سمعنا كثيراً عن قصص ” سجناء ” هربوا من السجن ولقد كانت قصص غريبة ولكن هل سمعتم عن ” سجن روما ” الذي لم يهرب منه احد قط ؟ عام 1500 هرب احدهم
شاكر معرفي
الامطار تتساقط بالخارج بغزارة في ” روما ” وحراس السجن يضعون خوذاتهم على رؤوسهم ويتساقط المطر على رؤوسهم ويشعرون بالبرد .. احدهم نظر الى الآخر وقال له
” في كل مره يتساقط المطر هكذا أتمنى اني عملت في وظيفة أخرى “
” انا مثلك “
لقد كانت مهنة ” الحراسة ” وخاصة ” حراسة السجون ” في روما من اكثر المهن المتعبة في ذلك الوقت .. لقد كانوا يعملون لساعات طويلة ولكن الفرق في هذه المهنة انها من أكثر المهن ذات ” المرتب العالي ” ولذلك كان هناك الكثير يتقدمون لهذه المهنة ولكن مشكلتها الكبيرة ساعات العمل + الاجازة السنوية لقد كانت الأيام قليلة جداً بالمقارنة في باقي المهن
المطر يستمر في السقوط والحراس يحرسون ” السجن ” وهم ينظرون من كل زاوية وكل ” حارس ” منهم ينظر للمكان الذي هو يقف به من كل زاوية .. لم يهرب احد ابداً من هذا السجن لأن حراسته كانت دقيقة جداً
احد الحراس نظر ناحية ” الساحة ” وكان يشعر بأنه رأى شخص يركض فقال ” للحارس ” الذي يقف بجانبه
” هل رأيت أي حركة غريبة ؟ “
” لم أرى شيئاً “
كان ” الحارس ” متأكد بأنه رأى حركة ولكن لن ينزل للأسفل والامطار تتساقط لكي يتأكد ان كان هناك احد
تتساقط الامطار وصوت الرعد يقوى اكثر واكثر والحراس يشعرون بالبرد والتعب والجوع وهم يشعرون بأنهم يحرسون مكان لن يخرج منه احد قط واتى صوت رعد قوي فنظر احد الحراس ناحية مخرج السجن فرأى من بعيد رجل يركض .. لقد كان بعيد عن السجن ولكن كان يركض فقال للحارس الذي بجانبه
” لماذا هو يركض ؟ “
اجابه ” هل هذا سؤال ؟ الا ترى لقوة الرعد والمطر ؟ هل تريده ان يتمشى مثلاً ؟ “
” صحيح ، يبدو ان التعب جعلني لا افكر جيداً “
كان يركض ولكن كان هناك شيء لم يفكر به الحراس .. وهو مكان السجن
ساعات وتوقف المطر وذهب ” الحراس ” لكي يرتاحوا واتى غيرهم مكانهم .. وبعد المداورة اتى وقت ” السجناء ” الذين لا يشعرون بتعب ” الحراس ” لأنهم في سجنهم ينامون طوال مدة سقوط المطر ..
حان وقفت فتح الزنزانات وخروج السجناء لتناول وجبة الفطور .. قام الحراس بفتح الزنزانات بتدريج حتى وصلوا للزنزانة رقم ” 27 ” نظر الحارس لداخل الزنزانة فلم يجد احد بالداخل .. ولقد كان الباب مقفل .. ظن ” الحارس ” ان السجين ربما اخرجه الحارس الذي كان بالمناوبة السابقة لأي سبب من الأسباب .. لمساعدة الحراس في عمل ما او ذهب الى الطبيب او أي سبب آخر .. ولم يأتي في باله ” التخمين الأخير ” انه قد ” هرب ! “
اكمل الحارس فتح باقي الزنزانات بشكل طبيعي .. واكمل يومه ايضاً بشكل طبيعي جداً حتى اتى نهاية اليوم واصبح الآن دور تبديل ” الحراس ” فأتى الحارس الآخر الموكل له السجن من رقم 20 الى 30 فعندما وصل الى الزنزانة ” 27 ” شاهدها خالية فظن مثل ما ظن الحارس السابق .. فأكمل طريقة الى باقي الزنزانات .. وهكذا حتى اليوم الذي بعده واتى ” الحارس ” التالي وكان مثل الحارس الذي ظن بالبداية ان ” السجين ” غير متواجد لعدة أسباب وعندما وصل ولم يشاهد ” السجين ” في الزنزانة هنا ساوره الشك ! فذهب مباشرة ” لرئيس قسم السجون ” واخبره
” هل شاهدته السجين في السجن 27 ؟ “
” كلا ، هل حصل شيء ؟ “
” هو غير موجود في زنزانته ! “
” غير موجود ؟! كيف ذلك ومنذ متى حصل هذا ! “
اخبره ” الحارس ” منذ متى وذهبوا معاً الى الزنزانة ” 27 ” فتحوا الباب فدخل ” المسؤول ” ومن بعده الحارس ووجدوا ورقة موجودة على سرير ” السجين ” قام بفتحها ” المسؤول ” ولقد كان مكتوب فيها
” روما 1500 ميلادي يبدو ان هذا التاريخ لن ينسى في تاريخ هذا السجن ، انا اول سجين اهرب من السجن ولن تعرفوا كيف هربت ولن أقول كيف هربت الا لعائلتي فقط ، التاريخ يحب الالغاز وانا سأكون أحد ألغاز هذا التاريخ وعائلتي هي فقط من ستعرف الحل لهذا اللغز ولن اخبر احد غيرهم “
التوقيع / السجين 27
امسك الورقة وكاد ان يمزقها ولكن تمالك اعصابه لأنها تعتبر ” دليل ” على ما حصل فوضعها في جيبه ومن ثم توجه الى البوابة وخرج ولقد كان الحارس يرافقه .. ذهب الى غرفة الحراسة التي بها ” الحراس ” وقال لهم ما حصل وصدموا جميعاً ! انها اول مره يهرب منها شخص من ” سجن روما ” وهو يعلم جيداً ان مثل هذه الاخبار النادرة مهما حاول ان يكتمها سوف تنتشر ، وربما يقال من عمله .. وربما ايضاً يتم محاسبة الجميع على ما حدث في السجن وهو هروب سجين لأول مرة من هذا السجن
فأمر من ” الحراس ” ان يقوموا باستجواب السجناء جميعاً .. فقاموا باستجواب السجناء ولم يتوصلوا الى نتيجة وخمن ” رئيس قسم السجون ” بأنه هرب ربما في الليلة الممطرة فذهب وشاهد جدول ” الحراس ” الذين قاموا بالحراسة الخارجية في تلك الليلة وأمر أن يأتوا فوراً الى مكتبة واتوا جميعاً واستجوبهم وعرف من احدهم انه رأى شخص يركض في الخارج تلك الليلة ولكن ظنوا بأنه شخص عادي وكان يركض لا اكثر بسبب الامطار
فقال له ” رئيس قسم السجون “
” يركض ؟ وفي الليل ؟ وفي تلك الأجواء ؟ هل تعلم ان اقرب مدينة من هنا تبعد 30 كيلو متر ! ولا يوجد أي شيء قريب من السجن ابداً ! فلماذا يكون مثل هذا الرجل متواجد تلك الليلة وبذلك الطقس هنا الم تسأل نفسك ؟ الم تسأل نفسك انه لا يوجد لديه عربة ولا يوجد لديه خيل وهو على بعد 30 كيلومتر من اقرب مدينة ! لقد كان هذا هو رجلنا الذي هرب .. لقد كان هذا هو السجن رقم 27 “
وكما هو حال ” القصص ” هناك من يزيد على القصة هنا ومن يزيد هناك .. وانتشرت قصة السجين ” 27 ” وكيف هرب من السجن .. ولقد اصبح مثل ” الأسطورة ” لدى سكان روما وحتى في السجن تناقلت اخباره وكل شخص وضع ” قصة ” من مخيلته لكيفية هروبه .. لا تعلم هل القصة صحيحة ام لا ولكن انتشرت العديد والعديد من القصص
بعد ان قرأ ” رئيس قسم السجون ” الرسالة توجه بنفسه بعد ساعتين تقريباً الى عائلة السجين رقم ” 27 ” وهناك وجد ” ابيه ” فقط لقد كانت ” ام السجين ” متوفيه قبل سنوات ولم يكن هناك الا ” الاب ” ولقد كان رجل كبير في السجن ربما بالثمانين من عمره
تم استجوابه ولقد كان كثير النسيان وقال انه لم يرى ولده منذ سنوات .. ولا يوجد لدي الاب اخوة ولا لدى الام ايضاً ولذلك العائلة الوحيدة التي يملكها هذا السجين هو هذا ” الاب ” فقط لا غير
على ما يبدو انه ” كذب ” عندما قال سأخبر ” عائلتي ” فقط عن طريقة هروبه ، واقفل الباب على ” رئيس قسم السجون ” ولا يوجد لديه أي دليل عن كيفية هرب السجين رقم ” 27 ” او اين ذهب وبهذا ” انتهى كل شيء “
كتب ” التاريخ ” كتبت عن هذه الحادثة وتم تداولها بشكل واسع وتمت دراستها من اكثر من جامعة مستقبلاً لأن من بعد هذه الحادثة لم يهرب أي شخص ولم يعرفوا الى الآن كيف ” هرب ” وفي ” روما ” تم الكتمان على اسم السجين وتمت تسميته بالسجين رقم ” 27 ” فقط
سنين طويلة والموضوع يتداول الناس تعشق قصص ” الهروب من السجن ” ولذلك لم ” تمت قصته ” بل عاشت على لسان الكثيرين حتى سنة 2000 ميلادي
ولكن هناك شيء أخير يجب ان تعرفه عن هذه القصة وهو لم يذكر للعامة ان اسم السجين ” 27 ” هو توم .. وتذكر هذا الاسم جيداً ” توم “
وكذلك من بعد هرب هذا ” السجين ” ربما بأيام قليلة حسب كتب التاريخ تم اغتيال ” حاكم روما ” الحاكم الذي كان لا يحبه الشعب .. ولم يعرف من قتله ابداً ولم يربط قتلة الا في عائلته لان من ورث الحكم بعده ابن عمه ولقد كان حاكم افضل من الذي سبقه ولقد كان حاكم عادل عكس الحاكم الذي تم قتله
البعض ربط قتل ” الحاكم القديم الظالم للشعب ” بالسجين رقم ” 27 ” ولكن لا يوجد أي دليل ان السجين ” 27 ” على صله بالموضوع
والاغلب كان يألف القصص عن ” السجين 27 ” والحاكم وهكذا اصبح السجين الهارب هو ليس هارب من السجن فقط بل ” قاتل للملك “
فكيف تصنع الاساطير ؟ تصنع الاساطير في بعض الأحيان من احدى القصص الحقيقية ولكن يتم زيادة هذه القصة بالمحتوى من هنا وهناك حتى تكبر تلك الأسطورة .. وبالنهاية تسمى ” اسطورة “
عام 2000 ميلادي
بقى ” 4 ساعات فقط ” وسيتم اعدام ” سجين ” وحسب القانون البريطاني يستطيع الشخص الذي سوف يتم إعدامه الاعتراف بجميع جرائمه قبل موته ولن يتم محاسبة عائلته عليها او أي شخص آخر
دخل ” حارس السجين ” على السجين وقال له
” هل تريد الاعتراف بأي شيء ؟ “
” نعم اريد الاعتراف “
” حسناً اذن سوف ابلغ المسؤول “
ذهب ” الحارس ” وابلغ ” المسؤول ” بأن السجين يريد ان يعترف .. ولقد كانت هذه حالة نادره .. في العادة في حالات الإعدام لا يكترث من سوف يتم إعدامهم بالاعتراف بأي شيء بل على العكس يريد ان يترك عائلته وهو يعلم بأنهم بخير ولكن هذا السجين حاله نادرة .. تقريباً من كل 100 حالة إعدام يأتي سجين للاعتراف .. ويكون اعترافه بالعادة ليس من صالح عائلة نهائياً فيقوم بالاعتراف بجرائم ارتكبتها العائلة .. أي فرد منهم .. تقول الحكومة البريطانية انها لا تحاسب احد ولكن في الحقيقة تتم المحاسبة في طريقة أخرى
عندما يعترف شخص على احدهم يكون هذا الشخص الذي ارتكب الجريمة ” معزول ” عن المجتمع وتتناقل اخبار ما فعله وبذلك كأنه في سجن ولكن ” سجن اكبر ” وهو سجن ” الحياة “
حيث انه بشكل تلقائي يبتعد الناس عنك بسبب ما فعلته ولذلك تقول لك ” الحكومة ” اننا لن نحاسب احد وهذا ” صحيح ” ولكن في الحقيقة ” الشعب ” هو من سوف يحاسبك
السجين الذي سوف يعدم اسمه ” توم ” وهو في ال 30 من عمره ، تم الحكم عليه بالإعدام وسوف نعرف من تفاصيل القصة لماذا حكم عليه بذلك
اتى الى الزنزانة من سوف يسجل له كل شيء سوف يعترف به .. ولديه ” ساعتين ” فقط مخصصه له ليعترف بأي شيء
” توم ” : هل استطيع ان آخذ اكثر من ساعتين ؟ ربما قصتي تحتاج الى وقت اكثر
” مسجل الاعتراف ” : كلا ، هذا هو القانون .. والآن سوف يبدأ الوقت ومنذ هذه الثانية بدأ ولديك ” ساعتين “
” مسجل الاعتراف ” : انت تعلم ان كل ما سوف تقوله لن يتم محاسبة احد عليه .. ارجو ان تقول الحقيقة فقط والحقيقة ولا شيء آخر ، هناك الكثير من اعترفوا قبلك ولقد كانوا يكذبون في أكثر من موضوع وانا كنت استمع إليهم واعلم انهم يكذبون لأن هناك مواضيع هناك ادلة عليها وهم يريدون ان يقولوا ادلة من مخيلتهم فقط .. أتمنى ان تكون قصتك حقيقية
بدأ الوقت .. والثواني تركض .. اخذ ” توم ” نفساً عميقاً ومن ثم نظر ناحية ” مسجل الاعتراف ” وقال
” من أين ابدأ .. حسناً سوف ابدأ منذ البداية .. منذ اللحظة التي سوف تغير حياتي بالكامل وهي مرحلة الطفولة .. تلك المرحلة هي كانت البداية في قصتنا حسب ما أرى “
عندما كنت صغيراً كنت في المنزل ” وحدي ” لا اذكر بالضبط في تلك المرحلة كم كان عمري ولكن لنقل اني كنت في ” العاشرة حسب ما اذكر ” لقد خرج ابي وامي وقتها من المنزل وطلبوا مني ان انتظرهم لأن لديهم بعض الاعمال وانا بطبعي كنت طفلاً كثير الحركة .. وانا بطبعي كنت طفلاً احب الحركة .. ذهبت الى غرفة ” المكتب ” الخاصة ” بأبي ” وهناك كنت العب بمفتاح ” الباب ” كنت اقفل الباب وافتحه وهكذا فجأة ! كسر المفتاح وهو بداخل القفل ! ولقد كان في وضعية ” الاقفال ” حاولت فتح الباب بأكثر من طريقة ولكن لا فائدة الباب لا يفتح نهائياً
حاولت بأكثر من طريقة ان افتح الباب ولكن لا فائدة لا يفتح الباب بأي طريقة كانت
ذهبت ناحية النافذة ولقد كنت في الطابق ” الأول ” كنت افكر بالقفز من الطابق الأول ولكن انا طفل في ” العاشرة ” من عمري والقفز من الطابق الأول وفي هذا العمر ربما يكون ” انتحاراً ” فخرجت هذه الفكرة من رأسي وقلت في نفسي ” ربما انتظر ابي وامي ” حتى يعودوا افضل ولكن انا طفل كثير الحركة وكنت لا احب ان انتظر بشكل نهائي
جلست في الغرفة ولقد كانت غرفة مملة بالنسبة ” لصبي في العاشرة من عمره ” تصفحت اكثر من كتاب ولقد كانت كتب مملة تتكلم عن أشياء لم اكن افهمها مكتوب عليها كتب عن السياسة وكتب عن أشياء لا احب قراءتها ابداً وبعضها روايات كنت اقرأ صفحة واحده منها واتساءل كيف لأبي وأمي ان يقرأوا مثل هذه الكتب
مر الوقت .. لا اعلم كم .. لم يكن في ” غرفة المكتب ” ساعة ابداً أتذكر في مره من المرات كنا جالسين على العشاء وقالت ” امي ” لوالدي لماذا لا تضع ساعة في غرفة المكتب ؟ وكانت إجابة والدي ان الساعة غير مهمة وانت تقرأ بل المهم هو التركيز على درجة الاستفادة .. ربما تقرأ ساعة واحده بدون ان تشعر او ساعتين او ثلاث او اكثر ولكن عندما ترى ان هناك ساعة امامك فأنك تركز على الوقت وتقول ” يبدو اني قضيت الكثير من الوقت ” ولذلك لا اضع أي ساعة في المكتب اريد ان اقرأ حتى اشعر بأني تعبت وليس ان الوقت اصبح متأخراً
لا اعلم كم مر من الوقت وانا محبوس في الغرفة ولقد كنت فكرة ” القفز من النافذة ” تراودني اكثر من مره ولكن كنت اعلم بأني لو قفزت سوف أصاب ولذلك كانت الفكرة تأتي وتذهب سريعاً
هناك شعور غريب انتابني فجأة ولا اعلم لماذا اتى لي هذا الشعور .. انه يجب ان اذهب ناحية الباب .. ولقد كانت هناك في احد الادراج وانا ابحث في الغرفة قطعة حديدية استطيع إدخالها في فتحة المفتاح .. لا اعلم لماذا ولكن كان هناك شعور بداخلي اني يجب ان اذهب وآخذ تلك القطعة الحديدية ومن ثم أتوجه الى الباب
وضعت القطعة الحديدية وقمت بإدارتها لم يحدث شيء .. حاولت بأكثر من طريقة حتى ” فتح الباب ” خرجت من الباب ونزلت ولكن هناك شيء بداخلي قال لي ” ادخل مره أخرى ” دخلت الغرفة ومن ثم أغلقت الباب بقوة ” وقفل الباب ” مره أخرى وقمت بمثل تلك الحركة وضعت القطعة الحديدية وقمت بإدارتها حتى ” فتح الباب ” وهنا عرفت انه يبدو ان لدي ” مهارة ” وهي بفتح ” الأبواب المقفلة “
بعد ساعة على الأقل عاد ” ابي وامي ” واخبرتهم بما حصل معي .. نظرت إلي امي وابتسمت وقالت
” يبدو بأن لدينا طفل يعرف كيف يتصرف في خروجنا “
بينما كان ” ابي ” جاد الوجه لم يبتسم لقد كان وجهاً جاداً يشاهدني ولقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يراني ” ابي ” بهذا الوجه .. لم اعرف السبب .. ولكن عرفته بعد سنوات .. وتحديداً بعد ” خمس سنوات “
لقد خرجت امي الى ” البقالة ” لشراء بعض الحاجيات وكان ابي جالس في المنزل ولقد كنت معه .. مر على تلك الحادثة ” حادثة الباب المغلق ” خمس سنوات .. ومنذ تلك الحادثة لم اجرب فتح باب مقفل او ما شابه بل لم اكن افكر بمثل هذه الأشياء ابداً
لقد كان ابي جالس في ” الصالة الرئيسية ” للمنزل في الأسفل ولقد كنت امشي هناك لكي اذهب الى ” المطبخ ” فشاهدني ونظر إلي وقال
” اين تريد الذهاب ؟ “
” الى المطبخ “
” اجلس “
” حسناً “
جلست امام ” ابي ” وقام بوضع وجهه للأسفل وهو جالس كان ينظر الى الأرض ومن ثم قال لي
” كيف حالك اليوم ؟
” بخير “
” اريد ان اخبرك بقصة .. او بالأحرى باعتراف .. شيء يجب ان تعرفه .. انا عمري في الأربعين حالياً ولا اعلم متى سوف اموت .. ولكن هذا الشيء تم توريثه في عائلتنا منذ زمن طويل واعتقد انه حان الوقت لكي اخبرك .. امك لا تعرف عن هذا الشيء فأستطيع القول ان هذا هو اول سر سوف يكون بيننا ويجب ان لا تقول هذا السر لأي احد ويجب ان تفهم هذه الجملة جيداً .. لا تخبره لأي احد الآن في الوقت الحالي مستقبلاً الوضع مختلف ربما سوف تكون بنفس موقفي الآن مستقبلاً مع عائلتك “
لقد انتابتني الحماسة ” سر ” ولأول مرة يبدو ان الموضوع مثير للاهتمام ولذلك اخبرته ان يقول لي ماذا يريد
فقال لي ان هناك قصة ربما قرأت عنها عن شخص اسمه ” توم ” وكيف هرب من ” سجن روما ” ولم يعرف احد كيف هرب وانه قال في رسالته انه سوف يخبر ” عائلته ” فقط
فنظرت إليه وابتسمت وقلت له ” هل تريد ان تخبرني هذه القصة ؟ انا اعرفها على أي حال لقد قمنا بدراستها في المدرسة وكذلك قرأت عنها كثيراً وهناك الكثير من النظريات بشأن هذه القصة .. هل تريد مناقشة احدى هذه النظريات يا ابي ؟ “
نظر إلي واخذ نفساً طويلاً ومن ثم قال ” يبدو ان شرح هذا الموضوع سوف يكون طويلاً ولكن سوف ابدأ معك من نقطة معينة سوف تسهل علي هذا الموضوع “
نظر الى الأسفل ومن ثم إلي ومن ثم الى الأسفل مرة أخرى .. لقد كان يشعر ” بالتردد ” ومن ثم قال
” نحن احفاد توم “
فتحت عيناي بالكامل ونظرت إلي ولقد كان فمي مفتوحاً بسبب ” الجملة التي قالها “
الكلمات ” سرقت ” من فمي ولا اعلم ماذا أقول هل هي مزحه ؟ هو كثير المزاح فلم اكن اعلم ماذا أقول هل اضحك مثلاً ؟ او ان الموضوع ” جدي ” لم اكن اعلم حرفياً
شاهدني بهذه الحال وقال ” اعلم بأن الموضوع صادم بالنسبة لك وخصيصاً لولد في ال 15 من عمره ولكن كان يجب علي ان أقول لك القصة لأن هذا السر متوارث بعائلتنا وانا علمت به عندما كنت في مثل سنك ويجب ان تعرفه الآن وتستوعب جيداً ما أقوله بل ويجب ان تفهم كلمة كلمة من كلماتي .. يجب ان تحفظ كل ما أقول فهذا هو سرنا هل تفهم ما اقول “
نظرت الى والدي وحقاً لم تكن لدي كلمة واحده استطيع الرد بها عليه ” الكلمات حرفياً سرقت من فمي ” ولكن اشرت إليه بالموافقة برأسي
نظر إلي وقال ” امك سوف تأتي بعد ساعه او اكثر لقد طلبت منها ان تذهب لأكثر من مكان ، هل تريد مني ان اخبرك الآن القصة كامله ؟ “
لم اكن اعرف ماذا يجب ان اجيبه ولكن خرجت الكلمات من لساني بشكل لا ارادي وقلت له ” اريد القصة منذ البداية ولكن اولاً هل تتكلم بشكل جدي ؟ او ان هذه مزحه فقط ؟ “
نظر إلي ومن ثم ابتسم وقال ” تذكرني بنفسي كثيراً ، لقد كانت ردت فعلي مشابهة لردت فعلك الآن .. وما حصل بعد ذلك اني لم اصدق القصة من ” ابي ” بل ذهبت واخبرتها لوالدتي وضحكت ايضاً ولكن بالنهاية وضعني ابي في غرفة واقفل الباب وصرخ في وجهي وقال لي ان هذه الأمور لن نتكلم لها بالعلن حتى عند امك .. وهكذا لم أتكلم بعدها بل قام أبي بشرح القصة اكثر واكثر حتى عرفت ان ما يقوله حقيقة .. ومع الأيام عرفت بأننا ” احفاد توم ” الهارب من سجن روما بل الوحيد الذي هرب من ذلك السجن “
قام من مكانه واتى بالقرب مني ووضع يده على رأسي وابتسم ومن ثم قال ” هل تشعر بأن هذا الأمر سوف يؤثر عليك حالياً ؟ هل تريد ان نتكلم عن هذا الموضوع لاحقاً ؟ الموضوع نستطيع ان نؤجله لوقت لاحق لو اردت “
فكرت قليلاً هل استطيع ان اسمع الكلام الذي سوف يقوله لي حالياً او اؤجله لقد كان لدي ” فضول كبير ” لمعرفة ما سوف يقول ولذلك نظرت إليه وقلت له ” اخبرني الآن “
ابتسم وهو ينظر إلي وقال ” حسناً سنبدأ منذ البداية ” وهنا فتح باب المنزل لقد سمعنا صوت الباب .. ولقد كنا ننظر الى ممر ” الصالة الرئيسية ” لمعرفة من دخل .. لقد كانت ” امي ” ومعها بعض ” الاكياس ” ونظرت إلينا وقالت ” انتم هنا ؟ ماذا تفعلون تشاهدون التلفاز “
نظر إليها والدي باستغراب وقال ” قلت لكي اني اريد بعض قطع الستيك هل احضرتها لي ؟
نظرت إلية وقالت ” كلا ” لقد كنت اريد الذهاب الى هناك ولكن وجدت في ” البقالة ” احدى صديقاتي وقالت لي ان المكان مقفل اليوم ” للصيانة ” وسيفتح غداً ولذلك اتيت هنا على الفور وذلك المشوار كان سوف يستغرق وقتاً لقد انقذتني عندما شاهدتها هناك
قال ابي ” هكذا اذن ” انضمي الينا اننا نناقش موضوعاً
ابتسمت وجلست وقالت ” ما هو الموضوع “
شاهدت ” ابي ” ولقد كنت أقول في نفسي ” هل سوف يقول لها ؟ هل هي تعلم اصلاً “
قال ” ابنك لا يعلم أي جامعة سوف يدخل عندما يتخرج من الثانوية ولقد كان يناقشني على الخيارات الأفضل “
نظر الى ابيه والتزم الصمت واكمل ” والده ” الحديث بينما امه تستمع وترد على كلام ” والده ” ولقد كان هو في ” عالم آخر “
مر يوم .. يومان .. ثلاث .. لم يتحدث مع ابيه ولم تسمح له الفرصة لأن يكونا منفردين .. ولقد كان جل تفكيره هو معرفة القصة ولقد كان لديه شك ولو صغيراً ان ابيه كان ” يمزح ” بالكامل وان كل ما يحصل هي مزحه من ابيه بسبب ان ابيه لم يحاول التواصل معه بأي شكل من الاشكال حتى لو كان بأن يخرج معه الى مكان ما منفردين ويتحدث عنه عن الموضوع
حتى اتى اليوم ” الخامس ” وقال الاب وهم جالسين في ” الصالة الرئيسية ” جميعاً
” ما رأيكم ان نذهب للعب البولينغ ؟ “
نظرت اليه زوجته وقالت ” تعلم اني لا احب الذهاب الى هناك ولم العب أي مره في حياتي ، اذهب انت وابنك “
نظر توم ناحية والده وعرف ما الذي يريده فوافق على الذهاب على الفور
قال الاب لابنه ان يذهب ليغير ثيابه وهو سوف يغيرها بدوره وسوف ينتظره في السيارة
ما هي الا عشر دقائق وكانوا في السيارة .. وعم صمت ” رهيب ” بين الاثنين وهم في الطريق .. لقد كان ” توم ” ينظر الى الطريق وهو يعلم ان هذا الطريق ليس هو الطريق نفسه الى الذهاب الى صالة البولينغ .. فعلم ان حديث آخر سوف يتكلمون عنه وتحديداً عن السجين ” 27 “
وصلوا لاحد المطاعم .. لقد كان مطعم وجبات سريعة يقوم ببيع الهمبرجر والبطاطس
نزل الاب ونزل بعده الابن ودخلوا المطعم وجلسوا في طاولة اختارها الاب بنفسه في ” زاوية المطعم ” ولم يكن أي شخص في المطعم بهذه الساعة .. لقد كانت الساعة ال 12 والنصف ظهراً اغلب الناس في هذا الوقت في عملهم
جلسوا الى الطاولة واخذوا قائمة الطعام وقام الاب باختيار وجبته وقال لابنه ” ماذا اخترت ؟ “
قال له ” توم ” ماذا اختار وقام الاب بطلب الوجبة .. ولم يتحدث ” الاب ” ولا ” الابن ” حتى .. حتى وصل الطعام وبدأ الاب بالأكل وهكذا فعل الابن .. ” صمت رهيب ” لا يعلم ” توم ” ما هي نهاية هذا الصمت
عندما اكمل ” الاب ” نصف وجبته وكذلك ” توم ” نظر له ” الاب ” وقال له
” يبدو ان وقت الحديث قد حان “
” يبدو ذلك يا ابي “
” هل انت مستعد لسماع القصة كاملة ؟ “
” نعم “
وضع الاب قطعة الهمبرجر في صحنه ونظر الى ابنه وقال .. بالبداية هل تعرف اسم السجين ” 27 ” ؟ كان هذا سؤال الاب
إجابة توم ” كلا “
نظر له الاب وابتسم وقال ” لقد تم تسميتك عليه يا بني .. اسمه توم “
” ولماذا قمت بتسميتي عليه ؟ “
” عندما تعرف القصة سوف تعرف لماذا قمت بتسميتك بهذا الاسم “
تبدأ القصة
لقد كان في روما يعيش الناس برخاء ولقد كانت متوفرة لديهم جميع الأشياء التي كانوا يريدونها .. حتى اتى احد الحكام هناك .. ولقد كان هذا الحاكم ظالم .. وبدون تسمية الحاكم ولنسميه فقط ” حاكم روما ” لكي لا ندخل بأسماء تاريخية
لقد كان الحاكم ظالم وحرم اهل روما من أكثر من امتياز كان لديهم منحهم إياه ” الحاكم السابق ” وكما ترى عندما تفقد شيئاً بالعادة سوف تشعر بقيمته
معظمنا يعيش حياته بشكل يومي واعتيادي وربما لا يشعر بقيمة ” النعم التي أعطاها إياه الله الا بعد ان يفقدها ” وهكذا كانوا اهل ” روما ” لم يكونوا يعرفوا قيمة تلك الأشياء التي اعطاهم إياها ” العهد القديم ” حتى تمت ازالتها منهم وعرفوا قيمتها .. لقد كان المحصول الزراعي اليومي في روما وفيراً ولقد كانت أي محاصيل زائده عن الحاجه بشكل يومي يتم توزيعها على المواطنين المحتاجين .. وكذلك العامة اذا كانوا يريدون .. مثلاً هذه الميزة تمت ازالتها في ” العهد الجديد “
وهكذا ايضاً كانت الوظائف .. كان أي شخص يريد وظيفة في ” العهد القديم ” يتم اعطاءها وظيفة على الفور عكس ” العهد الجديد ” التي كانت به الوظيفة قليلة جداً وربما تنتظر سنة او اكثر حتى تجد وظيفة ويكون المقابل من اجل تلك الوظيفة ” اقصد راتب العمل ” لا يكفي لسد حاجاتك اليومية حتى
عانى شعب ” روما ” في ” العهد الجديد ” ولم يستطيع اغلبهم التكيف فمنهم من هاجر من روما ومنهم من حاول مقابلة ” الحاكم ” ولكن كل شخص ذهب لمقابلة الحاكم كانت تحصل معه بعد ذلك ” مصيبة ” فمنهم من وجد زوجته مقتولة ومنهم من قتل شخصياً ومن تم قتل ابناءه وهذه كانت ” رسالة ” من ” العهد الجديد ” وهي تقول ان لا تأتي لطلب أي شيء وان قمت بطلب أي شيء فسيكون مصيرك او مصير احد احبائك هو ” الموت ” وهكذا عرف الشعب الرسالة ” وصمت “
شعب ” روما ” في ” العهد القديم ” كانت الدول المجاورة لهم جميعاً يريدون ان يصبحوا بقوة اقتصاد روما وبمعيشتهم الفارهة ولكن كل هذا ذهب مع ” الرياح ” في ” العهد الجديد “
وهكذا مرت سنتين او ثلاث سنوات او اربع او خمس لا يهم ولكن مرت السنوات وقام الشعب بالاعتياد على هذه المعيشة .. عندما تعيش على نمط معين من الحياة فترة معينة من حياتك فأنت سوف تعتاد على هذه المعيشة
وهكذا اصبح حال ” شعب روما ” وبالتأكيد هناك ثوار كانوا على الحكم ولكن هؤلاء الثوار جميعاً اختفوا تدريجياً بل أصبحت أصواتهم قليلة ولا تستطيع سماعها الا مرات قليلة في السنة .. لقد اصبح شعب روما شعب آخر وأصبحت الدول المجاورة لا تريد ان تعيش كما هي حال ” روما الجديدة “
وهنا في هذه الاثناء كان هناك زوجين حديثي الزواج ورزق لديهم ” ابن ” وتم تسميته ب ” توم “
لقد كان الزوج يعمل ” حداداً ” بينما الزوجة كانت تعمل في ” قصر الحاكم ” .. نعم ” حاكم روما الجديد ” ومن هنا سوف تبدأ قصة عائلتنا .. اجدادنا يا بني .. من هنا سوف تنطلق الرحلة
كان ” الابن ” ينظر الى ابيه ولقد كان يستمع للقصة ” بتشويق ” كبير لأنه ابيه سارد قصص ماهر
الزوج كان من ” امهر الحدادين ” في روما ولقد كان الجنود في قصر الحاكم وليس أي جنود بل ” حراس الملك الشخصيين ” بأمر من ” الملك ” لا يأخذون معدات الحراسة من سيوف ودروع الا من هذا ” الحداد ” وكمفاجأة له تم توظيف ” زوجته ” في القصر .. واستمرت الحياة على هذا المنوال ولقد كان الاجر الذي يتلقاه الحداد لقاء عمله وخاصه من ” الحاكم ” سوف يكفيه لبقية حياته وكذلك الزوجة واستمرت الحياة وكبر ” توم ” واصبح في سن يستطيع العمل به فذهب ” الحداد ” الى الحاكم وطلب منه ان يجد وظيفة لابنه
فوافق ” الحاكم ” لأنه على مر كل تلك السنين لقد كان الحداد يبدع في صنعته فلذلك كانت هذه مكافأة
عمل ” توم ” بالبداية جندي في ” الجيش ” وكان من افضل الجنود وترقى ترقية بعد أخرى حتى اصبح وهو في سن صغير احد ” حراس الملك الشخصيين “
لقد كانت الوظيفة التي وجد ” توم ” نفسه بها من افضل الوظائف في ذلك الوقت من حيث المزايا والراتب .. كانوا يلبسون اللون الأسود ” حراس الملك ” وعندما يمشون في ” روما ” كان الجميع ينظر لهؤلاء الحراس نظرة ” نريد ان نكون بتلك الوظيفة مستقبلاً “
مرت سنة على ” توم ” وهو بتلك الوظيفة .. والأيام السعيدة يجب ان تأتي معها بأيام حزينة .. كبرت الام ” ام توم ” ولم تستطع ان تعمل كما السابق .. كان راتب ” الاب ” يكفي العائلة لأنهم اصبحوا اثرياء بسبب ” راتب الوالد ” ولكن ” توم ” نظر الى الأمور من ناحية أخرى
هو احد ” حراس الملك ” ويجب ان يتم ” تمييز ” والدته وهكذا في احد الأيام عندما كان يحرس المجلس الذي يقيمه ” الحاكم ” لكي يناقش أمور الدولة اقترب منه ” توم ” عندما رآه غير مشغول وقال له
” أيها الحاكم هناك موضوع اريد ان اتحدث به معك “
نظر إليه الحاكم نظرة استغراب فهو احد الحراس المكلفين فقط بالحراسة وليس الحديث ولم ينطق الحاكم بأي كلمة
قام ” توم ” بأخذ خطوات للوراء وذهب الى مكانه .. ولم يتحدث وشعر بأن ما فعله كان خاطئ
بعد نهاية الاجتماع بالكامل اتى ” رئيس الحرس ” الى ” توم ” بعد ساعة تقريباً وطلب ان يتحدث معه ، اخبره ان ” الحاكم ” لم يعجبه ما فعله .. وانه يفكر ان يقوم بإزالتك من ” الحرس ” ان كان الامر الذي اتيت من اجله غير مهم
فكر ” توم ” وعرف من نفسه ان الامر غير مهم فأمه كبرت في العمر ولن تستطيع ان تعمل كما السابق .. فكر في حجة أخرى .. فكر .. وفكر .. ومن ثم قال
” سمعت ان هناك مؤامرة لقتل الحاكم “
دهش ” رئيس الحرس ” ونظر الى ” توم ” نظرة الشخص المصدوم وقال له انه يريد التفاصيل كامله ، طلب ” رئيس الحرس ” من ” توم ” ان يجلس على احد الكراسي ويحكي له كل شيء
” توم ” بالبداية طلب من ” رئيس الحرس ” ان يذهب لدقيقة لحضر كوب من الماء .. ذهب توم واحضر كوب من الماء وكان يريد فعل هذا الشيء لكي يفكر ” بقصة ” يقولها ” لرئيس الحرس ” وتكون قصة قابلة للتصديق .. لقد كانت اقل من دقيقة وفكر بها مسرعاً واتى الى ” رئيس الحرس ” وقال له
سمعت ان هناك مؤامرة قبل أيام .. لم اكن وقتها ارتدي زي الحرس لقد كنت اتمشى في احد الأسواق ووجدت رجلين احدهما اصلع الشعر والآخر ذو بشرة سمراء ولقد كانوا يتحدثون انهم سوف يقومون بقتل ” ملك روما ” عندما يخرج من القصر في جولته في ” الأسواق ” لأن الملك بشكل شبه شهري يذهب الى السوق مرة واحده فقط وهكذا .. يبدو ان هناك مخطط لقتله ولقد كنت اريد ان اخبر ” الملك ” بذلك لا أكثر .. انا اعلم انه كان من الواجب ان اخبرك انت شخصياً بالبداية ويبدو اني مخطئ وانا آسف .. ولكن حياة ” ملك روما ” من نتحدث عنه هنا .. هذا كل ما حصل وأتمنى ان تعتذر ” للملك ” ولو استطيع ان اعتذر شخصياً له بسبب ما بدر مني اريد القيام بذلك
نظر ” رئيس الحرس ” ناحية ” توم ” وقال له
” متى حصل هذا في الصباح او المساء ؟ “
” في المساء “
” هل تذكر اشكال وجههم ؟ أي شيء مميز غير ان احدهم اصلع الشعر والآخر بشرته سمراء ؟ “
” هذا فقط ما اذكره لا اذكر شكل الوجهين بشكل دقيق لقد كنت اراهم من ظهورهم “
قام ” رئيس الحرس ” من الكرسي الذي كان جالس إليه وارجع الكرسي الى مكانه ونظر الى ” توم ” وقال له
” سأخبر الملك بكل ما قلته ، وغداً سوف تعرف ما حصل .. الآن تستطيع الانصراف “
خرج ” توم ” من الغرفة ولقد كان ” سعيداً ” يبدو ان القصة التي اخبرها ” لرئيس الحرس ” قد صدقها وكذلك سوف يصدقها ” الملك ” بكل تأكيد .. فالشخص الذي سوف تخبره ان هناك من سوف يقتلك ماذا سوف تكون ردة فعله ؟ فكر بها بشكل شخصي عندما يخبرك شخص ما ان هناك من سوف يقتلك ماذا سوف تكون ردة فعلك ؟ عدم التصديق ؟ ربما ولكن في نفس الوقت سوف تخاف على حياتك
ما هي الا ساعات عندما عاد ” توم ” الى منزله فوجد أمام باب المنزل ” الحرس الملكي ” ويرافقهم ” رئيس الحرس ” طرقوا الباب وفتح الباب ” الاب ” وقال لهم
” هل تحتاجون الى أي شيء في هذه الساعة المتأخرة ؟ “
” نحتاج الى ابنك “
” ابني ؟ لماذا ؟ “
” ليخرج خارجاً حالاً “
خرج الابن الى الخارج وكان ينظر الى ” الحراس والى رئيس الحرس ” وكان يشعر ” بالخوف ” نظراً لما كذب بشأنه
نظر ” رئيس الحرس ” له وقال له
” اعرف بأنك كذبت ولكن لماذا ؟ “
” كذبت .. من اجل امي كنت اريد فقط ان لا يتم طردها لا اكثر “
” حسناً أين هي امك ؟ “
” في المنزل “
امر ” رئيس الحرس ” الحراس بأن يمسكوا ” بتوم ووالده ” واخرجوهم خارج المنزل ومن ثم اقفلوا الباب وامرهم بأن يحرقوا المنزل ووالدته بالداخل .. ولقد احرقوه امام اعين ” الابن والأب “
ماتت والدته بالحريق .. واحترق المنزل بالكامل .. بينما والد ” توم ” لم يعد يعمل حداداً لدى ” الحاكم ” و ” توم ” تم وضعه في السجن .. وتحديداً في السجن رقم ” 27 ” ومن هنا بدأت اسطورة السجين ” 27 “
والآن سوف نكمل القصة في وقت لاحق ..
نظر ” توم ” الذي هو في زمنا الحالي الى ” والده ” الذي كان يحكي له القصة في المطعم .. وقال لماذا سوف تكملها لاحقاً ؟
نظر والده إليه وابتسم وقال له
” يجب ان تستوعب كل ما قلته في البداية ، هذه نصف القصة والنصف الآخر سوف اتركه لاحقاً .. يجب ان تستوعب كل كلمة قلتها اليوم وتفكر بها فأنت من سوف يسرد هذه القصة لاحقاً لأبنائك .. هذا أرث “
لم يفهم ” توم ” ما يقصده ” والده ” .. ولكن خرجوا على أي حال من المطعم ورجعوا الى المنزل .. وفي الليل وقبل ان ينام ” توم ” فكر في القصة .. فكر كيف عاش اجداده .. كيف عاش ” توم ” وكيف رأى والدته تموت ولا يستطيع ان يفعل أي شيء .. فكر بشعور ” والد توم ” وهو يرى زوجته تموت وابنه بجانبه وهو غير قادر على فعل أي شيء .. واستسلم بالنهاية للنوم .. ومرت الأيام وكان يفكر بالقصة بشكل يومي وعرف مع تفكيره لأيام لماذا اخبره ابيه فقط بنصف القصة .. كان يريد ان يثبت ” القصة ” في عقله
عندما يخبرك شخص ما بقصة ولا يكملها وتكون القصة من القصص التي تريد سماعها فسوف تكون بحالة ” تفكير ” ماذا سوف يحدث بعد ذلك ؟ وماذا حدث ؟ وسوف تفكر بالقصة منذ البداية ربما تجد ” خيط ” هناك او هناك يخبرك بباقي القصة وهذا ما حدث مع ” توم ” كان يفكر بشكل يومي بالقصة وكلم ابيه اكثر من مره عندما ينفرد به ولكن دوماً يكون جواب ابيه ” لاحقاً او بالأحرى في الوقت المناسب “
في احدى حصص التاريخ كان المعلم الذي يتحدث مع الطلبة يتكلم معهم عن احداث تاريخية وبعد ان انتهى قال للطلاب
” هل يوجد أي سؤال تاريخي تريدون ان اجيب عنه ؟ لقد انتهت الحصة مبكراً ومن لديه سؤال فليتفضل “
قام العديد من الطلبة بسؤال ” المعلم ” ولقد كانت أسالتهم عن احداث تاريخية مختلفة وكان من الطلاب الجالسين والذي لديه سؤال في عقله هو ” توم ” لقد كان يريد ان يسأل عن السجين ” 27 ” ولكن كان متردد فهو عرف الحقيقة وعرف من يكون
اخذ نفساً .. ومن ثم رفع يده .. فنظر المعلم له وقال له ” تفضل يا توم “
نظر ” توم ” الى المعلم ومن ثم قال له
” السجين 27 .. “
المعلم نظر الى ” توم ” وابتسم وقال ” انتم الطلاب تحبون الحديث عن السجون وعن الهرب من تلك السجون ، حسناً ما هو سؤالك عنه “
تردد توم وصمت قليلاً واسترجع باقي قوته لو كان لديه باقي وقال له
” كيف هرب السجين 27 ؟ وما هي جريمته ؟ “
نظر المعلم له وقام بتعديل نظارته وقال له
” جريمته ؟ حسناً كتب التاريخ ليس لديها شيء ثابت بخصوص هذا الموضوع ولكن بالنهاية هو اشتهر ليس بسبب جريمته ولكن بكيفية هروبه من سجن لم يهرب منه احد قط “
توم ” وما كان عمله اساساً قبل ان يدخل السجن “
المعلم ” في الحقيقة .. لقد قرأت الكثير من الكتب عن السجين 27 وكان هناك تناقضات كبيرة بخصوص عمله ولكن انا أرى بأنه كان يعمل بعمل ممتاز في روما ربما لدى الحاكم “
توم ” لدى الحاكم ؟ وكيف استنتجت هذا الشيء ؟ “
المعلم ” في احد الكتب التاريخية تمت كتابة انه كان يعمل في الجيش ولم يتم تحديد ما هو عمله .. وفي احدى القصص الأخرى يقال انه تحدث مع الحاكم اكثر من مره .. ويقال ايضاً انه هو من قتل الحاكم .. يبدو ان سبب هروبه من السجن هو ليقتل الحاكم ولكن حاكم روما في تلك الفترة لم يثبت من قتله ولكن ما نعرفه انه تم قتله ولكن من قتله ؟ هذا هو السؤال .. والسؤال الآخر لماذا تم قتله بعد هروب السجين 27 ولقد كانت هناك العديد من الروايات بأن السجين تم سجنه بسبب الحاكم فهل خرج لينتقم ؟ انا أرى ان هذا السبب مقنع لو ربطنا المواضيع مع بعضها البعض ولكن لا يوجد أي شيء او بالأحرى دليل على ما أقول هي فقط استنتاجات “
نظر المعلم لباقي الطلبة وقال لهم ” هل من سؤال آخر ؟ “
رفع ” توم ” يده من جديد ونظر الى المعلم وقال له المعلم ” انت ايضاً هل سوف تسأل عن السجين 27 مره أخرى ؟ “
نظر توم له وقال له ” آخر سؤال “
المعلم وافق وقال له ” تفضل “
توم ” ماذا حدث بكتب التاريخ للسجين 27 من بعد ما هرب من السجن ؟ هل يوجد أي استنتاج تراه انت شخصياً “
المعلم ” سؤال جميل وأول شخص يقوم بسؤالي هذا السؤال وسوف اجيب من وجهة نظر الكتب ومن وجهة نظري ، من وجهة نظر الكتب انهم لا يعرفون ماذا حصل معه .. ومن وجهة نظري الشخصية أرى بأنه عاش حياته واكملها بعد ما هرب .. ربما باسم آخر “
توم ” ولماذا استنتجت هذا الشيء ؟ “
المعلم ” بسبب اننا لم نجد جثته في البداية فكيف ذهبنا لاستنتاج بعض الكتب انه مات مثلاً ؟ والبعض الآخر قال بأنه انعزل حتى مات وانا ضد هذين الاستنتاجين ولدي اسبابي .. لماذا لا نقول بأنه عاش حياته ولكن في دولة أخرى ؟ يسهل التنقل بين الدول بالسابق عكس الآن .. هو هرب من اصعب سجن في العالم وقتها لماذا لا يستطيع الهرب من الدولة نفسها وان يذهب لدولة أخرى ليعيش بها ؟ شخص مثل ذكاءه لا اعتقد بأنه هرب من دون أي خطة .. لو لم يكن لديه خطة لوجدناه مثلاً في منزل والده ولكن لم يكن هناك حسب ” جميع الكتب ” ولذلك انا استبعد انه مات بل أقول انه عاش وربما تزوج واصبح لديه أبناء وربما احفاد وربما دمه الآن موجود الى الآن .. هذه اجابتي “
صمت ” توم ” وهو معجب بتفكير الأستاذ .. وقام طلبة آخرون بسؤال المعلم اسأله أخرى حتى انتهت الحصة .. اخذ كتبه وانصرف وعاد الى البيت .. دخل الى المنزل وبالعادة يكون هناك رائحة طعام عندما يدخل الى المنزل تكون امه مشغولة بإعداد الطعام ولكن اليوم على غير العادة لا يوجد أي رائحة للطعام .. ذهب الى المطبخ ولم يكن هناك طعام معد
ذهب الى الصالة الرئيسية فلم يجد احد .. ذهب ليصعد السلالم فوجد ” والده ” امامه وقال له
” والدتك اليوم لديها عمل تنجزه ولذلك سوف نذهب لتناول الغداء خارجاً “
رد عليه توم ” هذا يعني ؟ “
ابتسم الاب وقال ” نعم ، هذا يعني انه اليوم الذي انت تنتظره سوف نستكمل القصة اليوم
فرح ” توم ” وذهبوا في السيارة الى المطعم لقد كان مثل المطعم وجلسوا على نفس الطاولة .. قاموا بطلب الطعام ومن ثم بعد فترة من الاكل تكلم ” الاب “
” حسناً سأكمل القصة الآن اعتقد انك مستعد “
” بالتأكيد “
بدأ الاب
تكملة القصة
عندما تم القبض على ” توم ” وضعوه في الزنزانة ” 27 ” بينما الاب نظراً لما فعله الاب بالسابق ” للحاكم ” قرر الحاكم ان يعطيه منزلاً آخر بالجوار من منزلة .. لقد كان منزلاً قديماً ولكن يصلح للعيش به على أي حال .. لم يتكلم الاب عن ما حدث مع ابنه لأي شخص ولم يذهب للحاكم لكي يتحدث له ان يقوم بالإفراج عن ابنه .. لم يحصل أي من هذا ابداً بل عاش الاب وحيداً في المنزل حتى انه لم يرسل أي رسالة لابنه في السجن
بينما في الناحية الأخرى الابن عندما اخذوه بالبداية اخذوه للحاكم في القصر .. كان الحاكم جالس على الكرسي الخاص به عندما ادخل الحراس ” توم ” وقال له الحاكم
” انت كذبت ورغم كذبك أعطيت والدك منزل جديد ، انا اعلم ان والدك يستحق ذلك عكسك انت .. ستجلس في السجن حتى تموت .. ضعوه في اسوء زنزانة في السجن حيث البرد بها اكثر من أي زنزانة أخرى عقاباً اضافياً له “
تم وضع ” توم ” في الزنزانة رقم ” 27 ” ولقد كانت ابرد زنزانة في سجن روما بسبب كثرة النوافذ بها .. لقد كانت النوافذ مليئة بالقضبان الحديدية ولقد كانت نوافذ عالية جداً لا تستطيع حتى التسلق والنظر الى الخارج
مرت الأيام على ” توم ” وهو في السجن .. لقد كانت معاملة الحراس له جداً سيئة حيث كانوا يضربونه باستمرار ولا يعطونه مرات الطعام لأيام وهذه جميعها كانت أوامر من ” الملك ” نفسه حيث انه امر الشخص الذي يدير السجن بالكامل ان تكون معاملة ” توم ” بهذا الشكل
مرت الأيام على توم من البرد ومن الجوع ومن تذكر والدته ويتذكر ايضاً والده .. وفي احدى تلك الأيام نظر الى الباب .. شعور غريب ان تكون ” الحرية ” امام عينيك ولا تستطيع ان تذهب لها .. يفصلك عن الحرية ” باب فقط ” هذا ما يشعر به ” توم ” باب امامي فقط اخرج منه ومن ثم اخرج من مكان السجن والى الخارج وهناك الحراسة الخارجية ومن بعد الحراسة الخارجية هناك باب الخروج الكبير اخرج منه واكون حراً .. يبدو الكلام والوصف سهل ولكن التطبيق صعب .. نظر الى قفل الباب ولا يعلم لماذا فعل هذا ولكن اقترب منه ولقد كانت معه ” ملعقة الاكل ” قام بوضع جزء صغير منها بمكان القفل فشعر انه يستطيع ان يفتح الباب ولكن يحتاج اولاً ان تكون الملعقة بشكل معين .. شكل آخر .. اصغر قليلاً من جهة معينة
وهكذا استمر في السجن حتى تعرف على العديد من السجناء وبعضهم كان يعمل في السجن ” كحداد ” في السجون لقد كانت هناك وظائف فالسجناء لا يجلسون وينامون ويأكلون فقط بل كانوا يعملون وخصيصاً في ” سجن روما ” لقد كان العمل واجب على جميع السجناء ولقد عمل ” توم ” في غسل اطباق الطعام وكما قلت تعرف على العديد من السجناء ومنهم ” الحدادين ” وطلب من احدهم ان يأخذ الملعقة ويقوم بتغيير شكلها الى شكل معين في بال ” توم “
اخذ السجين الآخر الملعقة وقال له ان الأمر ربما يستغرق أيام منه لأن الحرس يجب ان لا يشاهدوه وقال ” لتوم ” لماذا يريدها بهذا الشكل بالذات ؟ توم كذب وقال له ان المعالق في منزلنا كانت بهذا الشكل في الطرف الخارجي .. صدق السجين ما قاله ” توم ” على أي حال
مرت الأيام في السجن .. حتى اتى اليوم الذي اتى به السجين الآخر بالملعقة ولقد كانت بمثل الشكل الذي وصفه ” توم ” فلقد كان هذا السجين من ابرع الحدادين ولم يتعرف عليه ” توم ” بالصدفة ولكن سمع عنه الكثير ولذلك ذهب له خصيصاً .. اخذ ” توم ” الملعقة ” وشكر ” السجين الآخر “
وفي الليل عندما نام جميع السجناء وتكون هذه الفترة هي اقل فترة يوجد بها ” حرس ” داخل السجون يكونون بالعادة متمركزين في الخارج ويوجد في داخل السجون عدد قليل من السجناء فقط
اخذ ” توم ” الملعقة وذهب ناحية الباب ولديه شعور انه يستطيع ان يفتح الباب بواسطة الملعقة ، قام بوضع الجزء الذي قام ” الحداد ” بتشكيلة في فتحة القفل ومن ثم قام بتدويره مرات عديدة .. لم ينجح في البداية في فعل أي شيء .. دخل اليأس قليلاً إليه ولكن كرر المحاولة .. ولم يفتح الباب .. شعر باليأس هنا حقاً وذهب الى فراشة ونام .. لا يعلم الى متى نام ولكن عندما استيقظ لم تشرق الشمس بعد .. ذهب الى الباب مرة أخرى ومعه الملعقة .. حاول هذه المرة .. مره مرتين ثلاث حتى ” فتح الباب ” ! وصدم ” توم ” لقد كان يملك شعور داخلي ان الباب سوف يفتح ولكن ان يفتح حقاً لقد كانت مفاجأة كبرى له
الحراسة قليلة في مثل هذا الوقت خرج من باب السجن .. ولقد كان هناك ممر يؤدي الى الخارج يعرفه جيداً فهو عندما يخرج من السجن يذهب إليه يومياً .. لقد كان الممر المؤدي للخارج
ذهب الى هناك فوجد احد الحارس جالس على الكرسي وينظر للأسفل .. لا يعلم ان كان الحارس نائم او جالس في مثل هذه الوضعية
لم يجازف فرجع الى الوراء الى الممر الآخر .. ممر يؤدي الى غرفة الطعام ومن هناك ايضاً يوجد غرفة تؤدي الى الساحة الرئيسية ، ذهب الى ممر غرفة الطعام ولم يكن هناك احد وذهب ناحية الباب الذي يؤدي الى الساحة الرئيسية
فتح الباب ولقد كان مفتوحاً يبدو ان الحراس لا يغلقونه ابداً .. ذهب الى الساحة الرئيسية فوجد حراس على الأبراج
فوق ولقد كانوا يقظين جداً .. الساحة الرئيسية تنقسم لعدة نواحي وكل ناحية مغلقة على الأخرى هذه الناحية الذي ذهب لها ” توم ” لم يدخلها أي ” سجين ” بالسابق لقد كانت خاصة بالحراس فقط
لقد كان لا يوجد بها ” حراس ” ابداً فقط يوجد حراس على أبراج المراقبة وعرف ” توم ” ان هذه الساحة هي الساحة المناسبة للهروب فلقد كان ” يرسم ” خطة الهروب التي سوف ينفذها
لن ينفذها اليوم بل كان ” ينتظر ” الوقت المناسب
مشى في الساحة في الجانب المظلم الذي لن يراه به الحراس المتواجدين عند برج المراقبة ووصل الى باب فتحه ولقد كان هناك ” حارس ” امامه مباشرة ولو كان ” توم ” يملك أي شيء بيده لسقط من بيده وسمع الحارس الصوت على الفور
الحارس كان نائم .. بل مستغرق في النوم ويبدو انه نائم منذ فترة .. مشى ” توم ” بالغرفة وهناك باب مكتوب فوقة ” الباب الخارجي ” وعرف ان هذا الباب هو الباب المؤدي الى الخارج ولذلك هذه الساحة لا يأتي لها الا الحراس لأن هذه الساحة بها الباب الذي سيؤدي لخروجك خارج السجن ..
اذن الخطة كالتالي .. الخروج من الزنزانة ومن ثم الذهاب الى هذه الساحة ومن ثم الذهاب الى هذا الباب والخروج ولكن المشكلة الكبرى هي في أبراج الحراسة .. فلو خرج من هذا الباب بشكل مؤكد سيرونه الحراس ويمسكون به .. اذن هذا الوقت غير مناسب .. رجع الى زنزانته وهناك فكر ” متى هو الوقت المناسب ؟ ” لم يملك أي إجابة على هذا السؤال ونام ..
يوم .. يومان .. ثلاث .. عدة أيام .. أسابيع .. لا يعرف ما هي الخطة المناسبة للهرب من السجن من دون ان يكتشفه احد ..
فكر بأن يسأل المساجين ولكن في هذا خطر كبير .. ربما سوف تفشل الخطة فالمساجين يحبون الحديث مع بعضهم بكثرة ويتكلمون عن العديد من الأشياء وربما يتكلمون عن هذا الموضوع وهناك من سوف يريد المشاركة ” بالهروب ” ولذلك لم ترك هذه الفكرة ..
وهو جالس يأكل في المكان المخصص للأكل سمع احد ” الحراس ” يتحدث مع ” حارس ” آخر ان الجو غداً سوف يكون ممطر .. وهي امطار غزيرة .. هذا هو المتوقع
وهنا أتت الفكرة الى ” توم ” هذا هو الوقت ! وقت الامطار ! من يجلس عند الأبراج لن يكون لديه ” تركيز ” بشكل قوي بالمراقبة .. فعرف ان الوقت المناسب هو ” الغد ” ولن يفوت هذا الموعد ابداً
اتى الغد .. وبدأ المطر يتساقط .. يتساقط بقوة .. وبدأت الخطة .. بالبداية قام بكتابة ” رسالة ” سوف يتم ايجادها في السجن لاحقاً كان الهدف من الرسالة ” تضليل ” من سوف يلاحقه لكي لا يعرفوا اين هو اصلاً ولكن كتب بالرسالة شيء حقيقي .. سنعرفه لاحقاً .. قام بفتح باب السجن ومن ثم ذهب الى الساحة الرئيسية ولم يكن بها احد .. وذهب الى ذلك الباب المؤدي الى الخارج .. وكان الحارس غير متواجد ! كيف هذا ؟ اين هو ؟ ماذا يفعل ؟ هل يذهب ناحية الباب الخارجي ويذهب ؟ او يرجع .. فقرر بالنهاية ان يذهب ناحية الباب وخرج الى الخارج .. عندما فتح الباب رأى انه خارج السجن .. وهناك برجين مراقبة على اليمين واليسار والامطار غزيرة .. فرأى من بعيد ” حارس ” يبدو انه الحارس الذي كان يجلس هنا .. بدى انه ينظر الى الباب فركض ” توم ” ركض بأقصى ما يملك من سرعة
المطر كان لا يجعله يركض سريعاً ولكن بذل مجهوده ولقد كانت الأرض طينية .. ركض وكان يعرف بأن ” الحرس ” ربما لن يشاهدوه وربما ايضاً شاهدوه ولكن من الصعب ملاحقته في مثل هذا الطقس .. ركض كأن ” اسود ” تلاحقه .. وهكذا .. لا يعرف كم ركض ولكن ركض حتى سقط على الأرض مغشياً عليه من التعب
وعندما استيقظ كان المطر قد توقف ولقد كانت اشعة الشمس مشرقة .. ولقد كان بجوار منزل .. ذهب الى ذلك المنزل فطرق الباب ولم يرد احد عليه .. قام بفتح الباب ولقد كان مفتوحاً فوجد رجل ” عجوز ” نائم في فراشه فقام بفتح خزانة الرجل واخذ بعض الملابس الخاصة به لأن ” توم ” كان يرتدي ملابس السجن .. قام بتبديل ملابسه والقى ملابس السجون في احد ” الأنهار “
الآن ” افضل ” لن يعرفني احد .. هذا ما تبادر في ذهنه .. ولكن الى اين اذهب ؟ ومن قتل امي ومن جعل ابي يترك وظيفته موجود هنا ؟ آخر مكان سوف يظن هذا الشخص اني ذهبت اليه هو اني سوف اذهب إليه شخصياً ولذلك لن يترك ” روما ” بل سوف يقتل ” ملك روما ” ومن ثم سوف يتركها
ذهب ناحية منزل ” الحاكم ” وهناك قريب ليس كثيراً من منزل الحاكم هناك أماكن للفقراء الذين لا يملكون منازل تم بناءها منذ سنين .. نام في احد تلك الأماكن .. نام اكثر من يوم .. عرف من الرجال المتواجدين هناك متى يخرج الحاكم .. وحتى ان بعضهم قالوا له ان هناك أماكن سرية لدخول القصر .. كان يسمع كلام الجميع يريد ان يجمع كل ما يستطيع عن هذا الحاكم وحقاً مع الأيام لقد جمع اكثر مما يتوقع .. واكتشف ان هروبه من السجن اصبح ” اسطورة ” واصبح الناس يتناقلون قصة هروب السجين ” 27 “
في روما الشعب يحب سماع القصص التي على هذه الشاكلة .. لقد هرب العديد من السجناء من سجون عديدة ولكن هذا السجن لقد كانت المرة الأولى فقط
مع الوقت عمل في المكان الذي هو متواجد فيه وعرف كل شيء يحتاج إليه
عرف متى يخرج الحاكم وأين يذهب .. وعمله كان متقن ولذلك تم ترقيته بالعمل .. مره ثم أخرى حتى وصل ان يعمل بالقرب من قصر الحاكم .. حتى عمل داخل القصر .. عمل في الليل في القصر .. وهناك هو يعرف جيداً اين حجرة الحاكم وذهب الى هناك في احدى الليالي وقام بقتله .. قبل ان يقتله وضع يده على فم الحاكم ونظر إليه ونظر إليه الحاكم لم يذكره ..
قال له ” انا ابن ذلك الرجل الذي قمت بحرق منزلة وزوجته بالداخل لن استطيع حرق قصرك ولن سوف اقتلك فقط اعتقد هذا سوف يرضيني “
قتل ” الحاكم ” وهرب من القصر ولم يعرف احداً كيف قتل .. حكم بعده حاكم آخر وكان ” افضل من السابق ” وهكذا مرت الأيام على ” روما ” بسلام أصبحت افضل
بينما ” توم ” هرب من روما وذهب الى العديد من الدول وكون عائلة .. لم يريد ان يخبر أبيه بما حصل انه هو من قتل ” الحاكم ” وكل هذا.. لم يكن يريد توريط ابيه بأي شكل من الاشكال .. ولكن كان يرسل له رسائل .. كانت هناك كلمات خاصه بين الابن والأب وكان الاب يفهمها جيداً .. كان يرسل رسائل يخبر ابيه انه حي بها لا يخبره مباشرة ولكن بالكلمات التي يعرفها ” ابيه ” يعرف جيداً ان مرسل الرسالة هو ” ابنه “
مرت الأعوام ومات ” الاب ” ولازال ” توم ” مطلوب في ” روما “
ذهب ” توم ” للعديد من الدول حتى استقر بأحد الدول .. لم يغير اسمه فهو ليس مطلوب بأي دولة أخرى .. أسس عائلة .. وتوارث هذا السر .. بين ابناءه واحفاده حتى وصل إلينا .. كان لا يريد ان تدفن قصة ” ابيه وامه ” انه فقط معروف بالسجين ” 27 ” كان يريد من عائلته ان تعرف الحقيقة .. هو قتل الحاكم والقتل خطأ بجميع النواحي ولكن كان لا يريد ان يدفن اسمه على انه ” السجين 27 ” لو تم كشف ذلك مستقبلاً .. كان يريد ان يعرف باسم ” توم ” فقط .. ويعرف الناس القصة .. قصة ابيه وامه وليس قصة قتل الحاكم .. فهو ندم على ما فعله .. القتل ليس من صفات عائلته ..
مرت الأعوام يا ” بني ” حتى وصل السر إلي من والدي .. وهكذا انا اوصله اليوم إليك .. ربما تتساءل ما الفائدة من هذا السر ؟ لماذا يخبرني ” ابي ” به اليوم ؟ انا سوف اخبرك
لا يوجد أي فائدة من الذي نقوله فقط يجب على ” التاريخ ” ان لا يمحى
لا يجب ان تتذكر ” السجين 27 ” بأنه فقط كيف هرب من السجن .. هو هرب نعم وكان الهروب بسيط وليس هرب كما يتداول اليوم في القصص والكتب .. هناك قصص نحن البشر نرفعها عالياً ونحكي هذي القصص ونقول صار هذا وذاك وهي غير حقيقية ونصدقها مع الوقت لأن الاغلب يحكي هذي القصص ..
نظر ” توم ” الى والده في المطعم .. ولم يتكلم فقال له ” والده “
” هل هناك شيء تود ان تقوله ؟ “
” لا ، ولكن هكذا اذن انا فتحت الباب عندما اغلق علي .. يبدو ان لدينا مثل القدرات .. ” وضحك
عادوا الى المنزل ولقد كانت ” الام ” هناك .. رحبت فيهم ومر اليوم .. ومر يومان وثلاث واربع .. مرت الأيام
حتى مرت السنين .. مرت السنين سريعة حتى توفى ” والد توم ” وبقى هو .. تزوج وأسس عائلة واخبر ابناءه بالسر .. ولكن غلطة ” توم ” الكبرى انه اخبر ” ابنه ” في سن غير مناسبة بالقصة .. اخبره بسن ال ” 10 سنوات ” وابنه بدوره اخبر أصدقائه على الرغم ان ” ابيه ” قال له لا تخبر أحد ولكن اخبر جميع أصدقائه وبدورهم اخبروا آبائهم وتناقل الموضوع حتى وصل الى احد أصدقاء ابنه ولقد كان هذا الابن والده يعمل ” محققاً ” وضحك ان هذه القضية تم قفلها منذ سنوات طويلة كيف يحكي هذا الاب لأبنه مثل هذه القصص ؟ وفي مره من المرات كان المحقق يجلسه مع ابنه في احدى المطاعم ووجد هناك ” توم الاب مع ابنه ” وقال له ابنه ان هذا من حكى له القصة
ذهب ” المحقق ” ناحية ” توم ” والقى عليه التحية واخبره بما يقوله الأطفال بما فيهم ” ابنه ” ورأى في ” توم ” الارتباك .. رأى شخص ” متهم ” هو محقق ولقد مر عليه الكثير والكثير من الأشخاص ” المذنبين ” ويعرف تلك النظرة وهي نظرة ان هذا الشخص كان ما يقوله صحيحاً ..
رجع الى منزلة .. ومن ثم ذهب الى قسم الشرطة وهناك قام بالبحث بالسجلات عن ” توم ” وعائلته .. لم يكونوا يملكون أي ” سجل اجرامي ” ولكن كان اسم ” توم ” مبالغ في عائلته .. وهناك شائعات في الكتب تقول اسم السجين 27 كان اسمه ” توم ” ولكن لم يتم تسميته بشكل رسمي بهذا الاسم لأنه ربما يكون الموضوع غير صحيحاً
بحث اكثر عن هذه العائلة ربما يجد أي شيء يربطهم بالسجين 27 .. هو واثق من نظرة الاب ” توم ” نظرته نظرة شخص ” مذنب ” هو يخفي شيئاً بحث في سجل عائلته حتى وصل الى نتيجة انه لن يجد أي شيء .. فأخذ الحل بشكل آخر
وهو الاتهام المباشر .. سوف يذهب الى منزل ” توم ” وسوف يتهمه بشكل مباشر انه هو من احفاد السجين 27
كان المحقق لا يريد فقط ان يحل تلك القضية بل كان يريد ان يشتهر ” كمحقق ” على مر العصور بأنه هو من قام بحل هذه القضية
كتم المحقق الموضوع عن جميع من يعمل معه في قسم الشرطة وقرر ان يذهب غداً لمنزل ” توم ” منفرداً .. اتى الصباح وذهب الى ” منزل توم ” ولقد كان الجو بارداً وهناك امطار خفيفة في الخارج
وصل الى منزل ” توم ” ولقد كان الحي هادئ .. هل هو هكذا دائماً .. لا يعلم
قام بطرق باب منزل ” توم ” لم يرد احد .. قام بطرق الجرس مره أخرى .. ولم يرد احد .. قام مره ثالثة لم يرد احد .. يبدو انهم ليسوا في المنزل فاليوم يوم عطلة .. فذهب ناحيته سيارته
فوجد امامه ” توم وابنه “
نظر إليه ” توم ” نظرة الشخص الذي لا يعرف ماذا يفعل
قام ” المحقق ” بتحية ” توم وابنه ” وعرف عن نفسه مره أخرى بأنه بالبداية والد احد أصدقاء ” توم ” وفي النهاية هو ” محقق “
” توم ” لم يعرف ماذا يفعل مع ” المحقق ” .. رحب به ” توم ” وقال له ” المحقق ” ان كان بالإمكان ان يدخلوا لداخل المنزل ليتحدثوا
وافق ” توم ” وذهبوا لداخل المنزل
” المحقق ” بدأ منذ البداية بالهجوم وقال له ما حصل مع ابنه .. وقال له بهجوم مباشر بأنه احد احفاد ” السجين 27 ” أليس كذلك ؟
بان على وجه ” توم ” الارتباك ومثل تلك المرة عرف ” المحقق ” بأن ” توم ” يخفي شيئاً
فطمأنه ” المحقق ” وقال له ان الموضوع قديم جداً ولن يتم محاسبة رجل مثلك عليه .. مجرد انه يريد معرفة الحقيقة لا اكثر
عرف ” توم ” بأن المحقق ” يكذب عليه ان يبحث عن حل للموضوع في عقلة .. لم يجد أي حل الا ان يقول له بأن ” ابنه ” كان يكذب على الأطفال
لم يصدق ” المحقق ” ما يقوله ” توم ” ونهض من مكانه وقام بالصراخ وقال انه سوف يحول الموضوع الى ” السلطات العليا ” ان لم يعرف ” توم ” حالاً
طلب ” توم ” من المحقق ان يخرج من منزله .. خرج ” المحقق ” من المنزل فهو بالنهاية لم يأتي بأذن رسمي ، عندما خرج ” المحقق ” ذهب ” توم ” لابنه واخبره بما حصل وقال له بأن ما فعله خطأ كبير .. لم يفهم الابن ما الخطأ بالموضوع تحديداً فهو صغير بالسن بالنهاية .. عرف ” توم ” مقدار الخطأ الذي ارتكبه وانه هو الذي عليه الخطأ بسبب اخبار ابنه بمثل هذا العمر ..
مرت الأيام ولم يحدث أي شيء جديد .. حتى اتى امر استدعاء الى مركز الشرطة من قبل ” المحقق نفسه ” لقد كان امر الاستدعاء اتى لمنزل ” توم ” مع احد رجال الشرطة ويجب ان يذهب لمركز الشرطة اليوم فهذا امر ” رسمي “
قام بالاتصال بأحد المحامين واخبره بما حصل معه وقال له بأن ابنه ” كذب ” وانه ليس له أي علاقة ” بالسجين 27 ” المحامي وافق على الدفاع عنه وسيأتي معه الى مركز الشرطة
ذهبوا الى مركز الشرطة معاً وهناك كان ” المحقق ” في انتظارهم .. المحامي قال ” لتوم ” ان لا يجيب على أي سؤال حتى يسمح له ” المحامي ” بذلك وهكذا كان يجيب ” توم ” عن أسئلة عادية جداً اما الأسئلة التي يرى ” المحامي ” بأنها ستورط ” توم ” كان يقول له ان لا يجيب عنها
” توم ” في داخله كان يحدث نفسه ويقول
” ما الخطأ الذي يجب محاسبتي عليه الآن ؟ انا من احفاد هذا الرجل ولم ارتكب أي جريمة وانا اصلاً لم اهرب من السجن لماذا يتم محاسبتي بهذا الشكل “
” المحقق ” كان يضغط اكثر واكثر على ” توم ” بالأسئلة ” والمحامي ” يجيد بدل ” توم ” عن بعض الأسئلة وهكذا مر الحديث بين ” المحقق والمحامي وتوم “
حتى انفجر ” توم ” وكانت هناك كاميرات تسجل كل الحديث وقال
” نعم انا من احفاد هذا الرجل الذي تقول عنه وازيد على هذا الكلام هو من قام بقتل ملك روما في ذلك الوقت ؟ حسناً ما الذي تريدونه الآن ؟ هل سوف تتم محاسبتي على ما فعله هو في الماضي ؟ انا انسان أعيش الآن في الحاضر فكيف يتم محاسبة شخص يعيش الآن عن أفعال شخص في الماضي ؟ الا ترى اني انسان مختلف ؟ “
ابتسم ” المحقق ” ونظر له نظرة المنتصر وقال له
” صحيح ما تقول ولكن انت تنشر القصة .. قلت القصة لابنك وقلت ان هذا تاريخنا وما الى ذلك وابنك نشر القصة كأنكم تفتخرون بالذي فعله جدكم .. لذلك يجب محاسبة احد من افراد العائلة والواجد هو اكبرهم بالوقت الحالي وهو انت “
تم إحالة ” توم ” الى السجن وطالب ” المحقق ” بأن يتم محاكمة العائلة وبالتأكيد ” الطفل ” لن يتم محاكمته بل ” الاب ” فقط .. كانت المحاكمة علنية وتمت بالنهاية إدانة ” توم ” على الرغم بأنه ليس مرتكب الجريمة .. وهكذا تم الحكم عليه بالإعدام
وكما قلنا في البداية ” اعترف توم ” بكل القصة .. هو كان يريد ان يتم ” توثيق ” القصة بالطريقة الصحيحة .. وهكذا تم توثيقها بالطريقة الصحيحة ولم يتم محاسبة أي فرد من افراد عائلته في المستقبل
تم اعدام ” توم ” وانتهى فصل من حكاية عائلة السجين ” 27 ” مع اعدام توم
اما ابنه فعاش وكتب ايضاً عن ابيه مستقبلاً .. كتب كتاب كامل عن ابيه على الرغم ان ما المحتوى الذي في الكتاب اختلف ” نقاد الكتب ” بصحته .. ولكن حقق الكتاب مبيعات كبيرة واصبح من اشهر الكتاب الحديثين
قصة السجين ” 27 ” الذي تكلم عنها ” توم ” بالتفصيل ايضاً تم كتابتها في كتاب خاص كانت القصة من كتابة الشخص الذي قام ” توم ” بالاعتراف له بكل شيء .. وحصل الكتاب على شعبية كبيرة ..
ولكن قصة السجناء والتي تلقى شعبية هناك أناس آخرون يأخذون لمثل هذه القصص منحنى آخر .. فهناك أشخاص حاولوا الدخول للسجن والخروج منه .. بما معناه بأنهم دخلوا عمداً للسجن وارتكبوا أشياء يستحق الشخص ان يسجن عليها كالسرقة مثلاً وحاولوا الهروب من السجن ولم يهرب أي شخص .. كانوا يريدون من ” التاريخ ” ان يدون قصصهم ولكن هذا كله خطأ
وانتهينا هنا من الحكاية .. حكاية السجين 27