .. ذهبوا بالقرب من أحد المراكز التجارية في سويسرا .. كانت الساعة ال 11 والنصف ليلاً وكان في مثل هذا الوقت المراكز التجارية تغلق في سويسرا وهذا المركز كان مغلق مثلهم .. كان يريد ان يتمنى ( أنطونيو ) بالمكان ويجد شخص ليقتله .. كان أكثر من شخص بأوقات متفرقه يمر بهذا المكان ولكن يكونان اثنان او ثلاثة معاً .. ( أنطونيو ) يريد شخص واحد بمفرده وليس أكثر من شخص

حسناً .. ما الحل الآن ؟

( أنطونيو ) : اذا وجدت شخص بمفرده اخبرني

( جوناثان ) : طبعاً سوف اخبرك ( قالها باستهزاء )

( أنطونيو ) : أرى انك بمفردك ؟ ما رأيك ؟

( جوناثان ) وهو خائف : انا آسف على اسلوبي الاستهزائي

( أنطونيو ) : وانا امزح معك ايضاً !

( جوناثان ) : يبدو ان اليوم ليس يومك ما رأيك بأن نذهب للمنزل

( أنطونيو ) : لن اذهب قبل أقتل شخص او اثنان اليوم .. لن اذهب ولا تكرر هذا الكلام مرتاً أخرى

( جوناثان ) : حسناً ..

انتظروا لمدة ساعة .. ومن بعد هذه الساعة اتى الشخص الذي سوف يقتلونه !

كان شخص طويل القامة .. أطول من ( أنطونيو ) بمقدار 20 سنتي تقريباً .. وكان الشخص بنيته ضخمة .. هل يستطيع ( أنطونيو ) قتله ؟

( أنطونيو ) : هذا هو الشخص الذي سوف اقتله

( جوناثان ) : لا اعتقد بأن فكرة قتل شخص مثل هذا فكره مناسبة ..

( أنطونيو ) : انت سوف تعلمني ما هو المناسب ؟ فقط شاهد

ذهب ( أنطونيو ) ناحية الرجل الطويل .. اقترب منهم ( جوناثان ) مسافة مناسبة ليسمع الحديث الذي سوف يدور بينهم ..

وصل ( أنطونيو ) للرجل وقال له : مرحباً

( الرجل ) : اهلاً

( أنطونيو ) : ما هو اسمك ؟

( الرجل ) : وما شأنك ؟!

( أنطونيو ) : انه مجرد سؤال لن يضرك بشيء ..

( الرجل ) : ابتعد لو سمحت !

( أنطونيو ) : انا فقد سألت عن اسمك

( الرجل ) : وما شأنك باسمي ؟ لماذا تريد معرفته ؟

( أنطونيو ) : فقط اريد ان اعرفه .. هل هناك مشكلة بذلك ؟

( الرجل ) : نعم هناك مشكلة ابتعد بعيداً

( أنطونيو ) هنا قام بالالتفاف .. الرجل ظن بأن ( أنطونيو ) سوف يذهب بعيداً ولكن لم يكن هذا ما سوف يفعله ( أنطونيو ) .. بل قام بإخراج السكين من جيبه وقام بطعن ( الرجل ) طعنه اخترقت قلبة .. لقد مات .. فعلها ( أنطونيو )

( جوناثان ) يشاهد ما يحدث والخوف يملأه .. فقال له ( أنطونيو ) : هيا نهرب

بالمناسبة ( أنطونيو ) يقوم بأخذ السكين في كل مرة فهذا السكين يحبه جداً .. فهو سكين حاد وغالي الثمن وهو الذي يستعمله في كل مره ..

عندما عادوا للمنزل .. قال ( أنطونيو ) ( لجوناثان ) : الا زلت تخاف من هذه المشاهد ؟

( جوناثان ) : بالطبع ! ما الذي تريدني ان افعله ان اضحك وانا اشاهدك تقتل البشر ؟! ماذا تريدني ان افعل ؟!

( أنطونيو ) : الا تريد أن تكون مثلي ؟

( جوناثان ) : مثلك ؟ ولماذا اصبح مثلك ؟

( أنطونيو ) : من يدري .. ربما ستصبح مثلي يوماً ما

( جوناثان ) : لن اصبح مثلك !

( أنطونيو ) : اريد ان اقتل شخصاً آخر هل تأتي معي ؟

( جوناثان ) : بالتأكيد لا !

( أنطونيو ) : حسناً .. الى اللقاء

خرج ( أنطونيو ) ليقتل شخص آخر .. بينما انتظر ( جوناثان ) في المنزل .. لم يشعر ( جوناثان ) بالنعاس نهائياً الآن .. بل كان يفكر ما الذي يفعله ( أنطونيو ) بالخارج وهل قتل شخص آخر الآن ؟ هل وجد شخص يريد قتله ؟ او قام بالقتل الآن ؟ من يدري

بعد تفكير لساعات ولم يرجع الى الآن ( أنطونيو ) نام ( جوناثان ) .. واستيقظ في الصباح عند الساعة ال 10 والربع صباحاً .. وهنا لم يستيقظ من تلقاء نفسه بل هناك شخص آخر قام بإيقاظه

الشخص الذي أيقظ ( جوناثان ) : استيقظ الآن

( جوناثان ) لم يفتح عينيه جيداً وقال : من انت ؟!

( الشخص الذي أيقظ ( جوناثان ) : انا ضابط في الشركة استيقظ

( جوناثان ) : هنا فتح عينيه بسرعة !! وقال : ما الذي يحدث ؟!

( الضابط ) : الشخص الذي تعيش عنده اسمه ( أنطونيو ) أليس كذلك ؟

( جوناثان ) : نعم هذا هو اسمه

( الضابط ) : انه سفاح سويسرا هل تعرف ذلك ؟

( جوناثان ) حاول هنا قدر المستطاع أن تظهر الصدمة على وجهة ونجح بذلك مع ( الضابط ) : ما الذي تقوله ؟! انا أعيش مع ( سفاح سويسرا ) !!

( الضابط ) : لقد قلت لرئيس مقر الشرطة بأنك لا تعرف .. فانت ابن صديقة حسب المعلومات التي لدينا ولم تعش عنده مدة طويلة .. ولقد كان هو ( السفاح ) قبل أن تعيش عنده

( جوناثان ) : لا اعرف أي شيء عن ( سفاح سويسرا ) وانا لا اعرف ان كان هو او لا

( الضابط ) : من الطبيعي ان لا تعرف فلقد فتشنا المنزل جيداً ولم نجد دليل واحد على انه ( سفاح سويسرا ) فالمنزل طبيعي جداً

( جوناثان ) : وما الذي حدث معه ؟ كيف عرفتم انه هو ( سفاح سويسرا )

تعال معي الى مركز الشرطة وسيتم شرح كل شيء لك هناك

ذهبت معه الى مركز الشرطة وهناك قابلت رئيس مركز الشرطة وحصل بيننا هذا الحديث

( رئيس مركز الشرطة ) : كل ما اسأله لك الآن واجاباتك ستكون مدونة ومسجلة .. فركز فيما تقول

( جوناثان ) : حسناً

( رئيس مركز الشرطة ) : لماذا تعيش في منزل ( أنطونيو ) ؟!

( جوناثان ) شرح له القصة منذ البداية ..

( رئيس مركز الشرطة ) : هل كنت تعرف بأنه هو ( سفاح سويسرا )

( جوناثان ) : كلا

( رئيس مركز الشرطة ) : الم تنتبه لخروجه ليلاً للقتل ؟ فجميع من قتلهم حسب المعلومات التي لدينا قام بقتلهم عند الساعة ال 10 مساءاً فما فوق حسب معلوماتنا .. الم تلاحظ غيابه في مثل هذا الوقت

( جوناثان ) : كلا .. فأنا انام باكراً لذلك لم الحظ ذلك

( رئيس مركز الشرطة ) : الم تشاهد له أي تصرفات غريبة طوال فترة تواجدك في منزله ؟

( جوناثان ) : كلا

( رئيس مركز الشرطة ) : عن ماذا كان يتحدث بالعادة ؟ هل تحدث يوماً عن ( سفاح سويسرا )

( جوناثان ) : كانت المواضيع التي نتحدث بها عادية جداً يتحدث بها معظم الناس .. ولم يتحدث يوماً عن ( سفاح سويسرا )

( رئيس مركز الشرطة ) : الآن انا سوف أقول لك انه هو ( سفاح سويسرا ) هل سوف تصدق ذلك ؟

( جوناثان ) : لو كان لديكم دليل على ذلك بالتأكيد سوف أصدقكم

( رئيس مركز الشرطة ) عرض شريط فيديو على التلفاز قام أحدهم بتسجيل هذا الشريط من الكاميرا الخاصة به .. ولقد كان يظهر بالشريط ( أنطونيو ) وهو يقتل شخص .. كان هذا الشريط حسب ( رئيس مركز الشرطة ) تم تسجيله في الساعة ال 3 فجراً اليوم ..

( جوناثان ) : هذا ( أنطونيو ) صحيح .. وهو يقتل شخص .. ولكن لماذا يقتله ؟

( رئيس مركز الشرطة ) : لأنه هو ( سفاح سويسرا )

( جوناثان ) : وكيف تأكدتم بأنه هو ( سفاح سويسرا ) ؟! ربما يكون قتل هذا الشخص لأي سبب آخر

( رئيس مركز الشرطة ) : نفس أسلوب القتل ونفس سلاح الجريمة حسب ما رأينا فلذلك هو ( السفاح ) ..

( جوناثان ) : وأين هو الآن ؟!

( رئيس مركز الشرطة ) : نحن نبحث عنه

( جوناثان ) : ولماذا لم يعد الى المنزل ؟ كيف اكتشف انكم تبحثون عنه

( رئيس مركز الشرطة ) : الشخص الذي سجل الفيديو شاهده ( أنطونيو ) وهو يسجل الفيديو فأنا لم اعرض لك الشريط كاملاً .. وهنا عرف ( أنطونيو ) بأنه تم اكتشافه ولذلك قرر الهرب وعدم العودة .. هذا حسب ما نرى نحن .. ونحن الآن نبحث عنه ولقد وضعنا رجال الشرطة بأكثر من مكان لكي نمسك به

( جوناثان ) : وماذا تريدون مني الآن ؟

( رئيس مركز الشرطة ) : نحن كنا شبه متأكدين بأنه ليس علاقة لك بالقتل .. فلم يذكر أي من الجيران بأنك كنت تخرج ليلاً بل كانوا يقولون بأنهم منذ فترة طويلة يشاهدون ( أنطونيو ) يخرج ليلاً .. وفي الفترة التي سكنت بها بمنزل ( أنطونيو ) معظم الجيران كانوا لا يعرفون بأنك تسكن في منزل ( أنطونيو ) .. والبعض الآخر قال بأنه غير متأكد بأنك لو كنت خرجت في الليل معه أو لا .. اذن لا يوجد دليل عليك ولذلك أتينا لمنزل ( أنطونيو ) ونحن شبه متأكدين بأنه ليس علاقة لك بما يحدث فأنت بالنهاية عندما سألنا عنك كانت سمعتك جيده طوال هذه السنين .. بينما ( أنطونيو ) كان غامض ولا يملك صديق الا عمك ! كان الموضوع مثير للريبة .. فالجيران لا يعرفونه حتى ان بعضهم لا يعرف اسمه فقط يعرف شكله ! وبعضهم اسموه ( برجل الليل ) لكثرة مشاهدتهم له من منازلهم وهو يخرج في الليل ولكن الموضوع لا يهمهم كان ولم يشكوا ابداً بأنه هو ( سفاح سويسرا )

يكمل ( رئيس مركز الشرطة ) : والآن نريد منك العودة للمنزل وان تكون الأمور طبيعية .. راقبنا المكان ونعلم بأن ( أنطونيو ) لم يكن متواجد .. واذا اكتشف بأي طريقة كانت بأنك ذهبت لمركز الشرطة فقط اخبره بأنهم يسألون عنك ولا تخبرهم بأنه ( سفاح سويسرا ) .. لا أحد يعلم بهذه المعلومة حالياً الا نحن وانت .. والمصور ووضعناه في مكان آمن لكي يشهد لأنه في مثل هذه المواضيع لا نستطيع فقط استعمال الشريط بل صاحب التسجيل يجب أن يكون متواجد

فهل انت معنا يا ( جوناثان ) ؟

( جوناثان ) : بالتأكيد انا معكم

( رئيس مركز الشرطة ) : حسناً , اذهب للبيت الآن خذ سيارة اجرة وعد .. لا يوجد لديك المال كما اعتقد فلقد اخذناك بطريقة سريعة

( جوناثان ) : نعم هذا صحيح

( رئيس مركز الشرطة ) يقوم بإعطاء ( جوناثان ) بعض المال ويقول له : بالتوفيق .. نتمنى ان تكون مساهم بحل هذه القضية

( جوناثان ) : أتمنى ذلك .. الى اللقاء

قبل ان يخرج ( جوناثان ) من الغرفة قال له ( رئيس مركز الشرطة ) : كيف هي ذاكرتك ؟

( جوناثان ) : ذاكرتي ؟ ماذا تقصد ؟

( رئيس مركز الشرطة ) : هل تستطيع الحفظ ؟ لو اعطيتك رقم هل تستطيع حفظه بذاكرتك ولن تنساه ؟

( جوناثان ) : ذاكرتي قوية بمثل هذه الأمور المختصة بالأرقام ..

( رئيس مركز الشرطة ) : حسناً رقمي هو … دعه معك واذا حصل أي شيء هذا رقم مباشر بقسم الشرطة المختص بالأمور العاجلة سوف اخبرهم بأنك سوف تتصل لو حصل أي شيء .. سوف يكون لديهم خبر منذ الآن .. سوف اتصل بهم حالاً .. لو حصل أي شيء مهم وتريد المساعدة فقط اتصل على هذا الرقم

( جوناثان ) : حسناً .. شكراً لك .. الى اللقاء

خرج ( جوناثان ) من مركز الشرطة واوقف سيارة اجرة وهو حالياً في طريق عودته الى المنزل .. منزل ( أنطونيو )

دخل المنزل وكان الوضع هادئ .. رجع الى غرفته لتبديل ثيابه ولكن ! عندما اغلق باب الغرفة كان ( أنطونيو ) في الغرفة ! كان مختبئ خلف الباب !

( أنطونيو ) : اين كنت ؟!

شعر ( جوناثان ) بأن ( أنطونيو ) لا يعرف عن مركز الشرطة شيء فلذلك قرر المراوغة فربما ينجح هذا الشيء معه ..

( جوناثان ) : كنت ابحث عنك بالخارج ! أين كنت ؟ ليس من عادتك ان لا تتواجد حتى الصباح

( أنطونيو ) : حصل شيء سيء

( جوناثان ) : وما هو الشيء السيء الذي حصل ؟

( أنطونيو ) : لقد قمت بقتل شخص وأحدهم قام بتصويري بكاميرا فيديو حسب ما شاهدت .. لا اعلم ماذا سيفعل بالشريط ولكن من المؤكد بأنه سيذهب للشرطة ليعطيهم الشريط .. لقد انتهى أمري كما يبدو

( جوناثان ) : وكيف انت متأكد بأنه سيذهب لهناك ؟ ربما لن يذهب لو ذهب لكانت الشرطة هنا الآن

( أنطونيو ) : لقد كانت الإضاءة قوية بالمكان الذي قمت به بقتل ( الرجل ) اثناء تصوير ذلك الشخص .. ولقد رفعت رأسي وتم تصوير وجهي انها مسألة وقت حتى تصل الشرطة إلي .. اتيت لهنا لكي اخبرك بذلك .. واخبرك ايضاً بأني لن اتوقف عن القتل .. اذا أتوا لهنا الشرطة وسألوا عني اخبرهم بأنك لا تعرف شيء عن ( سفاح سويسرا ) .. هم سوف يعتقدون بأني ( سفاح سويسرا ) لتشابه طريقة القتل .. ولذلك أخبرهم بأنك لا تعرف شيء .. هل فهمت كلامي ؟

( جوناثان ) : بالتأكيد لن اخبرهم

( أنطونيو ) : على الرغم من شكي بذلك .. ولكن لو اخبرتهم قلت لك ماذا سوف يحصل ! سوف اخبرهم بأنك شريكي لو عرفوا عن طريقة بأني ( سفاح سويسرا ) ! ولكن ان عرفوا عن طريق الفيديو المسجل فلن أقول لهم ذلك ! هل فهمت ؟!

( جوناثان ) : بكلا الحالتين سوف تعدم

( أنطونيو ) : كلا ! الرجل الذي قتلته كان بحوزته مخدرات ويبيعها بالشارع .. قبل ان اقتله قال لي انه يبيع المخدرات هل تريد الشراء مني ؟ اجبته بالنفي وقتلته ! استطيع ان اخبر الشرطة بأنه حاول أن يهددني وكان تحت تأثير المخدرات وحاول الهجوم علي بسكين كانت بحوزته فقمت بضربة واخذت السكين منه وقمت بقتله بها ومن ثم هربت خوفاً من الذي حصل واخذت السكين معي لأني خفت ان يعرفون من انا من خلال بصماتي .. وهربت من المنزل لأني كنت خائف ولا اعرف ما الذي يجب علي فعله .. هذا لو امسكوا بي ولكن بالنهاية سوف ارجع .. مجرد أيام .. اعتقد انه سوف يتم تبرأتي ربما او الحكم علي لسنوات قليلة .. هم يريدون التأكيد بأني ( سفاح سويسرا ) .. سأخبرهم بأني لست هو بل كنت اقرأ في الصحف عنه وطريقة قتله وقمت بتطبيقها بشكل لا ارادي على هذا الشخص بسبب كثرة قراءتي لطريقة ( سفاح سويسرا

( جوناثان ) وهو مصدوم من تحليل ( أنطونيو ) للمجريات وكيفية تفسيره للقتل : هذه خطة تبدو جيدة

( أنطونيو ) : كل ما عليك فعله ان تنفي ! هم بالنهاية سوف يمسكون بي ولكن يجب ان اغيب لأيام وأعود ومن بعدها سوف أطبق هذه الخطة ! هل فهمت كل شيء يا ( جوناثان ) ؟

( جوناثان ) : نعم بالتأكيد

( أنطونيو ) : الآن سوف ابقى في غرفتي حتى الليل ومن ثم سأذهب .. هل حضر أي شخص يسأل عني هنا في المنزل ؟

( جوناثان ) : كلا

( أنطونيو ) : حسناً دع الأمور طبيعية تماماً .. هل فهمت ؟

( جوناثان ) : نعم بالتأكيد

( أنطونيو ) : سأذهب لغرفتي حالاً .. وسوف اخرج بعد ساعات ..

( جوناثان ) : حسناً

يذهب ( أنطونيو ) لغرفته بينما بقى ( جوناثان ) بغرفته ويفكر ماذا سوف افعل الآن ؟! ( أنطونيو ) يريد أن أكون بصفة والشرطة كذلك .. الحل الأمثل ان اتصل على الرقم وابلغ عنه ولكن ماذا افعل لو سمعني .. هل اذهب للخارج واقوم بالاتصال .. الن يشك لو خرجت وعرف اني خرجت ويهرب ومن ثم ينتظر اللحظة المناسبة لقتلي .. انا مشوش

جلس ( جوناثان ) في المنزل واكمل حياته في المنزل بشكل طبيعي جداً حتى اليوم التالي صباحاً ..

في الصباح ذهب الى غرفة ( أنطونيو ) وكان الباب مغلق .. قام بطرق الباب .. لم يرد عليه أحد .. قام بطرق الباب مرتاً أخرى ولكن لم يرد عليه أحد أيضاً .. قام بعدها بفتح الباب كان الباب ليس مقفل فدخل الى الغرفة ولم يكن ( أنطونيو ) داخل الغرفة .. لقد غادر

الآن هل يجب علي ان اتصل ؟ نعم سوف اتصل ولكن بعد أن افتش كامل المنزل للتأكيد انه ليس هنا ولن يسمع المحادثة التي سوف تدور مع مركز الشرطة

قام ( جوناثان ) بالبحث بالمنزل كاملاً .. فلم يجد أي أثر ( لأنطونيو ) .. ذهب وتأكد هل باب المنزل مقفل ؟ لقد كان غير مقفل ( فأنطونيو ) خرج من المنزل ولم يقفل الباب وراءه .. بالتأكيد لن يهتم لأمري لماذا يغلق الباب ؟ هل سوف يقتحم البيت لصوص ؟ لن يهمه الأمر حسب اعتقادي

قام ( جوناثان ) بقفل الباب .. والآن يرفع سماعة الهاتف ليتصل بالرقم الذي أعطاه إياه ( رئيس مركز الشرطة )

كانت الساعة تشير الى ال 9 وخمس دقائق صباحاً

اتصل على الرقم .. يرن .. يرفع السماعة رجل فيقول له ( جوناثان ) اسمه فيقول له ( الرجل ) : ( رئيس مركز الشرطة ) متواجد بالقرب من هنا انتظر دقيقة

بعد أقل من دقيقة رفع سماعة الهاتف ( رئيس مركز الشرطة ) واخبره ( جوناثان ) بكل الذي حصل معه منذ عودته الى المنزل

( رئيس مركز الشرطة ) : هل تستطيع أن تتابع ؟

( جوناثان ) : أتابع ماذا ؟

( رئيس مركز الشرطة ) : تتابع ما تفعله .. سوف نضع مراقبة على المنزل ولن يلاحظها ( أنطونيو ) نريد ان نمسك به عندما يدخل للمنزل

( جوناثان ) : ولكن اذا جرت الأمور بهذا الشكل هذا سوف يكون خطر علي

( رئيس مركز الشرطة ) : لن يقوم بقتلك .. سوف نقوم بطريقة حيث انك سوف تنتبه من خلالها اننا سوف نقتحم المنزل ومن بعدها تختبأ في اقرب غرفة وتقفل على نفسك الباب

( جوناثان ) : وما هي الإشارة ؟

( رئيس مركز الشرطة ) : سوف تقوم احدى السيارات بالركون امام منزل ( أنطونيو ) ومن بعدها سوف تضغط على بوق السيارة بشكل متواصل بدون توقف وهذه هي الإشارة التي تعني يجب عليك الدخول لأقرب غرفة واقفال الباب عليك

( جوناثان ) : حسناً .. فهمت

( رئيس مركز الشرطة ) : اذن هل نعتمد عليك ؟

( جوناثان ) : حسناً .. ولكن هناك شيء اريد ان اخبرك به لم اخبرك به سابقاً

( رئيس مركز الشرطة ) : ما هو ؟

( جوناثان ) : لقد اخبرتك بكل الذي حصل لي معه منذ دخولي المنزل منذ وجدته بداخله حتى عدم ايجادي له صباحاً .. ولكن هناك موضوع معين يجب أن أخبرك به ربما سوف تسمعه منه هو شخصياً

( رئيس مركز الشرطة ) : وما هو الموضوع ؟ اخبرني لا تخف

( جوناثان ) : هو يهددني بأني سوف أكون شريك بجرائمه .. هو سوف يخبركم بذلك اذا عرف انه تم امساكه عن طريقي .. هذا ما اخبرني به

( رئيس مركز الشرطة ) : انت متعاون معي شخصياً ولو قال ذلك سوف اخبر القاضي شخصياً بأنك كنت معنا وساعدت بالإمساك به .. لا تقلق يا ( جوناثان )

( جوناثان ) : حسناً ..

( رئيس مركز الشرطة ) : فقط انتظر عودته للمنزل وسنفعل الخطة المتفق عليها ..

( جوناثان ) : حسناً .. سوف أكون بانتظاره

( رئيس مركز الشرطة ) : مارس حياتك بشكل طبيعي .. اخرج في من المنزل كما تفعل كل مرة .. ربما هو يراقبك لا اريد ان يشعر هو بأن هناك شيء غير طبيعي يحصل معك .. اجعل الأمور كلها طبيعية .. انت تفهم ما اقصده أليس كذلك ؟

( جوناثان ) : بالتأكيد

( رئيس مركز الشرطة ) : هل هناك شيء آخر تريده ؟

( جوناثان ) : كلا ..

( رئيس مركز الشرطة ) : خذ الحذر .. انتبه لنفسك .. الى اللقاء

( جوناثان ) : الى اللقاء

اقفلوا السماعة .. وهنا ( جوناثان ) ضمن رئيس مركز الشرطة والآن يريد للخطة ان تمشي بالطريق الصحيح لكي يتم الإمساك ( بأنطونيو ) وينتهي هذا الكابوس !

مر يوم .. يومان .. شهر .. ثلاثة اشهر .. ( جوناثان ) لم يقم بالاتصال ( برئيس مركز الشرطة ) مرة أخرى بل عاش حياته بشكل طبيعي .. هو ظن بأن ( أنطونيو ) لن يرجع .. ولكن هل سوف يرجع ام ان هذه هي النهاية ؟

خلال هذه المدة كانت جرائم ( سفاح سويسرا ) لا تتوقف .. بل ان بشكل يومي هناك جريمة ! الا يخاف ( أنطونيو ) ان يمسكوا به ؟ هذا ما فكر به ( جوناثان )

هو مستمر بالذي يفعله .. لم يتوقف .. لا يهمه أي شيء ..

آخر جريمة له حسب الصحيفة حصلت قبل يومين .. حيث قام بقتل رجلين .. بين كل رجل وآخر ساعة .. قتل الرجل الأول عند الساعة ال 1 والربع فجراً .. بينما الثاني عند الساعة ال 2 والربع فجراً .. هو لا يهمه الشرطة ؟ او ان الموضوع خرج من سيطرته .. لم تكن جرائمه بهذه السرعة .. حيث وصل الى الرقم 420 ! قتل 420 شخص حتى الآن !! تبقى له 130 شخص !

بعد مرور سنة كاملة .. ( وجوناثان ) الى الآن يعيش في منزل ( أنطونيو ) ولم يعلن الى الآن بشكل رسمي ان ( أنطونيو ) هو ( سفاح سويسرا ) بل تم وضع صوره كشخص مطلوب .. فهم ليسوا متأكدين بنسبة 100% بأنه هو ( سفاح سويسرا ) .. فلو كان ليس هو ربما القضية سوف تنقلب عليهم

السفاح الى الآن مستمر بالقتل .. بآخر الشهور قل عدد الذي قتلهم .. وصل العدد الى 502 لم يتبقى لهدفه الا الى 48 شخص فقط !

ولكن كيف يفعل ذلك ؟ أين هو الآن ؟ أين يسكن ؟ صوره في الشوارع ! لا يوجد أحد شاهده ؟ جيرانه في الصباح في المساء عندما يخرج ويقتل .. هل حالفه الحظ الى الآن ؟ ربما

في الساعة ال 1 ظهراً .. كنت أتناول غدائي وهنا تم طرق باب المنزل .. نسيت ان اخبركم شيئاً .. الشرطة لم تعد تراقب منزلي حسب ما ابلغني ( رئيس مركز الشرطة ) قبل أكثر من شهر .. فهم يعتقدون ان ( أنطونيو ) لن يعود وعملية المراقبة لا يوجد منها أي فائدة ..

حسناً .. في الساعة ال 1 ظهراً تم طرق باب المنزل .. لم أكن أشك ولو ل 1% ان الذي وراء الباب شخص كنت بانتظار ان يطرق هذا الباب ويدخل منه لوقت طويل .. لقد كان .. ( أنطونيو )

فتحت الباب فوجدت ( أنطونيو ) امامي ! كان الشعر يملئ وجهة .. لقد كان شكله مختلف .. ولقد ظهر عليه التعب الشديد .. لقد تغير شكله ومن يشاهده الآن لن يميزه بسهولة من الصور المنتشرة له !

( جوناثان ) : ( أنطونيو ) !

( أنطونيو ) : مرحباً يا ( جوناثان ) .. كيف حالك ؟

( جوناثان ) : ما الذي تفعله هنا ؟

( أنطونيو ) : هل حقاً تسأل هذا السؤال وانت تسكن في منزلي ؟ ( يضحك )

( جوناثان ) : ولكن انت الآن مطلوب في كافة سويسرا ! هم سوف يمسكون بك ربما لو عدت لهنا ! لماذا عدت

( أنطونيو ) : بالبداية سوف ادخل

دخل ( أنطونيو ) للمنزل وشاهد الصالة الرئيسية من جميع الزوايا .. ومن بعدها ذهب للغرف وباقي المنزل .. عندما انتهى قال لي : لم تغير شيء بالمنزل

( جوناثان ) : نعم .. هو ليس منزلي بالنهاية

( أنطونيو ) : ولا اعتقد انه سوف يكون منزلي في يوماً ما .. لقد هجرته لمدة ليست قصيرة بالنسبة لي .. اعتقد ان المنزل من الأحق أن يكون لك

( جوناثان ) : ماذا تقصد ؟ ألن تبقى ؟

( أنطونيو ) : كلا .. فقط أحببت أن أقول لك اني سوف اصل لعدد القتلى الذي أريده قريباً ومن بعدها سوف أهاجر

( جوناثان ) : تهاجر ؟ ولكن الى أين ؟

( أنطونيو ) : سوف اذهب الى اسبانيا .. تحديداً الى مدريد

( جوناثان ) : وماذا سوف تفعل هناك ؟

( أنطونيو ) : لدي الجنسية الاسبانية .. كما السويسرية .. سوف أعيش هناك لأن جنسيتي الإسبانية تحمل اسم آخر ..

( جوناثان ) : منذ متى لديك الجنسية الإسبانية ؟

( أنطونيو ) : لقد قمت بكافة الإجراءات خلال الشهر السابق .. فقط ادفع الأموال الازمة لذلك وسوف يكون كل شيء لديك .. هوية جديدة .. حياة جديدة

( جوناثان ) : هذا كان هدفك منذ البداية ؟ ولم تخبرني ؟

( أنطونيو ) : الآن أخبرك .. بالنهاية سوف اذهب لهناك لأعيش بشكل طبيعي .. فقط أريد الوصول الى الرقم ومن ثم المغادرة والعيش هناك كانسان طبيعي

( جوناثان ) : انه مجرد رقم .. لن تستفيد منه .. لو تذهب الى هناك منذ الآن أفضل .. يكفي قتلاً

( أنطونيو ) : نفس التفكير لن تتغير .. حسبت ربما عندما أعود لهنا أجد شخص آخر بتفكير جديد .. ولكن تفكيرك هو نفسه .. لا فائدة منك يا ( جوناثان )

( جوناثان ) : تفكيرك هو الخاطئ !

( أنطونيو ) : انت لست خائف مني .. شيء غريب .. توقعت أن تكون خائف

( جوناثان ) : ربما تعودت .. تعودت على قراءة ما تفعل من قتل في الصحف .. ولقد شهدت القتل بعيني في البداية .. ولذلك تخيلت كل جريمة قمت بها عندما ينشرون تفاصيل الجريمة في الصحف أتخيل أن أكون هناك .. ولا افعل شيء الا مراقبتك .. او الحديث معك ونصحك بعدم فعل ذلك .. ربما هذا الشيء الذي يجعلني على ما ان به الآن

( أنطونيو ) : حسناً .. هذا آخر لقاء بيننا .. هل تريد أن تأتي معي الى مدريد ؟

( جوناثان ) : كلا .. سأبقى هنا .. ومن المستحيل أن اذهب معك ! انك قاتل ! ولا اعتقد بأن وصولك للرقم سوف يجعلك تتوقف .. لقد قتلت الكثير ولا اعتقد بأن مجرد رقم سوف يوقفك ! انت انسان مريض !

( أنطونيو ) : اعتذر لي الآن والا سوف تكون احد ارقامي !

( جوناثان ) : احد ارقامك ؟ هل هذا ما توصلت إليه

( أنطونيو ) : قم بالاعتذار لي الآن !

( جوناثان ) : وعلى ماذا اعتذر ؟ على قول الحقيقة ؟

( أنطونيو ) : هذه آخر مره انبهك بها

( جوناثان ) : حسناً .. انا آسف

( أنطونيو ) : هذا ما توقعته .. اريد ان آكل شيء قبل ان اذهب .. سأعد بعض الطعام هل تريد ؟

( جوناثان ) : كلا لا أريد

( أنطونيو ) : حسناً .. سوف اذهب للمطبخ

ذهب ( أنطونيو ) للمطبخ وهنا ذهب ( جوناثان ) بدون خوف الى الهاتف واتصل على الرقم الذي في ذاكرته .. اتصل برقم الذي أعطاه إياه ( رئيس مركز الشرطة )

قام الموظف بالطرف الآخر برفع السماعة : مرحباً

( جوناثان ) : انه هنا

( الموظف ) : من تقصد ؟

( جوناثان ) : هل رئيس مركز الشرطة بالقرب منك ؟

( الموظف ) : من يسأل ؟

( جوناثان ) : ( أنطونيو ) المطلوب لديكم هو هنا في المنزل .. في منزله اتصل برئيس الشرطة واخبره بذلك .. اخبره بأن المتصل هو ( جوناثان ) سوف يعرف كل شيء .. ليس لدي المزيد من الوقت .. افعل ذلك كما قلت لك

( الموظف ) : حسناً .. سوف اخبره ..

يغلق ( جوناثان ) سماعة الهاتف والآن ما الذي سوف يحصل ؟

مرت ساعة .. مرت ساعتان .. لم يحصل أي شيء

اكل ( أنطونيو ) وذهب الى غرفته في هاتين الساعتين .. ولم يحصل شيء بهاتين الساعتين مثل ما أخبرتكم

حسناً .. الآن ما الحل ؟

( أنطونيو ) بالمنزل وانا أبلغت الشرطة .. ما الحل الآن ؟ ربما يهرب ربما يدخلون بأي لحظه .. ربما يكون بجانبي عندما يدخلون ويقتلني قبل ان يمسكوا به أو يقتلوه .. في الحقيقة لم افكر بهذا قبل ان اتصل .. وأين هو رئيس مركز الشرطة ؟ امن الممكن أن يكون بإجازة ؟

بعد مرور اربع ساعات .. اتى ( أنطونيو ) وقال لي : بماذا تفكر ؟

( جوناثان ) : لا شيء

( أنطونيو ) : انا اعرف وجهك عندما تفكر .. هناك شيء ما تفكر به اخبرني ما هو

( جوناثان ) : لا شيء صدقني يا ( أنطونيو )

( أنطونيو ) : المشكلة اني عاجز عن تصديقك

( جوناثان ) : لا شيء اخبرتك

( أنطونيو ) : اما ان تخبرني الآن بما تفكر به أو سأقوم بقتلك !

( جوناثان ) : ماذا ؟!

( أنطونيو ) : كما سمعت ! والآن سوف اعد الى الأربعة وان لم تخبرني سوف اقتلك كما اخبرتك

( جوناثان ) : ولكن ..

( أنطونيو ) : واحد .. اثنان .. ثلاثة .. ار .. أربعة !

يمسك ( أنطونيو ) بمسدمة ويرفعه .. يوجه فتحة المسدس الى رأسي ويطلق ! ولكن ! لم امت ! الرصاصة لم تنطلق !

( أنطونيو ) : انا امزح معك هههه .. يجب ان ترى وجهك يا ( جوناثان )

( جوناثان ) : هذا الموضوع ليس موضوع مناسب للمزح به !

( أنطونيو ) : انا آسف لأني ارعبتك ولكن كنت أريد ان اعرف ما الذي تفكر به .. ولكن يبدو بأنك حقاً لا تفكر بشيء .. فأنت كنت ستموت ولم تخبرني .. ربما غيابي عنك طوال هذه الفترة قد قام بتغييرك .. من يعلم

( جوناثان ) : ربما

( أنطونيو ) : حسناً .. انا سوف اغادر بعد ساعة من الآن .. هل هناك شيء تريد ان تخبرني به

( جوناثان ) : متى سوف تسافر ؟

( أنطونيو ) : عندما اصل لعدد القتلى الذي قلت لك عنه .. 550

( جوناثان ) : ومتى تتوقع ان تصل اليه

( أنطونيو ) : لا استطيع أن احدد لك وقت ولكن .. قريباً

( جوناثان ) : حسناً .. لن أقول لك اهتم بنفسك .. فانت قاتل واعتقد بأنك تعرف كيف تهتم بنفسك لو قام شخص بمهاجمتك ..

( أنطونيو ) : لأول مرة اشعر بأنك مضحك !

( جوناثان ) : هل سوف تعود ؟ الى هنا في يوم ما ؟ او ستبقى في اسبانيا ولن تغادرها ؟

( أنطونيو ) : لن أقوم بمغادرتها .. فلقد انتهى كل شيء اريده في سويسرا وانا بطبيعتي لا احب السفر .. فلذلك سوف استقر في اسبانيا .. هذا افضل

( جوناثان ) : حسناً ..

( أنطونيو ) : سوف اعد لي بعض الطعام .. لأني سوف اذهب لمكان بعيد .. هناك سوف اكمل القتل ومن بعدها سوف اسافر

( جوناثان ) : خلال فترة تواجدك الآن في سويسرا لن تأتي الى هنا مرتاً أخرى ؟

( أنطونيو ) : لن آتي

( جوناثان ) : حسناً

( أنطونيو ) : لماذا تسأل ؟ هل انت خائف من شيء محدد ؟ هل خائف ان يمسكوا الشرطة بي هنا ويتهمونك ؟ لا تخف انت لم تتحدث عني حتى لو امسكوا بي لن أقول بأنك شريكي .. لقد هددتك بالسابق لأني لم اثق بك ثقة كاملة ولكن الآن انا اثق بك

هنا ! يطرق باب المنزل

( أنطونيو ) : هل تنتظر أحد ما ؟

( جوناثان ) : لقد قمت بطلب الطعام .. ربما يكون الشخص الي يوصل الطعام

( أنطونيو ) : حسناً .. سوف انتظر هنا اذهب وخذ الطعام

ذهب ( جوناثان ) لفتح الباب وهو واثق بأن الذي وراء الباب هم الشرطة .. فتح الباب وكان ( رئيس مركز الشرطة ) ومعه العديد من الرجال وكلهم مسلحين .. وتحدث معي وقال لي بصوت هادئ حتى لا يسمعه ( أنطونيو ) لو كان بالمنزل : هل هو هنا ؟

( جوناثان ) وبصوت هادئ : نعم هو بالداخل

( رئيس مركز الشرطة ) : أين هو بالضبط في المنزل ؟

( جوناثان ) : تقدموا للأمام ومن ثم الى اليسار هو جالس هناك

دخل رجال الشرطة وتقدموا للأمام ومن ثم الى اليسار فوجدوا امامهم ( أنطونيو )

عندما شاهدوه لم يعرفوا هل هذا ( أنطونيو ) ام لا ؟! فشكله تغير على الشخص الذي بالصور .. فقام ( أنطونيو ) بحركة سريعة وقفز من النافذة الموجودة في المنزل .. لقد كانت مفتوحة .. الشرطة لم يطلقوا النار لأن أوامر ( رئيس الشرطة ) أن يقبضوا عليه .. وهو بنفسه لم يكن متأكد من الشخص الذي كان امامه ! فقال ( لجوناثان ) : هل انت متأكد بأن هذا هو ( أنطونيو ) ؟!

( جوناثان ) : نعم هو بالتأكيد ! اقبضوا عليه قبل ان يهرب ان هرب فسيقتلني !

الشرطة قفزوا من النافذة وراءه .. ولقد كانت الطرق المؤدية لمنزل ( جوناثان ) مغلقة بواسطة الشرطة فلاحظ أحد رجال الشرطة بأن ( أنطونيو ) يأتي ناحيته بسرعة فارتكب من هذا الشخص ولماذا يأتي ناحيتي ؟ فقال له ( رئيس الشرطة ) من بعيد : اطلق النار على رجله ! اطلق النار حالاً ! هذا الشرطي هي المرة الأولى التي يطلق بها النار على انسان ! فاطلق النار ولكن لم تصب رجله .. بل اصابت الطلقة قلب ( أنطونيو ) !! لقد اطلقها بالخطأ !

مات ( أنطونيو ) من الطلقة .. قاموا بنقل جثته بعدها .. شعر هنا ( جوناثان ) براحة .. كان سلاح الجرائم الذي استخدمه ( أنطونيو ) في جيبه .. عرفوا من هو ( سفاح سويسرا ) .. لم يصل ( أنطونيو ) الى الرقم الذي كان يريده .. لقد مات قبل أن يصل الى هذا الرقم .. فماذا استفاد من الذي فعله طوال هذه المدة ؟ لا شيء .. انتقل بعدها ( جوناثان ) للعيش في المانيا واستقر هناك .. حتى مات .. وانتهت معه قصة اشهر سفاح في تاريخ سويسرا ( سفاح سويسرا ) الذي اشغل سويسرا لسنوات عديدة .. انتهى

الآن .. انت تقرأ ما كتبت .. وانت تعرف من أنا أليس كذلك ؟ ( جوناثان )

النهاية

One Comment on “رواية 550 جثة

  1. أفاتار عمر ابوعقل

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.