يقال ان البقاء ” وحيداً ” ربما يسبب للشخص امراض نفسية ولكن هناك اشخاص آخرين يقولون ان البقاء منعزلاً هو ليس انعزال بشكل تام ولكن ستبقى مع نفسك .. وستحسن من أفكار نفسك .. وربما سوف تكون لديك أفكار لا ترغب في الوصول إليها
شاكر معرفي
عام 1992 وتحديداً في ” الكويت ” في احدى المناطق .. يوجد هناك منزل عاشت ولن نقول عنه منزل .. بل لنقول عنه ” قصر ” نظراً لضخامته .. لقد كانت حديقة ” القصر ” كأنها من حدائق ” فرنسا ” ولقد كان القصر عند مشاهدته لأول مرة كأنه في موقع خاطئ .. فالبيوت المجاورة له بيوت عادية بالنسبة لهذا القصر ، كان يعيش في هذا القصر عائلة سعيدة ولقد كان جميع من حول هذا المنزل من الجيران يرون بأنهم العائلة المثالية بأكثر من جانب
ولكن .. السعادة لا تبقى الى الأبد .. لابد من أمطار الأحزان ان تأتي لكل منزل .. ولكن الحزن الذي وصل الى هذا ” القصر ” كان كبيراً ولم يتحمله صاحب المنزل .. لقد ماتت زوجته .. ومن ثم ابنه ومن ثم ابنته .. حتى مات جميع ابناءه ولقد كانت حوادث مختلفة .. لن اتطرق لكيفية طريقة موتهم ولكن ما حصل بعد موت آخر فرد من العائلة .. لم يبقى من تلك العائلة سوى ” والدهم ” فقام بتصرف غريب .. جميع من يسكن في تلك المنطقة لم يعرفوا تفسير له
لقد قام بوضع لافته امام منزله وكتب عليها انه سوف يبقى في المنزل لمدة 30 عام ابتداء من الغد ومن بعدها سوف يخرج .. ولقد فعلها حقاً .. لم يخرج من باب المنزل ابداً ولقد كان الطعام يصل الى المنزل يومياً عن طريق احد الأشخاص .. يبدو بأنه تعاقد معه قبل ان يقرر قراره
ولكن بعد مرور 20 سنة توقف الشخص الذي كان يأتي بشكل يومي عن الحضور .. ولم يظهر صاحب المنزل .. ولم يقم احد بتوصيل الطعام الى المنزل .. اعتقد الكثير من سكان المنطقة الذين كبروا بالسن معه بأنه ربما مات داخل المنزل ، ولكن السنين غيرت أغلب العوائل وأصبحت العوائل لا تهتم بمن يسكن بالقرب منهم كما السابق
القصر لم يكن احد يهتم به لسنوات .. لقد اصبح ” قصر قديم ” تمر السنوات حتى مرت ” 9 سنوات كاملة ” بقى سنة وحده وسيظهر صاحب المنزل حسب ما كتب ولكن الكثير نسوا ما حصل .. ومات اشخاص كثيرين في تلك المنطقة .. واصبح الأطفال الذين كبروا ولم يشهدوا يوم وضع الرجل الكلام الذي كتب ينظرون للموضوع انه ” كلام غير صحيح ومبالغ فيه “
القصر جذب المصورين الذين قاموا بتصويرة من الخارج .. وهناك شباب أكثر جرأة قرروا الدخول للقصر وتصويرة من الداخل .. وتحديداُ بعد مرور 29 سنة و 6 اشهر
مجموعة من الشباب يقودهم ” إبراهيم ” وهو زعيم المجموعة قرر الدخول معهم للداخل وتصوير القصر ، جميع الشباب يسكنون في مناطق أخرى وليست بمثل المنطقة التي يوجد بها ” القصر ” ولكن سمعوا عن جماله الخارجي على الرغم من انه اصبح ” قديم ” ويحتاج للصيانة بأكثر من جانب وسمعوا ايضاً انه مهجور ولا يسكن احد هناك
قاموا بتسلق الاسوار في البداية ولقد كان التسلق سهل لأن القصر تم بناءة قبل اكثر من 30 عام ولقد كان تصميم الاسوار وقتها ليست عالية مثل الوقت الحالي
” إبراهيم ” : هل نذهب الى الباب الرئيسي ؟ ندخل من الامام ما رأيكم ؟
” سعد ” : لنجرب ربما يكون غير مقفل
ذهبوا ناحية الباب وامسك ” إبراهيم ” بالمقبض وحاول فتح الباب ولكن كان مقفل .. قام بمحاولة فتحه بالقوة بواسطة جسمه ولكن المحاولة أتت بالفشل فالباب كان من الخشب القوي
داروا في اتجاه دائري بالقصر لمعرفة ان كان هناك مكان يستطيعون الدخول إليه .. والمفاجأة ان هناك نافذة على الجانب الأيمن ويستطيعون كسرها حسب ما يرون
” سعد ” : لنقوم بكسرها بواسطة احدى تلك الصخور الكبيرة
لقد كان هناك صخور على الجوانب ولقد كانت كبيرة كانت صخور ” للزينة “
قاموا برفع صخرة كبيرة وضربوها على النافذة وانكسرت على الفور .. دخلوا من النافذة
لقد كان المكان مظلم بالداخل .. فذهبوا ناحية ازرار الإضاءة فربما تعمل .. ولقد كانت حقاً تعمل
انير القصر .. ولقد كان الغبار في كل مكان .. ولكن من يرى ما شاهدوا يعلم بأن المكان ” فخم ” ولقد انفق المالك الكثير من الأموال عليه
” إبراهيم ” : لنبدأ التصوير
اخذ ” سعد ومحمد ” الكاميرا وقاموا بتصوير بعض اللقطات ناحية السلالم ومن اليمين ناحية الأثاث الراقي .. اما ” إبراهيم ” فلقد صعد السلالم ليشاهد ماذا يوجد فوق .. وكان الدرج كأنك في احدى القصور الفرنسية .. لقد كان فخم جداً
” إبراهيم ” اعجب بالقصر وعندما صعد فوق وشاهد العديد من الأبواب .. احتار أي باب يدخل اولاً
دخل الباب الذي على اليمين ولقد كانت غرفة مخصصه ” لرجل ” كما يبدو من الأثاث وصورته التي بالغرفة
امسك بالصورة ولقد كان الغبار عليها فنفض الغبار وشاهده .. لقد كان شاب ربما في ال 20 من عمره .. لقد كان يبتسم ويشير بإصبعه على المصور كما يبدو .. نظر ناحية الغرفة لقد كانت هناك نافذة نظر من خلال وشاهد سلم يؤدي الى الأسفل .. غريب سفل امام النافذة
فجأة ! سمع صوت .. صوت قادم من الأسفل كأنها ضربة بشيء .. ربما شيء سقط وكسر .. ذهب مسرعاً ناحية السلالم فنظر الى ” سعد ” ولقد كان ساقط على الأرض .. بينما ” محمد ” كان واقف امام باب المنزل المقفل
صرخ ” إبراهيم ” : محمد ما الذي يحصل معك ؟
” محمد ” : لقد ضربه ! ضربة لقد ضرب سعد
” إبراهيم ” وشعور الخوف والصدمة يعتريه : من الذي ضربه ؟
” محمد ” : ذلك الرجل في الزاوية
لم يستطع ” إبراهيم ” النظر في الزاوية التي يشير لها ” محمد ” لأنه كان يتحدث مع ” محمد ” من فوق السلالم .. كان يريد النزول ولكن الخوف كان اقوى منه
فسمع صوت خطوات .. خطوات شخص يمشي بالأسفل .. لقد كان هو ذلك الشخص الذي في الزاوية واقترب ناحية ” محمد ” ولقد شاهده ” إبراهيم ” هنا
” محمد ” يصرخ بكلمات ساعدني ! تعال هنا يا إبراهيم ! إبراهيم كان فقط مشاهد للمشهد وهو يشعر بالخوف .. لقد كان شخص يرتدي الأسود .. وكان فوق رأسه قبعة سوداء ايضاً وضرب ” محمد ” على رأسه وسقط ومن ثم نظر الى فوق ناحية ” إبراهيم ” وعرف ” إبراهيم ” انه الهدف القادم فقام بالركض
ركض بشكل لا ارادي ناحية الغرفة التي كان بها قبل قليل .. وتوجه للنافذة ناحية السلم حصل كل هذا بسرعة شديدة فتح النافذة ونزل من السلم بسرعة وهو ينزل من السلم نظر الى فوق فإذا بالرجل نفسه الذي يرتدي الأسود .. لقد كان وجهه متسخ ولا يستطيع تحديد عمره .. لقد كان متسخ باللون الأسود .. قام الرجل بالتلويح بيده ” لإبراهيم ” بيده اليمنى ثم لوح بيده اليسرى .. ثم قام الرجل بدفع السلم وسقط السلم ومعه سقط ” إبراهيم ” ولكن لحسن حظ إبراهيم انه وصل للأسفل قبل ان يسقط كامل السلم وهكذا ذهب مسرعاً ناحية الاسواء تسلقها وخرج من المنزل .. ركض بسرعة ناحية السيارة التي ركنوها بالقرب من ” القصر ” حاول فتح الباب ولكن الباب كان لا يفتح .. وتذكر هنا ان المفتاح كان مع ” سعد “
من شدة خوف ” إبراهيم ” ركض بأقصى سرعة استطاع ان يركض بها .. ركض باتجاه معاكس ” للقصر ” يريد فقط الهروب بعيداً عنه .. عن ذلك الرجل الذي بالداخل .. وهو يركض وجد شبان متجمعين في احدى ملاعب كرة القدم فقال لهم وهو يصرخ
” إبراهيم ” : اتصلوا بالشرطة ارجوكم ! لقد ضربنا ذلك الرجل
الشبان لم يعرفوا ماذا يقصد .. ولكن وجهه كان يشير بأن مصيبة حلت عليه فلذلك قام احدهم بالاتصال بالشرطة واخبرهم ان هناك شاب هنا يقول لهم ان هناك من ضرب احدهم هنا
احد الشبان سأل ” إبراهيم ” : اين حصل كل هذا ؟
” إبراهيم ” : في ذلك القصر هناك
” الشاب ” : مستحيل هذا القصر مهجور منذ سنوات كما قال لي أبي .. ربما شخص لا يملك مكان للسكن كان ينام هناك لا اكثر
” إبراهيم ” : نعم ولذلك اتينا انا واصدقائي سمعنا بأنه مهجور ولكن هو ليس كذلك
.. وما هي الا دقائق واتت سيارة الشرطة لموقع ملعب كرة القدم
اخبر الشرطة بكل الذي حصل منذ البداية .. فذهبوا ناحية القصر وطرقوا الجرس الخارجي .. لم يكن يعمل .. ليس مسموح للشرطة الدخول للمنازل من دون ” أمر قضائي “
الشرطة كانوا على وشك الذهاب الى مركز الشرطة للقيام بالأوراق المطلوبة برفقة ” إبراهيم ” لكي يصدروا أمر قضائي ولكن ” إبراهيم ” قال لهم
” إبراهيم ” : أرجوكم أصدقائي في الداخل سوف يموتون يجب ان ندخل الآن لا اعلم ما سوف يفعله بالداخل ربما يقتلهم
فقام احد رجال الشرطة بالاتصال بالمركز ليحضروا ” مكبر صوت عالي ” ليتحدث من خلاله مع من داخل المنزل .. تم احضاره بغضون دقائق وتحدث رجل الشرطة
” رجل الشرطة ” : يا صاحب القصر من في الداخل نتمنى منك ان تخرج لدينا فقط بعض الأسئلة .. اذا لم تخرج سوف نصدر مذكرة لتفتيش المنزل
” إبراهيم ” فكر في نفسه انه لن يخرج .. ابداً .. ولكن خابت توقعاته وخرج ذلك الرجل .. لقد كان في الستين ربما من عمره او السبعين لم يميز ” إبراهيم ” عمره بشكل دقيق
تقدم الرجل بثياب انيقة وليست كما كان يرتدي بالداخل وتساءل ” إبراهيم ” هل هذا هو نفس الرجل ؟
” الرجل ” : ماذا هناك أيها الشرطي ؟
” الشرطي ” شرح ما قاله ” إبراهيم ” له
ضحك ” الرجل ” ونظر للشرطي وقال له من قال لك ذلك أي شخص منهم ؟ لقد كان هناك العديد من الشبان الذي كانوا في ملعب الكرة و ” إبراهيم ” معهم
نظر الشرطي ناحية ” إبراهيم ” وقال هذا هو
” الشرطي ” : هل هذا هو نفس الرجل الذي تحدث عنه ؟
” إبراهيم ” بتردد : لا اعلم .. ربما .. لقد كان وجهه متسخ لا اعلم
” الشرطي ” : هذا ليس جواب .. حسناً هل نستطيع الدخول للمنزل ؟
” الرجل صاحب المنزل ” : كلا .. انا صاحب المنزل ولن تدخلوا الا بأمر قضائي وانت رجل شرطة وتعرف القوانين جيداً
نظر رجل الشرطة ناحية ” إبراهيم ” وتحرك نحو سيارة الشرطة ونادى على ” إبراهيم ” اتى ” إبراهيم ” وقال له رجل الشرطة
” الشرطي ” : هل تريد ان تذهب معي لمركز الشرطة لكي نحضر مذكرة قانونية ؟ ولكن احذرك لو كان لا يوجد شيء بالمنزل ربما تكون القضية عكسية عليك لو قام برفع قضية عليك بعد ذلك ان لم نجد شيء !
” إبراهيم ” : أصدقائي بالداخل يجب ان نذهب ونحضر مذكرة قانونية للدخول للمنزل
ذهبوا لمركز الشرطية وتم اعلامهم ان المذكرة القانونية لتفتيش المنزل سوف تصدر بالغد صباحاً
ذهب ” إبراهيم ” لمنزلة واتصل والد ” سعد ومحمد ” عليه لأن ابناءه لا يجيبون على الهاتف .. قالوا له ان هاتفهم مغلق وآخر مره تحدثوا معهم قالوا انهم ذاهبين معك .. فحكى لهم ” إبراهيم ” كل ما حصل .. بكاء صراخ تحولت المكالمات .. بالنهاية ذهبوا جميعاً صباحاً لمنزل ذلك الرجل .. فتشت الشرطة المنزل بالكامل لا يوجد أي آثار وحتى السلم الذي قال ” إبراهيم ” انه هرب من خلاله لم يكن موجوداً .. وحتى النافذة التي قاموا بكسرها لم تكن مكسورة .. والمنزل كان نظيف من الداخل كأن من يعيش به كان ينظفه بشكل دوري وليس كما قال ” إبراهيم ” وتم رفع قضية على ” إبراهيم ” من صاحب المنزل وكسب القضية وتم سجن إبراهيم سنتين .. اما محمد وسعد ” فلم يجدوهم .. وضعوا أسماءهم بالصحف ولم يجدوهم لمدة سنتين .. حتى خرج ” إبراهيم “
والسجن يغير الانسان .. ولكن ” إبراهيم ” عندما خرج كان يريد شيء واحد وهو اثبات ان صاحب المنزل هو من فعلها ! رجع لمنزله عند ابيه وامه وجلس يخطط كيف يذهب الى ذلك المنزل من جديد .. وفي تلك الليلة وبعد أسبوع كامل على خروجه خطط لكل شيء وذهب الى المنزل
كانت الساعة ال 1 فجراً كل من في المنطقة كما يبدوا نائمين .. تسلق الاسوار كما تسلقه مع أصدقائه ذهب ناحية تلك النافذة فكر ان يكسرها اولاً ولكن قام فقط برفعها لتجربة هل تفتح .. والحظ انها كانت مفتوحة حقاً ! دخل الى المنزل ولقد شاهد نظافة المنزل .. لقد كان كأنه منزل مختلف عن ما شهده في السابق
ولكن لماذا اتى للمنزل اساساً .. عندما دخل فكر هل من الممكن ان اجد ” سعد ومحمد ” هنا ورجال الشرطة لم يجدوهم .. لقد كان يريد ان يثبت ان هذا الرجل هو من قتلهم كما يظن .. بدون تفكير ذهب الى الغرفة فوق التي بها السلم الذي يؤدي للأسفل .. ربما لأنه دخل هذه الغرفة فقط في البداية فقرر الدخول إليها من جديد
دخل الغرفة ولقد كانت نظيفة ولا يوجد بها غبار كالسابق .. نظر من النافذة ولم يكن هناك سلم .. خرج من الخرجة واتجه للناحية الأخرى هناك اكثر من غرفة .. فتح احدى الغرف وفتح الباب واصدر صوتاً .. تعلمون ذلك الصوت الذي يصدر من باب قديم .. هل سوف يسمعني ” الرجل ” ؟ هذا ما كان يفكر به
فتح الباب ولقد كانت الغرفة مظلمة فقام بإنارة الأضواء بالغرفة .. لقد كانت حركة خطيرة فربما يكون الرجل بالداخل ولكن وصل ” إبراهيم ” لمرحلة انه لا يوجد شيء ليخسره لأنه كان يعلم ان أصدقائه دخلوا معه لهذا ” القصر ” وان هذا الرجل ربما قتلهم ويريد الحقيقة
شاهد ارجاء الغرفة ولم يكن هناك أي شيء .. دخل للغرفة التي بالقرب منها وغرفة أخرى وهكذا كانوا غرف نوم ولا يوجد بهم أي شيء .. ولم يكن هناك ذلك ” الرجل “
ما هي الا دقائق معدودة وسمع صوت .. صوت سيارة شرطة وكان الصوت يقترب .. انه يقترب .. يقترب .. من القصر !
لماذا الشرطة قادمون الى هنا ؟ ذهب الى النافذة التي دخل منها وخرج منها وعند الاسوار عندما تسلقها وخرج وجد امامه سيارتين شرطة بانتظاره وكان موجود ايضاً بالخارج ذلك ” الرجل ” نفسه !
تم القاء القبض علي بتهمة الدخول الى المنزل وتم اتهامي اني كنت اريد قتل صاحب المنزل .. وتم اتهامي ايضاً ان بي مرض نفسي .. وتم وضعي في مستشفى للأمراض النفسية لكي اتعالج هناك .. بقيت في المستشفى لمدة ثلاث سنوات ولن اخفيكم لم أتقدم بعلاجي 1% لأني لم اكن مريضاً اساساً بل كنت أقول الحقيقة فقط .. في هذا الوقت ربما قول الحقيقة صعب .. وقول الكذب اسهل .. عندما تقول الحقيقة لن تعجب الكثير من الأشخاص فنقوم بالكذب لكي يعجبهم ما نقول .. وانا لن اكذب بل سأظل على قول الحقيقة .. بعد ثلاث سنوات من البقاء في المستشفى الامراض النفسية قال لي احد العاملين هناك ان هناك شخص يريد ان يقابلني فهل توافق ؟ وافقت بدون ان اعلم من هو الشخص حتى
لقد كانت المقابلات عن طريق غرف زجاجية تفصلنا عن الشخص المقابل .. ذهبت الى تلك الغرفة فكان الشخص المقابل لي هو ذلك ” الرجل ” هل يريد ان يجن جنوني أكثر ؟
ولكن لم اصرخ ولم اقم بتصرفات متهورة لأني كنت اعلم ان العاملين هناك سوف يدخلوني للداخل على الفور وكنت هادئ وأريد ان اعرف ماذا يريد .. نظر لي وقال لي
” الرجل ” : كيف حالك ؟ الآن ؟
” إبراهيم ” : أنت ترى اين انا الآن فكيف تتوقع ان يكون حالي بعد هذه السنوات هنا ؟ انت تعلم بأني لم اكذب
” الرجل ” : ربما كنت تتخيل .. كنت تتعاطى شيء ما ..
” إبراهيم ” : انا اعلم ما شاهدت .. ولكن غير متأكد لو كنت انت الرجل الذي كان بالداخل او لا
” الرجل ” : حسناً .. ربما شخص آخر وليس انا فكيف تتهمني ؟ شخص كان هناك بالوقت الخطأ وكنتم انتم هناك
” إبراهيم ” بتردد : لم افكر بهذه الجزئية .. ربما يكون كلامك صحيحاً
” الرجل ” : حسناً .. هذا كل ما لدي .. الى اللقاء .. او سأقول لك وداعاً
وقبل ان يخرج ” الرجل ” .. قام الرجل بالتلويح بيده ” لإبراهيم ” بيده اليمنى ثم لوح بيده اليسرى ( انها مثل تلك الحركة التي قام بها عند اسقط السلم ! انها هو نفسه !! )
صرخ ” إبراهيم ” وقال هذا هو القاتل نفسه هذا هو ! صرخ وضرب على الزجاج بلا توقف حتى اوقفه العاملين هناك .. فامسكوا به ووضعوه في غرفة لتهدئته .. وهكذا .. انتهى ” إبراهيم ” في ذلك المستشفى النفسي .. ومات هناك .. بينما ذلك ” الرجل ” عاش سنين طويلة وربما هو موجود الى هذا اليوم
انتهى