أمريكا – واشنطن .. غرفة الإعدام .. أربعة في الداخل ” مسؤول الإعدام والدكتور والحارس واخيراً الرجل الذي سوف يعدم ” ولكن يوجد من بينهم ” قاتل خفي “

شاكر معرفي

29 أغسطس من العام 2022 وتحديداً في ولاية واشنطن الامريكية , الامطار تتساقط بالخارج بقوة على الرغم من شهر ” أغسطس ” ليس من الشهور التي تتساقط به الامطار بهذه الكثرة .. نحن بالقرب من سجن ” واشنطن ” وتحديداً الغرفة المخصصة ” للإعدام بواسطة الحقن “

في ولاية واشنطن الى الآن يستخدمون هذه الطريقة بعملية ” الإعدام ” بواسطة ” ابرة ” بها مادة عندما يغرزونها في جسم الشخص يموت بعد ثواني معدودة .. يرون ان هذه الطريقة هي ” افضل ” من الإعدام ” شنقاً “

الساعة ال 8:55 صباحاً وبعد خمس دقائق من الآن هناك شخص سوف يتم إعدامه .. لا يهم ما هو اسمه بل المهم ما سيحدث ” لاحقاً “

” هل لديك أي كلمات أخيرة ؟ ” قالها المسؤول عن الإعدام المتواجد في الغرفة الصغيرة

نظر إليه الرجل الذي سوف يتم إعدامه وضحك وقال ” كلمات أخيرة قبل ان يتم إعدامي ؟ لقد قلتها بالسابق ولم يصدقني أحد انا لم افعل شيئاً وهذه ستكون آخر كلماتي “

بعد دقيقة تم وضع قطعة قماش على فمه ومن ثم دخل الطبيب الذي سوف يحقنه ” بالإبرة ” واصبحوا الآن أربعة في تلك الغرفة

” مسؤول الإعدام والطبيب والحارس والشخص الذي سوف يعدم “

وضع ” الطبيب ” المادة التي سوف يحقن بها ” المحكوم عليه ” ومن ثم نظر الى الساعة .. لقد كان ينتظر أوامر ” مسؤول الإعدام ” وما ان أصبحت الساعة ” التاسعة ” حرك رقبته بطريقة يعرفها ” الطبيب ” جيداً وهي الحركة التي تقول له ” باشر عملك “

حقن ” المحكوم عليه ” وما هي الا ثواني معدودة الا وتوفي كما بينت الأجهزة .. ازالوا قطعة القماش .. وصرخة ! لقد استيقظ ” المحكوم عليه ” من الموت وصرخ وقال هذا هو القاتل ! هذا هو ! هو من أوقع بي وهناك رسالة في زنزانتي ! ومات بعدها .. كل من في تلك الغرفة كانوا بحالة ” رعب وصدمة ” هذه اول مره يحصل هذا

” مسؤول الامن ” على الرغم من خدمته لسنوات واعدام اكثر من شخص لم يرى مثل هذا المشهد حتى الطبيب .. اما الحارس كانت هذه اول عملية اعدام يكون حاضر بها فهو ” جديد ” اساساً “

وراء الزجاج كان هناك ” اهل المحكوم عليه ” وسمعوا كلماته وذهبوا على الفور الى ” مدير السجن ” واخبره ان يذهب الى زنزانته ويرى هل هناك ” رسالة “

ذهب ” مدير السجن ” على الفور وبرفقته ” حرس ” الى هناك وتم وضع ” الطبيب والحارس ومسؤول الإعدام ” في غرفة معزولة حتى الانتهاء من التحقيق في الموضوع .. فلقد كانت كلماته الأخيرة بأنه ” هذا هو القاتل ” ولقد شك ” اهل المحكوم عليه ” ان القاتل الذي يشير إليه معه في الغرفة واخذ ” مدير السجن ” الموضوع بشكل جدي لأن هذا السجن ” سجن واشنطن ” لم يكن هناك أي شكوى عليه خلال مدة عمل ” المدير ” بل كانت الأمور مثالية .. وصلوا الى الزنزانة

وصل ” مدير السجن ” الى الزنزانة وهناك وجد الرسالة كتب فيها

” من هناك ؟ من يقرأ هذه الرسالة ؟ هذا لا يهم .. انت تعلم من سكن هذه الزنزانة في آخر مره وانا اعلم من سوف يكون متواجد في الغرفة التي سوف اموت فيها .. حسناً واحد من هؤلاء الثلاثة الذين سوف يكونوا في الغرفة هو القاتل الحقيقي .. هو مرتكب جميع الجرائم التي تم زج اسمي بها .. انا لم ارتكب أي جريمة .. ربما تقرأ هذه الرسالة وتنتظر اسم ” الشخص ” ولكن لن اذكره هل تعلم لماذا ؟ لأن بمثل هذا الوقت الذي تقرأ به هذه الرسالة سوف اقتل .. وربما تتساءل لماذا لم اقل عن ما لدي الى أي احد ؟ لقد طلبت اكثر من مره مقابلة عائلتي لأخبرهم ولكن لم يستجب لي احد .. ولقد تكلمت مع الحراس وكان كذلك ايضاً لم يستجب لي احد .. وبالنهاية قررت ان افعل ذلك وبطريقة ” درامية ” وهذا ما حصل .. الرسالة يجب ان يجدها احد ويقرأها وجميع محتويات السجن تسلم ” للعائلة ” وانا متأكد بأنها سوف تصل لشخص ” ربما ” سوف يكشف الحقيقة .. وانا أقول ” ربما ” بسبب اني لا اثق ” بالنظام ” حسناً .. حققوا مع الثلاثة احدهم هو ” القاتل الحقيقي “

” مدير السجن ” قام بوضع الرسالة في جيبه واتجه بنفسه لغرفة التحقيقات ليباشر هو بنفسه التحقيقات .. البداية كانت مع ” الحارس الجديد “

” الحارس الجديد ” تم توظيفه قبل عدة أيام فقط وعليه ديون كبيرة ولذلك قبل بهذه الوظيفة .. لقد كان يبحث عن وظيفة لسنوات ولم يجد أي وظيفة تناسب طموحه ولذلك قرر ان هذه هي الوظيفة التي سوف يقبل بها لكي يسدد ديونه كامله .. ومن كلام الحارس وكلام حتى أصدقائه أكدوا انه بسبب ديونه كان دائماً في المنزل .. غير متزوج .. أصدقاء قليلين .. ودائماً بالمنزل .. من هذا الحديث يبدو ان هذا الشخص غير مشتبه به ابداً

الثاني على القائمة ” الدكتور ” معظم وقته يقضيه في ” السجن ” ولم يأخذ إجازة الا أيام معدودة فقط طوال سنوات خدمته في السجن التي زادت عن عشرين سنة .. والمعروف عن هذا ” الدكتور ” انه لم يبتسم بشكل نهائي .. لم يشاهد أي شخص ابتسامة له وكان العديد من في السجن من ” حراس ” يتكلمون عن هذا الأمر .. كانوا يلقون النكات وكانوا يتحدثون معه بكثرة ولكن لم يبتسم إطلاقاً

الثالث والأخير ” مسؤول الإعدام ” كان يغيب عن عمله بشكل متكرر وكان هذا يزعج ” مدير السجن ” وقدم أوراق نقله عدة مرات ولكن يبدو ان لديه شخص رفيع المستوى يرفض الطلب بشكل متكرر .. كانت هناك إعدامات لا يكون حاضر بها وكان هذا يسبب مشكلة حيث انه يجب ان يكون متواجد فيتم وضع بديل من ” السجون المجاورة ” وكانت هذه تكلفة إضافية على ” سجن واشنطن “

” مدير السجن ” تحدث معه اكثر من مره وهو يذكر جميع الأحاديث ولكن لا فائدة من تلك الاحاديث جميعها ، مدير السجن نظر إليه وكان يرى انه المتهم الأقرب لو كان هناك ” متهم ” اساساً بما معناه ان كان كلام ذلك الرجل الذي تم إعدامه صحيح اساساً .. ربما يكون بالكامل غير صحيح ويعلم بأنه مذنب ولكن يريد ان يحصل تحقيق داخلي وما الى ذلك

” مدير السجن ” لأحد ” الحرس ” : أريد ان يتم تفتيش منزل ” مسؤول الإعدام ” اليوم اذهب واخبرهم ان الأوامر صدرت مني وأريد من قوات ” الداخلية ” الذهاب اليوم الى منزله

صدرت الأوامر ولقد كان ” مدير السجن ” لديه صلاحية عليا في مثل هذه الأمور ، ذهبوا الى منزل ” مسؤول الإعدام ” وهناك عندما فتشوا داخل المنزل وجدوا في جهاز ” الكمبيوتر الشخصي ” الخاص به صور لقتلة متسلسلين وكذلك وجدوا قصص قام هو بكتابتها حسب ما تبين في الكمبيوتر الشخصي عن طريقة قتل أشخاص ولقد كانت بتواريخ قديمة ولقد كانت مثل الجرائم التي حصلت بالسابق .. جميع ما نقوله اثبت انه هو ” القاتل ” الذي يبحثون عنه وربما الصق التهمه بذلك الرجل الذي تم ” إعدامه “

تم زجه بالسجن وتم وضع تاريخ ” للمحكمة ” ومع جميع الأدلة التي ضده لم يكن الحكم اساساً ” سهل ” لأنه الأدلة لا تشير بشكل ” قطعي ” الى انه هو ” القاتل الحقيقي ” ولكن ” الصحف ” كانت تكتب عن القضية باستمرار وكانت تضغط بشكل كبير على المحكمة وبالنهاية تم الحكم ” الإعدام ” لمسؤول الإعدام ..

تم وضع تاريخ ” الإعدام ” ولقد كان من بالغرفة ” الحارس والدكتور ” ومسؤول إعدام جديد

كان ” مسؤول الإعدام ” الذي حكم عليه يصرخ ويقول : ” لست انا ! تذكروا جيداً لست انا والتاريخ والوقت فقط سوف يثبت اني بريء “

الحارس نظر إليه بحزن فلقد كان ” مسؤول الإعدام ” جيد معه خلال فترته القصيرة في العمل .. بينما ” الدكتور المعروف انه لا يبتسم ” نظر إليه فقط وبدون أن ينطق أي كلمة

حانت اللحظة .. الابرة تقترب .. تقترب .. انها النهاية وهو يصرخ هو مثبت بواسطة احزمة .. يصرخ ولا احد سوف يساعده .. قام ” الدكتور ” بوظيفته بإبرته ولقد بدأت النهاية .. نظر ” الدكتور ” الى مسؤول الإعدام الذي تلقى الجرعة ومن ثم ! ابتسم ! نعم لقد ابتسم لأول مرة .. وعرف هنا ” مسؤول الإعدام ” الذي تلقى الجرعة بأن ” الدكتور ” هو الفاعل ولكن ما هي الا ثلاث ثواني من تلك الابتسامة الا وفارق الحياة .. وانتهت القصة بأن نجى ” الدكتور “

ولكن هل هناك جريمة كامله ؟ الجرائم استمرت بعد شهور .. وقام ” محقق ” بالتحقيق بالقضية بشكل مختلف واكتشف بالنهاية ان ” الدكتور ” هو من فعل كل الجرائم .. تم الإمساك به وحكم عليه ” بالإعدام ” وتم إعدامه بنفس الطريقة التي كان يفعلها بالسجن ” بالإبرة “

وانتهت هنا الحكاية بالكامل .. حارس جديد .. دكتور قاتل .. ومسؤول إعدام لم يكن يعرف ما ينتظره

النهاية

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.