الرسائل .. كانت تنتقل بالشفاه في يوم من الأيام ومن ثم انتقلت عبر الأوراق حتى أصبحت تنتقل بشكل الكتروني .. لقد أصبحت سريعة .. من عاش في قديم الزمان وكان يبعث برسالة من ملك الى ملك آخر ويرى ما وصلنا إليه اليوم .. لن يصدق ذلك

في عام 2020 .. وبالتحديد في انتشار ” كورونا ” في العالم .. لقد كانت هناك رسائل غريبة تظهر .. رسائل من ورائها صار هناك سلسلة .. سلسلة غريبة جدًا وتم اكتشاف حلول بعض تلك الرسائل .. ولكن هل هناك ارتباط بين تلك الرسائل ؟ او ان الموضوع بالكامل كان مصادفة

” الرسالة الأولى “

عام 2020 ميلادي شهر يناير وتحديدًا في احدى الشقق في مدينة نيويورك هناك شخص يعيش في احدى الشقق لم يخرج من تلك الشقة منذ مدة طويلة .. ليست ساعات بل أيام .. لقد كانت 10 أيام وربما أكثر من ذلك

لقد كان ينظر من النافذة الصغيرة الموجودة في باب شقته .. ينظر الى الشقة التي هي أمام شقته .. لقد كان يحب ان يراقب الجيران ويرى ماذا يفعلون .. لقد كان يراقب الذين هم بالطابق الذي فوقة وايضًا الطابق الذي تحته .. لقد كانت هذه هي عاداته مراقبة الناس .. بالبداية قبل سنوات طويلة وقبل أن تتوفى زوجته لم يكن يملك هذه العادة .. ولكن عند وفاة زوجته اصبح يراقب الجار الذي امام شقته وتطورت تلك الحالة لديه .. بشكل ملحوظ حتى أصبح يراقب الجميع .. في العمل .. في المنزل .. وهو يتسوق .. لقد أصبحت هذه هي عادته

من هو هذا الشخص ؟ لا يهم الاسم بهذه القصة كاملة ولكن ما يهم هو ما حدث ..

10 أيام من المراقبة لم يخرج ” الجار ” من شقته ولكن لماذا ؟ لم يأتي احد بطعام له .. هل حصل له شيء ؟ هل مات بالداخل وحيدًا ؟ لقد كان جاره رجل في العشرينات ولم يكن متزوجًا .. ولم يرى أحد قام بزيارته سابقًا ولقد كان يذهب للعمل يوميًا في الصباح .. ولقد كان ” جارًا لطيفًا ” يلقي التحية في الصباح وعندما يراه في المساء يسأل عن حاله

لقد كان يريد ان يتصل بالشرطة ولكن ماذا يقول لهم ؟ ” لقد كنت اراقب جاري لأيام عديدة ولم يخرج من المنزل ؟ ” ماذا سوف يقولون عني ؟ ولذلك لم اقم بالاتصال ولكن حدث شيء جعلني أقوم بتغيير رأيي

بعد 5 أيام تقريبًا وانا خارج من شقتي شممت رائحة لقد كانت كريهة جدًا .. يبدو ان الأمر حقيقة .. هناك شيء حاصل في الداخل ..

ذهب الى حارس البناية التي هو يسكن بها وقال له انه يشم رائحة كريهة من منزل جاره ولا يستطيع تحملها .. ذهب الحارس وطرق الباب ولم يرد أحد

” الحارس ” : الرائحة حقًا كريهة ولا تطاق

” المستأجر ” : أخبرتك بذلك

” الحارس ” : ربما هو في العمل .. يجب ان ننتظره سوف امر عليه في الليل

” المستأجر ” : حسنًا ..

لقد كان يعرف ان الذي يسكن في الشقة لم يخرج منها ولن يعود ربما ..

اتى الليل وقام الحارس بطرق الباب مجددًا .. لقد كان ينظر إليه من نافذة الباب ليرى هل هناك من سوف يفتح الباب .. ولم يفتح الباب

فقام ” الحارس ” بطرق الباب عليه .. وفتح الباب ..

” المستأجر ” : ماذا حدث ؟

” الحارس ” : لم يجب أحد ولم يفتح احد الباب .. الرائحة كريهة جدًا وهناك شخصين آخرين اشتكوا من هذه الرائحة .. سوف انتظر الى الغد لربما يعود .. لدي نسخة احتياطية من مفتاح الشقة ولكن القانون يقول اني لا استطيع الدخول ان لم يكن هناك حريق او امر من الشرطة قبل 48 ساعة ولذلك سوف ننتظر .. او بالأحرى سوف استدعي الشرطة ربما اذا دخلت سوف يتم تسجيل قضية بحقي فقانون ال 48 ساعة معقد قليلًا ولا اريد توريط نفسي

” المستأجر ” : حسنًا للنتظر الى ان تمر 48 ساعة

الرائحة الكريهة كانت تزداد ولا تقل ابدًا واصبح مستأجرين آخرين يشتكون من هذه الرائحة .. حتى مرت تلك ال 48 ساعة وقام ” الحارس ” باستدعاء الشرطة وحضروا بسرعة بعد اقل من 10 دقائق وشرح لهم ” الحارس ” الأمر واعطاهم المفتاح وقاموا بفتح الباب وانها المفاجأة

لقد كان صاحب الشقة على الأرض .. لقد مات كان هو ظاهر .. قام رجال الشرطة بالدخول واستدعوا الإسعاف ووصلوا بسرعة ولقد تم إعلان وفاة صاحب الشقة .. ولقد كان ميت منذ عدة أيام كما يبدو

كان هناك بجانب جثته كما يبدو رسالة قام بفتحها ” المحقق ” الذي اتى لمسرح الجريمة ولقد كانت الرسالة تقول

” لم اقتل نفسي “

فقط هذا ما كان في الرسالة ! وانتشر الخبر في البناية كلها والآن الجميع متهم جميع من في تلك البناية .. ” المحقق ” قام بالتحدث مع ” حارس البناية ” وبعد العديد من الأسئلة عرف ” المحقق ” ان هناك كاميرات مراقبة في البناية

لقد كان هناك كاميرا في المدخل المؤدي الى داخل البناية لمعرفة من دخل وخرج من البناية .. ولقد كان هناك شيء غريب نادر ما نراه وهي كاميرا داخل شقة المقتول ! لقد كان يملك كاميرا تصور باب منزله من الداخل .. لن تعرف من يوجد بخارج باب منزله فقط سوف تعرف من دخل الى الشقة

لكي يقوم ” المحقق ” بفتح محتوى الكاميرا فحو يحتاج الى أمر قضائي وقام بالإجراءات المتبعة في مثل هذه المواقف وتمت الموافقة على فتح الكاميرات بعد يوم واحد فقط من ارسال طلب ” المحقق “

قبل ان يفتح الكاميرات قام ” المحقق ” بالتحقيق مع اغلب الموجودين في البناية .. حتى وصل الى جار المقتول الذي كان هو المراقب لشقة جاره طوال الوقت

لقد شك ” المحقق ” ان الجار يعرف أكثر من مما يقول فلقد كان عند كل سؤال او اغلب الأسئلة يقول جملة ” لا اعلم ” وهو من نظراته كأنه يعلم أكثر مما يقول ..

” المحقق ” : اذن يا سيدي هل هذه آخر الأشياء التي سوف تود ان تقولها لي ؟ ألا يوجد أي شيء إضافي ؟ لأنه لو وجدنا مستقبلًا أي شيء قمت بإخفائه عنا سوف يدينك ذلك حتى لو كنت بريئًا ( كان يكذب لكي يستدرجه )

” المستأجر ” : انا انا لدي أشياء اريد ان اخبرها لك ولكن اخشى ان تفهمني بشكل خاطئ او ان تشكوا بي

” المحقق ” : انا المحقق في هذه القضية اترك هذا لي

فأخبره ” المستأجر ” انه يحب المراقبة وان هذا الطبع اصبح لديه منذ وفاة زوجته واخبره بأنه كان يراقب جاره وانه لم يخرج لأكثر من 10 أيام .. لقد كانت هذه المعلومات مفيدة جدًا للمحقق عندما يقوم بفتح الكاميرات فالمبنى كان كبير جدًا وعدد المستأجرين كبير ايضًا وهناك المئات يومين الذين يدخلون ويخرجون

بعد فترة .. تم فتح الكاميرات وقد كان من يدخل ويخرج بعدد كبير فعاد ” المحقق ” الى اليوم الذي اخبره به ” المستأجر ” انه لم يشاهد ” جاره ” منذ ذلك اليوم .. بدأ منذ ذلك اليوم وحتى الأيام التي قبلها ..

قبل 10 أيام من اختفاء ” جاره ” كانت الكاميرا التي بداخل منزله تصوره وهو بداخل المنزل ولقد كان رجل طبيعي .. كان يخرج من الشقة ويدخل ومعه بعض الحاجيات من البقالة .. لقد كان يرجع ومعه طعام من احد المطاعم .. لقد كان رجل طبيعي كما يبدو

ولكن قبل 8 أيام من اختفاءه طرق احدهم جرس باب المنزل فذهب الى الباب ولقد كان هناك شخص يحدثه وراء الباب .. الكاميرا فقط تصور ما بداخل الشقة وتحديدًا الجهة الى الباب من الداخل وليس من الخارج .. لا اعلم ما حصل مع الشخص الذي بالخارج ولكن قام بإقفال الباب بغضب كما بدى بالفيديو وقام بضرب الباب بيده بقوة !

وتكرر هذا الموقف في يوم آخر احدهم يكلمه وراء الباب ولكن هذه المرة اغلق الباب بشكل عادي ولكن من كان وراء الباب ؟ ذهبت الى الكاميرا التي تصور البناية من الخارج ربما هناك شخص دخل .. شخص غريب دخل بنفس الوقت .. ذهبت لأرى الوقت عندما غضب والوقت الآخر ولكن كل شخص دخل في تلك الفترة هو احد ساكنين البناية

فقررت التوقف عن المشاهدة والتحقيق معهم لقد كانوا 3 أشخاص

الشخص الأول كان يسكن في البناية منذ 10 سنوات ولا يعرف اصلًا من هو هذا الشخص المقتول .. سمع بالحادثة ولكن هو يسكن بطابق بعيد عنه ولا يعرفه شخصيًا .. قال انه شاهده العديد من المرات وهو نازل للأسفل ولكن كان لا يلقي التحية ولا يتبادلان أية أحاديث .. حسنًا

الشخص الثاني كان يسكن بالطابق الذي هو فوق الشخص الذي توفي ولقد كان من الأشخاص الذين قاموا بالإبلاغ عن الرائحة ” للحارس ” ولقد كان يقول أيضًا انه لا يعرفه شخصيًا ولكن في بعض الأحيان كانوا يتقابلون في المصعد فيلقي التحية عليه ويسأله عن حاله فقط لا أكُثر ..

الشخص الثالث .. لقد كان ” المستأجر ” نعم ! الذي كان هو أساس البلاغ الأول للحارس .. فتم التحقيق معه بشأن هذا اليوم وتحديدًا اليوم الذي كان به ” غاضب “

” المستأجر ” : نعم اذكر هذا اليوم .. لقد كان هناك شخص امام بابه ولقد كان غاضب كان يصرخ ويقول ” ماذا تريد مني أن أفعل ؟! “

وعندما شاهدوني توقف عن الصراخ ولكن الشخص الذي كان يتكلم معه كان يرتدي معطف كبير حتى رقبته لا استطيع رؤيتها .. ولقد كان ضخم .. هذا فقط ما استطيع ان أقوله عن هذا الشخص .. دخلت الى داخل شقتي ونظرت من نافذة الباب ولكن في هذه اللحظة اقفل ” جاري ” باب منزله ولقد ذهب من كان يحدثه .. فليس لدي أي معلومة إضافية عن هذا الموضوع

قام ” المحقق ” بتشغيل شريط الفيديو للكاميرا التي بالخارج التي تصور الخارجين من البداية في ذلك الوقت .. قام بتشغيل ساعة كاملة ” للمستأجر ” وشاهدها بتمعن شديد ولم يجد من كان يتحدث عنه ” الرجل الضخم “

” المحقق ” : اذا كان أي شخص من الخارجين ليس هو اذن اين ذهب ؟!

” المستأجر ” : ربما يكون أحد الساكنين في البناية ألم يخطر في بالك هذا الشيء ؟

” المحقق ” : نعم صحيح ما تقول .. ولكن هناك المئات وكم شخص هنا ضخم البنية !

” المستأجر : اعتقد انهم 9 اشخاص حسب إحصائيتي ” يضحك المستأجر “

” المحقق ” : حسنًا سوف احضرهم جميعًا ويجب ان احقق معهم في الأول

طلب ” المحقق ” من رجال الشرطة ان يذهبوا للشقق ويتوزعون على الطوابق ومن يرونه ضخم البنية ان يأتوا به مركز الشرطة وفي ساعة معينه .. ولقد كان المجموع 11 شخص يبدو ان احصائيات ” المستأجر ” تحتاج الى تدقيق أكثر !

في مركز الشرطة اتى ” المستأجر ” ولقد كان هناك زجاج لا يرى فيه الأشخاص في الجهة الأخرى من خلف ذلك الزجاج ولقد كان ” المستأجر ” خلف الزجاج مع ” المحقق ” يريد ان يريه ال 11 شخص ربما أحدهم يشك به ويعرف انه هو

شاهدهم ” المستأجر ” بتمعن كبير .. ولكن لم يشك بأي شخص وقال ” للمحقق “

” المستأجر ” : استطيع ان اتهم أي شخص فهو جميعًا ضخام البنية ولكن لا استطيع تحديد أي شخص منهم كان امام باب ” جاري ” ولا اريد ان اتهم أي شخص !

” المحقق ” : اذن لا فائدة سوف احقق مع الجميع ، شكرًا على وقتك

ذهب ” المستأجر ” وقام ” المحقق ” بعدها بالتحقيق معهم شخص بعد شخص ولم يحصل الى أي نتيجة .. لقد كان هناك من هم بالعمل ومن هم نائمين ولقد كانوا كلهم لا يعرفون هذا الشخص الذي مات .. أو بالأحرى قتل حسب الرسالة التي وجدوها

ماذا سيفعل ” المحقق ” الآن ؟ اكمال اشرطة التسجيل

في تكملة التسجيل شاهد الشخص الذي تم قتله وهو يفتح الباب ولقد كان يحادث شخص آخر في الخارج ولقد خرج صاحب الشقة من شقته وحادثة في الخارج .. بقوا بالخارج خمس دقائق ودخل الى شقته وحيدًا وانتهى ..

في اليوم الذي يليه لم يخرج من الشقة وعندما تحدث مع عمله قالوا انه قام بالاتصال وقال انه يريد ان يأخذ إجازة مرضية في ذلك اليوم .. لقد كانت الاجازة المرضية مرتبطة بنظام حكومي قام ” المحقق ” بالتأكد من الأمر ويبدو ان الأمر صحيح لقد اخذ إجازة مرضية في ذلك اليوم ..

اليوم الذي يليه لم يخرج من الشقة ابدًا .. بعدها لم يخرج .. بعدها لم يخرج .. لم يخرج .. لم يخرج .. لم يخرج .. حتى وصل الشريط الى يوم وصولنا ووجدناه ..

لم يدخل احد الى الشقة .. ولا يوجد أي وسيلة دخول الى الشقة من أي مكان كان !

عندما تم فحص الجثة قال ” الطبيب ” ان سبب الوفاة الخنق حتى الموت ! ولقد كانت هناك آثار سكاكين على يده يبدو ان شخص قام بطعنه على يده اليمنى واليسرى .. ولقد كان هناك مقاومة من ” القتيل ” حسب رأي الطبيب .. وتوفي جراء الخنق ونزيف الدم الذي لم يتوقف .. ولكن ! الرسالة كانت تقول

” لم اقتل نفسي “

وكاتب الرسالة حسب ما عرفنا هو نفسه ” القتيل ” ولقد تم مطابقة الخط وتأكدنا ان الخط هو خطه بالتأكيد !

لم يتم اكتشاف ما حدث .. هل هو شخص يسكن في البناية نفسها قام بكل ذلك ؟ هل هو شخص آخر ؟ هل هناك دافع ؟ لم تكن هناك سرقة في الشقة .. ولا يوجد دافع كما يبدو ظاهريًا

كانت جريمة غريبة .. بعض الجرائم لا يتم حلها وهذه من الجرائم التي لم يجدون لها حل .. هذه هي بداية الرسائل

انتهت هنا ” الرسالة الأولى “

” الرسالة الثانية “

الجو اليوم جميل .. بل جميل جدًا الامطار تتساقط بشكل خفيف .. جو جميل للخروج للخارج للتنزه في احدى الحدائق او الذهاب لإحدى المطاعم ، كانت الامطار غزيرة في الأيام السابقة ولكن اليوم الجو مختلف .. الرسالة الأولى .. لقد مر وقت عليها ولقد كانت حديث أكثر الأشخاص .. وتم ربطها بالعديد من الجرائم في البداية حتى اتى العديد من المحققين وقالوا انها منفصلة وليس لها علاقة بجرائم سابقة او مجرم سابق .. بعض الإعلاميين يخترعون قصص من مخيلتهم من اجل نشرها في الصحافة .. وهذا يؤثر بشكل سلبي على القضية بشكل عام .. ولكن بالنهاية سارت القضية في المسار الصحيح لها .. والناس علموا ما جرى في الرسالة الأولى وانها غير مرتبطة بجرائم سابقة .. هذا ما استنتجوه ولكن هل هو صحيح ؟

ام وابنتها يعيشون في شقة في احدى المباني .. ما سوف نتكلم عنه هنا حدث بعد ” ثلاث أشهر ” من الرسالة الأولى ، الام كانت تحب ابنتها بشكل كبير ولم يكن لديها أية أقارب .. لقد كانت الام والبنت فقط .. لقد كانت حياتهم اليومية هما الاثنان يعتنيان في بعضهما البعض ولكن بطريقة كل واحد منهم .. ففي النهاية تلك هي ام وتلك هي ابنتها

في احدى الأيام كانت الام جالسة امام التلفاز تشاهد .. ولقد اتتها ابنتها وقالت لها

” البنت ” : أمي معدتي تؤلمني

” الام ” : ماذا بكي ؟ ماذا اكلتي آخر مره ؟

” البنت ” : لا اذكر يا امي ولكنها تؤلمني بشكل كبير

ذهبوا بعدها الى احدى المستشفيات وفحصتها الطبيبة هناك وطمأنت الام انه لا يوجد شيء اطمئني .. ربما اكلت بعض الطعام الغير صالح للأكل لتذهب الى البيت وترتاح اليوم وغدًا .. لا تذهب الى المدرسة غدًا هذا ما قالته الدكتورة

لقد كانت البنت في الصف العاشر

رجعوا الى المنزل ولقد اخذت الأم إجازة من عملها .. لم تذهب الى العمل بل جلست واعتنت بابنتها ، مر اليوم بشكل اعتيادي والبنت تحسنت وفي اليوم التالي ذهبت الى المدرسة وكانت لا تشعر بأي شيء يؤلمها .. وذهبت الأم الى العمل ولقد كانت سعيدة بأن ابنتها لا يوجد بها أي مكروه

في الليل نامت الام وحلمت .. لقد تذكرت زوجها .. لقد كانوا في الحلم في السيارة .. لقد كان الزوج هو الذي يسوق السيارة وزوجته بجانبه .. كانت السيارة تسير على إحدى الخطوط السريعة .. ولقد كان الزوج يسير بسرعة الشارع الاعتيادية .. ولقد كانت هناك سيارة وراءه ولقد كانت تنير الإضاءة الامامية بشكل كبير .. كانت الإشارة تعني ان من في الخلف مستعجل أي لديه حاله طارئة فالرجاء ان تفسح له الطريق .. فقام ” الزوج ” بالتوجه الى الحارة التي في المنتصف وافتح له الطريق .. السيارة التي في الخلف اقتربت الى نفس المسافة للسيارة التي يقودها ” الزوج ” ولقد كان هناك شخص بالسيارة ينظر إليهم ويرتدي قناع .. لقد كان لا يظهر من القناع الا فمه وعينيه وكان ينظر إلينا وابتسم .. لقد كان فمه يظهر ابتسامته بشكل واضح .. ومن ثم قام بالاصطدام بسيارتنا ! لا اعرف السبب فقد اصطدم بسيارتنا .. زوجي أوقف السيارة على الفور .. وقال لي

” الزوج ” : هل انتي بخير ؟

” الزوجة ” : نعم بخير ، ما به هذا الشخص ؟

” الزوج ” : لا اعلم .. ولكن لندعه يذهب بعيدًا

ذهب بعيدًا في سيارته لقد كان زوجي خائف جدًا وبالتحديد علي انا شخصيًا فلقد كنت هنا ” حامل ” الطفلة الأولى في حياتنا

اكملنا الطريق حتى وصلنا لنهاية الشارع السريع الذي كنا نسلكه ووصلنا لإحدى البقالات التي تكون في محطات الوقود .. نزلنا انا وزوجي لكي نشتري بعض الحاجيات ولقد اتصل بالشرطة وقال لهم ما حصل معه .. لم نسجل رقم السيارة .. فقط اخبرهم بكل ما حصل

هنا .. نهضت من الحلم .. ولكن لم يكن حلم بل كانت ذكرى .. ذكرى لما حدث في السابق .. ولقد كان هناك تكملة لهذا الحدث .. لقد اخبرت القصة ابنتي اكثر من مرة لقد كانت تحب ان تسمع القصة .. لقد كانت تقول لي

” امي اريد ان اسمع القصة أكثر من مرة لأني ربما .. ربما يا امي اجد دليل على ما حدث ونكتشف من هو “

دليل ؟ ربما تتساءلون ماذا تقصد ” ابنتي ” بدليل .. حسنًا .. عندما اخبرها بالقصة مرة أخرى واكملها سوف تعرفون ..

ذهبنا انا وابنتي في هذا اليوم لإحدى المطاعم .. تناولنا الباستا .. نظرت إلي ابنتي وكنت اعرف تلك النظرة في عينيها .. لقد كانت نظرة ان هناك شيء يحصل يا أمي .. لم افهم ما بها .. فسألتها

” الام ” : ماذا بكي ؟

” البنت ” : هناك شخص يراقبنا

” الام ” : شخص يراقبنا ؟ اين ؟

اشارت البنت الي زاوية في المطعم ونظرت الام الى تلك الزاوية ولقد كانت خالية لا يوجد احد هناك

” الام ” : هناك ؟ لا يوجد احد

” البنت ” : نظرت الى الزاوية من جديد وقالت لقد كان هناك يا امي صدقيني ولقد كان ينظر إلينا ويبتسم بشكل مرعب

” الام ” : لا يوجد احد يا ابنتي انظري .. ربما بسبب الم معدتك بدأتي تتخيلين ..

” البنت ” : لا يا امي لقد كان هناك .. ولقد كان مثل الشخص الذي وصفتيه بالقصة .. قصة ابي

” الام ” : اذا كانت هذه مزحه فيجب ان تتوقف الآن !

” البنت ” : ليست مزحه ! هناك كاميرا معلقة في المطعم وهي متوجهة لنفس الجهة التي كان يقف بها ذلك الرجل .. اطلبي من احد في المطعم ان يفتح الكاميرا .. وسوف تشاهدين !

ذهبت الام وطلبت فتح الكاميرات .. رفضوا طلبها في البداية ولكن اخبرتهم ان هناك شخص كان يهدد ابنتها ” لقد كذبت ” وقالت ان لم يقوموا بفتحها الآن فإنها سوف تطلب الشرطة وسوف يكون ضجة في المكان ولن تساعدكم تلك الضجة !

قاموا بفتح الكاميرا وذهبت ” الام ” الى الوقت التي اخبرتها بها ” ابنتها ” انها شاهدت الشخص هناك .. ولقد رأته .. هو نفسه ! بنفس المواصفات تلك ! الكاميرا ربما لا تظهره بشكل واضح ولكن انه هو .. تذكر تلك الضحكة على وجهة ! ولكن كيف وصل الى هنا وماذا يريد الآن من بعد كل تلك السنوات ؟!

ذهبت الام ناحية ابنتها ولقد استجمعت من داخلها كل الشجاعة التي كان بمقدورها ان تبذلها لكي لا تري لابنتها بأن ما رأته ذلك الشخص .. وصلت الى ابنتها ونظرت البنت إليها بنظرة ذكرتها على الفور بنظرة . زوجها ابيها .. فلم تستطع الام ان تفعل شيئًا سوى طلب من ابنتها ان تذهب الى السيارة برفقتها حالًا .. ركبوا السيارة ولقد كانوا في طريقهم الى المنزل .. لقد كانوا في احدى الطرق السريعة المؤدي ناحية المنزل ولقد كان الطريق لا يوجد به سيارات في مثل هذا الوقت .. لقد كانت تقود السيارة بسرعة كبيرة وطلبت ابنتها ان تخفف السرعة ولقد قامت بتخفيف السرعة بناء على طلب ابنتها .. دقائق ومن ثم وصلوا الى المنزل

قامت الام بفتح باب المنزل ولقد كانت ابنتها وراءها .. ذهبت الام الى غرفتها بشكل مباشر وأقفلت الباب وراءها .. قامت البنت بطرق باب الغرفة ولم تجب الام

” البنت ” : امي ما الذي حدث ؟ هل ما شاهدتيه على الكاميرا هو نفس الشخص ؟

” الام ” لم تجب

طرقت ” البنت ” على الباب العديد من المرات ولكن لم تكن هناك أية إجابة ..

هنا تذكرت الأم باقي القصة .. باقي ما حدث عندما كنا في البقالة وقف خلف سيارتنا شخص .. نظرنا إليه .. لقد كان هذا هو .. ذلك الشخص الذي قام بالاصطدام بسيارتنا .. ولكن لم يكن يرتدي أي شيء على وجهة ..

لقد كانت هناك آثار على الجهة اليسرى على وجهة كأنها آثار قطع بسكين .. ولقد كانت عينه اليمنى مصابه وبالكاد ترى عينه اليمنى .. هذا هو الشكل الذي ظهر في الكاميرا .. وهذا هو نفس الشخص الذي رأته ابنتي وصفت الشكل لابنتي العديد من المرات ولم تخطئ .. لقد كان هو !

زوجي طلب مني اقفال أبواب السيارة على الفور وقمت بذلك .. ذهب ناحيته ولقد كانت النافذة مفتوحة ولقد كان ينظر الى ” زوجي ” ويبتسم

” زوجي ” : سوف تأتي الشرطة بعد قليل

” الرجل المجهول ” : حسنًا .. وقت مناسب لكي يأخذوك معهم

” زوجي ” : يأخذوني معهم ؟! ماذا تقصد ؟! انت من قام بالاصطدام بسيارتنا لماذا يأخذوني انا ؟

ضحك ” الرجل المجهول ” وقام بالإشارة كأنه يشير الى شيء كان خلف زوجي .. زوجي فهم القصد ان هناك شيء وراءه فقام بالالتفاف وراءه .. وهنا سمعت ذلك الصوت ..

صوت طلقة من مسدس .. نظرت الى ” زوجي ” ولقد سقط ونظرت ناحية سيارة ” الرجل المجهول ” وهنا انزل المسدس وانطلق على الفور ! لقد قتل زوجي وللمرة الثانية لم اكن اعرف لوحة سيارته او أي شخص الا شكله

قمت بالنزول من السيارة على الفور وقمت بالركض ناحية زوجي لم اشعر بأنه يتنفس .. الطلقة لقد أصابه رأسه وتحديدًا ناحية الانف .. لقد توفى .. بدون ان يرى ابنته .. وكان هذا هو آخر يوم اراه فيها ..

بعد شهور .. ولدت اخيرًا ولقد كانت ” بنت ” حكيت لها عن ابيها وهي صغيرة ولكن انتشر الخبر ان ابيها مات مقتولًا .. لا اريد ان تسمع إشاعة من هناك او هناك او خبر خاطئ ويثبت في رأسها ولذلك اخبرتها بحقيقة ما حدث .. اخبرتها بسن كان مناسب حسب ما أرى .. اخبرتها بالحقيقة كاملة وبشكل شخص وبكل شيء عن تلك القضية .. كانت كل شهر تريد مني ان اخبرها بالقصة من جديد وفي بعض الأحيان مرتين في الشهر ولقد كنت اخبرها .. كانت تريد ان أقول القصة اكثر من مرة ربما اقولها بشكل مختلف او اذكر معلومة جديدة تساعدها في العثور على الشخص الذي قام بهذه الفعلة

الام خرجت من الغرفة ورأتها ابنتها .. لقد كانت الام تبكي وقالت لابنتها

” الام ” : هو .. انه هو

” البنت ” : ماذا سنفعل الآن يا أمي ؟ لنبلغ الشرطة

” الام ” : ولماذا رجع بعد كل هذه السنوات

” البنت ” : لا يهم لماذا يا امي المهم ماذا سنفعل الآن .. وما سوف نفعله الآن سوف يحدد مصيرنا في الفترة القادمة .. لنذهب الى مركز الشرطة

ركبوا السيارة وذهبوا الى مركز الشرطة واصدروا مذكرة لتفتيش الكاميرا في المطعم ولقد وجدوا الشخص .. وكذلك هناك كاميرا خارج المطعم عندما خرج كانوا يريدون ان يرى السيارة التي سوف يقودها لكي يعرفون رقم تسجيل السيارة .. ولكن ركب سيارة اجرة ولقد كانت الأرقام واضحة

تتبعوا رقم سيارة الأجرة ولقد كانت مسجلة على احدى تطبيقات التوصيل وظهر اين ذهب ” الرجل المجهول ” لقد ذهب .. الى البناية التي تسكن بها الام والبنت .. لقد نزل الى هناك .. وانتهى هنا كل شيء !

اخبرت الشرطة ” الام وابنتها ” ولم يكن هناك كاميرات في خارج البناية لمعرفة أين ذهب بالضبط

لقد كان يريد ان يرعبهم بطريقة ما .. وكان على ما يبدو يعلم بوجود الكاميرات في المطعم ويعلم ايضًا بأنهم سوف يتبعون الكاميرا ويرون أين سوف يذهب .. كان يريد ان يرسل رسالة .. رسالة مرعبة لهم بأنه يعلم اين يسكنون ويريد ان يخبرهم بأنه هو من بدء الهجوم .. ولكن لماذا ؟ لماذا يفعل كل هذا ؟ وايضًا لماذا بعد كل تلك السنوات يفعل هذا ؟ قتل الزوج .. والآن يقوم بتهديد الام والبنت بطريقته الخاصة .. ماذا فعلت هذه العائلة ؟

الشرطة قامت بوضع سيارة شرطة أمام البناية وكذلك سوف تقوم سيارة أخرى بمرافقتهم الى الأماكن التي سوف يذهبون إليها وسوف تكون هناك سيارة امام مدرسة ” البنت ” كل ذلك من اجل سلامتهم حتى يقبضون عليه ..

تم وضع صورته في الكمبيوتر الخاص بتعرف على الأشخاص في مركز الشرطة ولم يجدوا أي دليل على اسمه ومن هو ولا أي شيء سوف يساعدهم

الأيام القادمة سارت بشكل طبيعي .. يوم يومان ثلاث اربع .. شهر .. حتى الشهر الثاني ..

كانت ” الام ” ذاهبه لأخذ ابنتها من المدرسة .. لم تخرج البنت .. في بعض الأحيان تتأخر فالفصول بعضهم يخرج بشكل مبكر والآخر بشكل متأخر .. ولكن بعد فترة شكت الام لقد خرج الجميع حتى صف ابنتها خرجوا جميعًا الا ” هي ! ” اين هي ؟

دخلت ” الام ” الى المدرسة مسرعة وذهبت الى صف ابنتها ولم تجدها هناك وقامت بالبحث في المدرسة ولم تجدها ولقد كان هناك معلمون يجلسون الا ما بعد انتهاء العمل من اجل سلامة المكان وما الى ذلك .. ذهبت إليهم واخبرتهم ان ابنتها غير موجودة

احدى المعلمات ذهبت الى الجهاز لكمبيوتر لمعرفة هل البنت حضرت اليوم .. لم تحضر !

” الام ” : انا قمت بإنزالها امام باب المدرسة كيف لم تحضر

” المعلمة ” : في الكشوفات اليوم يظهر لي بأنها لم تحضر ولا حصة

” الام ” : كيف ذلك ! اين ذهبت ابنتي

” المعلمة ” : هناك كاميرات امام باب المدرسة لنذهب لمراجعتها

قاموا بفتح الكاميرا بواسطة ” حارسة الأمن ” التي تشرف على هذا الموضوع لرؤية اين ذهبت ” البنت “

وصلنا الى الوقت التي انزلت ” الام ” بها ابنتها امام باب المدرسة .. البنت مشت العديد من الخطوات حتى وصلت للداخل ومن ثم .. ترجع الى الخلف عندما ذهبت ” الام ” وتخرج الى خارج المدرسة الى جهة غير معلومة ولا تظهر هنا الكاميرات اين ذهبت البنت .. ولكن الأكيد انها لم تدخل المدرسة ولم تحضر أي حصه وهي بكامل ارادتها كما يبدو من التصوير

تم البحث عن البنت بواسطة رجال الشرطة بعد ذلك .. لم يجدوا لها أي أثر كأنها اختفت من الأرض !

الام في حالة حزن صدمة .. سم ما شئت .. بالنهاية رجعت البنت .. رجعت بعد يومين واتت الى الشقة التي تسكن بها .. طرقت باب الشقة وفتحت ” الام ” الباب دخلت الى الشقة والام قامت بحضنها والبنت كأنها لا تشعر بأي شيء

” الام ” : أين كنتي ؟! بحثت عنكي في كل مكان الكل يبحث عنك

” البنت ” لا تجيب

” الام ” : ماذا بكي ؟! لماذا لا تردي على كلامي

” البنت ” لا تجيب

” الام ” : تكلمي قولي أي شيء

” البنت ” : أي شيء ؟ هل انتي متأكدة يا امي ؟

” الام ” : ماذا تقصدين ؟

” البنت ” : خذي هذه الرسالة واقرئيها

اخذت الام الرسالة .. لم تتعرف على الخط في البداية ولكن عندما أكملت الرسالة تعرفت على الخط .. لقد كانت الرسالة تقول

” في حالة انكي قمتي بقراءة الرسالة يا ” زوجتي ” فاعلمي اني مت .. وفي هذه الرسالة الحقيقة التي كنتي لا تريدين اخبار احد بها .. لقد قمتي بقتلي .. وتعرفين كيف حدث كل ذلك “

” البنت ” : اذن .. ما الذي فعلتيه ؟! هذا خط ابي ! وانتي تعلمين بذلك لقد قرأت اكثر من رسالة له اريتيني إياها قولي لي الحقيقة

” الام ” في حالة صمت ..

” البنت ” : من ذلك الرجل في المطعم يا امي ؟! ولماذا يلاحقنا ؟! انتي تخفين عني شيئًا

” الام ” : لن أقول سوى شيء واحد فقط .. وستقفلين الموضوع بالكامل .. الرجل في المطعم هو ” أخي “

” البنت ” : اخيكي ؟! ولكن لماذا ؟! لا افهم

” الام ” سكتت ولم تتحدث بعدها .. وانتهت هنا .. الرسالة الثانية

” الرسالة الثالثة “

مكان هادئ .. أجواء مظلمة .. ولكن هناك نيران من بعيد .. النيران تشتعل .. وهي الزاوية الوحيدة في هذا المشهد فقط .. الزاوية الوحيدة التي بها نيران .. اما باقي المشهد كان هادئ .. احدهم يصرخ .. الكل هناك في الزاوية تلك يسمعه يصرخ ويصرخ .. هناك شيء يحصل هناك بالتأكيد ولكن ما هو ؟ الحريق يكبر أكثر وأكثر .. هل هناك أناس يحترقون ؟ ما الذي يحصل هناك ؟ الناس تركض الى تلك الزاوية لمعرفة ما يحصل .. وصوت ذلك الصراخ .. الى الآن اسمعه .. هو يصرخ ويصرخ

هذه الرسالة سوف تكون مختلفة .. سوف تكون رسالة محترقة .. مختلفة عن الرسالة الأولى والثانية .. هل انتم مستعدين ؟

بعد شهرين .. من الرسالة الثانية .. احدى المنازل يحترق .. يحترق .. بالكامل .. يحترق .. لقد احترق بالكامل ولقد كانت اسرته جميعها داخل ذلك المنزل .. يصل ” الزوج ” صاحب المنزل الى مكان الحريق .. يصرخ

” الزوج ” : زوجتي ابنائي بناتي ! لم يجب أحد سوى الحريق .. لقد التهم الجميع

حاول ” الزوج ” الدخول الى المنزل ولكن رجال الشرطة المتواجدين في المكان منعوه من ذلك .. قام بضرب بعضهم ولكن قاموا بتهدئته .. هدء ” الزوج ” ورأى النيران تشتعل أكثر وأكثر في منزله .. النيران لا تهدأ .. ودموعه تسقط .. دمعه وراء دمعه .. لقد أصبحت دموع

بعد ساعات وبعد ان اخمد الحريق بالكامل ولكن المنزل بالكامل احترق .. تم البحث في المنزل عن جثث الموتى ولكن .. لم يجدوا أي جثة ! زوجته وثلاث أبناء وثلاث بنات لا يوجد لهم أثر في المنزل هل هربوا ؟ أين ذهبوا يا ترى ؟

تفاجئ الزوج ودموعه التي تسقطت تحولت لحالة استغراب ! لا يوجد أي جثة في المنزل أين ذهبوا .. لقد كان في حالة صدمة وتحول شعور الحزن الى شعور بحث عنهم .. فأمسك بهاتفه

يقوم ” الزوج ” بالاتصال برقم زوجته احد ابناءه الذي يملك هاتف ابنته التي تملك هاتف لا يرد أحد .. الهاتف يرن ولكن لا يوجد أي مجيب

هناك كاميرا في الشارع المقابل لمراقبة الحي السكني الشرطة قامت بعدها بتشغيل شريط الكاميرا وبحثوا اين ذهبوا جميعًا .. شاهدوهم قبل الحريق بساعتين .. يركبون احدى السيارات .. سيارة سوداء اللون .. لا تملك لوحة في الخلف ولا في الامام .. يركبونها جميعًا .. وتذهب بهم السيارة بعيدًا .. حاولت الشرطة تتبع السيارة بواسطة كاميرات أخرى ولكن وصلوا الى طريق مسدود في النهاية

الخبر السار هنا انهم جميعًا لم يموتوا في الحريق .. ولكن الخبر الغريب والذي لا يوجد له تفسير أين ذهبوا ؟ ولماذا حرق المنزل بعدها ؟ ومن الفاعل ؟

في الكاميرات لا يظهر ان هناك من اتى للمنزل وقام بالحركة الأولى لإشعال الحريق .. بل الكاميرات تظهر ان الحريق ابتدأ ومن ثم تدرج حتى وصل لكامل المنزل الى وصول سيارة الإطفاء حيث ابلغ احد الجيران عن الحريق .. لا يوجد احد خرج من المنزل حسب الكاميرا الموجهة للشارع .. فلا يوجد مخرج خلف المنزل اذا كنت تريد ان تخرج من المنزل يجب عليك ان تخرج من الباب الامامي والتوجه للشارع .. والشارع كان لا يوجد به حركة .. هناك سور خلف المنزل هل من الممكن ان الأشخاص تسلقوا السور ومن ثم هربوا ؟ السور طويل جدًا وصعب على أي شخص تسلقه

والكاميرا تصور الشارع فقط وليس مدخل المنزل .. اذن هل من الممكن ان زاوية الكاميرا السبب ؟ زاوية الكاميرا تصور الشارع الذي امام المنزل فقط ولا تصور باب المنزل .. ما الذي حدث هنا ؟

قام الزوج بالاتصال بأقاربه .. بأقارب زوجته بكل شخص استطاع الوصول الى رقم هاتفة ربما ذهبت إليهم .. ولكن لا جدوى لا يوجد احد عرف عنهم شيء .. أين ذهبوا ؟

راجع الزوج الشريط مرة أخرى وكانت وجود الأبناء والبنات سعيدين على ما يبدو .. لم يكونوا حزينين .. لقد خرجوا وكأنهم ذاهبين الى رحلة .. الى سفر .. ولكن ما علاقة هذا بحريق المنزل ؟

مرت سنة .. سنتين .. ثلاثة .. أربعة سنوات .. خمس سنوات .. يبدو ان القضية أغلقت ولم يجدوا أي شيء ..

” الاب ” وهو الزوج نفسه ولكن سنطلق عليه ” الزوج ” لسهولة التحدث عنه

” الزوج ” كان في احدى المطارات .. كان خارج البلاد وكان عائد الى البلاد

” مفتش الجوازات ” : هل اسمك هو ؟

” الزوج ” : اسمي .. لا اذكر

” مفتش الجوازات ” : هل هذا الجواز خاص بك ؟

” الزوج ” : لا اعلم

” مفتش الجوازات ” ضغط على زر لاستدعاء قوات الامن .. حضروا واخذوا ” الزوج ” لغرفة التحقيق وسألوه أكثر من سؤال ولقد كانت اجابته غريبة ! لا اعلم .. ربما .. ممكن .. هل .. إجابات لا تعلم لماذا يجيبها بهذا الشكل

احضروا احد الأطباء .. ولقد اكتشفوا ان الزوج فقد الذاكرة ! بشكل مفاجئ

لا يعلم من هو .. ولماذا اتى الى هذه الدولة .. ولا يعلم أي شيء .. قاموا بالاتصال بالسفارة واخذوه .. وتم ارجاعه لبلاده وذهب لإحدى المستشفيات في بلاده لكي يتلقى العلاج .. وهو يتلقى العلاج كانوا يسألونه عدة أسئلة حتى وصول للسؤال عن عائلته .. هنا كأن الضباب اختفى من عقلة وبدأ يتذكر

” الزوج ” : عائلتي .. ابنائي الثلاثة .. بناتي الثلاثة .. زوجتي .. اذكرهم

” الطبيب ” : قل لي ماذا تذكر ..

” الزوج ” : اذكر اني اخذتهم بسيارة .. قمت باستئجار سيارة واخذهم من امام المنزل .. ومن ثم عدت للمنزل وحرقته بالكامل

” الطبيب ” : ماذا ؟! صدم الطبيب لأنه قرأ في ملفة ماذا حدث معه بالسابق ويبدو ان رجوع الذاكرة له رجع بشكل هو لم يكن يتوقعه .. يبدو ان هذا اعتراف .. فطلب ان يأتي رجال الشرطة ذهبوا لمكالمة ” رئيس الأطباء ” واخبره بأن يستدعي رجال الشرطة واخبره بكل شيء

اتى رجال الشرطة الى المكان .. الزوج بدأ يتحدث :

في ذلك اليوم .. لقد كنت أفكر .. يجب ان اخرجهم قبل احرق المنزل .. ربما تتساءلون لماذا احرق المنزل ؟ لقد كانت اقصاد المنزل كبيرة ولقد تمت إزالة علاوة من راتبي ولقد كانت تلك العلاوة مهمة في الراتب .. تم التخطيط مع عائلتي بالكامل .. سوف آخذهم في سيارة .. ومن بعدها ارجع واحرق المنزل ..

اخذتهم في السيارة ولقد استطاعوا التمثيل بأنه يوم طبيعي .. اين ذهبوا ؟ شقة قام احدهم باستئجارها لي باسمه الشخصي .. وظلوا هناك .. لم اجعلهم يخرجون .. هل تعلم كم المدة التي ظلوا بها داخل الشقة ولم يخرجوا ؟ 6 اشهر

لقد دفعت مقدمًا للشقة لمدة 6 أشهر وبقوا هناك داخل الشقة .. ولقد وضعت طعام يكفي لمدة 3 اشهر .. وبعد ثلاث اشهر عندما كنت اعلم انه لا يوجد احد يشك بي ذهبت الى هناك واعطيتهم طعام آخر لمدة 3 أشهر .. وهكذا سار الموضوع

بعدها اخذت جوازات سفر لهم .. لقد كانت جوازات سفر مزورة وسافروا الى خارج البلاد .. لقد عاشوا هناك حياة طبيعية .. اوه نسيت احراق المنزل

عدت الى المنزل بعد ان اخذتهم الى الشقة .. دخلت الى المنزل وهناك مواد سريعة الاشتعال .. اوه تسلقت السور .. انا بارع بالتسلق ربما لم يذكر هذا الشيء بملفي الشخصي ولكن انا بارع جدًا في ذلك .. تسلقت من السور ودخلت المنزل واشعلت النار ومن ثم خرجت من السور وهكذا انتهت العملية بنجاح .. تم دفع التأمين المخصص لهذا النوع من الحرائق .. بالكامل .. ومن ثم سددت قيمة الأرض أصبحت الأرض لي بالكامل ولكن من دون منزل .. سأقوم ببناءة بعد سنوات .. ولكن فكرت بعدها .. لمن سأقوم ببناءة ؟ الخطة ان تهرب عائلتي بالكامل وكأنها جريمة غير محلوله .. كيف سأعيدهم ؟! هل سوف ينسى الكل بعد 5 سنوات ما حدث ؟ خاصه الجيران سوف يرونهم ؟! لم اخطط لذلك .. ولذلك عاشوا بالخارج وعشتي انا في الوطن .. حتى اتى ذلك اليوم الذي ذهبت به إليهم ورأيت دموعهم .. وجلست هناك معهم .. حالتي المادية سيئة جدًا .. والآن سأعود للوطن لأعترف بكل شيء اريد ان يرجعوا الى الوطن .. ابنائي يحتاجون الى وظيفة ماذا افعل

يضحك يضحك يضحك الزوج بدون توقف .. لا اعلم لماذا فعلت هذا لا اعلم من انا هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها

بلا توقف لا تعلم ماذا به .. ماذا أصابه

رجال الشرطة سمعوا كل شيء وعرفوا كل شيء وتم استدعاء العائلة بعد ان وجدوا ارقام هواتفهم بهاتف الزوج .. وتم اتهامهم بشكل رسمي بأنهم اخذوا أموال من غير حقهم .. وسجنت الزوجة والزوج ..

اما الأطفال ال 6 فتم إصدار حكم عليهم كإنذار على تصرفاتهم .. لقد كانوا صغارًا والمحكمة رأت بأنهم قاموا بالاستماع لكلام الام والأب ولذلك تم تخفيف الحكم عليهم ..

بعد سنوات .. مات الاب في السجن .. كان يشعر بالصداع بشكل يومي ويتناول العديد من الأدوية ، بينما الام خرجت من السجن بعد حكم مدته 6 سنوات .. الأبناء الستة جميعهم عاشوا حياة طبيعية ..

في زنزانة الزوج وجدوا رسالة تركها .. لقد كانت الرسالة تقول

” ليس بعقلي أي شيء .. انا اعلم ما فعلت .. حاسبوني انا فقط ولا تحاسبوا ابنائي .. ولكن فعلت ذلك بسبب الرسالة الأولى والثانية التي تم نشرها في الصحف .. لقد كان يجب أن اكتب الرسالة الثالثة .. وهناك رسالة رابعة .. انا اعلم بذلك .. يجب ان تحققوا بالموضوع ولن أقول اكثر من هذا الكلام “

لقد كانت هذه هي الرسالة الثالثة .. وهذه هي نهايتها

هل يوجد ربط بين الرسائل الثلاثة الى الآن ؟ من يقرأ لا يجد أي ربط بينهم .. حاول أكثر من محقق حل هذه الجريمة .. ولكن لم يجدوا أي ربط

ولكن لماذا قال ” الزوج ” ان هناك رسالة رابعة ؟ ولماذا كان يجب عليه ان يكتب الرسالة خاصته الثالثة ؟ هذه الأسئلة تم طرحها على العديد من المحققين سواء ذو الخبرة او الشباب الذي تم تعيينهم للتو .. الشباب يريدون ان يثبتوا أنفسهم فيبحثون بكثرة .. اما الخبرة يكون لديهم خبرة كبيرة بسبب القضايا العديدة التي قاموا بحلها بالسابق .. ولكن لم يجدوا أي حل لهذه القضية ابدًا

وأقفلت قضية الرسائل .. مرت 10 سنوات ولم يجدوا أي رسالة جديدة .. يبدو ان ” الزوج ” كتب ان هناك رسالة جديدة فقط كنوع من التخمين او لكي يحير المحققين .. او لسبب آخر .. بعد 10 سنوات تم اقفال قضية الرسائل ولم يقم أي محقق بفتح القضية .. لقد كانوا مشغولين بقضايا أخرى .. ولقد قالوا في النهاية ان القضايا ليست مرتبطة في بعضهم البعض .. لقد كانت قضايا منفصلة فقط هذا ما توصلوا إليه في النهاية .. وانتهت هنا القضية بهذي النهاية ..

” الرسالة الرابعة “

طريق الأشجار على يمينه وعلى يساره .. طريق جميل تجعل عيناك تذهب يمينًا ويسارًا .. يقود الاب السيارة منذ فترة وهو مستمتع بهذه الأجواء التي يشاهدها .. هناك مطر خفيف سقط قبل مدة وتوقف .. ساعات وهم في هذا الطريق ولم يشعروا بالملل نهائيًا .. وكان الطريق لا يوجد به سيارات في هذا الوقت من العام تحديدًا .. القليل .. بل القليل جدًا من يأتي في مثل هذا الوقت من كل عام .. وبسبب ايضًا ما حصل بالسابق في هذا المكان .. القصة السابقة .. التي حصلت قبل سنين طويلة .. ربما لا تعرفونها ولكن سوف تعرفونها مع الأحداث ..

اب وابنه .. الابن يبلغ من العمر 12 عامًا .. الاب يقود السيارة .. في طريق جميل .. مزارع من اليمين ومن اليسار .. والجو اجمل .. حتى وصلوا الى ذلك الطريق السريع .. به نباتات في كل مكان ولكن ابتعدوا عن المزارع ..

” الاب ” : ما رأيك في السفر من هذا الطريق ؟

” الابن ” : لقد شرحت لي كيف يبدو المكان ولكن في الحقيقة هو أجمل بكثير

” الاب ” : لقد كنت اسافر انا وامك من هذا الطريق .. دومًا لقد كانت تحبه

” الابن ” يصمت .. ” الاب ” ينظر إليه ويفهم ما يجري

” الاب ” : لقد خرجت مني الجملة بشكل لا ارادي .. اعلم انك تذكرها يا بني .. لقد ماتت قبل سنة وانا حزين كما انت .. انا آسف

” الابن ” : لا يا ابي .. لا تتأسف انا فقط .. اشتقت إليها

” الاب ” : انا كذلك يا بني

اكملوا الطريق وقام الاب بتغيير الموضوع .. لقد كان يتحدث عن المدرسة .. كانت فترة عطلة منتصف العام الآن وبقى على المدرسة بضعة أيام فقط

” الاب ” : أيام قليلة على العودة الى المدرسة هل انت مستعد ؟

” الابن ” : العطلة اجمل ” يضحك “

” الاب ” : لنستمع في باقي أيام العطلة .. وبعدها اريدك ان تركز في دراستك وأعدك بأننا سوف نأتي هنا مرة أخرى .. وهناك شيء آخر اريد ان اكلمك عنه .. سوف اكلمك عنه لاحقًا .. ربما في العطلة القادمة

” الابن ” : وتريد مني ان انتظر الى العطلة القادمة .. لا اريد ان اعرف ماذا تريد ان تقولي لي الآن يا ” ابي “

” الاب ” : اذا كنت مصرًا

” الابن ” : انا مصر يا ” ابي ” قل لي

” الاب ” : حسنًا .. كيف ابدأ معك في الموضوع .. لأفكر قليلًا ..

وما هي الا لحظات ويسمع صوت كأنه صوت انفجار .. والسيارة تذهب يمين ويسار وهم فوق جسر .. الاب يحاول التحكم بمقبض السيارة ولقد نجح .. لقد كانت السيارة تذهب الى اليمين والى اليسار ولقد كانت سوف تصطدم بحاجز الجسر ولكن الاب تحكم بالمقبض بشكل ممتاز وقام بإيقاف السيارة

” الابن ” : ماذا حدث

” الاب ” : يبدو ان إطار السيارة انفجر

عندما وقفت السيارة خرج ” الأب ” من السيارة وذهب الى المكان الذي يوجد به الإطار الاحتياطي .. ولم يجد واحدًا .. تذكر ان في من الأيام تعطل احد الإطارات وقام باستبداله بإطار احتياكي ولم يقوم بعد ذلك بشراء واحد جديد .. اذن هو لا يملك أي اطار احتياطي .. هم عالقون هنا .. اخبر ” ابنه ” وقال انه سوف يتصل بالطوارئ .. قام بمحاولة الاتصال ولكن لا يوجد تغطية في المكان الذي هم به الآن

ما الحل ؟

قال لابنه

” الاب ” : لنجلس بالخارج وتحديدًا امام السيارة حتى تأتي سيارة في الطريق ونطلب منهم المساعدة

” الابن ” : المساعدة في ماذا يا ابي ؟

” الاب ” : اخبرهم بأن يتصلوا بالطوارئ عندما تكون لديهم تغطية في الامام .. نحن في جسر معلق وسط الغابات والمزارع وفي هذا المكان التغطية تكون ضعيفة بالعادة .. وايضًا اجهزتهم سوف تكون تغطيتها ضعيفة على الاغلب .. ولذلك المساعدة الوحيدة التي يستطيع الناس مساعدتنا بها هي ان يخبرون الطوارئ عندما تكون لدى اجهزتهم تغطية

انتظروا نصف ساعة .. ساعة .. ساعتين .. لا يوجد احد وهنا يوجد مشكلة .. لم يكن لديهم طعام والابن صغير في العمر .. لقد جاع ..

” الابن ” : ابي اشعر بالجوع

” الاب ” يفكر ماذا يجيب ابنه

” الابن ” : ابي اشعر بجوع شديد .. ماذا نفعل

” الاب ” ينظر من الجسر من الناحية اليسرى ربما يجد أي شيء .. ولكن لا يوجد هناك شيء .. يريد الآن ان يذهب الناحية اليمنى ليرى ولكن .. الابن لقد سبقه وينظر من هناك

” الابن ” : ابي هل هذا منزل ؟

” الاب ” : اين ؟

” الابن ” : هناك انظر يا ابي

ينظر ” الاب ” .. وينظر بتمعن شديد .. نعم .. نعم .. انه منزل .. ربما هناك أحد ما هناك .. هناك سلالم امام الجسر نستطيع النزول من هناك

” الاب ” : هناك سلالم في نهاية الجسر لننزل من هناك ولكن في البداية سوف اضع ورقة على السيارة سأشرح بها الوضع وأين ذهبنا .. ربما سيارة شرطة او احد يمر من هنا يستطيع مساعدتنا ويقرأ ما كتبت

” الابن ” : فكرة رائعة يا ابي هيا اكتب لنذهب الى ذلك المنزل

وصلوا الى السلالم .. ونزلوا ببطء .. حتى وصلوا الى السلم الأخير .. ولقد كانوا يمشون في مكان مليء بالأشجار الطبيعة في كل مكان حولهم .. الفراشات .. المكان جميل جدًا .. مشوا تقريبًا لمدة 10 دقائق ووصلوا الى المنزل اخيرًا

” الابن ” : ابي هذه الرائحة ؟!

” الاب ” : تبدو رائحة طعام لذيذ

نعم يا ابي اطرق على باب المنزل بسرعة

لقد كان المنزل ذو طابق واحد فقط .. فقط الطابق الأرضي ولا يوجد طابق آخر .. ولقد كانت مساحة المنزل صغيرة .. على ما يبدو انه يضم غرفة واحده ومطبخ واحد وحمام واحد فقط .. ولا يوجد شيء آخر ربما صالة صغيرة ؟ هذا ما بدى من الخارج

طرق الاب على الباب .. في المرة الأولى لم يجب احد .. فقام الابن بطرق على الباب بعد فترة .. لقد كان يشعر بالجوع الشديد ورائحة الطعام جعلته لا يفكر بشكل جيد فطرق الباب مرة ثالثة ورابعة بسرعة .. وبقوة .. بقوة أكثر .. ولم يجب أحد ابدًا

” الابن ” : ابي لندخل

” الاب ” : لا نستطيع ربما هناك احد بالداخل .. ربما هو نائم .. ربما بالخارج .. لا نستطيع الدخول

وبدون مقدمات قام الابن بتحريك مقبض الباب وفتح ودخل مسرعًا للداخل .. الاب لم يستطع الإمساك به قبل ان يدخل .. الابن بالداخل الآن والأب في الخارج .. فكر الأمر ما الذي يجب عليه ان يفعله .. لقد كان الباب مفتوح فصرخ على ابنه

صرخ مره ومرتين وثلاث والابن رد عليه

” الابن ” : ابي تعال الى هنا بسرعة

هو ” ابنه ” وخاف ان هناك شيء حدث فدخل الاب مسرعًا

” الاب ” : اين انت

” الابن ” : هنا يا ابي

ذهب ” الاب ” ناحية المطبخ ولقد كان ” الابن ” هناك يأكل من الطعام الذي كانت رائحته جميلة .. كان ” الابن ” يأكل ويأكل ” والأب ” يشاهده ثم قال له

” الاب ” : هذا تصرف خاطئ يا بني .. ولكن انت جائع ربما سوف اترك الخطأ هذه المرة صواب بالنسبة لي ..

” الابن ” : ابي كل معي الطعام لذيذ جدًا

الاب في البداية رفض ان يأكل ولكن طريقة اكل ابنه وكذلك رائحة الطعام جعلت ” الاب ” لا يقاوم ولذلك اكل مع ابنه .. اكلوا حتى شبعوا .. وبعدها استراحوا في غرفة المعيشة الموجودة في المنزل .. عاملوا المنزل كأنه منزلهم .. مرت ساعة ساعتين .. وبذلك الوقت نامو هم الاثنين .. نهض الاب من نومه .. ورأى ان ابنه مستغرق في النوم .. حاول ايقاظه لكي يذهبوا للخارج لطلب مساعدة .. كان المنزل لا يحتوي على أي هاتف .. ولا وسيلة تساعدهم على التواصل مع أحد

” الاب ” هز ابنه من كتفه ولكن الابن لا يستجيب .. هناك شيء ابيض على فمه .. ما هذا ؟ الاب هز كتف ابنه من جديد الابن لا يستجيب ابدًا .. حتى سقط الابن .. لقد سقط ولم ينهض بعدها .. لقد مات ابنه .. وعرف ان هذا الموت هو بسبب الطعام .. وما هي الا دقائق معدودة من تلك الدموع التي نزلت من خط ” الاب ” حتى سقط هو أيضًا .. لقد مات هو الآخر

مات الاثنان في منزل مجهول .. وتم إعداد الطعام من شخص مجهول .. كأن هذا الشخص كان يتوقع حضورهم .. في نفس هذا اليوم وفي نفس الوقت الذي دخلوا به الى المنزل ..

بعد ساعات كانت هناك سيارة مرت من الطريق ولقد كانت عائلة .. نزل احد افرادها ووجد الورقة وفي طريقهم كانت التغطية بعد فترة ممتازة واتصلوا برجال الشرطة واخبروهم عن تلك السيارة وانهم يحتاجون الى المساعدة .. أتت سيارة الشرطة .. وذهبت الى المنزل .. الى ذلك المنزل في الأسفل حيث كتب ” الاب ” انهم سوف يذهبون الى هناك .. دخلوا الى هناك وبدل ان يتم انقاذهم وجدوا جثتين .. جثة الاب والابن

ما الذي يحصل ؟!

قبل ان يتوفى ” الاب ” كان يعلم بأن الطعام سيؤثر به بعد ابنه كتب رسالة .. لقد كانت هناك ورقة على احدى المكاتب وامامها قلم .. كأن من فعل ذلك يريد من ” الاب ” ان يكتب رسالته الأخيرة وكتب الاب ما حدث باختصار ..

قرأ رجال الشرطة الورقة وكانت بتوقيع ” الاب ” وعرفوا ما حدث .. استعلم رجال الشرطة عن صاحب المنزل .. صاحب المنزل لديه قصة

” قصة صاحب المنزل “

قبل ” 30 عام ” كان يعيش في هذه الغابات رجل مع ابناءه .. الزوجة كانت مريضة وكانت ملازمة الفراش على الدوام .. لديهم 3 أبناء كانوا يعيشون في هذا المنزل في سلام .. حتى اتى ذلك اليوم .. الذي وجد به الاب احد ابناءه مقتول في مكان قريب من منزلة .. ذهب بسيارته وابلغ الشرطة .. أتوا وكان التحقيق كبير جدًا ومهم في هذه المنطقة .. لقد كانت هذه المنطقة بها العديد من المنازل .. ولقد كان يعيش الكثير هنا .. ولكن هذه الحادثة كانت بداية الهجرة من هذا المكان

لم يجد رجال الشرطة أي أثر يقودهم الى من كان الفاعل .. مر ثلاث شهور على الحادثة فقررت احدى العوائل ان يقوموا ببيع منزلهم .. كانت العائلة الوحيدة ولكن حدثت جريمة أخرى وقتل احد ابن الرجل الثاني .. لم يبقى من ابناءه الى ابن واحد .. وبدأت الهجرة تزداد من هذي المنطقة

حتى قتل ابنه الثالث وهنا كانت الاتهامات تتجه ناحية ” الاب ” هناك اكثر من شائعة انتشرت ان الاب هو من يقتل ابناءه .. ما هو هدفة ؟ ربما هذا هو السؤال الصعب في هذا الموضوع .. لا يوجد أي هدف للأب بأن يقتل ابناءه .. مرت السنوات وأكثر من عائلة خرجت من المكان .. توفيت زوجته بشكل طبيعي ..

بقى هذا المنزل وحيدًا صامدًا امام تلك الهجرة .. الاب هو الشخص الوحيد الذي كان يعيش هنا .. مرت سنوات .. وسنوات .. وهناك أقارب له حاولوا التواصل معه برسائل وحتى ان هناك أشخاص طلبوا منهم عندما يقوموا بالمرور من هذي المنطقة ان يروا حاله .. ولكن الجميع لم يشاهده .. كأنه اختفى .. ما هي الا سنوات قليلة .. وتم الإعلان انه من المفقودين وربما لن يتم إيجاده حتى ان بعض رجال التحقيق قالوا ربما انه توفى وجثته في الغابات .. لا يوجد أي شيء اكيد في هذا الموضوع .. ومرت السنوات والسنوات حتى اتى ذلك الرجل مع ابنه .. ووجدوا جثة الاب والابن .. انتهت هنا قصة صاحب المنزل

الآن .. هل صاحب المنزل له علاقة بقتل الاب وابنه ؟ هل هذه مصادفة والجرائم كلها حصلت هنا ؟

تم التحقيق في الموضوع .. لمدة 3 أشهر ولكن الغابة كانت فارغة تمامًا .. لا يوجد أي احد .. ولكن لقد كان هناك احد الأشخاص هذا شيء مؤكد .. كان شخص هنا وأعد الطعام وقام بتسميم الطعام .. لن يتم طبخ الطعام بمفرده ! ولكن لا يوجد أي دليل من هو الفاعل .. ولكن أصابع الاتهام تتجه لصاحب المنزل .. صاحب المنزل المفقود .. ولكن ان كان هو الفاعل .. لماذا فعل ذلك بأبنائه ؟ والآن يقوم بالمثل مع أشخاص غريبين لا يعرفهم .. ما الهدف من كل هذا ؟ لن نعرف الإجابة .. حتى تلك الرسالة

بصاحب المنزل طالب بالمنزل .. هم لا يريدون هذا المنزل بالتأكيد بعد كل هذه الحوادث

تم هدم المنزل وبالمنطقة أصبحت مهجورة بالكامل .. فقط موجود بها أشجار والحياة بعيدًا عن البشر ، مرت سنوات .. ربما 3 سنوات .. حتى اتى ذلك اليوم الذي وصل لمركز الشرطة رسالة .. لقد كانت موجهة الى رجال الشرطة كافة .. في المركز

كان عنوان الرسالة ” من اب فقد ابناءه ” :

لقد قمتم بالتحقيق في جريمة المنزل الأخيرة في الغابة .. مقتل الاب وابنه ولم تجدوا أي دليل .. حسنًا لقد كانت الجريمة مني شخصيًا انا صاحب المنزل .. لقد قمت بقتلهم .. ولكن لم اقصد قتلهم هم شخصيًا .. لقد كنت مره في الأسبوع اعدم الطعام في المنزل .. كنت اريد أي احد ان يمر المنزل .. ويدخل ويفعل ما فعلوا .. فعلت ذلك لسنوات حتى اتى ” الاب وابنه ” بصدفه

هذا ما حصل .. وانا من قتلتهم .. ولكن لم اقتل ابنائي .. قتل ابنائي كان جريمة ! وانا اعرف الفاعل .. الفاعل هي الحكومة تريد ان نقوم بالهجرة من المكان وقامت بقتل ابنائي لكي يتم اتهامي ولكي تبث الرعب في المنطقة .. وهذا ما حصل .. هم لديهم نفس طويل جدًا .. يصبرون لسنوات طويلة لتحقيق أهدافهم

هل لدي دليل على كلامي ؟ لا املك أي دليل على كلامي .. ولكن هذا هو حدسي .. تحققوا من كل هذا .. تحققوا فقط تحققوا ربما هذه الرسالة تجعلكم تعيدون التحقيق .. لن تجدوني ابدًا ولا تتعبوا نفسكم بالبحث عني .. وكذلك تفكرون من ارسل الرسالة ربما شخص ينتحل شخصية صاحب المنزل ” ربما ” ولكن تذكروا ان هناك جريمة في هذا المكان لم تحل وعليكم مسؤولية ..

انتهت الرسالة

وبذلك انتهت الرسالة .. الرابعة

“الرسالة الخامسة “

ذلك الشارع المظلم .. انارة على اليمين وأخرى على اليسار .. كنت امشي على اليمين ولقد كنت أشعر ان هناك شخص يراقبني .. هو شعور ليس بشيء أكيد ابدًا .. كنت انظر للخلف باستمرار لأرى هل هناك شخص خلفي .. لقد كنت اشعر بالرعب أكثر عندما انظر للخلف ولا أرى أي شخص خلفي .. البعض سوف يقول هنا يجب ان تشعر بالطمأنينة ولكن شعور الخوف الذي كان يصاحبني وعدم اليقين هل هناك شخص يتبعني او لا كان مرعب بالنسبة لي

خرج رجل من احد الممرات التي على اليسار ولقد كان يمشي بنفس سرعتي .. لقد كنت امشي وانا مرعوب هل يريد ان يؤذيني يسرقني ؟ لقد كان في جيبي 20 دولار فقط هل يريدها فليأتي ليأخذها حالًا وليتركني الرعب الذي انا اعيشه الآن !

ما هي الا خطوات قليلة وذهب الرجل الى طريق آخر احسست بالأمان .. بقى القليل القليل فقط واصل الى منزلي ربما مسافة 5 دقائق على الاقدام مشيًا والرعب كل الرعب في قلبي ولذلك قمت بالركض ! ركضت بأسرع ما عندي اريد ان اصل الى بر الأمان الى منزلي بسرعة .. ووصلت الى هناك بعد دقيقتين فقط ودخلت الى منزلي وأقفلت الباب .. نظرت من النافذة لأرى هل هناك أي شخص يتبعني .. لا يوجد .. حسنًا .. جلست وارتحت قليلًا وبعدها شعرت بالعطش نهضت وكنت اريد الذهاب الى المطبخ كان المطبخ امام باب شقتي .. فنظرت .. هناك شيء بالأسفل امام باب الشقة .. يبدو لي ان هناك شخص وضع رسالة .. وضعها من تحت الباب

فتحت الرسالة .. لقد كان مكتوب بها التالي

” انت تشعر بالرعب بسبب ما فعلته .. لن تشعر بالأمان بعد اليوم وسوف تذكر كلامي هذا جيدًا .. انت تعرف ما فعلت .. ويجب ان تحاسب عليه .. قم بإصلاح خطأك حالًا وبطريقتك الخاصة وإلا سوف يكون الرعب هو حياتك اليومية “

انتهت الرسالة

ربما يسأل احدكم ما الذي فعلته ؟ سأحكي لكم ما حصل بالأمس

انا اعمال في احد المصانع .. مصنع انتاج بشكل يومي .. نستخدم الآلات بشكل مستمر ولكن هناك بعض الأشياء تحتاج لعمل يدوي .. لقد كنت يومها مرهقًا ولقد كنت اعمل وانا مرهق بشكل كبير .. هناك في احدى الآلات زر احمر وزر اخضر .. الأخضر للتشغيل والاحمر للإيقاف .. احد زملائي قال لي ان اشغل الآلة .. قمت بتشغيلها .. لقد كان يعمل ومن ثم طلب مني إيقافها قليلًا حتى يقول لي ان أقوم بتشغيلها من جديد .. قمت بإيقافها وانتظرت إشارته .. لم يعطني إشارة ولقد كنت مرهق ولذلك قمت بتشغيلها بشكل لا ارادي

وقام بالصراخ ! وعرفت ما حدث ! فركضت من المكان وذهبت لإحدى الغرف واختبأت .. انتظرت حتى يحصل ما يحصل بالخارج ولكن لا يعرفوا انه انا .. لقد كنت اعلم اني سأطرد كبداية ولا اعلم ماذا أصاب زميلي بالعمل ولكن حصل معه إصابة قوية وسيتم اتهامي .. اريد ان اختبأ لكي يظنوا اني لم اكن هناك ولست مسؤول عن ما حدث .. ما هي الا لحظات وسمعت اسمي ينادى بصوت عالي من قبل العاملين هنا .. لم ارد وظللت مختبئًا .. بعدها بدقائق خرجت ولقد حاولت ان ابرهن لهم بملامح وجهي بأني مصدوم مما حدث .. لقد كانت أصابع زميلي في العمل مقطوعة .. جميع الأصابع الخمسة .. ولقد كان الدم لا يتوقف وحاولوا إيقافه حتى أتت سيارة الإسعاف واخذوه

تم التحقيق معي بالبداية لأني كنت المسؤول عن الجهاز في ذلك الوقت واخبرتهم بأني ذهبت لأشرب القليل من الماء لأن زميلي طلب مني ان أوقف الآلة .. لقد كان هناك عامل آخر مع زميلي المصاب ولقد كان بجانبه عندما طلب مني إيقاف الآلة وشهد على ذلك .. وقال العامل نفسه انه عندما تم تشغيل الجهاز ذهب لإطفائه ولم يجدني بجانبه .. ولذلك كأنه لدي حجة غياب ! تمت تبرئتي ! لم يتم اتهام أي شخص .. ومن بعد هذه الليلة بدأ الرعب ! بالبداية كنت اشعر بأني هربت من الجريمة التي ارتكبتها واحسست بالارتياح بأن لا احد علم بما حدث

ولكن في الحقيقة ما هي الا ساعات واحسست بالذنب .. لا اعلم ما الذي يجب عليه فعله .. لقد كنت اشعر بالرعب .. وصلت الى منزلي وانا مرعوب .. وايضًا ما زادني هي الرسالة .. حسنًا .. هناك نوافذ في الطابق الأول ويستطيع أي موظف ان يرى ما يحدث في الأسفل .. على ما يبدو ان هناك موظف كان فوق ويرى ما يحدث .. من هم الموظفين الذين يعلمون في الطابق الأول ؟ ربما 50 موظف ! اذن كيف اعرف من رأى ما فعلت .. لو كان الامر بيدي سوف اقتله واتخلص منه ووقتها سوف تكون الجريمة الكاملة ! ولكن لم اكن اعرف من هو .. وكيف اعرف ! 50 موظف ! العملية صعبة بلى صعبة جدًا

في اليوم التالي ذهبت الى العمل بشكل طبيعي ولقد كنت مركزًا في العمل .. ولقد كنت أرى الموظفين ربما هناك احدهم يقوم بحركة ما بوجهة مثلًا واعرف انه هو .. ولكن لقد كانت الأمور طبيعية .. طبيعية جدًا ولا يوجد أي موظف شككت به .. وانتهى هذا اليوم كما بدأ بشكل طبيعي جدًا ولم استطع معرفة من هو

وجدت رسالة على المكان الذي اجلس به بالعادة .. الرسالة تقول

” أعلم ما فعلت .. لو كنت تريد ان ينتهي الموضوع ضع ظرف غدًا في نفس المكان ويكون مبلغ اجده مناسب لإخفاء السر “

انتابني الرعب ولذلك ذهبت للمصرف بعد العمل وقمت بسحب مبلغ كنت أرى انه جيد .. ووضعته في ظرف .. واتى اليوم التالي .. وضعت الظرف على الكرسي ولقد كنت أراقب من مكان بعيد .. أراقب من الشخص الذي سوف يأخذه .. لم يأتي أحد .. ولم يقترب احد .. حتى نهاية العمل .. لم أعمل بذلك اليوم بل جلست اراقب فقط .. وفي النهاية لم يأخذه أحد ابدًا

اخذت الظرف ورجعت الى المنزل ووجدت رسالة امام باب المنزل ..

الرسالة تقول

” انت تراقب .. وتريد انت تعرف من انا .. اذا رأيتك غدًا تراقب .. فسوف تكون النهاية .. ضع المبلغ في المكان واذهب ولا تراقب فأنا اشاهدك “

بالطبع ! هو يعرف من انا وانا لا اعرفه .. كان يشاهدني ويراقب ما افعل وهو يعلم اني كنت اراقبه .. فسوف اضع هذه المرة المبلغ في المكان .. ولن اراقبه .. بل سأذهب بعيدًا .. سأخرج من العمل .. سوف أقول اني اشعر بالتعب وأريد العودة للمنزل .. وحسنًا هذا ما حصل .. وضعت المبلغ في المكان الذي حدده وذهبت بعدها الى مسؤولي واخبرته بأني اشعر بالتعب .. رجعت الى المنزل

بقيت هناك طوال اليوم وفي اليوم التالي ذهبت الى العمل ولقد كان الظرف غير موجود .. المؤكد انه اخذه .. ولم تأتيني رسالة منه .. طوال أيام .. سنة كاملة .. ولكن بعدها أتت تلك الرسالة .. انه يطلب المزيد من المال .. المزيد .. ويبدو انه لن يتوقف .. سوف يبتزني مرات عديدة .. عندما ينفذ المال منه سوف يأتي مره تلوى أخرى الى ماله نهاية .. فما الحل ؟ قرأت في جرائم الابتزاز واعجبني احد الحلول اني يجب ان لا اجعل الابتزاز هو الحل .. بل اتركه وشأنه .. ولا افعل أي شيء .. فهذا الحل المثالي .. لقد مرت سنة منذ تلك الحادثة من سوف يصدقه يا ترى الآن ؟

ولذلك .. لم ارد على الرسالة ولم اترك له أي مال .. وصلتني رسالة ثانية منه وثالثة ولكن لقد فعلت شيء لم اكن اعلم وقتها هل هو صحيح ام لا .. لقد مزقت الرسالة حتى اني لم اقرأها ابدًا فقط مزقتها .. لا اريد ان اقرأ ماذا يقول .. ومر شهر شهران .. وهو يرسل الرسائل ولقد كنت امزق بعض تلك الرسائل في العمل .. اذا كان يراقبني سوف يرى ماذا افعل برسائله .. هذه هي النهاية

ولكن ما هي الا أيام بعدها .. حتى أتت الشرطة لمقر عملي .. وتم الإمساك بي .. وتم اتهامي .. وفي التحقيقات لم استطع التحمل .. ولقد كنت مرتبك بشكل كبير فاعترفت بكل شيء .. وعندما اعترفت قال احد المحققين انه عرف من رسالة تم ارسالها لنا .. وشرح بها الشخص كل شيء كل ما حدث ولذلك تم الإمساك بي .. انتهت حكايتي هنا ؟ لا وصلت رسالة لي الى السجن وكان بها

” الجريمة الكاملة .. هذا ما كنت تريده ؟ انتهى كل شيء وانت في السجن الآن “

وانت هنا هذه الرسالة الخامسة

” الرسالة الأخيرة “

في يوم 29 من سبتمبر من عام 2025 تم ارسال رسالة وكانت مختلفة عن العديد من الرسائل التي وصلت الى مراكز الشرطة حول العالم .. لقد كان هناك العديد من الناس الذين قالوا انهم هم من كانوا وراء كل الرسائل ولكن عند التحقيق معهم يتبين انهم يريدون الشهرة فقط ولا علاقة لهم بالرسائل .. يتم سجن أغلبهم بسبب الكذب في التحقيقات .. والكذب بشكل عام

ولكن هناك رسالة وصلت ذلك اليوم .. يوم ال 29 وكان بها التالي

” سأشرح كل ما حصل في كل رسالة بشكل منفصل .. وكان الشرح لكل رسالة ولكل ما حصل بشكل دقيق حتى ان هناك معلومات لم تخرج للعلن .. معلومات دقيقة وبعض المعلومات المخفية وعند التحقيق في تلك المعلومات المخفية يتبين انها حقيقية ! كل ما جاء بالرسالة حقيقي .. ولذلك تم اتهام هذا الشخص انه هو المتهم الرئيسي ووراء كل الرسائل “

مع ان الربط بين ” الرسائل ” كان مستحيل كما يبدو .. ولكن تم اتهامه .. ولكن من هو ؟ لم نعرف من هو هذا الشخص ابدًا .. بعض الأشخاص قالوا انه احد المحققين الذي تولى قضية الرسائل بشكل عام .. في العالم كان هناك أكثر من محقق تم التصريح له بتولي قضية الرسائل ومن أكثر من دولة .. تم الربط بالنهاية ربما يكون أحد المحققين .. الرسالة كانت مكتوبة بواسطة جهاز الكمبيوتر وليست رسالة بخط اليد .. مصدر الرسالة مجهول .. لم نعرف أي خيط لها ولذلك تو التوصل بالنهاية ان من قام بإرسال الرسالة حسب مجرى التحقيق هو أحد المحققين .. ولقد كانوا كثيرين ! تم التحقيق مع بعضهم ولكن من دون أي نتيجة تذكر

تم التحقيق بالقضية من قبل محققين لهم تاريخ كبير وكذلك محققين مبتدئين يريدون فك رموز القضية ولكن أصبحت قضية الرسائل كالأسطورة مع مرور السنوات ولم يجدوا الفاعل ابدًا

” الخاتمة “

الرسائل تكتب لكي تقرأ .. ولكن هذه الرسائل كانت رسائل مختلفة .. مختلفة عن باقي الرسائل كافة .. لم نجد لها تفسير .. لم نجد لها أي ربط .. جيش من رجال الشرطة والمحققين من أنحاء العالم حققوا في هذه القضية .. قضية الرسائل لم تكن قضية محلية بل أصبحت قضية على مستوى العالم كافة حتى ان هناك مجرمين في دول أخرى قاموا بتقليد الرسائل وارتكبوا جرائم مقلدين ” الرسائل “

بعد هذه الرسالة تم كتابة العديد من الرسائل وكانت مرتبطة بعدة جرائم حدثت .. حاول أكثر من محقق وأكثر من دولة بما ان الجرائم ارتكبت في عديد من الدول ربط الجرائم مع بعضها البعض .. ولكن لم يجد أي احد ربط لهذه الجرائم

بالنهاية تم تسجيل القضايا كلها انها غير مرتبطة مع بعضها البعض .. وانتهت القضية بالكامل .. ولكن هل كان هناك ربط بين تلك الرسائل ولم يجد ذلك الربط أحد ؟ نترك هذا للقارئ وهل من ارسل تلك الرسالة في يوم ال 29 من سبتمبر هو الفاعل ؟ يجب قراءة القصة ربما مرة أخرى .. ربما هناك أحدهم في يوم من الأيام سوف يكتشف هل هناك ربط .. ولو وجدنا ربط بالقضية من هو الفاعل ولماذا فعل كل هذا ؟

انتهى

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.